ارسال الرأس الشريف الي المدينة المنورة و ما جري بعد ذلك في المدينة
ذكر ارسال يزيد راس ريحانه النبي و سيد شباب اهل الجنه الامام الحسين عليه السالم الي شقيقه عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينه الطيبه، و ما جري بعد ذلك.
روي ابن سعد، باسانيده في مقتل الامام الحسين عليه السلام من كتاب الطبقات الكبري: ج 8 / الورق 66 / ب / قال:
و بعث يزيد براس الحسين [عليه السلام] الي عمرو بن سعيد بن العاص، و هو عامل لو يومئذ علي المدينه، فقال عمرو: وددت انه لم يبعث به الي.
فقال مروان: اسكت، ثم تناول الراس فوضعه بين يديه و اخذ بارنبته [1] فقال:
يا حبذا بردك في اليدين
و لو نك الاحمر في الخدين
كانما بات بمجسدين
[ثم قال اللعين:] و الله لكاني انظر الي ايام عثمان!!!.
و سمع عمرو بن سعيد الصيحه من دور بني هاشم فقال:
عجت نساء بنت زياد عجه
كعجيج نسوتنا غداه الارنب [2] .
ثم خرج عمرو بن سعيد الي المنبر، فخطب الناس ثم ذكر حسينا و ما كان من امره و قال: و الله لودتت ان راسه في جسده و روحه في بدنه، يسبنا و نمدحه و يقطعنا و نصله، كعادتنا و عادته. [3] .
فقام ابن ابي حبيش احد بني اسد بن عبدالعزي بن قصي فقال: اما لو كانت فاطمه حيه لاحزنها ما تري!!!
فقال [له] عمرو: اسكت - لا سكت - اتنازعني فاطمه و انا من عقر ظيابها؟ و الله انه لا بننا و ان امه لا بنتنا!! اجل و الله لو كانت حيه لاحزنها قتله ثم لم تلم من قتله. يدفع عن نفسه.
فقال ابن ابي حبيش: انه ابن فاطمه، و فاطمه بنت خديجه بنت خويلد بن اسد بن عبدالعزي.
ثم امر عمرو بن سعيد، براس الحسين فكفن و دفن بالبقيع عند قبر امه [4] .
و قال عبدالله بن جعفر: لو شهدته لا حببت ان اقتل معه، ثم قال: عز علي بمصرع الحسين!!
و رواه ايضا سبط ابن الجوزي نقلا عن ابن سعد، في آخر مقتل الحسين عليه السلام من كتاب مرآه الزمان المخطوط، ص 101.
و ايضا قريبا منه رواه سبط ابن الجوزي في مقتل الحسين عليه السلام من كتاب تذكره الخواص، ص 275 طبعه الغري.
و روي البلاذري في ذيل الحديث: «65» من ترجمه الامام الحسين عليه السلام، من انساب الاشراف: ج 1، ص 249، و في طبعه بيروت: ج 3 ص 217 قال:
و لما بلغ اهل المدينه مقتل الحسين [عليه السلام] كثير النوائح و الصوراخ عليه، و اشتدت الواعيه في دور بني هاشم، فقال عمرو بن سعيد الاشدق: واعيه بواعيه عثمان!!!. [5] .
و قال مروان حين سمع ذلك:
عجت نساء بني زبيد عجه
كعجيج نسوتنا غداه الارنب
و قال عمرو بن سعيد: وددت ان اميرالمومنين لم يبعث الينا براسه.
فقال مروان: بئس ما قلت، هاته و الله [و انشا يقول]:
يا حيذا يردك في اليدين
و لونك الاحمر في الخدين
و ايضا روي البلاذري في الحديث: «66» من ترجمه الامام الحسين عليه السلام، من انساب الاشراف: ج 3 ص 217 ط 1، قال:
حدثنا عمر بن شبه [قال:] حدثني ابوبكر عيسي بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب، عن ابيه، قال:
رعف عمرو بن سعيد، علي منبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال بياتن الاسلمي ز و كان زاجرا -: انه ليوم دم؟
قال: فجي ء براس الحسين [عليه السلام] فنصب [6] فصرخت نساء [آل] ابي طالب، فقال مروان:
عجت نساء بني زبيد عجه
كعجيج نسوتنا غداه الارنب
ثم صحن ايضا فقال مروان:
ضربت دو سر فيهم ضربه
اثبتت اركان ملك فاستقر [7] .
و قام ابن ابي حبيش و عمرو يخطب، فقال: رحم الله فاطمه؟ فمضي [عمرو] في خطبته شيئا ثم قال: واعجبا لهذا الالثغ [8] و ما انت و فاطمه؟ قال: امها خديجه - يريد انها من اسد بن عبدالعزي - قال: نعم و الله و ابنه محمد اخذتها يمينا و اخذتها شمالا؟ و وددت ان اميرالمومنين كان نحاه عني و لم يرسل به الي، ووددت و الله هذا.
و [ايضا] قال له: اوقفوا اليه؟ نان [ليت] راس الحسين كان علي عنقه و روحه في جسده.
و روي ابوجعفر محمد بن عبدالله الاسكافي المتوفي سنه: «240» في كتاب التفضيل، قال:
و خطب مروان يوم وصل اليه راس الحسين عليه السلام الي المدينه و قد حمل الراس علي يديه [9] فقال:
يا جبذا بردك في اليدين
و حمره تجري علي الخدين
كانما بت بمحشدين
ثم رمي [اللعين] بالراس نحو قبر النبي و قال: يا محمد يوم بيوم بدر!!
[قال الاسكافي:] و هذا القول [من مروان] مشتق من الشعر الذي تمثل به يزيد بن معاويه، و هو شعر ابن الزبعري يوم وصل الراس اليه، و الخبر مشهور
و روي السيد المرشد بالله، كما في اوائل العنوان: «الحديث الثامن...» من ترتيب اماليه: ج 1، ص 160، قال:
اخبرنا ابو محمد الحسن بن علي الجهوري بقراءتي عليه، قال: حدثنا محمد بن العباس بن حيويه من لفظه، قال: حدثنا ابوبكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري قال: حدثنا احمد بن سعيد؟ قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني محمد بن الحسن [المخزومي] قال:
كان بنو اميه مجتمعين عند عمرو بن سعيد، فسمعوا صياحا فقالوا: ما هذا؟ فقيل: [هن] نساء بني هاشم يصحن لما راين راس الحسين عليه السلام. فقال مروان بن الحكم:
عجت نساء بني زبيد عجه
كعجيج نسوتنا غداه الارنب
فلما [أ] دخل [الراس الكريم] علي عمرو بن سعيد، قال: وددت و الله ان اميرالمومنين ما كان وجه الي.
فقال مروان [ن بالحكم]: اسكت لا سكت، الا قلت كما قال القائل:
ضربت دوسرمنهم ضربه؟
اثبتت اوتاد ملك فاستقر
ثم اخذ مروان الراس [الشريف] فوضعه بين يديه فقال:
يا حبذا برده في اليدين؟
و لونه امر في الخدين
كانما بات بمسجدين
و الله لكاني انظر الي ايام عثمان!!!
پاورقي
[1] الارنبه: طرف الانف، و يستعار للتوهين، فيقال: جدع فلان ارنبه فلان 6 اهانه. و يجمع علي ارانب.
[2] و الشعر لعمرو بن معدي کرب الزبيدي انشده في وقعه کانت بين بني زبيد، و بين بني الحارث، علي ما ذکره ابن سعد 7 هاهنا بعد قوله: «غداه الارنب» و به يتبين ان قوله: «بني زياد» في نسخه الطبقات الکبري تحريف، و ان الصواب هو ما في انساب الاشراف، کما في الحديث التالي -.
[3] و هکذا شان جميع الطواغيت، يعدون تنديد اولياء الله الظالمين و المتمردين علي ظلمهم و تمردهم سبا لهم، کما يعدون رد بعض حقوقهم و اموالهم اليهم صله لهم!!!.
[4] کذا في روايه ابن سعد هذه، و انظر ما تقدم في ص 520.
[5] من هذا و امثاله يستفاد، ان طواغيت بني اميه کانوامرتقبين و مترصدين ان ياخذ قود قتيل شهوات بي اميه و اجرامهم من ذريه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.
[6] و ايضا روي البلاذري في الحديث:«69» في اواخر ترجمه الامام الحسين عليهالسلام من انساب الاشراف: ج 1 ص 249، و في طبعه بيروت: ج 3 ص 219 قال:
قال الکبي: و بعث يزيد براسه الي المدينه فنصب علي خشبه، ثم رد الي دمشق فدفن في حائط بها. و يقال: [بل] دفن في دار الاماره. و يقال: [بل دفن] و في المقبره.
[7] ذکر الزبيدي في ماده: «دسر» من کتاب تاج العروس، ما لفظه مزجا بلفظ القاموس هذا:
الدوسر اسم کتيبه للنعمان بن المنذر، ملک العرب، قال المثقب العبدي يمدح عمرو بن هند:
ضربت دوسر فيهم ضربه
اثبتت اوسناد [ظ] ملک فاستقر
و الفدوسر [ايضا]: الاسد الصلب الموثق الخلق.
ولکن المذکور في غير واحد من المصادر جاءت اللفظه بالشين المعجمه: «دوشر»، کما في کتاب مثير الاحزان، نقلا عن تاريخ البلاذري غير ان فيه في الشطر الثاني: «اثبتت اوتاد حکم فاستقر».
و رواه ايضا المجلسي نقلا عن کتاب مثير الاحزان، في مقتل الحسين عليهالسلام، من بحار الانوار: ج 45 ص 124.
[8] الالثغ: من کان بلسانه لثغه، و اللثغه: ثقل اللسان. النطق بالسين کالثاء، او بالراء کالغين او کالياء، او کاللام الي غير ذلک.
[9] هذا هو الصواب، و في اصلي: «و خطب مروان يوم وصل اليه راس الحسين عليهالسلام الي المدينه و هو يومئذ اميرها و قد حمل الراس علي يديه فقال...»
هکذا رواه عنه ابن ابي الحديد، في آخر الفصل الثالث من شرح المختار: «57» من نهج البلاغه من شرحه: ج 4 ص 71 طبعه الحديث، بمصر، ثم قال ابن ابي الحديد:
و الصحيح ان مروان لم يکن اميرالمدينه يومئذ، بل کان اميرها عمرو بن سعيد بن العاص، و لم يحمل اليه الراس، و انما کتب اليه عبيد بن زياد، يبشرهبقتل الحسين عليهالسلام، فقرا [عمرو بن سعيد] کتابه علي المنبر، و انشد الرجز المذکور، و اوما الي القبر قائلا: يوم بيوم بدر!!!
فانکر عليه قوله قوم من الانصار.
ذکر ذلک ابو عبيده [معمر بن المثني البصري المتوفي سنه: «209 / او 211» في کتاب المثالب.
اقول: الذي ذکره ابن ابي الحديد، من ان مروان لم يکن اميرالمدينه حين وصل راس الحسين عليهالسلام اليها فهو صواب لا غبار عليه، ولکن ذلک لا ينافي انشاد المروان الشعر المذکور، کما لا ينافي صعوده المنبر، و لقائه الخطبه و رميه الراس الشريف الي قبر النبي و قوله «: يا محمد: يوم بيوم بدر!!» لان مروان کان شريکا لسعيد بن العاص و غيره من طواغيت بني اميه في الضلال، و الفرح بمصائب اهل بيت النبوه و ان کان مروان کان اخبث من جميع طواغيت بني اميه.
و ايضا قول ابن ابي الحديد: «ان عمرو بن سعيد بن العاص قرا کتاب شقيقه ابن مرجانه علي المنبر و انشد الرجز المذکور و اوما الي القبر قائلا يوم بيوم بدر، لا ينافي انشاده الرجز المذکور و قوله: «يوم بيوم بدر» عند وصول راس الحسين عليهالسلام اليه من جانب يزيد، و قد تقدم من روايه ابن سعد و البلاذري ان العاصي ابن العاص انشد شعرا فرحا و مسره بقتل الحسين عليه السلام، فهم ارجاس کلما تهب ريح تنتشر خباثتهم و ارياحهم ال9 الخبيثه، و ما ذکره الرواه من خبثهم و جيفه نزعائهم قليل من کثير، اجري الله اقلام نزر يسير من المحدثين و المورخين بذکره علي خوف و رعب من الظالمين و الطواغيت الذين طبقوا خطوات بني اميه في کتمان مثالب الظالمين و موبقاتهم، کما اصروا علي کتمان مناقب المعصويمن و اخافوها عن المجتمع الاسلامي و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.