بازگشت

شهادة حنظله بن اسعد العجلي الشبامي


(عده الشيخ الطوسي رحمه الله - تحت الرقم: (20) من رجاله - من اصحاب الحسين عليه السلام) [و بالسند المتقدم] قال: و جاء حنظله بن اسعد الشبامي فقام بين يدي حسين فاخذ ينادي: (يا قوم اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب مثل داب قوم نوح و عاد و ثمود و الذين من بعدهم، و ما الله يريد ظلما للعباد، و يا قوم اني اخاف عليكم يوم التناد، يوم تلون مدبرين ما لكم من الله من عاصم و من يضلل الله فما له من هاد) [33 - 30 / غافر: 40]. يا قوم لا تقتلوا حسينا (فيسحتكم الله بعذابل، و قد خاب من افتري) [1] .

فقال له الحسين [عليه السلام]: يا ابن اسعد رحمك الله انهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم اليه من الحق، و نهضوا اليك ليستبيحوك و اصحابك، فكيف بهم الان و قد قتلوا اخوانك الصالحين. قال [حنظله]: صدقت جعلت فداك افلا نروح الي الاخره [2] و نلحق باخواننا؟ فقال [له الحسين عليه السلام]: رح الي خير من الدنيا و ما فيها، و الي ملك لا يبلي. فقال: السلام عليك ابا عبدالله صلي الله عليك و علي اهل بيتك و عرف بيننا و بينك في جنته. فقال [الحسين عليه السلام]: آمين آمين.

فاستقدم [حنظله] فقاتل حتي قتل.


[شهاده شوذب مولي شاكر [3] و عابس بن ابي شبيب الشاكري]

[وبالسند المتقدم] قال: و جاء عابس بن ابي شبيب الشاكري و معه شوذب مولي شاكر، فقال: يا شوذب ما في نفسك ان تصنع؟ قال: ما اصنع؟ اقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي اقتل. قال [العابس]: ذلك الظن بك. اما لا فتقدم بين يدي ابي عبدالله حتي يحتسبك كما احتسب غيرك من اصحابه و حتي احتسبك انا، فانه لو كان معي الساعه احد انا اولي به مي بك، لسرني ان يتقدم بين يدي حتي احتسبه، فان هذا يوم ينبغي لنا ان نطلب الاجر فيه بكل ما قدرنا عليه، فانه لا عمل بعد اليوم و انما هو الحساب.

فتقدم [شوذب] فسلم علي الحسين ثم مضي فقاتل حتي قتل.

ثم تقدم عابس بن ابي شبيب بين يدي الحسين عليه السلام و قال [4] : يا ابا عبدالله اما و الله ما امسي علي ظهر الارض قريب و لا بعيد اعز علي و لا احب الي منك، و لو قدرت علي ان ادفع عنك الضيم و القتل بشي ء اعز علي من نفسي و دمي لفعلته [ثم قال:] السلام عليك يا ابا عبدالله اشهد الله اني علي هديك و هدي ابيك.

ثم مشي بالسيف مصلتا نحوهم و به ضربه علي جبينه.

قال ابومخنف: حدثني نمير بن وعله عن رجل من بني عبد، من همدان يقال له: ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم قال:

لما رايته مقبلا عرفته و قد شاهدته في المغزي و كان [من] اشجع الناس، فقلت: ايها الناس هذا لاسد الاسود؟ هذا ابن ابي شبيب لا يخرجن اليه احد منكم.

فاخذ [عابس] ينادي: الا رجل لرجل؟ فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجاره. فرمي بالحجاره من كل جانب، فلما راي [عابس] ذلك القي درعه و مغفره ثم شد علي الناس، فوالله لرايته يكرد [و يطرد] اكثر من مائتين من الناس.


ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل، فرايت راسه في ايدي رجال ذوي عده، هذا يقول: انا قتلته. و هذا يقول: انا قتلته. فاتوا عمر بن سعد فقال [لهم]: ل تختصموا هذا لم يقتله سنان واحد. ففرق بينهم بهذا القوم.



پاورقي

[1] اقتباس من الايه: (61) من سوره طه (20). و يسحتکم - من باب افعل -: يهلککم و يستاصلکم.

[2] کذا في مقتل الحسين عليه‏السلام - للخوارزمي - ج 25 2، و في اصلي: «جعلت فداک انت افقه مني و احق بذلک...».

[3] و ذکره فضيل بن الزبير، في العدد (99) من شهداء کربلاء و قال: و کان متقدما في الشيعه.

[4] هکذا هذينا لفظ اصلنا، و فيه: ثم قال عابس بن ابي شبيب: يا ابا عبدالله اما و الله...

و هذا المطلب رواه البلاذري موجزا في الحديث: (37) من مقتل الحسين عليه السالم من کتاب انساب الاشراف: ج 3 ص 197.