بازگشت

يزيد يستخدم اسلحة ابيه في الارهاب الديني


مـن التـضليل الديني الذي ابتدعه معاوية لتثبيت ملكه، ولاستخدامه في إرهاب الامّة إرهاباً دينياً مـن أجـل تـحـذيـرهـا وتـخـديـرهـا عـن التـفكير بالقيام ضده، الاحاديث الكثيرة التي وضعها له وافـتـراهـا عـلي رسـول اللّه (ص) عملاؤه من صحابة وتابعين


معروفين بنفاقهم وتهالكهم علي دنـيـا مـعاوية، كأبي هريرة، وعمرو بن العاص، وعبداللّه بن عمر، والمغيرة بن شعبة، وسمرة بن جندب، وغيرهم من النفعيين، الذين تفنّنوا في وضع مفتريات تدعو الامّة الي الصبر علي ظلم الحـاكـم الجـائر والخـضـوع له وعـدم الخـروج عـليـه، فـمـن مـفـتـريـات ابـن عـمـر ــعـلي سبيل المثال لاالحصر«ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الامّة وهي جمع فاضربوه بالسيف كائناً ما كان» و«من رأي من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه، فإنّ من فارق الجماعة شـبـراً فـمـات إلا مـيـتـة جـاهـليـة!» و«أدّوا إليـهـم حـقـّهـم ـ أي الحـكـام واسـألوا اللّه حـقـّكم!» [1] وأمثال ذلك.

فـأراد يـزيد أن يعزف علي نفس النغمة في رسالته الي عبيداللّه بن زياد بقوله: «فإنه كـتـب إليَّ شـيـعـتـي! مـن أهـل الكـوفـة يـخـبـرونـنـي أنّ ابـن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين..»، وكأنّ يزيد أراد أن ينبّه ابن زياد ليقوم بـاستخدام تهمة «شقّ عصا المسلمين» في مواجهة مسلم إعلامياً، ويعرّفه أن عقوبة هذه التهمة هي القـتل، وما يجري علي مسلم من التهم عند الامويين يجري بالضرورة علي سيّده الامام الحسين (ع)، بـل لقـد وجـّه الامـويـون هـذه التـهـمـة إلي الامـام (ع) بشكل سافر لمّا أرادوا منعه عن الخروج من مكّة المكرّمة فأبي عليهم، حيث نادوه: «ياحسين، ألا تتقي اللّه؟ تخرج من الجماعة، وتفرّق بين هذه الامّة!!». [2] .

ولقـد أسـرف ابـن زيـاد فـي اسـتـخـدام هـذه التـهـمـة إعـلامـيـاً ضـدّ مـسـلم بـن عـقـيـل (ع) والثـوّار في الكوفة لتنفير الناس عنهم، وخاطب مسلماً(ع) بهذه التهمة مباشرة بعد أن تـمـكـّنـوا مـنه وأحضروه في القصر قائلاً: «ياعاقّ، ياشاقّ، خرجت


علي إمامك، وشققت عصا المـسـلمـيـن، وألقـحـت الفـتـنـة!»، لكـنّ البـطـل الشـجـاع مـسـلم بـن عـقـيـل (ع) ردّ عـليه قائلاً: «كذبت ياابن زياد، إنّما شقّ عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد، وأمّا الفتنة فإنّما ألقحها أنت وأبوك زياد..». [3] .


پاورقي

[1] راجع: ثورة الحسين (ع) ظروفها الاجتماعية وآثارها الانسانية: 105 ـ 114.

[2] تأريخ الطبري، 3: 296.

[3] اللهوف: 121.