بازگشت

صلاة الظهر جماعة يوم عاشوراءو شهادة حبيب بن مظاهر الاسدي والحر الرياحي


[احاطه جيش ابن مرجانه علي معسكر ريحانه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اصحابه و تحلقهم عليهم و طلب ابي ثمامه الصائدي من الحين عليه السلام ان يصلي بهم صلاه الظهر، و طلبهم من عسكر آل اميه انيكفوا عنهم كي يصلوا، و امتناع جيش ابن مرجانه من الكف عنهم و اصرارهم علي القتال و اامه الطعن و الضرب و الرمي و شهاده حبيب بن مظاهر رفع الله مقامه]

[و احدق جند الكوفه بالحسين و اصحابه] و تعطفوا عليهم فكثروهم فلا يزال الرجل من اصحاب الحسين يقتل [1] فاذا قتل منهم الرجل و الرجلان تبين فيهم،و اولئك [الاشقياء من اصحاب عمر بن سعد] كثير لا يتبين ما يقتل منهم.

فلما رآي ذلك ابو ثمامه عمرو بن عبدالله الصائدي قال للحسين: يا ابا عبدالله نفسي لك الفداء اني اري هولاء قد اقتربوا منك، و لا و الله لا تقتل حتي اقتل دونك ان شاء الله، و احب ان القي ربي و قد صليت هذه الصلاه التي دنا وقتها.

فرفع الحسين [عليه السلام] راسه [الي السماء] ثم قال: ذكرت الصلاه جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا اول وقتها، ثم قال: سلوهم ان يكفوا عنا حتي نصلي.

[فطلبوا من جيش ابن مرجانه ان يكفوا عنهم حتي يصلوا] فقال لهم الحصين بن تميم: انها لا تقبل [منكم]!! فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت [ان] الصلاه من آل رسول الله صلي الله عليه و [آله] و سلم لا تقبل و تقبل منك يا حمار؟! فحمل عليهم حصين بن تميم و خرج اليه حبيب بن مظاهر، فضرب وجه فرسه بالسيف فشب [الفرس] و وقع عنه [الحصين بن تميم] و حمله اصحابه فاستنقذوه، و اخذ حبيب يقول:




اقسم لو كنا لكم اعدادا

او شطركم و ليتم اكتادا [2] .



يا شر قوم حسبا و آدا [3] .

قال: و جعل [حبيب يرتجز و] يقول يومئذ:



انا حبيب و ابي مظاهر

فارس هيجاء و حرب تسعر



انتم اعد عده و اكثر

و نحن اوفي منكم و اصبر



و نحن اعلي حجه و اظهر

حقا و اتقي منكم و اعذر



و قاتل قتالا شديدا فحمل عليه رجل من بني تميم فضربه بالسيف علي راسه فقتله - و كان يقال له: بديل بن صريم من عقفان - و حمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم علي راسه بالسيف فوقع و نزل اليه التميمي فاحتز راسه، فقال له الحصين: اني لشريكك في قتله. فقال الاخر: و الله ما قتله غيري

فقال الحصين: اعطنيه اعلقه في عنق فرسي كيما يري النسا و يعلموا اني شركت في قتله ثم خذه انت بعد فامض به الي عبيدالله بن زياد، فلا حاجه لي فيما تعطاه علي قتلك اياه. قال: فابي عليه. فاصلح قومه فيما بينهما علي هذا، فدفع اليه راس حبيب بن مظاهر، فجال به في العسكر قد علقه في عنق فرسه دفعه بعد ذلك اليه. [4] .

قال ابومخنف: حدثني محمد بن قيس قال: لما قتل حبيب بن مظاهر هد ذلك حسينا و قال عند ذلك: احتسب نفسي و ماه اصحابي؟


[شهاده الحر بن يزيد الرياحي ثم ثلاه الحسين عليه السلام باصحابه صلاه الخوف و شهاده سعيد بن عبدالله الحنفي]

[و بالسند المتقدم] [5] قال: فاخذ الحر يرتجز و يقول:



آليت لا اقتل حتي اقتلا

و لن اصاب اليوم الا مقبلا



اضربهم بالسيف ضربا مقصلا

لا ناكلا عنهم و لا مهللا [6] .



و اخذ يقول ايضا:



اضرب في اعراضهم بالسيف

عن خير من حل مني و الخيف



فقاتل هو و زهير بن القين قتالا شديدا، فكان اذا شد احدهما فان استحلم شد الاخر حتي يخلصه [7] ففعلا ذلك ساعه، ثمان رجاله [من جيش ابن مرجانه] شدت علي الحر بن يزيد فقتل. [8] .

و قتل ابو ثمامه الصائدي [من اصحاب الحسين عليه السلام] ابن عم له كان عدوا له.


[صلاهالامام الحسين عليه السلام باصحابه صلاه الظهر و استهداف سعيد بن عبدالله الحنفي امام الحسين نفسه للسهام و الرماح كي يتم الامام و من معه صلاه الخوف]

ثم صلي الحسين عليه السلام باصحابه الخوف [9] ثم اقتتلوا بعد الظهر، فاشتد قتالهم و وصل الي الحسين [عليه السلام] فاستقدم [سعيد بن عبدالله] الحنفي امامه فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يمينا و شمالا قائما بين يديه، فما زال يرمي حتي سقط. [10] .



پاورقي

[1] هذا هو الظاهر، و في اصلي: «و تعطف الناس عليهم فکثروهم فلا يزال الرجل من اصحاب الحسين قد قتل...».

فکثروهم: غلبوهم في الکثره.

[2] اي لو کان عددنا کعددکم لوليتم اکتافکم و فررتم منا. الاکتابد: جمع الکتد - علي زنه الفرس و الکبد -: مجتمع الکتفين من الانسان.

[3] قيل: الاد - هنا - الاصل.

[4] و بعد ذلک في اصلي: فلما رجعوا الي الکوفه اذخ الاخر راس حبيب فعلقه في لبان فرسه ثم اقبل به الي ابن زياد في القصر فبصر به ابنه القاسم بن حبيب و هو يومئذ قد راهق، فاقبل مع الفارس لا يفارقه، کلما دخل القصر دخل معه، و اذا خرج خرج معه، فارتاب به فقال: مالک يا بني تتبعني؟ قال: لا شي‏ء. قال: بلي يا بني اخبرني. قال: ان هذا الراس الذي معک راس ابي افتعطينيه حتي ادفنه؟ قال: يا بني لا يرضي الامر ان يدفن!! و انا اريد ان يثيبني الامير علي قتله ثوابا حسنا. قال له الغلام: لکن الله يثبيک علي ذلک الا اسوا الثواب اما و الله لقد قتلت خيرا منک. و بکي.

فمکث الغلام حتي اذا ادرک لم يکن له همه الا اتباع اثر قاتل ابيه ليجد منه غره فيقتله بابيه. فلما کان زمان مصعب بن الزبير، و غزا مصب «باجميري» [بقرب تکريت] دخل [القاسم بن حبيب] عسکر مصعب فاذا قاتل ابيه في فسطاطه، فاقبل يختلف في طلبه و التماس غرته، فدخل عليه و هو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتي برد.

[5] اما السند القريب فهو عن ابي مخنف عن محمد بن قيس.

و اما السند البعيد فهو عن ابي مخنف عن سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم.

[6] المقصل - علي زنه المنبر -: القاطع. و الناکل: الناکص الراجع عن الشي‏ء. المهلل: الذي يهجم علي قرنه ثم يجببن فيفرمنه.

[7] يقال: استحلم فلان - علي بناء المجنول - نشب في الحرب فلم يجد مخلصا عنها.

[8] و انظر ما تقدم حول الحر في ص 135، و ص 142. و قريب منه في انساب الاشراف ج 3 ص 195.

[9] و في اصلي: ثم صلوا الظهر، صلي بهم الحسين صلاه الخوف....

[10] و في روايه الخوارزمي في مقتل الحسين عليه السالم: ج 2: ص 21 ط 1:

ثم خرج من بعده [اي بعد زهير بن القين] سعيد بن عبدالله الحنفي و هو يقول:



اقدم حسين اليوم نلقي احمدا

و شيخک الخير عليا ذا الندي



و حسنا کالبدر وافي السعدا

و عمک القرم الهجان الاصيدا



و حمزه ليث الاله الاسدا

في جنه الفردوس نعلوا صعدا



ثم قال: و روي ان هذه الابيات لسويد بن عمرو بن ابي المطاع.