بازگشت

رسالة يزيد الي (القرشيين) في المدينة


ويـروي التـأريـخ أيـضـاً أنّ يـزيـد بـعـث بـرسـالة الي أهـل المـديـنة تتضمّن أبياتاً من الشعر ـوهي التي مرّ ذكرها تحتوي علي تهديدهم وتحذيرهم من أي تـحـرك يـتنافي ومصالح السلطة الاموية، فعن ابن أعثم الكوفي: «وإذا كتاب يزيد بن معاوية قد أقبل من الشام إلي أهل المدينة علي البريد ـمن قريش وغيرهم من بني هاشم، وفيه هذه الابيات..

قـال: فـنـظـر أهـل المـديـنـة إلي هذه الابيات، ثمّ وجّهوا بها وبالكتاب إلي الحسين ابن عليّ ـرضي اللّه عنهما فلمّا نظر فيه علم أنّه كتاب يزيد بن معاوية، فكتب الحسين الجواب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

(وإنْ كـذّبـوك فـقـل لي عـمـلي ولكـم عـمـلكـم، أنـتـم بـريـئون مـمـا أعمل، وأنا بريء مما تعملون). [1] والسلام. [2] .

ويـظـهـر مـن قـول المـزّي أنّ يزيد كان قد كتب هذه الابيات إلي ابن عبّاس وإلي من كان في مكّة والمـديـنـة مـن قـريـش، حـيـث يـقول: «كتب بهذه الابيات إليه وإلي من


بمكّة والمدينة من قريش». [3] .

والمـلفـت للانـتـبـاه هـنـا أنّ جـواب الامـام (ع) كـاشـف عـن ازدرائه (ع) الكامل ليزيد إذ لم يذكر في الجواب إسمه، كما لم يلقّبه بلقب، ولم يسلّم عليه، مما يتبيّن مـنـه أنّ يـزيـد لعـنـه اللّه مـصـداق تـام للمـكـذّب بـالديـن وبـالرسـل والاوصـيـأ(ع)، وقـد فـصـّلنـا القـول فـي التـعـليـق عـلي هـذه الرسـالة فـي الفصل الاوّل فراجع.


پاورقي

[1] سورة يونس (ع): الاية 41.

[2] الفتوح، 5: 77.

[3] تهذيب الکمال، 4: 493؛ والبداية والنهاية، 8: 167.