بازگشت

من هو مسلم بن عقيل


إنه مسلم بن عقيل بن أبي طالب، من أصحاب عليّ والحسنين (ع)، وقد تزوّج رقيّة [1] بـنـت الامـام عـليّ(ع)، وكـان عـلي مـيـمـنة جند أميرالمؤمنين (ع) يوم صفين مع الحسن والحسين (ع) وعبداللّه بن جعفر [2] .


قـال الخـوئي: «وكـيف كان فجلالة مسلم بن عقيل وعظمته فوق ما تحويه عبارة، فقد كان بصفين في ميمنة أميرالمؤمنين (ع)..» [3] .

وعليه لا يعقل أن يكون عمره الشريف يوم بعثه الامام الحسين (ع) إلي الكوفة 28 سنة علي ما قـاله المـامـقـانـي، [4] لانّ صـفين كانت عام 37 للهجرة، ومعناه أن عمره يوم صفين كان أقل من عشر سنين!!.

هـذا وقـد أخـبـر النـبـي الاكـرم (ص) عـليـاً(ع) بـأنّ مـسـلمـاً(ع) سـوف يـقـتـل فـي مـحـبـّة الحـسـيـن (ع)، فـقـد روي الصـدوق (ره) فـي أمـاليـه: «قـال عـليّ(ع) لرسـول اللّه (ص): يـارسـول اللّه، إنـّك لتـحـبّ عـقـيـلاً؟ قـال: إي واللّه، إنـي لاحـبـّه حـبـيـن: حـبـاً له، وحـبـّاً لحـبّ أبـي طـالب له، وإنّ ولده لمـقـتـول فـي مـحـبـّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون، ثمّ بـكـي رسـول اللّه (ص) حـتـي جـرت دمـوعـه عـلي صـدره، ثـم قال: إلي اللّه أشكو ما تلقي عترتي من بعدي». [5] .

وكـان مـسلم (ع) مثالاً سامياً في الاخلاق الاسلامية عامة وفي الشجاعة والجرأة والبأس خاصة، وقـد شـهـدت له مـلحـمـتـه فـي الكوفة بتلك الاخلاقية السامية عامة وتلك الشجاعة خاصة، حتي قـال عـدوّه مـحـمد بن الاشعث وهو يصفه لابن زياد: «..أولم تعلم أيها الامير أنّك بعثتني إلي أسد ضرغام وسيف حسام في كفّ بطل همام من آل خير الانام..» [6] .

«ونـقـل عـن بـعـض كـتـب المـنـاقـب: أنّ مـسـلم بـن عـقـيـل كـان مثل الاسد، وكان من


قوّته أنّه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت» [7] .

وفـي بـعـض كـتـب المـنـاقـب: أرسـل الحـسـيـن (ع) مـسـلم بـن عقيل إلي الكوفة وكان مثل الاسد [8] .

ومـن مـواقـفـه الكاشفة عن شجاعته الهاشمية الفذّة موقفه أمام معاوية أيّام حكمه وقد طلب منه ردّ المال وأخذ الارض، حيث قال له مسلم: مه، دون أن أضرب رأسك بالسيف! [9] .


پاورقي

[1] المجدي في أنساب الطالبيين: 18 وأنساب الاشراف 2: 830.

[2] بحار الانوار 42: 93.

[3] معجم رجال الحديث 18: 150.

[4] تنقيح المقال 3: 214.

[5] أمالي الصدوق: 111، المجلس 27، حديث رقم 3؛ وعنه البحار: 22:288.

[6] نفس المهموم: 111.

[7] نفس المصدر.

[8] راجع: البحار 44: 354.

[9] راجع البحار 42: 116.