اول براز بين الاصفياء و الاشقياء
[اول براز بين الاصفياء و الاشقياء في وقعه الطف براز عبدالله بن مير الكلبي الي يسار و سال عبدي ابن الدعي و ابنه زياد و ابن مرجانه]
قال ابو مخنف: حدثني ابو جناب [يحيي بن ابي حي الكلبي] قال:
كان منا رجل يدعي عبدالله بن عمير من بني عليم، كان قد نزل الكوفه - و اتخذ عند بئر الجعد، من همدان دارا و كانت معه امراه له من النمر ابن قاسط يقال لها: ام وهب بنت عبد؟ - فرآي القوم بالنخيله يعرضون ليسرحوا الي [حرب] الحسين [عليه السلام] فسال عنهم؟ فقيل له: يسرحون الي [حرب] حسين بن فاطمه بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم!!!
فقال: و الله لقد كنت حريصا علي جهد اهل الشرك، و اين لارجو ان لا يكون جهاد هولاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم ايسر ثوابا عندالله من ثوابه اياي في جهاد المشركين.
فدخل الي امراته فاخبرها بما سمع، و اعملها بما يريد، فقالت: اصبت اصاب الله بك ارشد امورك، افعل و اخرجني معك.
فخرج بها ليلا حتي اتي حسينا فاقام معه، فلما دنا منه عمر بن سعد و رمي بسهم [نحو عسكر الحسين عليه السلام] ارتمي الناس فلما ارتموا [اشتبكوا].
[ف]خرج يسار مولي زياد بن [ابيه] و سلام مولي عبيدالله بن زياد، فقالا: من يبارز؟ ليخرج الينا بعضكم. [1] .
فوثب حبيب بن مظاهر، و برير بن خضير، فقال لهما حسين: اجلسا.
فوثب حبيب بن مظاهر، و برير بن خضير، فقال لهما حسين: اجلسا.
فقام عبدالله بن عمير الكلبي فقال: [يا] ابا عبدالله رحمك الله ائذن لي فلا خرج اليهما فرآي حسين رجلا آدم طويلا شديد الساعدين بعيد ما بين المنكبين فقال حسين: اني لاحسبه للاقران قتالا اخرج ان شئت.
فخرج [عبدالله بن عمير] اليهما فقالا له: من انت؟ فانتسب لهما، فقالا: لا نعرفك، ليخرج الينا زهير بن القين او حبيب بن مظاهر او برير بن خضير. - و يسار مستنتل امام سالم [2] - فقال له الكلبي: يا ابن الزانيه و بك رغبه عن مبارزه احد من الناس؟ و ما يخرج اليك احد من الناس الا و هو خير منك. ثم شد عليه فضربه بسيفه حتي برد و انه لمشتغل به يضربه بسيفه اذ شد عليه سالم، فصاح به [اصحاب الحسين عليهم السلام]: قد رهقك العبد. فلم يابه له حتي غشيه فبدره الضربه فاتقاه الكلبي بيده اليسري فاطار اصابع كفه اليسري ثم مال عليه الكلبي فضربه حتي قتله، و اقبل الكلبي مرتجزا، و قد قتلهما جميعا و هو يقول:
ان تنكروني فانا ابن كلب
حسبي بيتي في عليم حسبي
اني امرو ذو مره و عصب
و لست بالخوار عند النكب
اني زعيم لك ام وهب
بالطعن فيهم مقدما و الضرب
ضرب غلام مومن بالرب
فاخذت ام وهب امراته عمودا ثم اقبلت نخو زوحها تقول له: فداك ابي و امي قاتل دون الطيبين ذريه محمد. فاقبل اليها [زوجها] يردها نحو النساء فاخذت تجاذب ثوبه ثم قالت: اني لن ادعك دون ان اموات معك.
فناداها الحسين فقال: جزيتم من اهل بيت خيرا؟ ارجعي رحمك الله الي النساء فاجلسي معهن فانه ليس علي النساء قتال. فانصرفت اليهن.
پاورقي
[1] و هذا ذکره ايضا ابن سعد في مقتل الحسين عليهالسلام من الطبقات الکبري: ج 8 / الورق 59/أ/ قال:
و ناوش عمر بن سعد حسينا فکان اول من قاتل مولي لعبيدالله بن زياد، يقال له: سالم، نصل من الصف فخرج اليه عبدالله بن تميم بن... فقتله.
[2] يقال: استنتل فلان اصحابه: تقدمهم. و استنتل فلان للامر: استعد له.
و الحديث رواه البلاذري موجزا في مقتل الامام الحسين عليهالسلام من انساب الاشراف: ج 3 ص 190، ط 1.