بازگشت

قيام زيد بن علي


ولم يـؤدّ القـضـاء عـلي ثـورة المـخـتـار مـن قـبـل ابـن الزبـيـر إلي خـمـود الروح الثـوريـّة عند الشيعة، فلقد قامت بعده ثورات أخري، كـثـورة زيـد بـن علي (ر) في سنة مائة واثنتين وعشرين للهجرة، وقيام ابنه يحيي بن زيد (ر) من بعده.

ولم يـزل يـتّسع الخرق علي الحكم الامويّ ويزداد ضعفا علي ضعف حتّي أطاحت جيوش أبي مسلم الخراساني بالحكم الامويّ إطاحة تامّة في سنة مائة واثنتين وثلاثين للهجرة.

مـن كـلّ مـا مـضـي تـتـجـسـّد لنـا حـقـيـقـة أنّ واقـعـة عـاشـوراء كـانـت بـدايـة نهاية الحكم الامويّ، بـل لنـا أن نـقـول: إنّ عـاشـوراء هـي التـي قـضـت عـلي الحـكم الامويّ حيث نجحت نجاحا تامّا في فصل الامويّة عن الاسلام!


وأمـّا الثـورات التـي لم يـكـن لثـورة الامـام الحـسين (ع) أثر مباشر فيها، كثورة عبداللّه بن الزبـيـر، وثـورة مـطرف بن المغيرة، وثورة عبدالرحمن بن محمّد بن الاشعث، فلم تخلُ من أثر غـيـر مباشر لثورة الامام (ع) فيها، إذ إنّها استمّدت الجراءة علي الحكم الامويّ من جراءة قيام الامـام (ع)، ولم تـجـد لهـا مـتـنـفـّسـا للقـيـام إلاّ بـعـد أن نـجـحـت عـاشـوراء فـي فـصـل الامـويـّة عـن الاسـلام، ومـزّقـت عـن الحـكـم الامـويّ إطاره الديني الموهوم، الامر الذي مكّن مثل هذه الثورات أن تجد في هذه الامّة مددا جماهيرا لقيامها.