بازگشت

الشهيد الاول في الثورة الحسينية


يـُطـلق لقـب (الشـهـيـد الاوّل) فـي الثـورة الحـسـيـنـيـة عـادةً عـلي مـولانـا مـسـلم بـن عـقـيـل (ع)، وهـو المـشـهـور، وهـذا صـحـيـح إذا أردنـا بـذلك الشـهـيـد الاوّل مـن شـهـدأ بـنـي هـاشـم فـي هـذه الثـورة المـقـدّسـة، ولكـنـنـا إذا أردنـا (الشـهـيـد الاوّل) مـن شهدأ هذه الثورة المقدّسة عموماً فإنّ رسول الامام الحسين (ع) إلي أشراف البصرة ورؤسأ


الاخماس فيها هو ذلك الشهيد الاوّل رضوان اللّه تعالي عليه، الذي قتله عبيداللّه بن زيـاد قـبـل يـوم مـن تـركـه البـصرة متوجهاً إلي الكوفة، وذلك بسبب خيانة المنذر بن الجارود العـبـدي، الذي زعـم [1] أنـه خاف أن يكون الكتاب دسيساً من عبيداللّه بن زياد ـوكانت بـحـريـة بـنـت المـنـذر زوجـة لعـبـيـداللّه بـن زيـاد فـأخـذ عـبـيـداللّه بـن زيـاد الرسول فصلبه، [2] أو قدّمه فضرب عنقه. [3] .

وقـد ذهـب جـلّ المـؤرّخـيـن إلي أنّ اسـم هـذا الرسـول هـو سـليـمـان، إلا أنّ ابـن نـمـا ذكـر ـعلي قـول أن إسـمـه زراع السـدوسـي حـيـث قـال: «وبـعـث الكـتـاب مـع زراع السـدوسـي، وقيل مع سليمان المكنّي بأبي رزين..»، [4] لكنّ السلام الوارد عليه في زيارة الناحية المـقـدّسـة يـؤكـّد أنّ إسـمـه سليمان: «السلام علي سليمان مولي الحسين ابن أميرالمؤمنين، ولعن اللّه قاتله سليمان بن عوف الحضرمي» [5] .

ويُكني سليمان بأبي رزين، وقيل إنّ أبا رزين «هو إسم أبيه، وأمّه كبشة، جارية للحسين (ع)، فـتـزوجـها أبورزين فولدها سليمان»، [6] لكنّ المحقّق السماوي ضبط اسم هذا الشهيد هكذا: سليمان بن رزين. [7] .

وكان سليمان قد خرج مع الامام الحسين (ع) من المدينة إلي مكّة، ثم بعثه


الامـام (ع) بـرسـالتـه إلي البـصـرة، [8] وهـذا كـاشـف عـن ثـقـتـه بـه واعتماده عليه ومنزلته الخاصة عنده.


پاورقي

[1] راجع: تاريخ الطبري 3: 280.

[2] اللهوف: 19.

[3] تأريخ الطبري 3: 280.

[4] مثير الاحزان: 27، ولواعج الاشجان: 36.

[5] البحار 101: 271 / ولعلّ سليمان بن عوف هو المباشر لقتله بأمر ابن زياد.

[6] وقعة الطف: 104.

[7] إبصار العين: 94.

[8] قـال السـيـد عـبـدالمـجـيـد الشـيـرازي الحـائري فـي کـتـابـه ذخـيـرة الداريـن: «.. قـال أبـوعـلي فـي رجـاله: سـليـمـان المـکـنـّي بـأبـي رزيـن مـولي الحـسـيـن بـن عـلي، قُتل معه.

وقـال المـحـقـق الاسـتـرابـادي فـي رجـاله: سـليـمـان بـن أبـي رزيـن، مـولي الحـسـيـن، قُتل مع الحسين (ع).

أقـول:.. ظـاهـر کـلامـهـمـا أنّ سـليـمـان اسـتـشـهد مع الحسين في وقعة الطف، وهو خلاف ماذکره أهـل السـيـر والمـقاتل من أنّه قُتل بالبصرة، وليس في الزيارة دلالة علي ذلک، نعم، ويمکن حـمـل کـلامـهـمـا علي أنّ من قُتل لاجل الحسين بن علي في الکوفة أو البصرة کسائر أصحابه الذيـن قـُتـلوا مـعـه يـوم الطـف وإن لم يـُقـتـلوا بـيـن يـديـه». (ذخيرة الدارين: 172 / المطبعة المرتضوية ـ النجف ـ 1345هـ.ق).