بازگشت

اجتماع الامام برسل اهل الكوفة و مبعوثيهم


بـعـد أن عـلم أهـل الكوفة بامتناع الامام (ع) عن البيعة ليزيد، وأنه (ع) قد صار إلي مكّة، تقاطرت رسائلهم الكثيرة إليه بلا انقطاع، وقد أبدوا فيها استعدادهم لنصرته والقيام معه، ودعوه فيها إلي القدوم إليهم.

«وتـلاقـت الرسـل كـلهـا عـنـده، فـقـرأ الكـتـب، وسـأل الرسـل عـن النـاس...»، [1] وكـان هـانـي بـن هـانـي وسـعـيـد بـن عـبـداللّه الحـنـفـي آخـر الرسل القادمين عليه.

«فقال الحسين (ع) لهاني وسعيد بن عبداللّه الحنفي:

خبّراني من اجتمع علي هذا الكتاب الذي كُتب معكما إليّ؟

فـقـالا: يـا أميرالمؤمنين، [2] اجتمع عليه شبث بن ربعي، وحجّار بن أبجر، ويزيد


ابن الحـارث، ويـزيـد بـن رويـم، وعـروة بـن قـيـس، وعـمـرو بـن الحـجـّاج، ومـحـمـد بـن عـمـير بن عطارد. [3] .

قـال: فـعـنـدهـا قـام الحـسـيـن (ع) فـتـطـهـّر وصـلّي ركـعـتـيـن بـيـن الركـن والمـقـام، ثـم انـفـتـل مـن صـلاتـه وسـأل ربـّه الخـيـر فـيـمـا كـتـب إليـه أهـل الكـوفـة، ثـمّ جـمـع الرسـل فـقـال لهـم: إنـي رأيـتُ جـدّي رسول اللّه (ص) في منامي، وقد أمرني بأمر وأنا ماضٍ لامره.

فعزم اللّه لي بالخير، إنه وليّ ذلك والقادر عليه إن شأ اللّه تعالي» [4] .


پاورقي

[1] الارشاد: 204.

[2] لايـبـعـد أن يکون هذا التعبير من ابن أعثم الکوفي صاحب الفتوح أو من الناسخ، لان المـأثـور أنّ الائمـة (ع) کـانـوا يرفضون أن يخاطبوا بهذا اللقب لاختصاص أمير المؤمنين عـلي (ع) بـه، فـفـي الاثـر: «دخـل رجـلٌ عـلي أبـي عـبـداللّه (ع) فـقـال: السـلام عـليـک يـاأمـيـر المـؤمـنـيـن. فـقـام أبـوعـبـداللّه (ع) قـائمـاً وقـال: مـه، إنّ هـذا الاسـم لا يـصـلح لاحـد إلاّ لامـيـر المـؤمـنـيـن...» (مـسـتـدرک الوسائل 10: 400حديث رقم 5».

[3] سـتـأتي ترجمة جلّ هؤلأ الذين کتبوا إلي الامام (ع) فيما يأتي من المقاطع الاخري من هـذا البـحـث / وفـي تـاريـخ الطـبـري (طـبـعة دار الکتب العلميّة ـ بيروت):3:278 ورد: يزيد بن الحـارث بـن يـزيـد بن رويم، وورد أيضاً عزرة يدل عروة، أمّا طبعة مؤسسة الاعلمي ـ بيروت:4:262 ففيها: يزيد بن الحارث ويزيد بن رويم أمّا في کتاب الارشاد: 203 ففيه: يزيد بن الحارث بن رويم.

[4] الفتوح 5: 34.