بازگشت

هل غيرت السلطة الاموية المركزية والي مكة؟


يـذهـب بـعـض المـؤرّخـيـن إلي أنّ معاوية مات حين مات: «وعلي المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سـفـيـان، وعلي مكّة يحيي بن حكيم بن صفوان بن أميّة، [1] وعلي


الكوفة النعمان بن بشير الانصاريّ، وعلي البصرة عبيداللّه بن زياد». [2] .

وهذا يعني أنّ السلطة الاموية المركزية في دمشق قد عزلت يحيي بن حكيم عن ولاية مكّة، وأحلّت مـكـانـه عـمـرو بـن سـعـيـد الاشـدق، ضـمـن الاجـراءات الجـديـدة التـي اتـخـذتـهـا عـلي أثـر وصول الامام الحسين (ع) إلي مكة المكرّمة.

غـيـر أنّ مـؤرّخين آخرين رووا أنّ عمرو بن سعيد بن العاص الاشدق هو الذي كان والياً علي مكّة حـيـن مات معاوية، [3] ثم جمع له يزيد الولاية علي مكّة والمدينة بعد عزله الوليد بن عتبة عن منصب الولاية في المدينة.

ومـمـا يـؤيـد هـذا مـاروي أنّ الامـام الحـسـيـن (ع) لمـّا ورد مـكـّة قـال له عـمـرو بـن سـعـيـد: مـا إقـدامـك!؟ فـقـال (ع): عـائذاً بـاللّه وبـهذا البيت. [4] فتأمّل.


پاورقي

[1] يـحـيـي بـن حـکـيـم بـن صـفـوان بـن أمـيـّة: وهو من بني جمح الذين کانوا مع عائشة يوم الجـمـل، فـقـُتـل مـنـهم إثنان وهرب الباقون، وکان يحيي هذا ضمن الذين هربوا ونجا بنفسه، ويـروي أنّ أمـيـرالمـؤمـنـيـن عـليـاً(ع) لمـّا مـرَّ بـقـتـلي مـوقـعـة الجمل بعد انتهائها قال: «..لقد کنت أکره أن تکون قريش قتلي تحت بطون الکواکب! أدرکت وتري من بني عبدمناف وأفلتني أعيار بني جُمح..» (شرح نهج البلاغة، 11: 123؛ وروي ابن أبـي الحـديد: أن يحيي هذا عاش حتي استعمله عمرو بن سعيد الاشدق علي مکة لمّا جمع له يزيد الولاية علي مکة والمدينة فأقام عمرو بالمدينة ويحيي بمکة؛ راجع 11:125).

[2] الاخبار الطوال: 227.

[3] راجع: تأريخ الطبري، 3: 272؛ والکامل في التأريخ، 2: 529.

[4] تذکرة الخواص: 214.