بازگشت

وروده الي نينوي و تشديد زبانية بني امية عليه


ورود الحسين عليه السلام باهل بيته وأصحابه الي نينوي و تشديد زبانيه و بني اميه عليه واستئذان زهير بن القين بمقاتله الحر، و كراهه الامام من بدء القتال.

فلم يزالوا يتسايرون حتي انتهوا الي «نينوي» المكان الذي نزل به الحسين، فاذا راكب علي نجيب له و عليه السلام متنكب قوسا [1] مقبل من الكوفه، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهي اليهم سلم علي الحر بن يزيد واصحابه و لم يسلم علي الحسين واصحابه فدفع الي الحر كتابا من عبيدالله بن زياد، فاذا فيه: «اما بعد فجعجع [2] بالحسين حين يبلغك كتتبي و يقدم عليك رسولي فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن و علي غير ماء، وقد امرت رسولي ان يلزمك ولا يفارقك حتي ياتيني بانفاذك امري والسلام.

فلما قرا الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيدالله بن زياد يامرني فيه ان اجعجع بكمفي المكان الذي يأتيني فيه كتابه و هذا رسوله وقد امره أن لا يفارقني حتي انفذ رايه وامره.


فنظر يزيد بن زياد بن المهاصر أبو الشعشعاء الكندي ثم البهدلي الي رسول عبيدالله (بن زياد) فعن له [3] فقال (له): امالك بن النسير البدي (انت)؟ قال: نعم- و كان احد كنده- فقال له يزيد بن زياد: ثكلتك امك ماذا جئت فيه؟ قال: و ما جئت فيه؟ اطعت امامي و وفيت بيعتي. فقال له ابو الشعشاء: (بل) عصيت ربك واطعت امامك في هلاك نفسك (و) كسبت العار والنار، قال الله عز و جل: (وجعلناهم ائمه يدعون الي النار و يوم القيامه لا ينصرون) (32/ القصص:) فهو امامك.

فقال زهير بن القين [4] للحسين: بابي (انت) وامي يا ابن رسول الله والله لولم ياتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفايه، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم؟ فهلم بنا نناجز هولاء، فان قتال هولاء ايسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم.

قال الحسين عليه السلام: فاني اكره ان ابداهم بقتال حتي يبدوا [5] فقال له زهير: فها هنا قريه بالقرب منا علي شرط الفرات و هي في عاقول حصينه [6] الفرات يحدق بها الا من وجه واحد.

قال الحسين: و ما اسم تلك القريه؟ قال: العقر. قال الحسين: نعوذ بالله من العقر.

فقال الحسين (عليه السلام للحر): سر بنا قليلا ثم ننزل.


وصول الامام الحسين الي ارض كربلاء والحيلوله دون ادامه المسير و سؤال سبط رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن اسم المكان واخباره بما اخبره ابوه اميرالمؤمنين بان هاهنا محط ركابهم و مهراق دمائهم

فسار معه حتي أتوا كربلاء، فوقف الحر وأصحابه امام الحسين و منعوهم من المسير، و قال: انزل بهذا المكان فالفرات منك قريب.

قال الحسين (عليه السلام): و ما اسم هذا المكان؟ قالوا له: كربلاء.

قال (الحسين): ذات كرب و بلاء [7] ، ولقد مر ابي بهذا المكان عند مسيره الي صفين وانا معه، فوقف فسأل عنه فاخبر باسمه فقال: هاهنا محط ركابهم، وها هنا مهراق دمائهم.

فسئل عن ذلك؟ فقال: ثقل لآل بيت محمد ينزلون هاهنا. [8] .


ثم امر الحسين (عليه السلام) باثقاله فحطت بذلك المكان يوم الأربعاء غره المحرم من سنه احدي و ستين [9] .


وروي ابن ابي عاصم في عنوان: «ذكر الحسين بن علي» تحت الرقم: (424) من كتاب الآحاد والمثاني: ج 1، ص 307 طبعه دار الرساله، قال:

حدثنا يعقوب (بن حميد بن كاسب)، حدثنا سفيان بن حمزه، عن كثير بن زيد، عن المطلب (بن عبدالله بن حنطب) قال:

لم أحيط بالحسين بن علي رضي الله عنهما قال: ما اسم هذه الارض؟ فقيل: كربلاء. فقال: صدق النبي صلي الله عليه (و آله) و سلم: انما هي ارض كرب و بلاء.

ورواه ايضا الطبراني عن محمد بن علي الصائغ عن يقوب بن حميد... كما في الحديث (38) من ترجمه الامام الحسين عليه السلام من المعجم الكبير: ج 3 ص 106، ط 2.

ورواه عنه الهيثمي في ترجمه الامام الحسين عليه السلام من مجمع الزوائد: ج 9 ص 192.


رساله ابن زياد الي الامام الحسين عليه السلام في النزول علي حكمه و حكم يزيد و رفض الحسين عليه السلام ذلك وانتداب ابن مرجانه اهل الكوفه و عمر بن سعد لقتال الامام عليه السلام

وروي احمد بن اعثم في كتاب الفتوح: ج 5 ص 95 ط 2

قال: (لما منع الحر الحسين واصحابه من المسير وأنزلهم في كربلاء) ثم نزل (هو ايضا) في اصحابه حذاء الحسين كتب الي ابن زياد، يخبره بنزول الحسين بكربلاء، فكتب ابن زياد الي الحسين (عليه السلام):

اما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك بكربلاء، وقد كتب الي اميرالمؤمنين يزيد ان لا اتوسد الوثير ولا اشبع من الخمير حتي الحقك بالطيف الخبير او ترجع الي حكمي و حكم يزيد!!!

فلما ورد كتاب و قرأه الحسين عليه السلام رمي به من يده و قال: لا أفلح قوم اشتروا مرضاه المخلوق بسخط الخالق.

فقال له الرسول: (ما هو) جواب الكتاب؟ فقال له (الحسين عليه السلام): لا جواب له عندي لانه قد حقت عليه كلمه العذاب.

فرجع الرسول الي ابن زياد واخبره بذلك، فغضب اشد الغضب، ثم جمع اصحابه فقال: ايها الناس من منكم يتولي قتل الحسين بولايه اي بلد شاء؟! فلم يجبه احد، فالتفت الي عمر بن سعد بن ابي وقاص- و كان ابن زياد قبل ذلك بأيام قد عقد له و ولاه الري وتستر؟ وامره بحرب الديلم وأعطاه عهده و (انما) اخره من اجل شغله بامر الحسين- و قال: يا ابن سعد انت لهذا الامر، فاذا فرغت (منه) سرت الي عملك ان شاء الله.

فقال عمر (بن سعد): ايها الامير ان رايت ان تعفيني عن قتل الحسين فعلت (امرا) منعما؟ فقال عبيدالله: فانا قد اعفيناك فاردد الينا عهدنا الذي كتبناه لك، واجلس في منزلك حتي نبعث غيرك. فقال عمر: فأمهلني ايها الامير اليوم حتي انظر في امري. فقال: امهلتك.


فانصرف عمر (عن مجلس عبيدالله) و جعل يستشير اخوانه و من يثق به، فلا يشير عليه احد بذلك غير انه؟ يقول (له): اتق الله ولا تفعل [10] .

(فلما أصبح عمر بن سعد أتي ابن زياد، قال له: اما ان تخرج الي الحسين بجندنا، واما ان تدفع الينا عهدنا، فالح عليه عمر في الاستعفاء، والح ابن زياد بمثل مقالته له اولا فشخص عمر الي حرب الحسين).



پاورقي

[1] متنکبا قوسا: حاملا قوسا علي منکبه ملقيا اياه علي عاتقه.

[2] قال ابن الاثير في ماده «جعجع» من کتاب النهايه: الجعجاع: الارض. الموضع الضيق الخشن، و منه کتاب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد: «ان جعجع بحسين واصحابه» اي ضيق عليهم المکان.

وروي الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 251 قال:

وسار الحسين عليه‏السلام من قصر بني مقاتل و معه الحر بن يزيد، کلما اراد ان يميل نحو الباديه منعه (الحر) حتي انتهي الي المکان الذي يسمي کربلاء؟ فمال قيلا متيامنا حتي انتهي الي «نينوي» فاذا هو براکب علي نجيب مقبل من الکوفه، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهي اليهم سلم علي الحر ولم يسلم علي الحسين، ثم ناول الحر کتابا من عبيدالله بن زياد، فقراه (الحر) فاذا فيه: اما بعد فجعجع بالحسين ابن علي وأصحابه بالمکان الذي يوافيک کتابي ولا تحله الا العراء علي غير خمر ولا ماء، وقد امرت حامل کتابي هذا أن يخبرني بما کان منک في ذلک والسلام.

فقرا الحر الکتاب ثم ناوله الحسين و قال: لابد من انفاذ امر الامير عبيدالله بن زياد، فانزل بهذا المکان ولا تجعل للأمير علي عليه!!!

فقال الحسين عليه‏السلام: تقدم بنا قليلا الي هذه القريه التي هي منا علي غلوه و هي «الغاضريه» او هذه الاخري التي تمسي «السقبه»؟ فننزل في احداهما. قال الحر: ان الامير کتب الي ان احلک علي غير ماء ولا بد من الانتهاء الي امره!!!

وقريب منه ايضا في ترجمه الامام الحسين من انساب الاشراف: ج 3 ص 176.

[3] اي ظهر شخصه له و عرفه.

ثم ان لفظ اصلي کان هکذا: «فنظر الي رسول عبيدالله، يزيد بن زياد بن المهاصر أبو الشعشاء الکندي ثم البهدلي فعن له، فقال: أمالک بن النسير البدي؟ قال: نعم...».

[4] من قوله: «فقال زهير- الي قوله:- غره المحرم من سنه احدي و ستين» ماخوذ من کتاب الاخبار الطوال ص 252.

[5] و هکذا کانت سيره ابيه اميرالمؤمنين عليه‏السلام فليراجع وصاياه عليه‏السلام لامراء سراياه في نهج السعاده و غيره.

[6] قيل: عاقول الوادي هو ما اعوج منه، والأرض العاقول: تلتي لايهتدي اليها.

قال (عقبه بن سمعان): واخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلک المکان علي غير ماء ولا في قريه؟!!

و في ذيل حديث أبي مخنف عن عبدالرحمان بن جندب عن عقبه بن سمعان قال:

واخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلک المکان علي غير ماء ولا في قريه!!!

فقالوا؟: دعنا ننزل في هذه القريه- يعنون- «نينوي» او هذه القريه- يعنون- «الغاضريه» او هذه الاخري- يعنون- «شفيه» فقال (الحر): لا والله ما استطيع ذلک، هذا رجل قد بعث الي عينا.

فقال له زهير بن القين يا ابن رسول‏الله ان قتال هؤلاء أهون (علينا) من قتال من ياتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعد من تري ما لا قبل لنا به.

فقال له الحسين: ما کنت لابداهم بالقتال. فقال له زهير بن القين: سر بنا الي هذه القريه حتي تنزلها فانها حصينه و هي علي شاطي‏ء الفرات، فان منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجي‏ء من بعدهم.

فقال له الحسين: وايه قريه هي؟ قال: هي العقر. فقال الحسين: (اللهم) اني اعوذ بک من العقر.

ثم نزل (عليه‏السلام) و ذلک يوم الخميس و هو اليوم الثاني من المحرم سنه احدي و ستين.

[7] و في ذيل روايه السيد ابي‏طالب عن ابيه عن احمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم بن علي؟ قال: حدثني ابي عن ابيه قال: حدثني بسام بن قره عن عمرو ابن ثابت قال:...

فلما وافي (الحسين عليه‏السلام) کربلاء قال: في اي موضع نحن؟ قالوا: بکربلاء. قال: (ذات) کرب والله و بلاء، هاهنا مناخ رکابنا، و مهراق دمائنا....

[8] واخبار اميرالمؤمنين عليه‏السلام بذلک مستفيضه و کثير منها تقدم في المقدمه الثالثه من کتابنا هذا، ص 190، و ما حولها.

وايضا اشرنا الي کثير منها في المختار: (236،187) و تعليقهما من نهج السعاده: ج 2 ص 130، و 284 ط 1.

ورواه ايضا ابن عساکر في الحديث: (236) و ما يليه من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق، 189 -186، ط 1.

ورواه ايضا الطبراني في الحديث: (1351) من المعجم الأوسط: ج 2 ص 195، ط 1، قال:

حدثنا احمد (بن صالح المالکي) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا ابراهيم بن عمر بن ابي الوزير، قال: حدثنا سفيان بن عيينه، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن ابيه عن عون بن ابي حجيفه، عن مالک بن صحار، و مخنف بن سليم:

عن علي (عليه‏السلام) قال: يحل بکم (هاهنا) ثقل النبي صلي الله عليه و سلم فويل لکم منهم و ويل لکم عليهم؟

و حيث انه وقع تصحيف في اول هذا المتن من مطبوعه کتاب الاوسط- هکذا: «هل بکم ثقل...»- لابد من نقل الحديث من طريق ابن عساکر المذکور تحت الرقم: (237) من ترجمه الامام الحسين عليه من تاريخ دمشق ص 186، ط 1، و في ط 2 ص 272 قال:

اخبرنا ابو غالب احمد بن الحسين، انبانا ابوالغنائم عبدالصمد بن علي انبانا ابوالقاسم عبدالله بن محمد بن اسحاق، أنبانا عبدالله بن محمد البغوي حدثني محمد بن ميمون الخياط، انبانا سفيان، عن عبدالجبار بن العباس (انه) سمع عون بن ابي جحيفه قال:

انا لجلوس عند دار ابي عبدالله الجدلي فأتانا مالک بن صحار الهمداني فقال:

دلوني علي منزل فلان. قلنا: الا ترسل اليه فيجي‏ء؟ (قال عون: و کنا في الحوار) اذ جاء فقال له (ابن صحار) أتذکر اذ بعثنا ابو مخنف ابي اميرالمؤمنين و هو بشاطي‏ء الفرات فقال:

ليحلن هاهنا رکب من آل رسول‏الله صلي الله عليه (و آله) و سلم يمر بهذا المکان فتقتلونهم فويل لکم منهم و ويل لهم منکم!!

ورواه عنه ابن العديم في الحديث: (99) من ترجمه الامام الحسين من بغيه الطلب: ج 6 ص 2602.

[9] کذا في کتاب الاخبار الطوال، و في روايه البلاذري في کتاب انساب الاشراف: ج 3 ص 176:

ثم سار (الحسين عليه‏السلام و يسايره الحر) فلم يزل يتياسر، حتي صار الي «نينوي»... فاخذهم (الحر) بالنزول، فأنزلهم في غير قريه و علي غير ماء... و ذلک (في) يوم الخميس لليلتين خلتا من المحرم... سته احدي و ستين.

وقريب منه في مقتل الحسين عليه‏السلام من کتاب الارشاد، ص 208. وليراجع بحار الانوار: ج 44 ص 383.

[10] و مثله معني رواه البلاذري في وقعه کربلاء من انساب الاشراف: ج 3 ص 177.

و في مقتل الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 56/ ب/ قال:

فجاءته بنو زهره (ف) قالوا: ننشدک الله ان تکون انت الذي تلي هذا من حسين فتبقي عداوه بيننا و بين بني‏هاشم!!! فرجع الي عبيدالله فاستعفاه فابي ان يعفيه فصم و صار اليه.

ورواه ايضا الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 253 قال:

و کانت قصه خروج عمر بن سعد ان عبيدالله بن زياد ولاه «الري» و ثغر «دستبي» و «الديلم» و کتب له عدا عليها فعسکر للمسير اليها، فحدث امر الحسين فامره ابن زياد ان يسير الي محاربه الحسين فاذا فرغ منه سار الي ولايته.

فتلکا عمر بن سعد علي ابن زياد، و کره محاربه الحسين، فقال له ابن زياد: فاردد علينا عهدنا.

قال (عمر): فأسير اذن.