بازگشت

الرواية 2


قـال ابـن عـسـاكـر أيـضـا: أخـبـرنـا أبـومـحـمـّد طـاهـر بـن سهل بن بشر، أخبرنا أبوالحسن عليّ بن الحسن ابن صصري إجازة، أخبرنا أبومنصور طاهر بن العبّاس بن منصور المروزي العماري بمكّة، أخبرنا أبوالقاسم عبيداللّه بن محمّد بن أحمد بن جعفر السقطي بمكّة، أخبرنا إسحق بن محمّد بن إسحق السوسي، أخبرنا أبوعمر الزاهد:

أخـبـرنـا عـليّ بـن مـحـمـّد بـن الصـائغ، حـدّثـنـي أبـي: قال:

رأيت الحسين بن عليّ بن أبي طالب بعينيّ وإلاّ فعميتا، وسمعته بأذنيّ وإلاّ فصمتا، وفد علي معاوية بن أبي سفيان زائرا فأتاه في يوم جمعة وهو قائم علي المنبر خطيبا

فقال له رجل من القوم: يا أمير المؤمنين إئذن للحسين بن عليّ يصعد المنبر.

فـقـال مـعـاويـة: ويـلك، دعـنـي أفـتـخـر، فـحـمـد اللّه وأثـنـي عـليـه، ثـم قال: سألتك باللّه يا أباعبداللّه، أليس أنا ابن بطحاء مكّة؟

فقال الحسين (ع): إي والذي بعث جدّي بالحقّ بشيرا!

ثـمّ قـال: سـألتـك بـاللّه يـا أبـاعـبـداللّه، أليـس أنـا خال المؤمنين؟


فقال: إي والذي بعث جدّي نبيّا!

ثمّ قال: سألتك باللّه يا أباعبداللّه، أليس أنا كاتب الوحي؟

فقال: إي والذي بعث جدّي نذيرا!

ثـمّ نـزل مـعـاويـة، فـصـعـد الحـسين بن عليّ، فحمد اللّه عزّ وجلّ بمحامد لم يحمده الاوّلون والاخـرون، ثمّ قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن جبرئيل (ع)، عن ربّه عزّ وجلّ: أنّ تحت قائمة كرسيّ العـرش ورقـة آسٍ خـضـراء مـكـتـوب عـليـهـا: لاإله إلاّاللّه، مـحـمـّد رسـول اللّه، يـا شـيـعـة آل مـحـمـّد، لايـأتـي أحـد مـنـكـم يـوم القـيـامـة يقول لاإله إلاّاللّه إلاّ أدخله اللّه الجنّة.

قـال: فـقـال مـعـاويـة بـن أبـي سـفـيـان: سـألتـك بـاللّه يـا أبـاعـبـداللّه، مـن شـيـعـة آل محمّد؟

فـقـال: الذيـن لايـشـتـمـون الشـيـخـيـن أبـابـكـر وعـمـر، ولايشتمون عثمان، ولايشتمون أبي، ولايشتمونك يا معاوية!

ثـمّ قـال ابـن عـسـاكـر: هـذا حـديـث مـُنـكـَر، ولاأري إسـنـاده مـتـّصـلاإلي الحـسين، واللّه أعلم). [1] .

إضافة إلي هذا، فإنّ عليّ بن محمّد الصائغ الراوي عن أبيه في سند هذه الرواية ممّن ضعفهم الخطيب أبوبكر علي ما في (ميزان الاعتدال، 3: 153 رقم 5924) وكذلك في (لسان الميزان، 4: 254 رقم 691).

وفـي السـنـد أيـضـا مـن هـو مـجـهـول مـثـل المـروزي العـمـاري (لاتـرجـمـة له فـي كـتـب الرجال المعروفة).

فـالرواية لايُعبَاء بها سندا... أما متنها فيغني عن متابعة سندها لما فيه من افتراء


واضح علي الامـام (ع)، حـتّي أنكره ابن عساكر نفسه الذي قد يغفل عن روايات منكرة كثيرة أو قد يغضّ الطرف عنها!

نـعم، في متن هذه الرواية نصّ تؤيّده وتسنده روايات أخري عندنا، وهو: (لاإله إلاّاللّه، محمّدا رسـول اللّه، يـا شـيـعـة آل مـحـمـّد، لايـأتـي أحـدٌ مـنـكـم يـوم القـيـامـة يقول لاإله إلاّاللّه إلاّ أدخله اللّه الجنّة).

غـيـر أنّ صـاحـب الافـتـراء فـي هـذه الروايـة نـسـج حول هذا النصّ الادعاءات الاخري الكاذبة! المنافية للمأثور عن نهج وسيرة أبي عبداللّه (ع).

إنّ سـيـرة الامـام الحـسـيـن (ع) شـاهـدة عـلي أنـّه مـا خـطـب فـي مـحـفـل عام إلاّ ونشر من فضائل أهل البيت (ع) وفضل شيعتهم ما تشرأبّ له الاعناق وتهفو له الارواح، وكشف عن نقائص ومثالب أعدائهم من بني أميّة وغيرهم ما تشمئزّ منه النفوس.

والعـارف بـمـنسوجات الاعلام الامويّ ومفتعلاته من الروايات التي تصبّ في مجري تنظيف سمعة معاوية وعثمان وبعض الصحابة ممّن ليس لهم منقبة تُذكر في حياة النبيٍّّ (ص) يعلم من نسق المتن أنّ هذه الرواية من تلك المفتعلات المكذوبة والمنسوجات الموهومة.


پاورقي

[1] تأريخ ابن عساکر (ترجمة الامام الحسين (ع) المحمودي: 8، حديث 6.