بازگشت

التخطيط لاغتيال الامام او اعتقاله في مكة


ومـن الا جـراءات السـريـة التـي اتـخـذتـهـا السـلطـة الامـويـة المـركـزيـة فـي الشـام بـعـد فـشـل خـطـّتـها الرامية الي اعتقال الامام (ع) أو قتله في المدينة المنوّرة، [1] هو قيامها بالتدابير اللازمة لاغتيال الامام (ع) أو اعتقاله في مكّة المكرّمة.

وخطّة السلطة الاموية لاغتيال الامام (ع) في مكة المكرّمة أو اعتقاله من المسلّمات التأريخية التي يكاد يجمع علي أصلها المؤرّخون، وكفي بتصريح الامام الحسين (ع) لاخيه محمّد بن الحنفية:

«يـاأخـي، قـد خـفـت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يُستباح به حرمة هذا البيت!» [2] .

وقوله (ع) للفرزدق: «لو لم أعجل لاخذت». [3] .


ذكـرت بـعـض المـصـادر التـأريـخـية: «أنّ يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر، وأمّره علي الحاج وولاه أمر الموسم وأوصاه بالفتك بالحسين أينما وجد..». [4] .

ويقول مصدر آخر: «وبعث ثلاثين من بني أميّة مع جمع وأمرهم أن يقتلوا الحسين». [5] .

ويـقـول آخـر: «إنـهـم جـدّوا فـي إلقـأ القـبض عليه وقتله غيلة ولو وجد متعلّقاً بأستار الكعبة». [6] .

ومـن الوثـائق التـأريـخـية الكاشفة عن هذه الحقيقة رسالة ابن عباس الي يزيد والتي ورد فيها: «.. ومـا أنـسَ مـن الاشـيـأ، فـلسـت بـنـاسٍ اطـّرادك الحـسـيـن بـن عـلي مـن حـرم رسـول اللّه الي حـرم اللّه، ودسـّك عليه الرجال تغتاله.. فأكبر من ذلك مالم تكبر حيث دسست عليه الرجال فيها ليقاتل في الحرم..». [7] .

وفـي هـذا القدر من المتون التأريخية كفاية في الدلالة علي خطة السلطة الاموية المركزية في الشام لالقاء القبض علي الامام (ع) أو اغتياله في مكّة المكرّمة.



پاورقي

[1] راجـع الجـزء الاول مـن هـذه الدراسـة (مـع الرکـب الحـسـيـنـي مـن المـديـنـة الي المـدينة): الفصل الرابع، عنوان: لماذا لم يبق الامام (ع) في المدينة المنوّرة؟ ص 373 ـ 376.

[2] اللهوف: 128.

[3] الارشاد: 201.

[4] مقتل الحسين (ع) للمقرّم: 165.

[5] تذکرة الشهدأ: 69.

[6] الخصائص الحسينية: 32، طبعة تبريز.

[7] تـأريـخ اليـعـقـوبـي، 2: 248 ـ 249؛ والبـحـار، 45: 323 ـ 324؛ وفـي تـذکـرة الخـواص: 248 «أنـسـيـت إنـفـاذ أعـوانـک الي حـرم اللّه لقتل الحسين..».