خطب الحسين
خطب الحسين عليه السلام فقال ايها الناس نافسوا في المكارم و سارعوا في المغانم و لا تحتسبوا بمعروف لم تعلجوه و اكسبوا الحمد بالنجخ و لا تكسبوا بالمطل ذما فمهما يكن لأحد عند احد صنيعة له رأي انه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته فأنه اجزل عطاء و اعظم اجرا و اعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقما و اعلموا أن المعروف مكسب حمدا و معقب اجرا فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمحا مشوها تنفر منه القلوب و تغض دونه الأبصار ايها الناس من جاد ساد و من بخل رذل و ان اجود الناس من اعطي من لا يرجوه و ان اعفي الناس من عفاعن قدره و ان اوصل الناس من وصل من قطعه و الأصول علي مغارسها بفروعها تسموفمن تعجل لأخيه خيرا وجده اذا قدم عليه غدا و من اراد الله تبارك و تعالي بالصنيعة الي اخيه كافاه بها في وقت حاجته و صرف عنه من بلآء الدنيا ما هو اكثر منه. و من نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا و الآخره. و من احسن الحسن الله اليه و الله يحب المحسنين
و خطب عليه السلام ايضا فقال ان الحلم زينة و الوفآء مروءة و الصلة نعمه والأستكبار صلف و العجلة سفه و السفه ضعف و الغلو و رطة و مجالسة اهل الدناءة شر و مجالسة اهل الفسق ريبة و مما ينسب الي الحسين عليه السلام من الشعر قوله:
ذهب الذين احبهم
و بقيت فيمن لا أحبه
فيمن اراه يسبني
ظهر المغيب و لا اسبه
يبغي فسادي ما استطا
ع و امره مما أربه [1] .
حنقا يدب الي الضرا
ء و ذاك مما لا ادبه
و يري ذباب الشر من
حولي يطن و لا يذبه
و اذا خبا و غر الصدو
ر فلا يزال به يشبه
افلا يعيج بعقله
افلا يثوب اليه لبه
افلا يري أن فعله
مما يسور اليه غبه
حسبي بربي كافيا
ما اختشي و البغي حسبه
و لقل من يبغي علي
ه فما كفاه الله ربه
و قوله عليه السلام
اذا ما عضك الدهر
فلا تجنح الي خلق
و لا تسأل سوي الله
تعالي قاسم الرزق
فلو عشت و طوفت
من الغرب الي الشرق
لما صادفت من يقدر
ان يسعد او يشقني
و قوله عليه السلام
الله يعلم ان ما
بيدي يزيد لغيره
و بأنه لم يكتسب
ه بغيره و بميره [2]
لو أنصف النفس الخوء و
ن لقصرت من سيره
و لكان ذلك منه اد
ني شره من خيره
پاورقي
[1] رب الامر و اربه اصلحه «منه».
[2] يقال غار الرجل اهله غيرا و مارهم ميرا کلاهما من باب سار اذا اتاهم بالميره بکسر لليم و هي الطعام فالغير و المير متحدان و زنا و معني (منه).