بازگشت

الاحنف بن قيس


قـيـل إنـّه ولد فـي عـهـد النـبـيّ(ص) ولم يـدركـه، ومـات عام 67هـ، وقد روي فـضـائل عـليّ(ع) عـن أبـي ذر، وعـنـدمـا قـرأ ابـن عـبـّاس كـتـاب عـليّ(ع) عـلي أهـل البـصرة كان الاحنف أوّل رجل أجابه وقال: نعم، واللّه لنجيبنّك... وهو الذي اقترح علي أميرالمؤمنين (ع) أن يجعله حكماً، وقد وجّهه عليّ(ع) إلي الخوارج.

وهو الذي بعث إلي عليّ قائلاً: إن شئتَ أتيتك في مائتي فارس فكنت معكَ، وإن شئتَ اعتزلت ببني سعد فكففت عنك ستّة آلاف سيف. فاختار عليّ(ع) اعتزاله. [1] .

وعلي ضوء هذه المواقف يراه الرجالي المعروف المامقانيّ حسناً. [2] .

ويـقـول رجـاليّ آخـر وهـو النمازي: «يظهر منه كماله وحكمته ورضاية أميرالمؤمنين (ع) به، وأنه من السفرأ الفصحأ». [3] .

ولكن أليس الاحنف بن قيس هو القائل بعد أن دعاه الامام أبوعبداللّه الحسين


إلي نصرته ولم يـجـبـه: «قـد جـرّبـنـا آل أبـي الحـسـن فـلم نـجـد عـنـدهـم إيـالة للمـلك ولا جـمـعـاً للمال ولا مكيدة للحرب». [4] .

أليـس الاحـنـف بـن قـيـس هـو الذي سـاعـد مـصـعـب بـن الزبـيـر عـلي قـتـل المـخـتـار، [5] وكـان عـلي خـمـس تـمـيـم فـي قتل المختار. [6] .

أليس هو القائل في صفين ـوهو مع عليّ(ع) ـ «هلك العرب». [7] .

وفـي هـذا مؤشّر علي ضعف اعتقاد الاحنف بأميرالمؤمنين (ع) وبالحسنين (ع)، إذ لو كان له اعتقاد راسخ بهم (ع) لكان سلماً لمن سالمهم وحرباً لمن حاربهم، ولما همّه بعد ذلك، هلكت العرب في حقّ أو بقيت.

ولذا لم يـرتـض رجـاليّ آخـر وهـو التـستري [8] تحسين المامقاني له، كما سكت الخوئي [9] في المعجم عن تأييده أو تضعيفه.

ومـن المـواقـف الدالّة عـلي عـدم رسـوخ اعـتـقـاده بـأمـيـر المـؤمـنـيـن (ع) بـل الدالّة عـلي تـردده وضـعـف يـقـيـنـه ووهـن مـوقـفـه فـي وجـوب نـصـرة أهـل الحـقّ وخـذلان أهـل البـاطـل أنـه حـيـنـمـا قـرأت رسـالة مـعـاويـة عـلي أهـل البـصـرة لتـحـريـضـهـم عـلي أمـيرالمؤمنين (ع) تحت شعار الاخذ بثأر عثمان أنّ الاحنف قال: «أمّا أنا فلاناقة


لي في هذا ولاجمل، واعتزل أمرهم». [10] .


پاورقي

[1] الجمل (للمفيد): 158؛ وقاموس الرجال 1: 691.

[2] تنقيح المقال 1: 103.

[3] مستدرکات علم الرجال 1:520.

[4] قاموس الرجال 1: 691.

[5] تاريخ الطبري 6: 95، وقاموس الرجال 1: 691.

[6] قاموس الرجال 1: 691.

[7] وقعة صفين: 387.

[8] قاموس الرجال 1: 691.

[9] معجم رجال الحديث 2: 372.

[10] الغارات: 263.