بازگشت

ورود عمر بن سعد كربلاء بعد يوم من نزول الامام الحسين بها


فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن ابي وقاص من الكوفه في اربعه آلاف و كان سبب خروج ابن سعد الي الحسين عليه السلام ان عبيدالله بن زياد بعثه علي أربعه آلاف من اهل الكوفه يسير بهم الي «دستبي» [1] و كانت الديلم قد خرجوا اليها و غلبوا عليها فكتب له ابن زياد عهده علي الري وامره بالخروج (اليها).

فخرج (مر بن سعد) معسكرا بالناس «بحمام أعين» [2] فلما كان من امر الحسين ما كان واقبل الي الكوفه دعا ابن زياد، عمر بن سعد فقال: سر الي الحسين فاذا فرغنا مما بيننا و بينه سرت الي عملك. فقال له عمر بن سعد: ان رايت رحمك الله ان تعفني فافعل. فقال له عبيدالله: نعم علي ان ترد لنا عهدنا. فلما قال له ذلك قال عمر بن سعد: امهلني اليوم حتي انظر.

فانصرف عمر يستشير نصحاءه، فلم يكن يستشير احدا الا نهاه.

وجاء (ه) حمزه بن المغيره بن شعبه- و هو ابن اخته- فقال: أنشدك الله يا خال ان تسير الي الحسين فتاثم بربك و تقطع رحمك، فوالله لان تخرج من دنياك و مالك و سلطان الارض كلها خير لك من ان تلقي الله بدم الحسين!!! فقال له عمر بن سعد: فاني افعل ان شاء الله [3] .


و قال هشام (بن محمد): حدثني عوانه بن الحكم، عن عمار بن عبدالله بن يسار الجهني عن ابيه [4] قال:

دخلت علي عمر بن سعد، وقد امر بالمسير الي الحسين، فقال لي: ان الامير امرني بالمسير الي الحسين فابيت ذلك عليه، فقلت له: اصاب الله بك، ارشدك احل فلا تفعل ولا تسر اليه، قال: فخرجت من عنده فأتاني آت وقال: هذا عمر بن سعد يندب الناس الي الحسين، قال: فأتيته فاذا هو جالس، فلما رآني اعرض بوجهه (عني) فعرفت انه قد عزم علي المسير اليه فخرجت من عنده [5] .

قال: فاقبل عمر بن سعد الي ابن زياد فقال: أصلحك الله انك وليتني هذا العمل و كتبت لي العهد، و سمع به الناس فان رايت ان تنفذ لي ذلك فافعل، وابعث الي الحسين في هذا الجيش من اشراف الكوفه من لست باغني و لا اجزا عنك في الحرب منه. فسمي له اناسا.

فقال له ابن زياد: لاتعلمني باشراف اهل الكوفه ولست استامرك فيمن اريد ان ابعث، ان سرت بجندنا، والا فابعث الينا بعهدنا.

فلما راه (عمر انه) قد لج قال: فاني سائر.


و بالسند المتقدم آنفا عن هشام عن عوانه بن الحكم عن عمار بن عبدالله عن ابيه قال:

فاقبل (عمر بن سعد) في اربعه الاف حتي نزل بالحسين؟ من الغد من يوم نزل الحسين «نينوي» فامر عزره ابن قيس الأحمسي ان يلتقي بالحسين عليه السلام و يقول له [6] ما الذي جاء به؟ و ماذا يريد؟ و كان عزره ممن كتب الي الحسين (عليه السلام و ساله القدوم الي الكوفه) فاستحيا منه ان ياتيه!!! فعرض ذلك علي الرؤساء الذين كاتبوه فكلهم ابي و كرهه.

فقام اليه كثير بن عبدالله الشعبي- و كان فارسا شجاعا ليس يرد وجهه شي ء- فقال: انا اذهب اليه، والله لئن شئت لأفتكن به!! فقال له عمر بن سعد: ما اريد ان يفتك به، ولكن ائته فسله ما الذي جاء به! فأقبل (الرجل) الي الحسين عليه السلام فلما رآه ابو ثمامه الصائدي (مقبلا) قال للحسين: أصحلك الله ابا عبدالله قد جاءك شر اهل الأرض و أجراه علي دم وافتكه. ثم قام اليه فقال له: ضع سيفك.


قال: لا والله ولا كرامه، انما انا رسول فان سمعتم مني ابلغتكم ما ارسلت به اليكم، وان ابيتم انصرفت عنكم. فقال له: فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك. قال: لا والله لا تمسه. فقال له: اخبرني ما جئت به وانا ابلغه عنك و لا ادعك تدنو منه فانك فاجر. فاستبا، ثم انصرف الي عمر بن سعد فاخبره الخبر.

فدعا عمر قره بن قيس الحنظلي فقال له: ويحك يا قره الق حسينا فسله ما جاء به؟ و ماذا يريد؟ فاتاه قره بن قيس فلما رآه الحسين مقبلا قال (لأصحابه): اتعرفون هذا؟ فقال حيبب بن مظاهر: نعم هذا رجل من حنظله تميمي و هو ابن اختنا، و لقد كنت اعرفه بحسن الراي و ما كنت اراه يشهد هذا المشهد.

فجاء (قره) حتي سلم علي الحسين وابلغه رساله عمر بن سعد:

فقال الحسين: كتب الي اهل مصركم هذا ان اقدم (الينا) فاما اذ كرهوني فانا انصرف عنهم.

(ولما اراد قره بن قيس ان يرجع الي عمر بن سعد) قال له حبيب بن مظاهر: ويحك يا قره بن قيس اني ترجع الي القوم الظالمين انصر هذا الرجل الذي بآبائه ايدك الله وايانا معك. فقال له قره. ارجع الي صاحبي بجواب رسالته و أري رأيي.

فانصرف الي عمر بن سعد فاخبره الخبر، فقال له عمر بن سعد اني لأرجو أن يعافيني الله من حربه و قتاله.


(رساله عمر بن سعد في أمر الحسين عليه السلام الي ابن مرجانه، و جوابها منه)

هشام بن محمد، عن ابي مخنف قال: حدثني النضر بن صالح بن حبيب ابن زهير العبسي عن حسان بن فائد بن بكير العبسي [7] قال:

اشهد ان كتاب عمر بن سعد جاء الي عبيدالله بن زياد وانا عنده فاذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فاني حيث نزلت بالحسين بعثت اليه رسولي فسألته عن ما أقدمه و ماذا يطلب و يسأل؟

فقال: كتب الي اهل هذه البلاد وأتتني رسلهم فسالوني القدوم ففعلت، فاما اذا كرهوني فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم فانا منصرف عنهم [8] .

و قال الدينوري: فلما وصل كتابه الي ابن زياد كتب اليه في جوابه:

قد فهمت كتابك، فاعرض علي الحسين البيعه ليزيد فاذا بايع في جميع من معه فاعلمني ذلك ليأتيك رأيي.


(التقاء الامام الحسين مع ابن سعد بين العسكرين و ما دار بينهما)

قال ابو مخنف: حدثني ابو جناب (يحيي بن ابي حي) عن هاني ء بن ثبيت الحضرمي [9] - و كان قد شهد قتل الحسين (عليه السلام) قال:

بعث الحسين عليه السلام الي عمر بن سعد، عمرو بن قرظه بن كعب الانصاري ان القني الليل بين عسكري و عسكرك. قال: فخرج عمر بن سعد في نحو من عشرين فارسا، واقبل حسين في نحو ذلك.

فلما التقوا امر سحين اصحابه ان ينتحوا عنه، وامر عمر بن سعد بمثل ذلك، قال: فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمع أصواتهما و لا كلامهما فتكلما فأطالا حتي ذهب من الليل هزيع [10] ثم انصرف كل واحد منهما الي عسكره باصحابه.

و تحدث الناس ظلنا فيما (جري) بينهما (عندما تلاقيا) يظنون [11] ان حسينا قال لعمر بن سعد: اخرج معي الي يزيد بن معاويه وندع العسكرين. قال عمر: اذن تهدم داري. قال (الحسين): انا ابنيها لك. قال: اذن توخذ ضياعي. قال: اذن اعطيك خيرا منها من مالي بالحجاز. فتكره ذلك عمر.

قال: فتحدث الناس بذلك و شاع فيهم من غير ان يكونوا سمعوا من ذلك شيئا ولا علموه.


(رساله اخري من الرجس عمر بن سعد الي شقيقه عبيد بن مرجانه)

قال ابو مخنف: حدثني المجالد بن سعيد الهمداني والصعقب بن زهير: انهما (اي) الحسين و عمر بن سعد، التقيا مرارا ثلاثا او اربعا، فكبت عمر بن سعد الي عبيدالله بن زياد:

اما بعد فان الله قد اطفا النائره، و جمع الكلمه واصلح امر الامه، هذا حسين قد أعطاني ان يرجع الي المكان الذي منه أتي او ان نسيره الي اي ثغر من ثغور المسلمين شئنا [12] فيكون رجلا من المسلمين لهم مالهم، و عليه ما عليهم، او أن ياتي يزيد اميرالمؤمنين فيضع يده في يده فيري فيما بينه و بينه رايه، و في هذا لكم رضا و للامه صلاح.



قال ابو مخنف: وأما ما حدثنا به المجالد بن سعيد والصقعب بن زهير الازدي و غيرهما من المحدثين- فهو ما عليه جماعه المحدثين- قالوا: انه قال اختاروا مني خصالا ثلاثا: اما ان ارجع الي المكان الذي أقبلت منه، واما ان اضع يدي في يد يزيد بن معاويه فيري فيما بيني و بينه رايه، واما ان تسيروني الي اي ثغر من ثغور المسلمين شئتم فأكون رجلا من اهله لي ما لهم و علي ما عليهم.


قال ابو مخنف: فحدثني عبدالرحمان بن جندب:

عن عقبه بن سمعان (مولي الرباب زوجه الامام الحسين عليه السلام) قال: صحبت حسينا فخرجت معه من المدينه الي مكه، و من مكه الي العراق و لم أفارقه حتي قتل، وليس من مخاطبته الناس كلمه بالمدينه ولا بمكه ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكر الي يوم مقتله الا وقد سمعتها، لا والله ما اعطاهم ما يتذاكر الناس و ما يزعمون من ان يضع يده في يد يزيد بن معاويه، و لا ان يسيروه الي ثغر من ثغور المسلمين ولكنه قال: دعوني فلأذهب في هذه الارض العريضه حتي ننظر (الي) ما يصير امر الناس!!!


تنظيم ابن مرجانه البريد بينه و بين عمر بن سعد، و ترتيبه خيلا ياتيه بخبر ابن سعد، في كل حين، و خطبته في اهل الكوفه و مدحه الطواغيب، و تهديده اهل الكوفه بان كل من تخلف عن الحضور عنده يقتل علي باب داره! ثم تيسيره الجنود الي حرب الحسين عليه السلام.

وروي البلاذري في مقتل الحسين عليه السلام في انساب الاشراف: ج 1، ص 242 و في ط 1: ج 3 ص 178، قال:

قالوا: ولما سرح ابن زياد عمر بن سعد من حمام اعين، امر الناس فعسكروا بالنخيله، وأمر ان لا يتخلف احد منهم، و صعد المنبر فقرظ معاويه و ذكر احسانه و ادراره الأعطيات و عنايته باهون الثغور؟ و ذكر اجتماع الالفه به و علي يده، و قال: ان يزيد ابنه المتقيل له السالك لمناهجه المحتذي لمثاله [13] ، وقد زادكم ماه ماه في اعطيتكم فلا يبقين رجل من العرفاء والمناكب والتجار والسكان [14] الا خرج فعسكر معي، فايما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلفا عن العسكر برئت منه الذمه.

ثم خرج ابن زياد فعسكر و بعث الي حصين بن تميم؟ و كان بالقادسيه في اربعه آلاف فقدم النخيله في جمع من معه [15] .


ثم دعا ابن زياد كثير بن شهاب الحارثي، و محمد بن الأشعث بن قيس، والقعقاع بن سويد بن عبدالرحمان المنقري، وأسماء بن الخارجه الفزاري و قال: طوفوا في الناس عمروهم بالطاعه والاستقامه، و خوفوهم عواقب الأمور والفتنه والمعصيه، و حثوهم علي العسكر؟ فخرجوا فعزروا؟ و داروا بالكوفه، ثم لحقوا به غير كثير بن شهاب، فانه كان مبالغا يدور بالكوفه يامر الناس بالجماعه، و يحذرهم الفتنه والفرقه و يخذل عن الحسين.

و سرح ابن زياد ايضا حصين بن تميم في اربعه آلاف الذين كانوا معه الي الحسين بعد شخوص عمر بن سعد بيوم او يومين.

ووجه ايضا الي الحسين حجار بن ابجر العجلي في الف.

و تمارض شبث بن ربيع فبعث اليه فدعاه و عزم عليه ان يشخص الي الحسين في الف ففعل.

و كان الرجل يبعث في الف فلا يصل الا في ثلاث ماه و أربع مأه وأقل من ذلك كراهه منهم لهذا الوجه [16] .


ووجه ايضا يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم في الف او اقل.

ثم ان ابن زياد استخلف علي الكوفه عمرو بن حريث، وامر القعقاع بن سويد؟ بن عبدالرحمان بن بجير (ظ) المنقري بالتطواف بالكوفه في خيل، فوجد رجلا من همدان قد قدم يطلب ميراثا له بالكوفه، فاتي به ابن زياد فقتله، فلم يبق بالكوفه محتلم الا خرج الي العسكر بالنخيله.

ثم جعل ابن زياد يرسل العشرين والثلاثين والخمسين الي الماه غدوه و ضحوه و صنف النهار و عشيه من النخيله يمد بهم عمر بن سعد، و كان عمر يكره ان يكون هلاك الحسين علي يده، فلم يكن شي ء احب اليه من ان يقع الصلح.

و وضع ابن زياد المناظر علي الكوفه لئلا يجوز احد من العسكر مخافه لان يلحق الحسين مغيثا له، و رتب المسالح حولها، و جعل علي حرس الكوفه والعسكر زحر بن قيس الجعفي [17] .

و رتب بينه و بين عسكر عمر بن سعد خيلا مضمره مقدحه [18] فكان خبر ما قبله ياتيه في كل وقت.

و هم عمار بن ابي سلامه الدالاني [19] ان يفتك بعبيدالله ابن زياد في عسكره بالنخيله، فلم يمكنه ذلك، فلطف حتي لحق بالحسين فقتل معه.



پاورقي

[1] راجع ما علقناه علي کتابه الي يزيد في بدايه ورود رائد الشهداء مسلم بن عقيل رضوان‏الله عليه الکوفه.

[2] قال ياقوت في شرح هذه اللفظه من کتاب معجم البلدان: ج 2 ص 454 قال: دستبي- بفتح اوله و سکون ثانيه، و فتح التاء المثناه من فوق والباء الموحده المقصوره-: کوره کبيره کانت مقسومه بين الري و همدان، فقسم منها يسمي دستبي الرازي و هو يقارب التسعين قريه و قسم منها يسمي دستبي همذان، و هو عده قري، و ربما اضيف «قزوين» في بعض الأوقات لاتصاله بعملها...

اقول والمستفاد مما ذکره في دنباوند (: داماوند)» ان دستبي معرب «دشت پي» من معجم البلدان 3 ص 475 قال: و سمي الارض التي وجد فيها القوم (اي الذين مر ذکرهم في بدايه تفسير اللفظه- «دشت پي» اي سمه و عقب؟ فسميت «دشت پي» الکوره المعروفه بين «الري» و «همدان» و «قزوين»....

[3] ذکره ياقوت في کتاب معجم البلدان: ج 2 ص 299 قال:

حمام اعين- بتشديد الميم- بالکوفه ذکره في الاخبار مشهور، (و هو) منسوب الي اعين مولي سعد بن ابي وقاص.

[4] ما وجدت لعمار بن عبدالله، ولا لأبيه ترجمه فيما لدي من کتب الرجال.

[5] وروي ابن الاثير في تاريخ الکامل- من هذا المقام-: ج 3 ص 283 قال: و بات (ابن سعد) ليلته مفکرا في أمره، فسمع (منه) و هو يقول:



أأترک مل الري والري رغبه؟

ام ارجع مذموما بقتل حسين



و في قتله النار التي ليس دونها

حجاب و ملک الري قره عين



و مثله بعينه رواه ياقوت في ماده «ري» من معجم البلدان: ج 2 ص 118 ثم قال:

فغلبه حب الدينا والرئاسه حتي خرج (الي حرب الحسين) فکان ما کان من قتل الحسين رضي‏الله‏عنه.

والابيات رواه ايضا عنه الحافظ السروي في مناقب آل ابي‏طالب: ج 3 ص 248 قال: فجعل عمر (يفکر، و هو) يقول:



فوالله ما ادري واني لواقف

افکر في أمري علي خطرين



أأترک ملک الروي والري منيتي

أم ارجع مأثوما بقتل حسين



و قال الدينوري في کتاب الأخبار الطوال، ص 2 قال:

فسار (عمر بن سعد) في أصحابه اولئک الذين ندبوا معه الي «الري» و «دستبي» حتي وافي الحسين (عليه‏السلام) وانضم اليه الحر بن يزيد فيمن معه. ثم قال عمر بن سعد لقره بن سفيان الحنظي: «انطلق الي الحسين فسله ما أقدمک؟» فأتاه فأبلغه.

فقال الحسين (عليه‏السلام): ابلغه عني ان اهل هذا المصر کتبوا الي يذکرون ان لا امام لهم و يسألونني القدوم عليهم. فوثقت بهم ففدروا بي بعد ان بايعني منهم ثمانيه عشر الف رجل، فلما دنوت فعلمت غرور ما کتبوا به الي اردت الانصراف الي حيث منه اقبلت، فمنعني الحر بن يزيد، و سار (معي) حتي جعجع بي في هذا المکان، ولي بک قرابه قريبه و رحم ماسه فاطلقني حتي انصرف.

فرجع قره الي عمر بن سعد بجواب الحسين بن علي، فقال عمر: الحمد لله والله اني لارجو ان اعفي من محاربه الحسين. ثم کتب الي ابن زياد يخبره بذلک.

و ذکره ايضا البلاذري موجزا في انساب الاشراف: ج 3 ص 177.

[6] هذا هو الظاهر، و في الاصل المطبوع: «فبعث الي الحسين عليه‏السلام عزره بن قيس الاحمسي و قال له: ائته فسله...».

[7] ما وجدت فيما عندي من کتب التراجم ترجمه لنضر بن صالح، ولکن لحسان بن فائد وأبيه ترجمه في الطبقات الکبري ج 6 ص 154 و 215.

[8] و بعده في تاريخ الطبري: ج 5 ص 411 ط 1 الحديث بتحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم هکذا: فلما قري‏ء الکتاب (اي کتاب عمر بن سعد) علي ابن زياد، قال:



الآن اذ علقت مخالبنا به

يرجو النجاه ولات حين مناص



قال: فکتب (ابن زياد) الي عمر بن سعد:

بسم الله الرحمن الرحيم، اما بعد فقد بلغني کتابک و فهمت ما ذکرت، فاعرض علي الحسين ان يبايع ليزيد بن معاويه هو و جميع اصحابه، فاذا فعل ذلک راينا والسلام.

و قريبا منه رواه البلاذري ايضا في فاجعه الطف من انساب الاشراف: ج 3 ص 177، ط 1، قال:

و کتب عمر بن سعد الي ابن زياد بقول الحسين (عليه‏السلام) فقال ابن زياد:



الآن اذ علقت مخالبنا به

يرجو النجاه ولات حين أوان؟



و کتب الي عمر: اعرض علي الحسين ان يبايع يزيد بن معاويه هو و جميع اصحابه، فاذا فعل ذلک راينا راينا. فلم يفعل ذلک عمر (لعلمه عن اباء الحسين عن ذلک).

[9] و هذا الرجس قد تحمل اثم قتل غير واحد من ذراري رسول‏الله صلي الله عليه و آله و سلم کما ياتي ذلک في مصرع الشهداء يوم عاشوراء، و کذلک في زياره الناحيه المقدسه.

وروي الدينوري في کتاب الأخبار الطوال، ص 254 قال:

فلما وصل کتابه الي ابن زياد، کتب اليه في جوابه: قد فهمت کتابک فاعرض علي الحسين البيعه ليزيد فاذا بايع في جميع من معه فأعلمني ذلک ليأتيک رايي.

فلما انتهي کتابه الي عمر بن سعد قال: ما احسب ان ابن زياد يريد العافيه، فارسل عمر ابن سعد بکتاب ابن زياد الي الحسين فقال الحسين للرسول: لا اجيب ابن زياد الي ذلک ابدا فهل هو الا الموت فمرحبا به.

[10] الهزيع من الليل: الطائفه منه، او نحو ثلثه او ربعه، والجمع: الهزع.

[11] هکذا هذبنا لفظ الروايه، و في اصلي: و تحدث الناس فيما بينها ظنا يظنونه ان حسينا قال...». و بعده في معني هذا الذيل.

[12] الثغر- علي زنه نحر، بفتح اوله و سکون ثانيه-: الحد بين المملکتين. المکان الذي يخاف منه هجوم العدو.

ثم الظاهر ان ذکر هذا الامر- و تاليه- فيما طلبه الامام الحسين عليه‏السلام من عمر، من تخرصات و حدسيات الغائبين عن مجلس المذاکره بين سبط النبي و عمر بن سعد، کما تقدمت الاشاره الي ذلک في ذيل الحديث المتقدم، و ياتي ايضا تصريح عقبه بن سمعان الحاضر لملجس المذاکره بذلک ولا يعارضه تصريح عمر بن سعد بخلافه، فان هذا الجرس کافر بصريح ما يرويه عنه حفاظ سادته من انه روي عن ابيه سعد، عن رسول‏الله صلي الله عليه و آله و سلم انه قال سباب المسلم فسوق و قتاله کفر!!! والحديث رواه حفاظ آل اميه من غير طريق عمر ايضا.

فاذا کان قتال اي مسلم کفرا فکيف بقتال بضعه رسول‏الله و ريحانته في امته واحد سيدي شباب اهل الجنه الذي قال فيه جده: حسين مني وانا من حسين، احب الله من احب حسينا، وابغض الله من ابغض حسينا.

و قال فيه و في اخيه: اللهم اني استودعکهما و صالح المؤمنين.

و قال فيه و في ابيه و امه و اخيه: انا حرب لمن حاربکم، و سلم لمن سالکم.

الي غير ذلک من الروايات الموثوقه المتضافره حول عظمه الحسين عندالله و رسوله.

و علي فرض عدم القول بکفره ايضا لايقبل قول مثله بلا قرينه قطعيه علي صدق قوله، و کيف يمکن ان يقول عاقل بقبول قول مثل ممن اقدم علي هذا العمل الفجيع، ولا اعتبار الي قول من وثقه من عمياء حفاظ آل اميه فان علي بناء يستلزم توثيق کل طاغوت و في راسهم و صدرهم ابليس!!!

والمحتمل قويا- ان صح انه کتب بهما الي ابن زياد- انه اختلقه و تقوله رجاء الخلاص من مغبه قتل الحسين و شناعته فان هذا الامر کان شنيعا حتي عند غير المسلمين و هو من فضاحه المسلمين و اي فضاحه لا يتيسر غسل عارها الي يوم القيامه!!!

و مما يشهد علي عظم فضاحه الرجس عمر ابن سعد ما رواه ابن سعد في آخر مقتل الحسين عليه‏السلام: ج 68 /8/ ب/ قال:

اخبرنا مالک بن اسماعيل ابن غسان النهدي قال: حدثني عبدالرحمان بن حميد الراوسي قال: مر عمر بن سعد- يعني ابن ابي وقاص- بمجلس بني نهد حين قتل الحسين فسلم عليهم فلم يردوا عليه‏السلام.

قال مالک: فحدثني او عيينه البارقي عن عبدالرحمان بن حميد في هذا الحديث، قال: فلما جاز (عمر عن مجلسهم و لم يردوا عليه سلامه) قال:



أتيت الذي لم يأت قبلي ابن حره

فنفسي ما اخزت و قومي ما اذلت.

[13] المتقيل له: المشبه له، يقال: تقيل فلان اباه: اشبهه. والمحتذي لمثاله: المقتدي به والسائر علي طريقه، يقال: احتذي زيد مثال فلان و علي مثاله: اقتدي و تشبه به.

[14] العرفاء: جمع العريف: القيم بامر القوم لمعرفته بهم. النقيب. والمناکب: جمع المنکب: العريف. العون.

[15] وروي ابن سعد في مقتل الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري ج 8/ الورق 57/ ب/ قال: و جعل الرجل والرجلان والثلاثه يتسللون الي حسين من الکوفه، فبلغ ذلک عبيدالله فخرج فعسکر بالنخيله، واستعمل علي الکوفه (خدين المجرمين) عمرو بن حريث واخذ الناس بالخروج الي النخيله، و ضبط الجسر فلم يترک احدا يجوزه.

و عقد عبيدالله لحصين بن تميم الطهوي علي الفين و وجهه الي عمر بن سعد مددا له.

[16] و ذکره ايضا الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 254 قال:

(لما کتب عمر بن سعد بجواب الحسين عليه‏السلام، وارسله) الي زياد، غضب (ابن زياد) فخرج بجميع اصحابه الي النخيله ثم وجه الحصين بن نمير؟ و حجار بن ابجر، و شبث بن ربعي و شمر بن ذي الجوشن ليعاونوا عمر بن سعد. فاما شمر فنقذ لما وجهه له، واما شبث فاعتل بمرض فقال له ابن زياد: أتتمارض؟ ان کنت في طاعتنا فاخرج الي قتال عدونا؟!! فلما سمع شبث ذلک خرج (الي حرب الحسين عليه‏السلام).

ووجه ايضا الحارث بن يزيد بن رويم (الي حرب الحسين).

قالوا: و کان ابن زياد اذا وجه الرجل الي قتال الحسين في الجمع الکبير، يصلون الي کربلاء ولم يبق منهم الا القليل، کانوا يکرهون قتال الحسين فيرتدعون و يتخلفون.

فبعث ابن زياد سويد بن عبدالرحمان المنقري في خيل الي الکوفه وامره ان يطوف بها، فمن وجده تخلف اتاه به. فبينا هو يطوف في احياء الکوفه اذ وجد رجلا من اهل الشام قد کان قدم الکوفه في طلب ميراث له فأرسل به الي ابن زياد فامر به فضربت عنقه، فلما راي الناس ذلک خرجوا.

[17] و لهذا الخبيث زحر بن قيس ترجمه في تاريخ دمشق.

و في تهذيبه- لبدران-: ج 5 ص 372 و في مختصر ابن منظور: ج 9 ص 33 ط 1.

[18] يقال: اضمر الفرس اضمارا- و ضمره تضميرا-: صيره هزالا خفيفه الحلم کي يکون عند الجري يسبق بفارسه الي لهدف او ينجو براکبه عن الخطر والتلف. و مقدحه: مضمره.

[19] و هو من اصحاب اميرالمؤمنين وقد ادرک النبي صلي الله عليه و آله و سلم وانظر ما ياتي في تعليق الفقره (75) من زياده عاشوراء.