بازگشت

اقتراح الطماح بن عدي علي ريحانه ان ينزل معه جبل اجا


اقتراح الطماح بن عدي علي ريحانه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ان ينزل معه جبل «اجا» والتزامه بان يجمع له عشرين الفا طائيا للذب والدفاع عنه.

قال ابو مخنف: حدثني جميل بن مرثد، من بني معن [1] : عن الطرماح بن عدي انه قال:

دنوت من الحسين فقلت له [2] والله اني لانظر فما اري معك احدا؟ ولو لم يقاتلك الا هؤلاء الذين اراهم ملازميك لكان كفي بهم و (كيف لو التحق بهم ما) قد رايت قبل خروجي من الكوفه اليك بيوم ظهر الكوفه، و فيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد جمعا اكثر منها، فسالت عنهم فقيل: اجتمعوا ليعرضوا، ثم يسرحون الي (حرب) الحسين. فأنشدك الله ان قدرت علي ان لا تقدم عليهم شبرا الا فعلت، فان اردت ان تنزل بلدا يمنعك الله به حتي تري من رايك و يستبين لك ما انت صانع فسر حتي انزلك مناع جبلنا الذي يدعي «اجا» [3] امتنعنا والله به من ملوك غسان و حمير، و من النعمان بن المنذر، و من الأسود والأحمر، والله ان دخل علينا ذل قط، فاسير معك حتي انزلك «القريه» ثم نبعث الي الرجال ممن ب «اجا، و سلمي» من طي ء، فوالله لا ياتي عليك عشره ايام حتي تايتك طي ء رجالا و ركبانا، ثم اقم فينا ما بدا لك، فان هاجك هيج فانا زعيم لك بعشرين الف طائي يضربون بين يديك باسيافهم، والله لا يوصل اليك ابدا و منهم عين تطرف.


فقال له (الحسين عليه السلام): جزاك الله و قومك خيرا، انه قد كان بيننا و بين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه علي الانصراف ولا ندري علام تنصرف بنا و بهم الامور في عاقبه؟.

قال (الطرماح): فودعته و قلت له: دفع الله عنك شر الجن والانس، اني قد امترت لاهلي من الكوفه ميره [4] و معي نفقه لهم فآتيهم فاضع ذلك فيهم ثم اقبل اليك ان اشاء الله، فان الحقك فوالله لأكونن من انصارك.

(ف) قال (الحسين عليه السلام): فان كنت فاعلا فعجل رحمك الله [5] .



پاورقي

[1] لم اظفر بعد علي من اورد ترجمه جميل بن مرثد هذا في کتب الرجال، اللهم الا ان يکون مصحفا عن جميل بن مره الشيباني المذکور في تهذيب التهذيب: ج 2 ص 115.

[2] هذا هو الظاهر، و في اصلي: «عن الطرماح بن عدي انه دنا من الحسين فقال له...».

[3] ذکره ياقوت في نفس الماده من کتاب معجم البلدان: ج 1، ص 94 قال: اجا- بوزن فعل بالتحريک مهموز مقصور...- هو علم مرتجل لاسم رجل؟ سمي به الجبل...

قال الزمخشري «اجا و سلمي» جبلان شاهقان عن يسار «سميراء» وقد رايتهما.

و قال ابو عبيد السکوني: «اجا» احد جبلي طي‏ء و هو (في) غربي «فيد» و بينهما مسير ليلتين، و فيه قري کثيره، و منازل طي‏ء في الجبلين عشر ليال من دون «فيد» الي اقصي «اجا» الي «القريات» من ناحيه الشام، و بين المدينه والجبلين علي غيره الجاده ثلاث مراحل.

و بين الجبلين و «تيماء» جبل ذکرت في مواضعها من هذا الکتاب، منها: «دبر و غريان و غسل» و بين کل جبلين يوم، و بين الجبلين و «فدک» ليله. و بينهما و بين «خيبر» خمس ليال.

[4] امترت: جمعت. جلبت: والميره- بکسر الميم و سکون الياء و فتح الراء-: الطعام الذي يدخره الانسان لحاجاته.

[5] وبعده في تاريخ الطبري عن أبي مخنف، عن جميل بن مرثد هکذا:

قال (الطرماح): فعلمت انه مستوحش الي الرجال؟ حتي يسالني التعجيل؟ قال: فلما بلغت اهلي وضعت عندهم ما يصحلهم واوصيت؟ فاخذ اهلي يقولون: انک لتصنع مرتک هذه شيئا ما کنت تصنعه قبل اليوم؟!

(قال:) فاخبرتهم بما اريد، واقبلت في طريق بني ثعل حتي اذا دنوت من عذيب الهجانات، استقبلني سماعه بن بدر فنعاه الي فرجعت.