بازگشت

لقاوه مع عبدالله بن مطيع العدوي


يـروي لنـا التـأريـخ لقـائيـن لعـبـداللّه بـن مـطـيـع العـدوي مـع الامـام الحـسـيـن (ع)، الاوّل فـي الطـريـق مـن المـديـنـة إلي مـكـّة، والثـانـي عـلي مـا فـي روايـة المـفـيـد فـي الارشـاد لمّا أقـبـل الامـام الحـسـيـن (ع) مـن الحـاجـز يـسـيـر نـحـو العـراق فـانـتـهـي إلي مـاء مـن مياه العرب. [1] .

وتـهـمـّنـا فـي هـذا المـقـطـع مـن تـأريـخ حـركـة الركـب الحـسـيـنـيّ قـصـّة اللقـاء الاوّل، تـقـول الروايـة التـأريـخيّة في متابعتها حركة الامام الحسين (ع) علي الطريق من المدينة إلي مـكـّة: (فـبـيـنـمـا الحـسـيـن كـذلك بـيـن المـديـنـة ومـكّة إذ استقبله عبداللّه بن مطيع العدوي، فقال: أين تريد أباعبداللّه جعلني اللّه فداك؟

قال: أمّا في وقتي هذا أريد مكّة فإذا صرتُ إليها استخرتُ اللّه تعالي في أمري بعد ذلك.

فـقـال له عـبـداللّه بـن مـطـيـع: خـار اللّه لك يـا ابـن بـنـت رسول اللّه فيما قد عزمت عليه، غير أنّي أشير عليك بمشورة فاقبلها منّي!


فقال له الحسين: وما هي يا ابن مطيع؟

قـال: إذا أتـيـتَ مـكـّة فـاحـذر أن يـغـرَّك أهـل الكـوفـة، فـيـهـا قـُتـل أبـوك، وأخـوك بـطـعـنـة طـعنوه كادت أن تأتي علي نفسه، فالزم الحرم فأنت سيّد العرب في دهرك هذا، فواللّه لئن هلكتَ ليهلكنّ أهل بيتك بهلاكك، والسلام.

قال فودّعه الحسين ودعا له بخير). [2] .

وفـي روايـة الديـنـوري فـي الاخـبـار الطـوال أنّ ابـن مـطـيـع قـال للامـام (ع): (إذا أتـيـت مكّة فأردت الخروج منها إلي بلد من البلدان فإيّاك والكوفة، فـإنـّهـا بـلدة مـشـؤومـة، بـهـا قـتـل أبـوك، وبـهـا خـذل أخـوك، واغـتـيـل بـطـعـنـة كـادت تـأتـي عـلي نـفـسـه، بـل الزم الحـرم، فـإن أهل الحجاز لايعدلون بك أحدا، ثمّ ادع اليك شيعتك من كلّ أرض ‍ فسيأتونك جميعا.

قال له الحسين (ع): يقضي اللّه ما أَحبَّ. [3] .

أمّا ابن عساكر فروي قصّة هذا اللقاء علي النحو التالي:

(لمـّا خـرج الحـسـيـن بـن عـليّ (س) مـن المـديـنـة يـريـد مـكـّة مـرّ بـابـن مـطـيـع وهـو يحفر بئره، فقال له: أين فداك أبي وأمّي؟

قال: أردت مكّة.

قال وذكر له أنّه كتب إليه شيعته بها.

فـقال له ابن مطيع: أين فداك أبي وأمّي؟ متّعنا بنفسك ولاتسر إليهم! فأبي الحسين (ع)، فـقـال له ابـن مطيع: إنّ بئري هذه قد رشحتها، وهذا اليوم أوان ما


خرج إلينا في الدلو شي من ماء، فلو دعوت اللّه لنا فيها بالبركة!

قال: هاتِ من مائها.

فـأتـي مـن مـائهـا فـي الدلو، فـشرب منه، ثمّ تمضمض، ثمّ ردّه في البئر، فأعذب وأمهي). [4] .


پاورقي

[1] الارشاد: 245.

[2] الفتوح، 5: 22 ـ 23.

[3] الاخبار الطوال: 228 ـ 229.

[4] تأريخ ابن عساکر (ترجمة الامام الحسين (ع) تحقيق المحمودي: 222، حديث 203.