بازگشت

خطبة زهير بن القين قبل اشتعال الحرب


[خطبه زهير بن القين و انذاره اهل الكوفه صباح يوم عاشوراء، قبل اشتباك الحرب]

قال ابو مخنف: فحدثني علي بن حنظله بن اسعد الشبامي [1] عن رجل من قومه شهدا مقتل الحسين [عليه السلام] حين قتل يقال له كثير بن عبدالله الشعبي [2] قال:

لما زحفنا قبل الحسين خرج الينا زهير بن قين علي فرس له ذنوب [3] شاك في السلاح فقال:

يا اهل الكوفه نذار لكم من عذاب الله نذار [4] ان حقا علي المسلم نصيحه اخيه المسلم و نحن حتي الان اخوه و علي دين واحد و مله واحده، ما لم يقع بيننا و بينكم السيف، و انتم للنصيحه منا اهل، فاذا وقع السيف انقطعت العصمه، و كنا امه و انتم امه [اخري] ان الله قد ابتلانا و اياكم بذريه نبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم لينظر ما نحن و انتم عاملون، انا ندعوكم الي نصرهم و خذلان الطاغيه عبيدالله بن زياد فانكم لم تدركوا منهما الا سوءا عمر سلطانهما كله [كانا] ليسملان اعينكم [5] و يقطعان ايديكم و ارجلكم و يمثلان بكم و ير فعانكم علي جذوع النخل و يقتلان اماثلكم و قراءكم امثال حجر بن عدي و اصحابه، و هاني ء بن عروه و اشباهه.


فسبوه و اثنوا علي عبيدالله بن زياد، و دعوا له و قالوا: و الله لا نبرح حتي نقتل صاحبك و من معه، او نبعث به و باصحابه الي الامير عبيدالله سلما.

فقال لهم [زهير]: عبادالله ان ولد فاطمه رضوان الله عليها احق بالود و النصر من ابن سميه فان لم تنصروهم فاعيذكم بالله ان تقتلوهم فخلوا بين الرجل و بين ابن عمه يزيد بن معاويه فلعمري ان يزيد ليرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين.

فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم و قال: اسكت اسكت الله نامتك، ابرمتنا بكثره كلامك [6] .

فقال له زهير: يا ابن البوال علي عقبيه ما ايك اخاطب انما انت بهيمه، و الله ما اظنك تحكم من كتاب الله آيتين فابشر بالخزي يوم القيامه و العذاب الاليم.

فقال له شمر: ان الله قاتلك و صاحبك عن ساعه.

قال [زهير]: افبالموت تخوفني؟ فوالله للموت معه احب الي من الخلد معكم!!

ثم اقبل [زهير] علي الناس رافعا صوته فقال: عبادالله لا يغرنكم من دينكم اهرقوا دماء ذريته و اهل بيته و قتلوا من نصرهم و ذب عن حريمهم.

فناداه رجل فقال له: ان ابا عبدالله يقول لك: اقبل فلعمري لئن كان مومن آل فرعون نصح لقومه و ابلغ في الدعاء: لقد نصحت لهولاء و ابلغت لو نفع النصح و الابلاغ!!



پاورقي

[1] لکل من علي بن حنظله و ابيه ترجمه في کتاب تنقيح المقال و معجم رجال الحديث: ج: ص 306 و ج 11، ص 422 غير انه في الثاني و صفه بالعجلي فالعله غير فليحقق.

و ايضا وقع التسليم علي حنظله في زيارتي الناحيه المقدسه و الرجييه کما جاء ايضا اسمه في العدد (95) من اسامي الشهداء تاليف فضيل بن الزبير الاسدي، المذکور في ترتيب الامالي الخميسيه: ج 1، ص 173 - 170، ط 1.

و انظر کتاب مصباح الزائر: ص 15، و زياره الحسين عليه‏السلام في اول رجب من کتاب المزار من بحار الانوار: ج 101، ص 340.

و في تاريخ البدايه و النهايه: 18/8: لم تدرکوا منهما الا سوءا عموم سلطانهم؟.

[2] تقدم ذکر قذاره من خباثه هذا الرجس في قضيه نزول عمر بن سعد، و طلبه ممن معه ان يذهب الي الحسين عليه‏السلام و يساله عن سبب مجيثه الي العراق؟.

[3] ذنوب: کثير الشعر في ذنبه.

[4] نذار اسم فعل اي انذرکم يا اهل الکوفه انذارا من عذاب الله.

[5] هذا هو الظاهر هو الظاهر الموافق لما في تاريخ البدايه و النهايه: ج 8 ص 180، غير ان فيه: «عموم سلطانهما يسملان اعينکم...».

و في اصلي المطبوع: «فانکم لا تدرکون منهما الا بسوء عمر سلطانهما...» ليسملان: يفقآن.

[6] النامه: النغمه. الصوت.

و الحديث رواه البلاذري باختصار في عنوان: «مقتل الحسين..» من انساب الاشراف: ج 3 ص 188، ثم قال البلاذري:

و کلمهم برير بن خضير و غيره و ئعظهم و ذکروا غرورهم الحسين بکتبهم.

اقول: و المستفاد منه و من الطبري ان کلامزهير و الحر و اندارهما لاهل الکوفه کان بعد احتجاج الامام الحسين عليه‏السلام و خطبته الطويله فيهم.