بازگشت

الغشم وسيلة خروج الامويين من مازقهم الكبير


فـزع الامـويـّون وعـمـلاؤهـم وجـواسـيـسـهـم مـن تـجـاوب الرأي العـام فـي الكـوفـة مع مسلم بن عقيل (ع)، ورأوا أنّ زمام الامور سيكون بيد الثوّار تماماً إن لم تبادر السلطة الاموية المحلّية فـي الكـوفة إلي اتخاذ التدابير اللازمة الكفيلة بإعادة الوضع الكوفي إلي سابق عهده أو منع تدهوره إلي حدّ سقوط الكوفة فعلاً بيد الثوّار.

ولعـلم الامـويـيـن «بـالحـالة النـفـسـيـة الكـوفـيـة» العـامـة آنـذاك ولخـبـرتـهـم الطـويـلة فـي التـعـامـل مـعها، كان رأيهم أنه لاوسيلة لهم للخروج من هذا المأزق الكبير إلاّ


«الغشم» وهو الظلم والغصب، وأنه لابدّ للكوفة من حاكم أمويّ «غشوم» وهو الظالم المبادر بالظلم، الاخذ بالقهر كلَّ ما قدر عليه.

وقـد أرادوا مـن النـعـمـان بـن بـشـيـر ذي التـأريـخ الاسـود فـي مـعـاداة أهـل البـيـت (ع) أن يـكـون هو هذا الحاكم الغشوم المنشود، وطلبوا إليه ـبعد أن أنكروا عليه تـراخـيـه فـي مواجهة مستجدّات الاحداث [1] أن يبادر إلي تهديد الكوفيين وإرهابهم وقمعهم.

لكـنّ الامـويـيـن وعـمـلأهـم فـي الكـوفـة أحـسـّوا بـالخـيـبـة حـيـنـمـا خـطـب النـعـمـان بـأهـل الكـوفـة خـطـبـتـه التي كشف فيها عن ضعفه أو تضاعفه، وجرّأ الكوفيين علي مواصلة التـعـبـئة للثـورة والتـأهب لها، فبادروا ـوهم علي خوف من تسارع الايام والاحداث إلي رفع تـقـاريـرهـم الي السـلطـة المـركزية في الشام، والتي طلبوا فيها من يزيد أن يسارع إلي إقـالة النـعـمـان بـن بـشـيـر وتـعـيـيـن حـاكـم آخـر غـشـوم يـأخـذ أهل الكوفة بالاحتيال والقوّة والقهر.


پاورقي

[1] راجع: حياة الامام الحسين بن علي (ع)، 2: 350.