بازگشت

استشهاد غلامين من اهل بيت النوبه علي يدي جلاوزه بني اميه


روي ابو عبدالله محمد بن يحيي بن عبدالله بن خالد الذهلي النيسابوري المتوفي عام «252» [1] قال:

لما قتل الحسين عليه السلام بكربلاء هرب غلامان [من اسراء اهل بيته] من عسكر عبيدالله بن زياد: احدهما يقال له: ابراهيم و الاخر يقال له: محمد [و هما] من ولد جعفر الطيار في الجنه [2] [فبينا هما سائران] فاذا هما بامراه ستستقي فنظرت الي الغلامين و الي حسنهما و جمالهما فقالت لهما: من انتما؟ و من اين جئتما؟ فقالا: نحن من ولد جعفر الطيار في الحنه هربنا من عسكر عبيدالله بن زياد [فهل لك ان تضيفينا الليله؟].

فقالت المراه: ان زوجي في عسكر عبيدالله بن زياد و لولا اني اخشي ان يجي ء الليله لاضفتكما و احسنت ضيافتكما! فقالا له: انطلقي بنتا فنرجو ان لا ياتي زوجك اليله.


فانطلقت المراه و الغلامان؟ حتي انتهت بهما الي منزلها فادخلتهما و اتتهما بطعام فقالا: مالنا فيالطعام م حاجه ائتينا بمصلي نقضي نوافلنا. فانتهما بمصلي فصليا فانطلقا الي مضاجعهما فقال الاصغر للاكبر: يا ابن امي التزمي و انتشق من رائحتي؟ فاني اظن ان هذه الليله آخر ليله [من عمرنا] فلا نمسي بعدها فاعتنق الغلامان و جعلا يبكيان.

فبينا هما كذلك اذ اقبل زوج المراه فقرع الباب فقالت المراه: من هذا؟ فقال: افتحي الباب. فقامت [المراه] ففتحت الباب فدخل زوجها و رمي سلاحه من يديه و قلنسوته من راسه و جلس مغتما حزينا فقالت له امراته: مالي اراك مغتما حزينا؟ قال: فكيف لا احزن و ان غلامين قد هربا من عسكر عبيدالله و قد جعل لمن جاء بهما عشره آلاف درهم و قد بعثني خلفهما فلم اقدر عليهما فقالت امراته: اتق الله يا هذا و لا تجعل خصمك محمدا صلي الله عليه و سلم. فقال لها: اعزبي عني فوالله لا اعرف لهما من رسول الله منزله فاتني بطعامي!!! فانته [المراه] بالمائده و وضعتها بين يديه فاهوي [كي] ياكل منها فبينا هو ياكل اذ سمع هينمه الغلامين في جوف الليل فقال: ما هذه الهيمنمه؟ قالت 6 لا ادري. قال: ائتيني بالمصباح حتني انظر. فانتته به فدخل البيت فاذا هو بالغلامين فعرفهما؟ فزكزهما برجله و قال: قوما من انتما؟ و من اين جئتما؟ قالا: نحن من ولد جعفر الطيار في الجنه الطيار في الجنه هربنا من عسكر ابن زياد. فقال لهما: من الموت هربتما و في الموت وقعتما. فقالا له: يا شيخ اتق الله و ارحم شبابنا و احفظ قرابتنا من رسول الله فقال لهما: دعا هذا فوالله لا اعرف لكما قرابه من رسول الله!!!

فاقامهما و شد كتفيهما و دعا بغلام له اسود فقال له: دونك هذين الغلامين فانطلق بهما الي شط الفرات و اضرب اعناقهما و انت حر لوجه الله!!!

فتناول الغلام السيف و انطلق بهما فلما كان في بعض الطريق قال له احدهما: يا اسود ما اشبه سوادك بسواد بلال خادم جدنا رسول الله. قال لهما: من انتما من رسول الله؟ قالا: نحن من ولد جعفر الطيار في الحنه ابن عم رسول الله.

فالقي الاسود السيف من يده و القي نفسه في الفرات - و كان مولاه اقتنفي اثره - و قال: يا مولاي اردت ان تحرقني بالنار فيكون خصمي محمد صلي الله عليه و آله و سلم يوم القيامه؟ فقال له: عصيتني يا غلام؟ فقال الغلام: لا اطيع الله و اعصيك احب الي من ان اطيعك و اعصي الله.

فلما نظر [الخبيث] الي الغلام و حالته علم انه سيهرب [منه].


فدعا بابن له فقال: دونك الغلامين فاضرب اعناقهما و لك نصف الجائزه. فتناول الشاب السيف فانطلق بهما فقالا له: يا شاب ماذا تقول لرسول الله غدا [اذا يسالك] باي ذنب قتلتنا و باي جرم [ذبحتنا]؟ فقال [الشاب]: من انتما؟ قالا: نحن من ولد جعفر الطيار في الجنه ابن عم رسول الله. فالقي الشاب نفسه في الماء و قال: يا ابه اردت ان تحرقني بالنار و يكون محمد خصمي / فاتق الله يا ابه و خل عن الغلامين. [ف]قال: يا بني عصيتني؟ قال: يا ابه لان اعصيك و اطيع الله احب الي من ان اطيعك و اعصي الله.

فلما نظر الشيخ ان ابنه ابي ذلك كما اباه العبد تناول السيف بيده و قال: و الله لا يلي هذا احد سواي.

ثم انطلق بالغلامين فلما نظرا ذلك آيسا من الحياه فقالا له: يا شيخ اتق الله فينا فان كان تحملك علي قتلنا الحاجه فاحملنا الي السوق و نقر لك بالعبوديه فبعنا و استوف ثمننا!!!

قال: لا تكثرا فوالله لا اقتلكما للحاجه ولكني اقتلكما بغضا لابيكما و لاهل بيت محمد؟!!

ثم هز السيف و ضرب عنق الاكبر ورمي ببدنه في الفرات فقال الاصغر: سالتك بالله ان تتركني اتمرغ بدم اخي ساعه ثم افعل ما بد لك. قال: و ما ينفعك ذلك؟ قال: هكذا احب. [فاذن له] فتمرغ بدم اخيه ابراهيم ساعه [و اعتنقه] فقال له [الشيخ]: قم. فلم يقم فوضع السيف علي قفاه و ذبحه من القفا و رمي ببدنه الي الفرات و ان بدن الاول طافيا علي وجه الفرات فلما قذف [ببدن] الثاني [في الفرات] اقبل بدن الاول راجعا يشق الماء شقا حتي اتنق بدن اخر و التزمه و رسبا في الماء و سمع الشيخ من بينهما في الماء منهما؟ يقول؟: يا ربنا تعلم [ما صنع بنا] و تري ما فعل بنا هذا الظالم فاستوف حقنا منه يوم القيامه.

ثم اغمد [الخبيث] سيفه و حمل الراسين و ركب فرسه حتي اتي بهما عبيدالله بن زياد.


فلما نظر عبيدالله الي الراسين قبض علي لحيه الرجل و قال له: سالتك بالله ما قال لك الغلامان؟ قال: قالا لي: يا شيخ اتق الله و ارحم شبابنا. فقال له: ويحك لم لم ترحمهما. فقال له: لو رحمتهما ما قتلتهما. فقال عبيدالله: لما كنت لم ترحمهما فاني لا ارحمك اليوم.

ثم دعا بغلام اسود له يسمي نادرا فقالله: يا نادر دونك هذا الشيخ فانطلق به الي الموضع الذي قتل الغلامين فيه فاضرب عنقه و لك سلبه و لك عندي عشره آلاف درهم التي اجزتها و انت حر.

فشد نادر كتفيه و انطلق به الي الموضع الذي قتل فيه الغلامين فقال [له] الشيخ يا نادر لابد لك من قتلي؟ قال: نعم. قال: افلا تقبل مني ضعف ما اعطيت؟ قال: لا. ثم ضرب عنقه و رمي بجيفته الي الماء فلم يقبله و رمي به الي الشط؟ فامر عبيدالله بحرقه فاحرق.!!!

و قريبا منها جدا رواه شيخ الشيعه صدوق الشريعه محمد بن علي بن الحسين الفقيه المتوفي سنه 383 في المجلس التاسع عشر من اماليه ص 37 قال:

حدثنا ابي قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن ابراهيم بن رجاء الجحدري عن علي بن جابر قال: حدثني عثمان بن بداود الهاشمي عن محمد بن مسلم بن عن حمران بن اعين عن ابي محمد شيخ لاهل الكوفه قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السام اسر من معسكره غلامان صغيران...

و ذكر الحديث بطوله مع مغايرات و تفصيلات. [3] .


و الفاجعه رواها البلاذري في نهايه الاختصار، في الحديث: (84) من ترجمه الامام الحسين عليه السلام من انساب الاشراف: ج 3 ص 226 ط 1، قال:

حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، عن حصين [بن عبد الرحمان] قال: فحدثني سعد بن عبيده [قال]:

و لجا ابنان لعبد الله بن جعفر الي رجل من طي ء فضرب اعناقهما و اتي ابن زياد بروسهما، فهم [ابن زياد] بضرب عنقه؟ و امر بداره فهدمت.

ورواها ايضا الطبري في اوائل عنوان: «ذكر مسير الحسين عليه السلام الي الكوفه» من تاريخه: ج 5 ص 393 طبع الحديث بمصر بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، قال:

و حدثنا محمد بن عمار الرازي قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد بن العوام، قال: حدثنا حصين: و حدثني سعد بن عبيده قال:

فانطلق غلامان منهم لعبد الله بن جعفر - او ابن ابن جعفر؟ - فاتيا رجلا من طي ء فلجا اليه، فضرب اعناقهما و جاء بروسهما حتي وضعهما بين يدي ابن زياد، قال: فهم بضرب عنقه، و امر بداره فهدمت.

و رواها باوضح منهما ابن سعد المتوفي (230) في عنوان: «و قتل مع الحسين عليه السلام...» من الطبقات الكبري: ج 8 / الورق 61 / أ / قال:

و قد كان ابنا عبدالله بن جعفر لجا الي امراه عبدالله بن قطبه الطائي ثم النبهاني و كانا غلامين لم يبلغا، و قد كان عمر بن سعد امر مناديا فنادي: من جاء براس فله الف درهم.

فجاء ابن قطبه الي منزله فقالت له امراته: ان غلامين لجا الينا فهل لك ان تشرف بهما فتبعث بهما الي اهلهما بالمدينه؟ قال: نعم ارنيهما [فارتهما اياه] فلما رآهما ذبحهما و جاء بروسهما الي عبيدالله بن زياد، فلم يعطه شيئا، فقال عبيد الله: و ددت انه كان جاءني بهما حيين فمننت بهما علي ابي جعفر - يعني عبدالله


بن جعفر -.

و بلغ ذلك عبدالله بن جعفر فقال: و ددت انه كان جاءني فاعطيته الفي الف.



پاورقي

[1] و قيل: انه توفي سنه: «256» و قيل سنه 257 و قيل سنه: «258».

و الرجل من عظماء حفاظ اهل السنه و هو من رجال البخاري و اربعه آخرين من ارباب صحاح آل اميه و له نطحات مع البخاري.

و الحديث رواه بسندهعنه الخوارزمي في الاحداث التي وقعت عند حضور الاسراء من آل محمد بالکوفه بعد شهاده الحسين عليه‏السلام من مقتله: ج 2 ص 49 ط 1، قال:

اخبرنا الشيخ الامام سعد الائمه سعيد بن محمد بن ابي بکر الفقيمي اذنا [قال:] اخبرنا مجد الائمه ابوالفضل محمد بن عبدالله السرخشکي؟ اخبرنا ابونصر محمد بن يعقوب اخبرنا ابو عبدالله طاهر بن محمد الحدادي اخبرنا ابوالفضل محمد بن علي بن نعيم اخبرنا ابو عبدالله محمد بن الحسين بن علي حدثنا ابو عبدالله محمد بن يحيي الذهلي.

[2] ان صح هذا لابد من حمله علي انهما من ذراري جعفر الطيار لا من ولده من صلبه، لان جعفر الطيار استشهد يوم مونه سنه ثمان من الهجره فلا يمکن ان يکون ولد صلبه صغيرا.

و بظني ان الطفلين کانا من ذراري عقيل بن ابي طالب رضوان الله عليهما، و انما نسبا انفسهما الي جعفر تخلصا من القتل و طمعا للنجاه و رجاءا لملاحظه قرابه جعفر فيهما لمعلوميه عظمه مرتبه جعفر و رفعه مقامه عند المسلمين جميعا بخلاف عقيل فانه لم يعرف عندهم بسمو مقام مثل مقام جعفر.

[3] و رواه عنهما المجلسي رفع الله قمامه في آخر الباب: (38) من مقتل الامام الحسين عليه‏السلام من کتاب بحار الانوار: ج 45 ص 107 - 100 ط 2.