بازگشت

ثورة المختار


وفـي سـنـة سـتّ وسـتـّيـن للهـجـرة ثارالمختار بن أبي عبيدة الثقفي بـالعـراق طـالبـا ثـاءرالحـسـيـن (ع). وقـد نـال تـأيـيـدا جـمـاهـيـريّا واسعا في العراق، فقد أقبل الناس عليه وأدبروا عن ابن الزبير الذي لم يحقّق لهم ما كانوا يأملونه منه في الانتقام لمظلوميّة الحسين (ع)، والاصلاح الاجتماعيّ.

لقـد أخـرج ابن الزبير الامويّين عن سلطانهم في العراق، لكنّ سلطانه لم يكن خيرا من سلطان الامـويـّيـن بـالنـسـبـة إلي أهـل العـراق لانّ قتلة الامام الحسين (ع) ظلّوا مقرّبين إلي سلطة بن الزبـيـر كما كانوا في العهد الامويّ، مثل شمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي، وعمر بن سعد، وعـمـرو بـن الحـجـّاج، وغـيـرهـم. كـمـا أنـّه لم يـحـقـّق لهـم العدل الاجتماعيّ الذي كانوا يطلبونه، فقد كانوا يريدون سيرة عليّ أبي طالب (ع) فيهم، تلك السيرة التي كانوا لازالوا يذكرونها ويحنّون إليها، في


حين أنّ عبداللّه بن مطيع العدوي عـامـل ابن الزبير علي الكوفة كان يريد أن يسير فيهم بسيرة عمر وعثمان، الامر الذي كانوا لايريدونه. [1] .

كـان هـذا سـبـبـا في إدبار الناس عن ابن الزبير، وتأييدهم لثورة المختار الذي نادي بشعار: (يا لثارات الحسين (ع).

وقـد تـتـبـّع المـخـتـار قـتـلة الامـام الحـسـيـن (ع) وآله وصـحـبـه الكـرام، فـقـتـل جـلّ هؤلاء القـتـلة، حـتـّي أنـّه قـتـل مـنـهـم فـي يـوم واحـد مـائتـيـن وثـمـانـيـة وأربـعـيـن رجلا، [2] ولم يفلت من قادتهم وزعمائهم أحد.


پاورقي

[1] راجع أنساب الاشراف، 5: 220 -221 أمر المختار بن أبي عبيد الثقفي وقصصه، نشر مکتبة المثنّي -بغداد.

[2] الکـامـل فـي التـأريـخ، 4: 235.