بازگشت

الاستقبال الحافل و الحفاوة البالغة


قـال ابـن كـثـيـر: «وعـكـف النـاس بـمـكـّة يـفدون إليه، ويجلسون حواليه،


ويستمعون كلامه، وينتفعون بما يسمعون منه، ويضبطون ما يروون عنه». [1] .

وقـال الشـيـخ المـفـيـد(ره): «فـأقـبـل أهـلهـا يـخـتـلفـون إليـه، ومـن كـان بـهـا مـن المعتمرين وأهل الافاق...». [2] .

وقـال ابـن الصـبـاغ: «فـأقـبـل الحـسـيـن حـتـي دخـل مـكـّة المـشـرّفـة ونزل بها، وأهلها يختلفون إليه ويأتونه، وكذلك من بها من المجاورين والحجاج والمعتمرين من سائر أهل الافاق». [3] .

وذكـر بـعـض المؤرّخين أنّ أهل مكّة فرحوا به (ع) فرحاً شديداً، وجعلوا يختلفون إليه بكرة وعشيّاً. [4] .

ويـبـدو أنّ بـعـض المـتـتـبـعـيـن المـعـاصـريـن ــكـبـاقـر شـريـف القـرشـيّ قـد اسـتـفـاد مـن مـجموع مثل هذه النصوص أنّ المكيّين أنفسهم هم الذين احتفوا بالامام (ع) وكانوا يختلفون إليه بكرة وعشياً، فأطلق القول هكذا: «وقد استقبل الامام (ع) استقبالاً حافلاً من المكيّين، وجعلوا يختلفون إليه بكرة وعشيّاً، وهم يسألونه عن أحكام دينهم وأحاديث نبيّهم». [5] .

لكننا نرجّح ـكما قدّمنا في مقدمة الكتاب أنّ الذين احتفوا بالامام الحسين (ع) وكانوا يفدون إليه، ويـجـلسون حواليه، ويستمعون كلامه، وينتفعون بما يسمعون منه، ويضبطون مايروون عنه، هـم أهـل الاقـطـار الاخـري مـن


المـعـتـمـريـن والحـجـاج المتواجدين آنذاك في مكّة، وفيهم من المكيين القـليـل ممن ليسوا من بطون قريش، ممن سكن مكّة بعد الفتح وبعد انتشار الاسلام في الارض، ذلك لانّ قـريشاً توارثت العدأ لعليّ وآل عليّ(ع)، والظاهر أنّ جلّ المكيّين آنذاك هم من قريش، ولاننسي قول الامام السجاد(ع):

«ما بمكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا...». [6] .


پاورقي

[1] البداية والنهاية، 8: 153.

[2] الارشاد: 223.

[3] الفصول المهمة: 183.

[4] راجع: الفتوح، 5: 26؛ وإعلام الوري: 223.

[5] حياة الامام الحسين (ع)، 2: 803.

[6] الغارات: 393؛ وشرح النهج لابن أبي الحديد، 4:104.