بازگشت

سكون ما قبل العاصفة في الكوفة


أحدث دخول مسلم بن عقيل (ع) مدينة الكوفة داعياً للامام الحسين (ع)


تحوّلاً كبيراً في ظاهر الحياة السـيـاسـيـة فـي تـلك المـديـنـة بعد أن «انثالت الشيعة علي مسلم تبايعه للامام الحسين (ع)، وكـانـت صـيـغـة البـيـعـة الدعـوة الي كـتـاب اللّه وسـنـّة رسـوله، وجـهـاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين وإعطأ المحرومين، وقسمة الغنائم بين المسلمين بالسوية، وردّ المظالم إلي أهلها، ونصرة أهل البيت (ع)، والمسالمة لمن سالموا، والمحاربة لمن حاربوا..»، [1] حتي كان عدد من بايعه من أهلها علي أقل التقادير ثمانية عشر ألفاً، وعلي أعلاها أربعين ألفاً.

وكـأنّ الكوفة ـعلي أساس هذا التحوّل الظاهري كانت قد سقطت سياسياً وعسكرياً أو تكاد في يـد سـفـيـر الامـام الحـسـيـن (ع)، ولم يـبـق دون أن يـتـحـقـّق ذلك فـعـلاً إلاّ أن يـأمـر مـسلم بن عقيل (ع) بهبوب عاصفة الثورة والتغيير، لكنّ التزام مسلم (ع) بحدود صلاحياته التي رسمها الامـام (ع) حـال دون هـبـوب العـاصـفـة التـي تـنتزع الكوفة فعلاً من يد الحكم الاموي، فظلّت الكـوفـة تـعـيش أيّامها تلك في سكون يُنذر باحتمال هبوب العاصفة في أية لحظة إذا ما أخلّ بذلك السكون سبب غير محتسب.


پاورقي

[1] حياة الامام الحسين بن علي (ع)، 2: 345 ـ 346.