بازگشت

خدعة ابن زياد تنطلي حتي علي النعمان بن بشير


وتـواصـل الروايـة التـأريـخـيـة قـصـة خـدعـة ابـن زيـاد فـتـقول: «وسار حتي وافي القصر بالليل، ومعه جماعة قد التقوا به لا يشكّون أنّه الحسين (ع)، فـأغـلق النـعـمـان ابـن بشير الباب عليه وعلي خاصته، فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب، فاطّلع عليه النعمان وهو يظنّه الحسين (ع).

فقال: أُنشدك اللّه إلاّ تنحيت، واللّه ما أنا بمسلّم إليك أمانتي، ومالي في قتالك من أرب.

فـجـعـل لا يـكـلّمـه، ثـم إنـّه دنـي وتـدلّي النـعـمـان مـن شـرف القـصـر فجعل يكلّمه..


فقال: إفتح لا فتحت، فقد طال ليلك!

وسـمـعـهـا إنـسـان خـلفـه فـنـكـص إلي القـوم الذيـن اتـبـعـوه مـن أهل الكوفة علي أنه الحسين (ع)، فقال: ياقوم، ابن مرجانة والذي لا إله غيره!

ففتح له النعمان فدخل وضربوا الباب في وجوه الناس وانفضّوا». [1] .

هـذا النـصّ كـاشـف تماماً عن درجة الضعف المذهل التي كان عليها ممثّلو النظام الامويّ في الكوفة يومذاك، فابن بشير يلبد في القصر ويخشي الخروج منه لمقابلة القادم الذي ظنّ أنّه الحسين (ع)، وعبيداللّه وهو بين مجموعة من أهل الكوفة يخشي حتي من إظهار صوته مخافة أن يُعرف.. فما أقوي دلالة هذا النصّ علي حالة (الانقلاب) التي كانت الكوفة تعيشها في رفضها النظام الامويّ، وانتظارها لوصول القيادة الشرعية القادمة إليها.


پاورقي

[1] الارشاد: 206؛ وعنه بحار الانوار، 44: 340.