بازگشت

الاستدعاء و التشاور في المسجد


لنعد إلي بداية القصّة في أحداث سنة ستّين للهجرة...

تـقول الرواية: (وفي هذه السنة بويع ليزيد بن معاوية بالخلافة بعد وفاة أبيه للنصف من رجب في قول بعضهم، وفي قول بعض لثمانٍ بقين منه...

وقال هشام بن محمّد عن أبي مخنف:

ولي يـزيـد فـي هـلال رجـب سـنـة سـتّين، وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وأمير الكـوفـة النـعمان بن بشير الانصاري، وأمير البصرة عبيداللّه بن زياد، وأمير مكّة عمرو بن سعيد بن العاص.

ولم يـكـن ليزيد همّة حين ولي إلاّ بيعة النفر الذين أبوا علي معاوية الاجابة إلي بيعة يزيد حين دعا الناس إلي بيعته وأنّه وليّ عهده بعده، والفراغ من أمرهم.

فكتب إلي الوليد:

بسم اللّه الرحمن الرحيم.

مـن يـزيـد أمـيـر المـؤمـنـيـن إلي الوليـد بـن عتبة. أمّا بعدُ: فإنّ معاوية كان عبدا من


عباداللّه، أكـرمـه اللّه واسـتـخـلفـه وخـوّله ومـكـّن له، فـعـاش بـقـدر ومـات بأجل، فرحمه اللّه، فقد عاش محمودا (!) ومات برّا تقيّا (!) والسلام.

وكتب إليه في صحيفة كأنّها أُذن فأرة:

أمـّا بـعـدُ: فـَخـُذ حسينا وعبداللّه بن عمر وعبداللّه بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رُخصة حتّي يبايعوا، والسلام). [1] .

أمّا محتوي هذه الصحيفة الصغيرة التي كأنّها أذن فأرة علي ما في رواية الفتوح فهو:

(أمّا بعدُ: فخذ الحسين بن علي (ع)، وعبدالرحمن بن أبي بكر، وعبداللّه بن الزبير، وعبداللّه بـن عـمـر بن الخطّاب أخذا عنيفا ليست فيه رخصة، فمن أبي عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه). [2] .

ويـلاحـظ عـلي هـذا النـص أنّ عـبـدالرحـمـن بـن أبـي بـكـر مـات فـي عهد معاوية، في نومة نامها، ويقال إنّ معاوية دسّ إليه سمّا فقتله.

ولم يـروهـا ابـن عـسـاكـر كـصـحـيـفـة صـغـيـرة مـخـصـوصـة، بـل رواهـا هـكذا ككتاب عام: (وبايع الناس ليزيد ـ يعني في الشام ـ فكتب يزيد مع عبداللّه بن عمرو بن أويس ‍ العامري ـ من بني عامر بن لؤيّ ـ إلي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وهو علي المـديـنـة ـ: أن ادع النـاس فـبـايـعـهـم، وابـداء بـوجـوه قـريـش، وليـكـن أوّل مـن تـبـداءبـه الحسين بن عليّ بن أبي طالب، فإنّ أميرالمؤمنين رحمه اللّه عهد إليّ في أمره الرفق


به واستصلاحه). [3] .

ولم يـروهـا اليعقوبي أيضا كصحيفة صغيرة مخصوصة، لكنّ محتوي الرسالة التي رواها يشهد عـلي أنـّهـا مـن الرسـائل السـرّيـة التـي لايـطـّلع عـليـهـا سـوي المـسـؤول المـقـصـود بها، كما أنّ نصّها يبدو من أضبط النّصوص المرويّة بصددها، لانّه ليس ‍ فيه اسـم عـبـداللّه بـن عـمـر الذي لم يـكـن يـشـكـّل فـي مـسـألة بـيـعـتـه ليـزيـد أيـّة مـشـكـلة بـالفـعـل، إذ كـان مـعـروفـا بـالمـيـوعـة فـي مـواقـفـه والمـسـالمـة والدخول فيما دخل فيه الناس، كما أنّ نصّ اليعقوبي ينسجم تماما مع ضيق نظر يزيد وسرعة انفعاله ولامبالاته بالسنن والقيم الاجتماعيّة، كما أنّ نمط الترتيب فيه كاشف عن دقّته.

ونصّ اليعقوبي هو:

(إذا أتـاك كـتـابي هذا، فأحضر الحسين بن علّي وعبداللّه بن الزبير، فخذهما بالبيعة لي، فـإن امـتـنـعـا فـاضـرب أعـنـاقـهما، وابعث إليّ برؤوسهما، وخذ الناس بالبيعة، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم، وفي الحسين بن علي وعبداللّه بن الزبير، والسلام). [4] .

لنـعـد إلي تـسـلسـل القـصـّة، ولنـقـراء مـاذا صـنـع الوليـد بـن عـتـبـة!؟ تقول الرواية:

(فـلمـّا أتاه نعيّ معاوية فظع به وكبر عليه، وبعث إلي مروان بن الحكم فدعاه ـ وكان مروان عـامـلاعلي المدينة من قبل الوليد، فلمّا قدمها الوليد كان مروان يختلف إليه متكارها، فلمّا رأي الوليـد ذلك مـنـه شـتـمـه عـنـد جـلسـائه، فـبـلغ ذلك مـروان فـانـقـطـع عـنـه، فـلم يـزل مـصـارمـا له حـتـّي جـاء نعيّ معاوية، فلمّا عظم علي الوليد هلاكه وما أُمِرَبه من بيعة هؤلاء النـفـر اسـتـدعـي مـروان ـ فـلمـّا قـراء الكـتـاب


بـموت معاوية استرجع وترحّم عليه، واستشاره الوليد كيف يصنع؟

قال: أري أن تدعوهم الساعة، وتأمرهم بالبيعة، فإن فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم، وإن أبـوا ضـربـت أعـنـاقـهـم قـبـل أن يـعـلمـوا بـمـوت مـعاوية، فإنّهم إن علموا بموته وثب كلّ رجـل مـنـهـم بـنـاحـيـة وأظـهـر الخـلاف ودعـا إلي نـفـسـه، أمـّا ابـن عـمـر فـلايـري القتال ولايحبّ أن يلي علي الناس إلاّ أن يُدفع إليه هذا الامر عفوا.

فأرسل الوليد عبداللّه بن عمرو بن عثمان وهو غلامٌ حَدث، إلي الحسين وابن الزبير يدعوهما، فوجدهما في المسجد وهما جالسان، فأتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس.

فقال: أجيبا الامير.

فقالا: انصرف، ألان نأتيه.

وقال ابن الزبير للحسين: وما تراه بعث إلينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس ‍ فيها!؟

فـقـال الحـسـيـن: أظـنّ أنَّ طـاغـيـتـهـم قـد هـلك، فـبـعـث إليـنـا ليـأخـذنـا بـالبـيـعـة قبل أن يفشو في الناس الخبر.

فقال: وأنا ماأظنّ غيره، فما تريد أن تصنع؟

قـال الحـسـيـن: أجـمـع فـتـيـانـي السـاعـة، ثـمّ أمـشـي إليـه، وأجـلسـهـم عـلي البـاب وأدخل عليه.

فقال: فإنّي أخافه عليك إذا دخلت!


فقال: لاآتيه إلاّ وأنا قادر علي الامتناع). [5] .

وفي رواية أخري أنّ ابن الزبير قال للامام الحسين (ع):

(ظُنَّ يا أباعبداللّه فيما أرسل إلينا!؟).

فقال الحسين: لم يرسل إلينا إلاّ للبيعة.

فقال؟ فما تري؟

قال: آتيه، فإن أراد تلك امتنعت عليه). [6] .

ويـلاحـظ فـي مـحـاورة الامـام (ع) مـع ابن الزبير أنّ الامام (ع) كان واضحا تمام الوضوح في مـوقـفـه وفـيما يريد أن يفعله، ولم يكتم شيئا عن ابن الزبير في معرض ‍ الاستشارة، غير أنّ ابن الزبير كان علي عكس ذلك، فلم يكن همّه إلاّ معرفة ما سيفعله الامام (ع)، ولم يفصح بشيٍ عمّا يريد هو أن يقوم به ويفعله!

وفي كتاب الفتوح عرض لهذا المقطع من القصّة لايمكننا الاعراض عنه لما فيه من تفصيلات مهمّة لم تـأت فـيـمـا ذكـره ابن الاثير والطبري وابن قتيبة، فلنقراء رواية هذا المقطع في الفتوح علي ترتيبه:

قـال ابـن أعـثـم: (فـلمـّا ورد كـتـاب يـزيـد عـلي الوليـد بـن عـتـبـة وقـراءه قال:

إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، يا ويح الوليد بن عتبة، من أدخله في هذه الامارة؟ ما لي وللحسين بن فاطمة!؟

...ثـمّ بـعـث إلي مـروان بـن الحـكـم، فـأراه الكـتـاب فـقـراءه واسـتـرجـع، ثـمّ... قال:يرحم اللّه أمير المؤمنين معاوية!


فقال الوليد: أشر عليّ برأيك في هؤلاء القوم، كيف تري أن أصنع!؟

فـقـال مـروان: إبـعـث إليـهـم فـي هـذه السـاعـة فـتـدعـوهـم إلي البـيـعـة والدخـول فـي طـاعـة يـزيـد، فـإن فـعـلوا قـبـلت ذلك منهم، وإن أَبَوا قدّمهم واضرب أعناقهم قـبـل أن يـدروا بـمـوت مـعـاويـة، فـإنـّهـم إن عـلمـوا ذلك وثـب كـلّ رجـل مـنـهـم فـأظـهـر الخـلاف ودعـا إلي نـفـسـه، فـعـنـد ذلك أخـاف أن يـأتيك من قبلهم ما لاقـبـل لك بـه ومـا لايـقوم له، إلاّعبداللّه بن عمر فإنّي لاأراه ينازع في هذا الامر أحدا إلاّ أن تأتيه الخلافة فيأخذها عفوا، فذر عنك ابن عمر. [7] .

وابـعـث إلي الحـسـيـن بـن عـلي، وعـبـدالرحـمن بن أبي بكر، وعبداللّه بن الزبير فادعهم إلي البـيـعـة، مـع أنـّي أعـلم أنّ الحسين بن علي خاصّة لايجيبك إلي بيعة يزيد أبدا ولايري له عـليـه طـاعـة، وواللّه إن لو كـنـتُ في موضعك لم أراجع الحسين بكلمة واحدة حتّي أضرب رقبته كائنا في ذلك ما كان.

...فأطرق الوليد بن عتبة إلي الارض ساعة ثمّ رفع رأسه...

وقال: يا ليت الوليد لم يولد ولم يكن شيئا مذكورا!

...ثمّ دمعت عيناه...

فـقـال له عـدوّاللّه مـروان: أوّه أيـّهـا الامـيـر! لاتـجـزع مـمـّا قـلتُ لك، فـإن آل أبـي تـراب هـم الاعداء في قديم الدهر ولم يزالوا، وهم الذين قتلوا الخليفة عثمان بن عفّان، ثـمّ


سـاروا إلي أمـيـرالمـؤمـنـيـن فـحـاربـوه، وبعدُ فإنّي لستُ آمن أيّها الامير! أنّك إن لم تعاجل الحسين بن علي خاصّة أن تسقط منزلتك عند أمير المؤمنين يزيد.

فـقـال له الوليـد بـن عـتـبـة: مـهـلا! ويـحـك يـا مـروان عـن كـلامـك هـذا، وأحـسـن القول في ابن فاطمة فإنّه بقيّة ولد النبيّين.

...ثمّ بعث الوليد بن عتبة إلي الحسين بن علي وعبدالرحمن ابن أبي بكر [8] وعبد اللّه بـن عـمـر وعـبـداللّه بـن الزبـيـر فـدعـاهـم، فـأقـبـل إليـهـم الرسول، والرسول عبداللّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان، لم يُصب القوم في منازلهم، فمضي نـحـو المـسـجـد فـإذا القـوم عـنـد قـبـر النـبـيّ (ص)، فـسـلّم عـليـهـم ثـمّ قـام وقال: أجيبوا الامير!

فقال الحسين: يفعل اللّه ذلك إذا نحن فرغنا عن مجلسنا هذا إن شاء اللّه.

...فانصرف الرسول إلي الوليد فأخبره بذلك.

وأقـبـل عـبـداللّه بـن الزبـيـر عـلي الحسين بن عليّ وقال: يا أباعبداللّه، إنّ هذه ساعة لم يكن الوليد بن عتبة يجلس فيها للناس، وإنّي قد أنكرتُ ذلك وبعثَه في هذا الساعة إلينا ودعاءه إيّانا لمثل هذا الوقت، أتُري في أيٍّ طلبنا!؟

فـقـال له الحـسـيـن: إذا أُخـبـرك أبـابـكـر، إنّي أظنّ بأنّ معاوية قد مات، وذلك إنّي رأيت البـارحـة فـي مـنـامـي كـأنّ مـنـبـر مـعـاويـة مـنـكـوس، ورأيـت داره تشتعل نارا، فأوّلتُ ذلك في نفسي أنّه مات.

فـقـال له ابـن الزبـيـر: فاعلم يا ابن عليّ أنّ ذلك كذلك، فما تري أن تصنع إن دعيتَ إلي بيعة يزيد أباعبداللّه!؟


قـال: أصـنـع أنـّي لاأُبـايـع له أبـدا، لانّ الامـر إنّما كان لي من بعد أخي الحسن، فصنع معاوية ما صنع، وحلف لاخي الحسن أنّه لايجعل الخلافة لاحدٍ من بعده من ولده، وأن يردَّها إليَّ إن كنتُ حيّا، فإن كان معاوية قد خرج من دنياه ولم يفِ لي ولالاخي الحسن بماكان ضمن فقد واللّه أتانا ما لاقوام لنا به.

أنـظـر أبـابـكـر، أنـّي أبـايـع ليـزيـد!؟ ويـزيـد رجـل فـاسـق مـعـلنُ الفـسـق، يـشـرب الخـمـر، ويـلعـب بـالكـلاب والفـهـود، ويـبـغـض بـقـيـّة آل الرسول! لاواللّه لايكون ذلك أبدا.

...فـبـيـنـمـا هـمـا كـذلك فـي هـذا المـحـاورة إذ رجـع إليـهـمـا الرسول... [9] .

فقال: أباعبداللّه، إنّ الامير قاعد لكما خاصّة فقوما إليه.

...فزبره الحسين بن علي، ثمّ قال: إنطلق إلي أميرك لاأمَّ لك، فمن أحبَّ أن يصير إليه منّا فإنّه صائرٌ إليه، وأمّا أنا فإنّي أصير إليه الساعة إن شاء اللّه تعالي.

...فـرجـع الرسول أيضا إلي الوليد بن عتبة فقال: أصلح اللّه الامير، أمّا الحسين بن علي خاصّة فقد أجاب، وهاهو صائرٌ إليك في أثري.

فقال مروان بن الحكم: غدر واللّه الحسين!

فـقـال الوليـد: مـهـلا! فـليـس مـثـل الحـسـيـن يـغـدر، ولايـقـول شـيـئا ثـم لايفعل.

... ثـمّ أقـبـل الحـسـيـن عـلي مـن بـحـضـرته فقال: قوموا إلي منازلكم فإنّي صائرٌ إلي هذا الرجل فأنظرُ ما عنده وما يريد.

فـقـال له ابن الزبير: جعلت فداك يا ابن بنت رسول اللّه (ص)، إنّي خائف عليك


أن يحبسوك عندهم فلايفارقونك أبدا دون أن تبايع أو تقتل.

فـقـال الحـسـيـن: إنـّي لسـتُ أدخـل عـليـه وحدي، ولكن أجمع أصحابي إليَّ وخدمي وأنصاري وأهل الحقّ من شيعتي، ثمّ آمرهم أن يأخذ كلّ واحد سيفه مسلولاتحت ثيابه، ثمّ يصيروا بإزائي، فـإذا أنـا أومـأتُ إليـهـم، وقـلتُ: يـا آل الرسـول ادخـلوا، دخـلوا وفـعلوا ما أمرتهم به، فـأكـون عـلي الامـتـناع، ولاأُعطي المقادة والمذلّة من نفسي، فقد علمتُ واللّه أنّه جاء من الامر ما لاقـوام بـه، ولكـنّ قـضـاء اللّه مـاضٍ فـيّ، وهـوالذي يفعل في بيت رسوله (ع) ما يشاء ويرضي). [10] .


پاورقي

[1] تاريخ الطبري، 4: 250؛ والکامل في التأريخ، 4: 14 بتفاوت.

[2] الفتوح، 5: 10.

[3] تأريخ ابن عساکر (ترجمة الامام الحسين (ع) تحقيق المحمودي: 199، حديث 255.

[4] تأريخ اليعقوبي، 2: 241.

[5] الکامل في التأريخ، 4: 14 ـ 15؛ وتاريخ الطبري، 4: 250 ـ 251 بتفاوت.

[6] الامامة والسياسة، 1:206.

[7] فـإذا کـان ابـن عـمـر کـذلک وهـذا مـا اتـّفـق عـليـه جـلّ المـؤرخـيـن ـ فـکـيـف دخـل فـي هـذه الروايـات کـرأس مـن رؤوس المـعـارضـة!؟ ثـمّ مـتـي عـارض ابـن عـمـر!؟ إن المتأمّل في محاوراته مع الامام الحسين (ع) يجد ابن عمر لسانا من الالسنة التي تخدم الحکم الامـويّ، وقـد مـرّ فـي روايـة (أمـالي الصـدوق: 129، م 30، حـديـث 1) أنّ مـعـاويـة قال ليزيد في وصيّته إليه:

(فأمّا عبداللّه بن عمر فهو معک فالزمه ولاتدعه...)!!.

[8] سـبـق أن نـبهنا إلي أنّ عبدالرحمن أبي بکر قد توفّي في حياة معاوية، کما أنّ من الملفت للانتباه أيضا أنّه لاوجود له في هذه القضيّة إلاّ في کونه من المدعوّين.

[9] تـأمـّل کـيـف يـخـتـفي هنا وجود عبدالرحمن بن أبي بکر وعبداللّه بن عمر حيث ينبغي أن يکونا موجودَين حسب سياق القصّة!!.

[10] الفتوح، 5: 10 ـ 13.