بازگشت

رسالة مسلم بن عقيل الي الامام


روي الطـبـري أنّ مـسـلم بـن عـقـيـل (ع) كـان قـد كـتـب إلي الامـام (ع) مـن الكـوفـة قبل أن يُقتَل لسبع وعشرين ليلة:


«أمـّا بـعـدُ، فـإنّ الرائد لايـكـذب أهـله، إنّ جـمـعَ أهـل الكـوفـة مـعـك، فأقبل حين تقرأ كتابي، والسلام عليك» [1] .

وفي رواية ابن نما:

«أمـّا بـعـدُ، فـإنّ الرائد لايـكـذب أهـله، وإنّ جـمـيـع أهـل الكـوفـة مـعـك، وقـد بـايـعـنـي مـنـهـم ثـمـانـيـة عـشـر ألفـاً، فعجّل الاقبال حين تقرأ كتابي، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاتُه» [2] .

وفي رواية الدينوري:

«... فـأقـدم، فـإنّ جـمـيـع النـاس مـعـك، ولارأي لهـم فـي آل أبي سفيان» [3] .

وتـقـول الروايـة التـأريـخـيـة أنّ قـيـس بـن مـسـهـّر الصـيـداوي حـمـل هـذه الرسـالة الي الامـام (ع) فـي مـكـّة، وأصـحـبـه مـسـلم عـابـسَ الشاكري وشوذباً مولاه [4] .

وقـد كـان الامـام الحـسـيـن (ع) قـد عـلّق عـزمـه فـي التـوجـّه الي الكـوفـة عـلي تـقـرير مسلم عن حـال أهـل الكـوفـة، وقـد صـرّح (ع) لاهـل الكـوفـة فـي رسـالتـه الاولي إليـهـم بذلك حيث قال:

«... فـإن كـتـب إليَّ أنـه قـد اجـتـمـع رأي مـلاكـم وذوي الحـجـي والفـضـل مـنكم علي مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فإني أقدم إليكم وشيكاً


إن شأ اللّه...». [5] .

وعـلي ضـوء رسـالة مـسـلم (ع) عـقـد الامـام الحـسـين (ع) عزمه علي التوجّه إلي الكوفة، وكتب رسـالتـه الثـانـية إلي أهلها [6] في الحاجر من بطن الرمّة، [7] وحملها قيس ابـن مـسهّر إلي الكوفة، لكنه قبض عليه أثنأ هذه السفارة في الطريق، فمزّق الرسالة كي لا تقع في أيدي الاعداء.


پاورقي

[1] تأريخ الطبري 3: 290.

[2] مثير الاحزان: 32.

[3] الاخبار الطوال: 243.

[4] إبصار العين: 112.

[5] الارشاد: 204.

[6] أوردناها في ترجمة قيس بن مسهّر الصيداوي، فراجع.

[7] ويـضـبـطـهـا بـعـضـهـم (الحـاجـز)، وبـطـن الرمـّة: منزل يجمع طريق البصرة والکوفة الي المدينة المنورة. (راجع: إبصار العين: 28).