بازگشت

رسالة الامام الحسين الي اهل الكوفة


«...ثـم كـتـب مـع هـانـي بـن هـانـي وسـعـيـد بـن عـبـداللّه [1] ، وكـانـا آخـر الرسل:


بسم اللّه الرحمن الرحيم

من الحسين بن عليّ إلي الملامن المؤمنين والمسلمين:

أمـّا بـعـدُ: فـإنّ هانياً وسعيداً قدما عليّ بكتبكم، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، وقد


فهمت كلّ الذي اقـتـصـصـتـم وذكـرتـم، ومـقـالة جـُلّكـم: إنـّه ليـس عـليـنـا إمـام فأقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك علي الحق والهدي.

وإنـّي بـاعـث إليـكـم أخـي وابـن عـمـّي وثـقـتـي مـن أهـل بـيـتـي مـسـلم بـن عـقـيـل، فـإن كـتـب إليَّ أنـه قـد اجـتـمـع رأي مـلاكـم وذوي الحـجـي والفـضـل مـنـكـم علي مثل ماقدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم فإني أقدم إليكم وشيكاً إن شأ اللّه، فـلعـمـري مـا الامـام إلاّ الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الداين بدين الحق، الحابس نفسه علي ذات اللّه، والسلام» [2] .


پاورقي

[1] ذکـر صـاحـب المـنـاقـب أنّ هـذه الرسـالة بـعـثـهـا الامـام (ع) مـع مـسـلم بـن عـقـيـل (ع) إلي أهـل الکـوفـة لامـع هـانـيء وسـعـيـد (مـنـاقـب آل أبي طالب 4: 90).

لکـنّ المـامـقـانـي ذهـب إلي أنّ الامـام (ع) بـعـثـهـا إلي أهـل الکـوفـة مـع هـانـي وسـعـيـد قـبـل مـسـلم بـن عـقـيـل،ثـم قال:

«أمـّا هـانـي هـذا فـهـو مـجـهـول الحـال، وليـس هو ابن هاني بن عروة، فإنّ ابن ذاک يحيي، وقد نال الشهادة بالطّف» (تنقيح المقال 3: 290).

ويـظـهـر مـن تـرجـمـة المـزّي ليـحـيـي بـن هـانـي، خـلاف ذلک، وأن يـحيي کان حياً بعد والده، قال: «وکان من أشراف العرب وکان أبوه ممن قتله عبيد اللّه بن زياد في شأن الحسين بن علي.. عـن شـعـبـة أنـه کـان سـيـّد أهـل الکـوفـة وزاد أبـوحـاتـم: صـالح مـن سـادات أهل الکوفة» (تهذيب الکمال، 20:246).

أمـّا سـعـيـد بـن عـبـداللّه الحـنـفـي: فـهـو فـي أعـلي درجـة الوثـاقـة والجـلالة، ومـن أفاضل شهدأ الطفّ، وهو الذي جعل نفسه وقاية لمولانا الحسين صلوات اللّه عليه يوم عاشورأ حين الصلاة». (مستدرکات علم الرجال 4: 68).

ولو لم يکن إلاّ ماورد في زيارة الناحية المقدّسة في حقّه لکفي في الکشف عن ثقته وجلالته، ففي الزيـارة: «السـلام عـلي سـعـيـد بـن عـبـداللّه الحـنـفـي القـائل للحـسـيـن وقد أذن له في الانصراف: لا واللّه، لا نخلّيک حتي يعلم اللّه أنّا قد حفظنا غـيـبـة رسـول اللّه (ص) فـيـک، واللّه لو أعـلم أنـّي أُقـتـل ثـم أحـيـي ثـم أحرق ثم أُذري، ويفعل بي ذلک سبعين مرة ما فارقتک حتي ألقي حمامي دونـک، وکـيـف أفعل ذلک وإنّما هي موتة أو هي قتلة واحدة، ثم بعدها الکرامة التي لا انقضأ لها أبداً. فقد لقيت حمامک وواسيت إمامک، ولقيت من اللّه الکرامة في دار المقامة، حشرنا اللّه معکم في المستشهدين ورزقنا مرافقتکم في أعلي علّيين».

کما ازداد شرفاً بوقايته الحسين (ع) عند الصلاة، کما روي الطبري أنّه لمّا صلّي الحسين (ع) الظـهـر صـلاة الخـوف اقـتتلوا بعد الظهر فاشتدّ القتال، ولما قرب الاعدأ من الحسين (ع) وهو قـائم بـمـکـانـه اسـتـقـدم سـعـيـد الحـنـفـي أمـام الحـسـيـن (ع) فـاسـتـهـدف لهـم يـرمـونـه بـالنـبـل يـميناً وشمالاً وهو قائم بين يدي الحسين (ع) يقيه السهام طوراً بوجهه وطوراً بصدره وطـوراً بـجنبه، فلم يکد يصل الي الحسين (ع) شيء من ذلک، حتي سقط الحنفي الي الارض وهو يـقـول: اللّهـم العـنـهـم لعـن عـاد وثمود، اللّهم أبلغ نبيّک عني السلام، وأبلغه مالقيت من ألم الجـراح، فـإنـي أردت ثـوابـک فـي نـصـرة نـبـيـّک، ثـمّ التـفـت إلي الحـسـيـن (ع) فـقـال: أوفـيـت يـابـن رسـول اللّه (ص)؟ قـال: نـعم، أنت أمامي في الجنّة. ثمّ فاضت نفسه النفيسة». (تنقيح المقال 2: 28).

[2] الارشـاد: 204، وتـاريـخ الطـبـري 3: 278. والاخـبـار الطوال: 231 وفيه «ليعلم لي کنه أمرکم..».