بازگشت

من هو عبدالله بن يقطر الحميري؟


«كـانـت أمـّه حـاضـنـة للحسين (ع) كأمّ قيس بن ذريح للحسن (ع)، ولم يكن رضع عندها، ولكنّه يُسمّي رضيعاً له لحضانة أمّه له. وأمّ الفضل بن العبّاس لبابة كانت مربية للحسين (ع) ولم تـرضـعـه أيـضـاً، كـما صحّ في الاخبار أنه لم يرضع من غير ثدي أمّه فاطمة صلوات اللّه عليها وإبهام رسول اللّه (ص) تارة، وريقه تارة أخري». [1] .


وذكـر ابـن حـجـر فـي الاصـابـة أنّ عـبـداللّه بـن يـقـطـر كـان صـحـابـيـاً لانّه لِدَةٌ للحسين (ع). [2] .

وكـان عـبـداللّه بـن يـقـطـر رضـوان اللّه تـعـالي عـليـه مـن أهـل اليـقـين والشجاعة الفائقة، إذ لمّا أمره ابن مرجانة قائلاً: «إصعد القصر والعن الكذّاب بـن الكـذّاب، ثـمّ انـزل حـتـي أري فـيـك رأيـي». [3] صـعـد هـذا البـطـل القـصـر «فـلمـّا أشـرف عـلي النـاس قـال: أيـّهـا النـاس، أنـا رسـول الحـسـيـن بـن فـاطمة بنت رسول اللّه (ص) إليكم لتنصروه وتوازروه علي ابن مرجانة وابن سميّة الدعيّ بن الدعيّ!». [4] .

والظـاهـر أنّ عـبـداللّه بـن يـقـطـر رضـوان اللّه تـعـالي عـليـه قـُتـل قـبـل قـيـس بـن مـسـهـّر الصـيـداوي رضـوان اللّه تـعـالي عـليـه، الذي قتل بعد قتل مسلم (ع)، بدليل أنّ خبر مقتل عبداللّه ورد إلي الامام (ع) بزبالة في الطريق إلي العـراق فـي نـفـس خبر مقتل مسلم (ع) وهاني رضوان اللّه تعالي عليه، فنعاهم الامام (ع) قائلاً: «أمـّا بـعـدُ، فـقـد أتـانـا خـبـر فـظـيـع، قـُتـل مـسـلم بـن عقيل وهاني بن عروة وعبداللّه بن يقطر، وقد خذلنا


شيعتنا..». [5] .

وبـذلك يـكـون عـبـداللّه بـن يـقـطـر رضـوان اللّه تـعـالي عـليـه ثـانـي رسـل الامـام الحسين (ع) الذين استشهدوا أثنأ أدأ مهمة الرسالة، بعد شهيد النهضة الحسينية الاوّل سـليـمـان بـن رزيـن رضـوان اللّه تـعـالي عـليـه، رسـول الامـام (ع) إلي أشـراف البـصـرة، بـل إنّ عـبـداللّه بـن يقطر هو الشهيد الثاني في النـهـضـة الحـسـيـنـيـة المـبـاركـة إذا ثـبـت تـأريـخـيـاً أنـه قُتل قبل قيام انتفاضة مسلم (ع) في الكوفة.


پاورقي

[1] إبـصـار العـيـن: 93 لکـنّ هناک روايات تذکر أنّه (ع) لم يرتضع حتي من ثدي أمّه فـاطـمـة (س)، مـنها عن الامام الصادق (ع): «..ولم يرضع الحسين من فاطمة (س) ولامن أُنثي، کان يُؤتي به النبيّ فيضع إبهامه في فيه فيمصّ منها مايکفيه اليومين والثلاث، فنبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول اللّه ودمه». (الکافي، 1: 465، الحديث رقم 4).

وعـن الامـام أبـي الحسن الرضا(ع): «أنّ النبيّ(ص) کان يؤتي به الحسين فيلقمه لسانه، فيمصّه فيجتزي ء به، ولم يرتضع من أُنثي» (الکافي، 1: 465).

لکـنّ العـلامـة المـجـلسـي رمـي هـاتـيـن الروايـتـيـن بـالارسـال. (مـرآة العقول، 5: 365)؛ وللسيد عبدالحسين شرف الدين فيهما نظر (راجع: أجوبة موسي جار اللّه).

[2] إبصار العين: 93.

[3] نفس المصدر.

[4] نفس المصدر.

[5] نفس المصدر: 94.