بازگشت

صلاة الامام باصحابه و اصحاب الحر و خطبته فهيم


صلاه الامام الحسين عليه السلام بأصحابه و أصحاب الحر و خطبته قبل صلاه الظهر و صلاه العصر و بعض ما دار بينه و بين الحر.

قال الطبري: قال هشام (بن محمد): حدثني لقيط:

عن علي بن الطعان المحاربي (قال:) كنت مع الحر بن يزيد، فجئت في آخر من اجاء من اصحابه، فلما رآي الحسين ما بي و بفرسي من العطش قال: انخ الروايه- (فلم اعرف مراده) والراويه (معناها كانت) عندي السقاء- ثم قال: يا ابن اخ: انخ الجمل. فانخته فقال: اشرب. فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء، فقال الحسين: اخنث السقاء- اي اعطفه- قال: فجعلت لا ادري كيف افعل!!! قال: فقام الحسين فخنثه، فشربت و سقيت فرسي.

و كان مجي ء الحر بن يزيد و مسيره الي الحسين من القادسيه، و ذلك ان عبيدالله بن زياد لما بلغه اقبال الحسين بعث الحصين بن تميم التميمي [1] - و كان علي شرطه- فامره ان ينزل القادسيه وان يضع المسالح فينظم ما بين القطقطانه الي خفان، و (ان) يقدم الحر بن يزيد بين يديه في هذه الالف من القادسيه فيستقبل حسينا.

قال: فلم يزل (الحر) موافقا حسينا؟ حتي حضرت الصلاه: صلاه الظهر فامر الحسين الحجاج بن مسروق الجعفي ان يؤذن، فاذن، فلما حضرت الاقامه خرج الحسين في ازار ورداء و نعلين فحمد الله واثني عليه ثم قال:


ايها الناس انها معذره الي الله عز و جل واليكم اني لم آتكم حتي اتتني كتبكم وقدمت علي رسلكم «ان اقدم الينا فانه ليس لنا امام، لعل الله يجمعنا بك علي الهدي» فان كنتم علي ذلك فقد جئتكم، فان تعطوني ما أطمئن اليه من عهودكم و مواثيقكم أقدم مصركم، وان لم تفعلوا و كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم الي المكان الذي أقبلت منه اليكم.

قالوا: فسكتوا عنه و قالوا للموذن: أقم. فأقام (المؤذن) للصلاه فقال الحسين عليه السلام للحر: اتريد ان تصلي باصحابك؟ قال: لا، بل تصلي انت و نصلي بصلاتك. فصلي بهم الحسين، ثم انه دخل (فسطاطه) واجتمع اليه اصحابه، وانصرف الحر الي مكانه الذي كان به، فدخل خيمه قد ضربت له، فاجتمع اليه جماعه من اصحابه، و عاد (بقيه) اصحابه الي صفهم الذي كانوا فيه فاعادوه؟ ثم اخذ كل رجل منهم بعنان دابته و جلس في ظلها.

فلما كان وقت العصر امر الحسين ان يتهيوا للرحيل، ثم انه خرج فامر مناديه فنادي بالعصر، واقام، فاستقدم الحسين فصلي بالقوم ثم سلم وانصرف الي القوم بوجهه فحمد الله واثني عليه ثم قال:

اما بعد ايها الناس فانكم ان تتقوا الله و تعرفوا الحق لأهله يكن ارضي لله، و نحن اهل البيت اولي بولايه هذا الأمر عليكم [2] من هولاء المدعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان، وان انتم كرهتمونا و جهلتم حقنا، و كان رايكم غير ما اتتني كتبكم و قدمت به علي رسلكم انصرفت عنكم.

فقال له الحر بن يزيد: انا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر؟!


فقال الحسين: يا عقبه بن سمعان اخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم الي. فاخرج (عقبه بن سمعمان) خرجين مملوئين صحفا فنشرها بين ايديهم.

فقال الحر: فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك، وقد امرنا اذا نحن لقيناك ان لا نفارقك حتي نقدمك علي عبيدالله بن زياد.

فقال له الحسين: الموت ادني اليك من ذلك. ثم قال لأصحابه: قوموا فاركبوا. فركبوا وانتظروا حتي ركبت نساوهم فقال لأصحابه: انصرفوا بنا. فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم و بين الانصراف!!!

فقال الحسين للحر: ثكلتك امك ما تريد؟ قال (الحر): اما والله لو غيرك من العرب يقولها لي و هو علي مثل الحال التي انت عليها (الان) ما تركت ذكر امه بالثكل ان اقوله كائنا من كان، ولكن والله مالي الي ذكر امك من سبيل الا باحسن ما يقدر عليه.

فقال له الحسين: فما تريد؟ قال الحر: أريد والله ان أنطلق بك الي عبيدالله بن زياد.

فقال له الحسين: اذن والله لا أتبعك. فقال له الحر: اذن والله لا ادعك. فترادا القول ثلاث مرات.

ولما كثر الكام بينهما قال له الحر: اني لم أومر بقتالك وانما امرت ان لا افارقك حتي اقدمك الكوفه، فاذا ابيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفه ولا تردك الي المدينه تكون بيني و بينك نصفا حتي اكتب الي ابن زياد، و تكتب انت الي يزيد بن معاويه ان اردت ان تكتب اليه، او الي عبيدالله بن زياد ان شئت، فعل الله الي ذاك ان ياتي بامر يرزقني فيه العافيه من ان ابتلي بشي ء من امرك.

قال (الحسين عليه السلام لاصحابه): فخذ(وا) هاهنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسيه و بينه و بين العذيب ثمانيه و ثلاثون ميلا [3] .

ثم ان الحسين سار في اصحابه والحر يسايره.



پاورقي

[1] وروي ابن سعد في ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الورق: 56/ ب/ قال:

و وجه الحصين بن تميم الحر بن يزيد اليربوعي من بني رياح في الف (فارس) الي الحسين و قال:

سايره ولا تدعه يرجع حتي يدخل الکوفه و جعجع به. ففعل ذلک الحر بن يزيد.

[2] اي امر الزعامه والامامه. والاولويه تعينيه.

و قريبا مما مر ذکره البلاذري في ترجمه الامام الحسين من انساب الاشراف: ج 3 ص 169، ثم قال:

فلم يزل (الحر) موافقا للحسين، و صلي الحسين فصلي (الحر) خلفه، ثم خطب (الحسين و) قال للحر و أصحابه:

ان تتقوا الله و تعرفوا الحق لاهله يکن ذلک ارضي لله، وان انتم کرهتمونا و جهلتم حقنا، و کان رايکم غير ما اتتني به کتبکم و قدمت به علي رسلکم انصرفت عنکم.

[3] و في ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 56/ ب/ قال:

فاخذ الحسين طريق العذيب حتي نزول الجوف مسقط النجف مما يلي المائتين، فنزل قصر أبي مقاتل.

اقول: ذکره ياقوت في ماده: «المائتين» من کتاب معجم البلدان: ج ص 32 قال:

المائتين: في اخبار سيف الدوله وايقاعه ببني نمير و عامر: و نزل بالساوه بالمائتين و هما سعاده و لولوه.

اقول: و لم يذکر سعاده في محله، و ذکر لولوه ولکن ما ذکره هناک غير منطبق علي ما هاهنا.

واما قصر ابي مقاتل فياتي شرحه قريبا.

والقصه رواها ايضا الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 248 قال:

و مضي (الحسين من بطن العقيق؟) حتي نزل ب «شراه» (ف) بات بها؟ ثم ارتحل (منها) و سار، فلما انتصف النهار، واشتدت الحر- و کان ذلک في القيظ- تراءت لهم الخيل، فقال الحسين لزهير بن القين: اما هاهنا مکن يلجأ اليه؟ او شرف نجعله خلف ظهورنا و نستقبل القوم من وجه واحد؟ قال له زهير: بلي هذا جبل «ذي حسم» يسره منک فمل بنا اليه فان سبقت اليه فهو کما تحب.

فسار (نحوه) حتي سبق اليه و جعل ذلک الجبل وراء ظهره.

واقبل الخيل و کانوا ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ثم اليربوعي حتي اذا دنوا امر الحسين عليه‏السلام فتيانه أن يستقبلوهم بالماء فشربوا و تغمرت خيلهم ثم جلسوا جميعا في ظل خيولهم واعنتها في ايديهم حتي اذا حضرت الظهر قال الحسين عليه‏السلام للحر: أتصلي معنا أم تصلي باصحابک و أصلي باصحابي؟ قال الحر: بل نصلي جميعا بصلاتک.

فتقدم الحسين عليه‏السلام فصلي بهم جيمعا فلما انفتل من صلاته حول وجهه الي القوم ثم قال: ايها الناس معذره الي الله ثم اليکم اني لم آتکم حتي اتتني کتبکم و قدمت علي رسلکم فان أعطيتموني ما اطمئن اليه من عهودکم و مواثيقکم دخلنا معکم مصرکم وان تکن الأخري انصرفت من حيث جئت؟

فسکت القوم فلم يردوا عليه (شيئا) حتي اذا جاء وقت العصر نادي موذن الحسين، ثم اقام و تقدم الحسين عليه‏السلام فصلي بالفريقين ثم انفتل اليهم؟ فاعاد مثل القول الاول.

(فقال الحر: انا لا ندري شيئا من هذه الکتب التي تذکر!!)

فقال الحسين عليه‏السلام (يا عقبه بن سمعان): ائتني بالخرجين الذين فيهما کتبهم. فاتي (عقبه) بخرجين مملوءين کتبا فنثرت بين يدي الحر واصحابه، فقال له الحر: يا هذا (انا) لسنا ممن کتب اليک شيئا من هذه الکتب وقد امرنا ان لا نفارقک اذا لقيناک او نقدم بک الکوفه علي الامير عبيدالله ابن زياد. فقال الحسين: الموت دون ذلک

ثم امر باثقاله فحملت، و امر اصحابه فرکبوا، ثم ولي وجهه منصرفا نحو الحجاز فحال القوم بينه و بين ذلک!!!

فقال الحسين للحر: ما الذي تريد؟ قال: اريد والله ان انطلق بک الي الامير عبيدالله بن زياد.

قال الحسين: اذا والله انابذک الحرب.

فلما کثر الجدال بينهما قال الحر: اني لم اومر بقتالک، وانما امرت ان لا افارقک، وقد رايت رايا فيه السلامه من حربک، و هو ان تجعل بيني و بينک طريقا لاتدخلک الکوفه ولا تردک الي الحجاز، تکون نصفا بيني و بينک حتي ياتينا راي الامير.

قال الحسين: فخذ هاهنا. فاخد متياسرا من طريق «العذيب» و من ذلک المکان الي العذيب ثمانيه و ثلاثون ميلا.

فسارا جميعا حتي انتهوا الي «عذيب الهجانات» فنزلوا جميعا و کل فريق منهما علي غلوه من الاخر.