بازگشت

رحيل ابن سعد عن كربلاء و حمله الاساري من اهل بيت محمد


ذكر رحيل عمر بن سعد، من كربلاء و حمله اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من البنين و البنات معه، و مرورهم علي مصارع الشهداء و رثاء زينب الكبري في تلك الحال، و ابكائها كل ولي و بغيض!!

قال البلاذري: و اقام عمر بن سعد، يومه و الغد [1] ثم امر حميد بن بكير الاحمري [2] فنادي في الناس بالرحيل الي الكوفه، و حمل معه اخوات الحسين و بناته و من كان من الصبيان، و علي بن الحسين الاصغر [و هو] مريض.

فلطمن النسوه و صحن حين مررن بالحسين، و جعلت زينب بنت علي تقول: يا محمداه صلي عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء مقطع الاعضاء، يا محمداه و بناتك سبايا، و ذريتك مقتله تسفي عليها الصبا. [3] .

فابكت كل عدو و ولي.


و روي الطبري في اخر مقتل الحسين عليه السلام من تاريخه: ج 5 ص 455 قال:

قال ابو مخنف: فحدثني ابو زهير العبسي عن قره بن قيس التميمي [4] قال: نظرت الي تلك النسوه لما مررن بحسين و اهله و ولده [و هم صرعي تسفي عليهم الرياح] فصحن و لطمن و جوههن، قال: فاعترضتهن علي فرس فما رايت منظرا من نسوه قط كان احسن من منظر رايته منهن ذلك، و الله لهن [كن] احسن من مهي يبرين. [5] .

[قال قره بن قيس:] فما نسيت من الاشياء لا انسي قول زينب ابنه فاطمه حين مرت باخيها الحسين صريعا و هي تقول: يا محمداه يا محمداه صلي عليك ملائكه السماء، هذا الحسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الاعضاء؟!

يا محمداه و بناتك سبايا، و ذريتك مقتله تسفي عليها الصبا. [6] .

قال: فابكت و الله كل عدو و صديق؟!!


و لما نظر علي بن الحسين عليهماالسلام الي جثه ابيه و بني ابيه و بني عمومته و سائر الشهداء و هم صرعي علي وجه الصعيد، مرملين بدمائهم تسفي عليهم الرياح، لم يواروا و لم يدفنوا علي سنه الاسلام، عظم ذلك في صدره و اشتد عليه، فزاد قلقه و عظم جزعه فكادت نفسه ان تخرج من بدنه و تفارق روحه الدنيا؟! فاستبان ذلك لعمته عقيله الهاشميين زينب الكبري، فالتفتت اليه فقالت: مالي اراك تجود بنفسك يا بقيه جدي و ابي و اخي؟!!

فقال علي بن الحسين: يا عمتي كيف لا اجزع و لا اهلع [7] و قد اري سيدي و اخوتي و عمومتي و ولد عمي و اهلي مضرجين بدمائهم مرملين، و بالعراء مسلبين لا يكنفون و لا يوارون، و لا يعرج عليهم احد، و لا يقربهم بشر، كانهم اهل بيت من الديلم و الخزر!!

فقالت [زينب: يا ابن اخي] لا يجزعنك ما تري فوالله ان ذلك [8] لعهد من رسول الله الي حدك و ابيك و عمك، و لقد اخذ الله ميشاق اناس من هذه الامه لا تعرفهم فراعنه هذه الامه، و هم معرفون في اهل السماوات، انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقه، و هذه الجسوم المضرجه فيوارونها، و ينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء، لا يدرس اثره و لا يعفو رسمه علي كرور الليالي و الايام، و ليجتهدن ائمه الكفر و اشياع الضلاله في محوه و تطميسه، فلا يزداد اثره الا ظهورا و امره الا علوا. [9] .



پاورقي

[1] و مثله رواه الطبري في اخر مقتل الحسين عليه‏السلام من تاريخه 455/5.

[2] و ابو هذا الرجس هو الذي ضرب بالسيف علي شفتي مسلم اثناء المناوشه ثم قتله بامر ابن زياد.

[3] هکذا اورده البلاذري في آخر مقتل الحسين عليه‏السلام من انساب الاشراف 106/3 ط 1 /.

و قريبا منه رواه ايضا ابن سعد في اخر مقتل الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري ج 8 الورق 63 / أ / قال:

و امر عمر بن سعد يثقل الحسين ان يدخل الکوفه الي عبيدالله بن زياد، و بعث براسه مع خولي بن يزيد الاصبحي.

فلما حمل النساء و الصبيان، فمروا بالقتلي صرخت امراه منهم: يا محمداه هذا حسين بالعراء مزمل بالدماء!! و اهله و نساوه سبايا!!!

[قال الراوي:] فما بقي صديق و لا عدو الا اکب باکيا!!

و قريبا مما مر، اورده السيد ابن طاوس في کتاب اللهوف، ص 126، قال:

و اقام [عمر] بقيه يومه و اليوم الثاني الي زوال الشمس، ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين عليه‏السلام، و حمل نسائه صلوات الله عليه، علي احلاس اقتاب الحمال، بغير و طاء، مکشفات الوجوه بين الاعداء، و هن ودائع الانبياء، و ساقوهن کما يساق سبي الترک و الروم في اشد المصائب و الهموم!!!

و هذه الفجيعه العظيمه ذکرها ايضا ابن کثير في مقتل الحسين عليه‏السلام من تاريخ البدايه و النهايه: ج 8 ص 193.

[4] و هذا الشقي کان رسولا الي الامام الحسين عليه‏السلام من قبل عمر بن سعد حينما نزل کربلاء، و لما بلغ رساله عمر، عرض عليه حبيب بن مظاهر ملازمه الامام الحسين عليه‏السلام، و لامه علي حضوره مع عمر بن سعد، ولکنه حقت عليه الشقاوه، فرجع الي عمر بجواب رسالته و لم يعد الي الامام الحسين صلوات الله عليه.

[5] المهي - علي زنه دعا و عصا -: جمع المهات - علي زنه الفلات -: البلوره. الشمس. البقره الوحشيه.

قيل: اذا شبهت المراه بالمهات في البياض، فانما يراد صفاء لونها، و اذا شبهت بها في العينين فانما يراد حسن عينيها.

و يبرين - و يقل فيها ايضا اورين -: قريه کثيره النخل العيون العذبه بحذاء احساء من بني سعد بالبحرين.

و ايضا هي قريه من قري «عزاز» شمالي حبلب: بينهما [مسافه سير] يوم، و هي طيبه الهواء، عذبه الماء، صحيحه لا يوجد فيها عقرب و لا شي‏ء من الهوان.

و قيل: هي في بلاد عماليق.

[6] تسفي - من باب الافعال -: تهب. و سقت الريح التراب و اسفته - علي زنه رمي و افعل -: ذريته حملته. و الصبا - بفتح الصاد -: ريح مهبها جهه المشرق.

[7] الي هنا ذکرنا لفظ المصدر بالمعني.

[8] اي الذي اذکره لتسليت، من دفن الشهداء و اعلاء ذکرهم في المستقبل و غابر الزمان.

[9] الحديث رواه تلميذ ابن قولويه رحمهما الله تعالي في خاتمه کتاب کامل الزيارات.