بازگشت

قيام بطل الموحدين عبدالله بن عفيف الازدي بالكوفة واعتراضه علي ابن زياد


قيام بطل المومنين عبدالله بن عفيف رفع الله مقامه، و اعتراضه علي ابن مرجانه، لما خطب في اهل الكوفه، نسب الكذب الي سيد شباب اهل الجنه و ابيه صلوات الله عليهما

و عن ابي ابي الدنيا كما رواه عنه ابن الجوزي في كتاب الرد علي المتعصب العيند، ص 44 ط 1 - قال: حدثنا محمد بن صالح، عن شيخ من الازد، عن سليمان بن [ابي] راشد:

عن حميد بن مسلم، قال: خطبنا عبيدالله بن زياد، فقال: الحمد لله الذي اظهر الحق و اهله و نصر اميرالمومنين و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب و شيعته.

فقام [اليه] عبدالله بن عفيف الكندي / فقال: يا اب مرجانه ان الكذاب ابن الكذاب انت و من ولاك!!

و رواه ايضا الطبري عن ابي مخنف، عن سليمان بن ابي راشد:

عن حميد بن مسلم، قال: لما دخل عبيدالله القصر، و دخل [عليه] الناس نودي: الصلاه جامعه. فاجتمع الناس في المسجد الاعظم، فصعد ابن زياد المنبر فقال: الحمد لله الذي اظهر الحق و اهله، و نصر اميرالمومنين يزيد بن معاويه و حزبه، و قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي و شعيته.

فلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتي وثب اليه عبدالله بن عفيف الازدي ثم الغامدي ثم احد بني والبه - و كان من شيعه علي كرم الله وجهه، و كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل مع علي، فلما كان يوم صفين ضرب علي راسه ضربه و اخري علي حاجبه فذهبت عينه الاخري، فكان لا يفارق المسجد الاعظم يصلي فيه الي الليل ثم ينصرف - قال [حميد بن مسلم]:

فلما سمع [ابن عفيف] مقاله ابن زياد، قال: يا ابن مرجانه ان الكذاب ابن الكذاب انت و ابوك و الذي ولاك و ابوه، يا ابن مرجانه اقتتلون ابناء النبيين، و تتكلمون بكلام الصديقين؟!

فقال ابن زياد: علي به. فوثبت عليه الجلاوزه فاخذوه، فنادي بشعار الازد: [مبرور] يا مبرور.

و [كان] عبدالرحمان بن مخنف الازدي جالسا فقل: ويح غيرك اهلكت نفسك و اهلكت قومك.


و [كان] حاضر [وا] الكوفه يومئذ من الازد سبع مائه مقاتل، فوثب اليه فتيه من الازد، فانتزعوه [من ايدي الجلاوزه] فاتوا به اهله، فارسل [ابن زياد] اليه من اتاه به فقتله و امر بصلبه في السبخه، فصلب هنالك.

و رواه ايضا البلاذري في الحديث، «56» من مقتل الحسين عليه السلام من انساب الاشراف: ج 3 ص 210 ط 1 قال:

و خطب ابن زياد، فقال: الحمد لله الذي قتل الكذاب ابن الكذاب الحسين و شيعته!!

فوثب عبدالله بن عفيف الازدي ثم الغامدي - و كان شيعيا، و كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل و اليمني يوم صفين و كان لا يفارق المسجد الاعظم فلما سمع مقاله ابن زياد، قام - [ف] قال له: يا ابن مرجانه ان الكذاب ابن الكذاب، انت و ابوك و الذي ولاك و ابوه، يا ابن مرجانه اتقتلون ابناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقين؟. [1] .

فقال ابن زياد: علي به. فنادي [ابن عفيف] بشعار الازد: «مبرور يا مبرور» و حاضروا الكوفه يومئذ من الازد [كانوا] سبع مائه، فوثبوا فخلصوه حتي اتوا به اهله.

فقال ابن زياد للاشراف: اما رايتم ما صنع هولاء؟ قالوا بلي. قال: فسيروا انتم [يا] اهل اليمن فاتوني يصاحبكم [2] و اشار اليه عمرو بن الحجاج [3] بان يجلس كل من كان في المسجد من الازد. فحبسوا و فيهم عبدالرحمان بن مخنف و غيره.


فاقتتلت الازد، و اهل اليمن قتالا شديدا. و استبطا ابن زياد اهل اليمن، فقال لرسول بعثه اليهم: انظر [ماذا يجري] بينهم فنظر فراي اشد قتال، فقالوا: قل للامير: انك لم تبعثنا الي نبط الجزيره و لا جرامقه الموصل، انما بعثتنا الي الازد، الي اسود الاجم ليسوا ببيضه تحسي و لا حرمله و توطا. [4] .

فقتل من الازد عبيدالله بن حوزه الواليي و محمد بن حبيب البكري [5] فكثرت القتلي بينهم و قويت اليمانيه علي الازد، فصاروا الي خص في ظهر ابن عفيف فكسروه و اقتحموا [عليه] فناولته ابنته سيفه فجعل يذب به [عن نفسه] و شدوا [عليه] من كل جانب [فاخذوه] فانطلقوا به الي ابن زياد، و هو يقول:



اقسم لو يفسح لي عن بصري

شق عليكم مورودي و صدري



و خرج سفيان بن يزيد بن المغفل ليدفع عن ابن عفيف، فاخذوه معه، فقتل ابن عفيف، و صلب بالسبخه.

و اتي بجندب بن عبدالله [الي ابن زياد] فقال له ابن زياد: و الله لا تقربن الي الله بدمك!! فقال: انما تتباعد من الله بدمي.

و قال ابن زياد: لابن مغفل: قد تركناك لابن عمك سفيان ب وف فانه خير منك.

و قريبا منه رواه محمد بن حبيب البغدادي في عنوان: «المصلبين الاشراف» من كتاب المحبر الكبير، ص 480.

و رواه ايضا سبط ابن الجوزي في آخر مقتل الحسين عليه السلام من كتاب مرآه الزمان المخطوط، ص 98.



پاورقي

[1] يعني قول «الحمد لله».

و قريبا منه - الي قوله: «فتخلصوه حتي اتوا به اهله» رواه سبط ابن الجوزي في تذکره الخوص ص 269 عن ابن ابي الدنيا، و بعده هکذا:

ثم قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله و هو يقول في طريقه: ما رجع احد مثل ما رجعت، اطعت الفاسق ابن زياد الظالم ابن الفاجر، و عصيت الحاکم العدل و قطعت القرابه الشريفه.

[قال:] و هجره الناس و کان کلما مر علي ملاء من الناس اعرضوا عنه، و کلما دخل المسجد خرج الناس منه، و کل من رآه قد سبه، فلزم بيته الي ان قتل.

[2] هذا هو الظاهر، و في النسخه: «فسيروا انتم اهل اليمن تاتوني بصاحبکم».

و بعده هکذا: «و امتثل صنع ابيه في حجر، حين بعث [اليه] اهل اليمن».

[3] و هو من اکابر الطواغيت و قد تقدم ذکر بعض موبقاته في حوادث کربلا.

[4] النبط - علي زنه الصدق -: قوم من العجم کانوا ينزلون بين العراقين. اخلاط الناس و عوامهم. و الجرامقه: قوم من العجم صاروا بالموصل في اوائل الاسلام. و قال الليث: جرامقه الشام: انباطها، و الواحد منهم جرمقاني.

و الاجم - علي زنه فرس و عنق -: جمع الاجمه - محرکه -: الشجر الکثير المتلف. و تحسي - علي زنه تدعي و بابه -: تتناول و تشرب: و الحرمله: واحده الحرمل: نبات حبه کالسمسم. و توطا - علي زنه توعد و بابه -: تداس.

[5] الظاهر ان هذا هو الصواب، و في اصلي: «الکبري»

ثم اني لم اجد فيما عندي من کتب الرجال، ترجمه لعبيدالله الواليي و لا لمحمد بن حبيب البکري.