بازگشت

نزوله بالثعلبية و زبالة و تلقيه خبر شهادة مسلم و هاني و ابن يقطر


نزول الحسين عليه السلام بالثعلبيه و زباله و تلقيه خبر شهاده مسلم و هاني ء و ابن يقطر رفع الله مقامهم و تفرق جماعه من طلاب الدنيا عنه.

قال ابو مخنف: حدثني أبو جناب الكلبي (يحيي بن ابي حيه) عن عدي بن حرمله الاسدي:

عن عبدالله بن سليم والمذري بن المشعل الاسديين [1] قالا: لما قضينا حجنا لم يكن لنا همه الا اللحاق بالحسين في الطريق لننظر ما يكون من امره و شانه، فاقبلنا ترقل بنا ناقتانا [2] مسرعين حتي لحقناه ب «زرود» [3] فلما دونونا منه اذا نحن برجل من اهل الكوفه قد عدل عن الطريق حين رآي الحسين فوقف الحسين كانه يريده، ثم تركه (لما رآه قد عدل عن الطريق) و مضي و مضينا نحوه.

(قال:) فقال احدنا لصاحبه: اذهب بنا الي هذا فلنساله فان كان عنده خبر الكوفه علمناه. فمضينا (نحوه) حتي انتهينا اليه فقلنا: السلام عليك. قال: و عليكم السلام و رحمه الله. ثم قلنا: فمن الرجل؟ قال: اسدي. فقلنا: فنحن اسديان فمن انت؟ قال: انا بكير بن المثعبه [4] فانتسبنا له.

ثم قلنا: اخبرنا عن الناس وراءك؟ قال: نعم لم اخرج من الكوفه حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني ء بن عروه فرايتهما يجران بارجلهما في السوق.


قالا: فأقبلنا حتي لحقنا بالحسين فسايرناه حتي نزل الثعلبيه ممسيا [5] فجئناه حين نزل فسلمنا عليه فرد علينا فقلنا له: يرحمك الله ان عندنا خبرا فان شئت حدثنا (به) علانيه و ان شئت سرا. قالا: فنظر الي اصحابه و قال: ما دون هولاء (من) سر. فقلنا له: ارايت الراكب الذي استقبلك عشاء امس؟ قال: نعم وقد اردت مسالته. فقلنا: قد استبرانا لك خبره وكفيناك مسالته، و هو امرو من اسد منا، ذوي رأي و صدق و فضل و عقل، وانه حدثنا انه لم يخرج من الكوفه حتي قتل مسلم بن عقيل وهاني ء بن عروه و حتي رآهما يجران في السوق بارجلهما. فقال: انا لله وانا اليه راجعون رحمه الله عليهما- فردد ذلك مرارا- فقلنا: ننشدك الله في نفسك و اهل بيتك الا انصرفت من مكانك هذا فانه ليس لك بالكوفه ناصر ولا شيعه، بل نتخوف عليك. فوثب عند ذلك بنو عقيل بن ابي طالب (و قالوا: لا والله لا نبرح حتي ندرك ثارنا او نذوق ما ذاق اخونا) [6] .


قالا: فنظر الينا الحسين فقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء. قالا: فعلمنا انه قد عزم له رايه علي المسير. قالا: فقلنا: خار الله لك، فقال: رحمكما الله.

فقال له بعض اصحابه: انك والله ما انت مثل مسلم بن عقيل ولو قدمت الكوفه لكان الناس اليك اسرع.

قال الاسديان: ثم انتظر حتي اذا كان السحر قال لفتيانه و غلمانه: اكثروا من الماء. فاستقوا واكثروا، ثم ارتحلوا و ساروا حتي انتهوا الي زباله [7] .


قال ابو مخنف: حدثني ابو علي الانصاري عن بكر بن مصعب المزني [8] قال:

كان الحسين لا يمر باهل ماء الا اتبعوه حتي اذا انتهي الي زباله سقط اليه مقتل اخيه من الرضاعه مقتل عبدالله بن بقطر؟- و كان سرحه الي مسلم بن عقيل من الطريق و هو لا يدري انه قد اصيب، فتلقاه خيل الحصين بن تميم بالقادسيه فسرح به الي عبيدالله بن زياد، فقال (له): اصعد فوق القصر فالعن الكذاب ابن الكذاب، ثم انزل حتي اري فيك رايي.

فصعد (ابن بقطر علي القصر) فلما أشرف علي الناس قال: ايها الناس اني رسول الحسين بن فاطمه بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم لتنصروه و توازروه علي ابن مرجانه ابن سميه الدعي.

فامر به عبيدالله فالقي من فوق القصر الي الارض فكسرت عظامه و بقي به رمق فاتاه رجل يقال له: عبدالملك بن عمير اللخمي فذبحه!!! فلما عيب ذلك عليه قال: انما اردت ان اريحه!!!

قال هشام (بن محمد الكلبي): حدثنا ابوبكر ابن عياش عمن اخبره [9] قال:

فاتي ذلك الخبر حسينا و هو بزباله فاخرج للناس كتابا فقرا عليهم (ثم خطبهم و قال:)

بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فانه قد اتانا خبر فظيع: قتل مسلم ابن عقيل و هاني ء بن عروه و عبدالله بن بقطر؟ وقد خذلتنا شيعتنا!!! فمن احب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام [10] .


قال: فتفرق الناس عنه تفرقا، فاخذوا يمينا و شمالا حتي بقي في اصحابه الذين جاوا معه من المدينه!!! [11] .

فلما كان من السحر امر فتيانه فاستقوا الماء و اكثروا، ثم سار حتي مر ببطن العقبه فنزل بها [12] .



پاورقي

[1] لم اجد لهما و لعدي بن حرمله ترجمه فيما عندي من کتب التراجم.

[2] ترقل- علي زنه تکرم-: تسرع.

[3] بفتح الزاء المعجمه ثم راء مهمله مضمومه-: رمال بين الثعلبيه والخزيميه بطريق الحاج من الکوفه.

و قال ابن الکلبي عن الشرقي: زرود والشقره والربذه بنات يثرب بن قانيه بن مهليل بن رخام بن عبيل اخي عوض بن ارم بن سام بن نوح عليه‏السلام

و تسمي زرود الفتيقه و هي دو الخزيميه بميل. و في زورد برکه و قصر و حوض.

قالوا: اول الرمال الشيحه ثم رمل الشقيق و هي خمسه اجبل: جبلا زورد، و جبل الغر و مربخ- و هو اشدها- و جبل الطريده و هو اهونها حتي تبلغ جبال الحجاز...

هکذا افاده ياقوت في نفس الماده من کتاب معجم البلدان ج 3 ص 139.

[4] کذا في اصلي، و في انساب الاشراف: بکر بن المعنفه بن رود. و علي التقديرين لم اجد لهما ترجمه.

وروي الدينوري في کتاب الاخبار الطوال، ص 247 ما هذا نصه:

قالوا: و لما رحل الحسين من زورد تلقاه رجل من بني‏اسد، فساله عن الخبر؟ فقال: لم اخرج من الکوفه حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني‏ء بن عروه و رأيت الصبيان يجرون بارجلهما.

فقال (الحسين): انا لله و انا اليه راجعون عند الله نحتسب انفسنا.

فقال له (الاسدي): انشدک الله يا ابن رسول‏الله في نفسک و انفس اهل بيتک هولاء الذين نراهم معک، انصرف الي موضعک ودع المسير الي الکوفه فوالله مالک بها ناصر. فقال بنو عقيل:- و کانوا معه-: ما لنا في العيش بعد اخينا مسلم حاجه و لسنا براجعين حتي نموت. فقال الحسين: فما خير في العيش بعد هولاء. و سار.

[5] قال ياقوت: (هي) بفتح اوله: من منازل طريق مکه من الکوفه بعد الشقوق و قبل الخزيميه، وهي ثلثا الطريق، واسفل منها ماء يقال له: الضويجعه علي ميل نها مشرف؟ ثم تمضي فتقع في برک يقال لها: برک حمد السبيل ثم تقع في رمل متصل بالخزيميه....

[6] ما بين المعقوفين رواه ابومخنف بسند آخر ايضا، وانما وضعناه بينهما للاشاراه الي ان الطبري لم يضمه بالمتن الذي رواه بالسند الاول، و هذا لفظه: قال ابو مخنف حدثني عمر (و) بن خالد، عن زيد بن علي بن حسين و عن داود بن علي بن عبدالله بن عباس ان بني عقيل قالوا: لا والله لا نبرح حتي ندرک ثارنا او نذوق ما ذاق اخونا.

وروي ثقه الاسلام محمد بن يعقوب في الحديث الثاني من الباب (19) من کتاب الحجه من اصول الکافي: ج 1، ص 398 ط الحديث، قال:

(حدثنا) علي بن محمد بن عبدالله، عن ابراهيم بن اسحاق الاحمر، عن عبدالله ابن حماد، عن صباح المزني عن الحارث بن حصيره عن الحکم بن عتيبه قال:

لقي رجل لحسين بن علي عليهماالسلام بالثعلبيه و هو يريد کربلا، فدخل عليه فسلم عليه، فقال له الحسين عليه‏السلام: من اي البلاد انت؟ قال: من اهل الکوفه. قال: اما والله يا اخا اهل الکوفه لو لقيتک بالمدينه لأريتک اثر جبرئيل عليه‏السلام من دارنا و نزوله بالوحي علي جدي يا اخا اهل الکوفه افمستقي الناس العلم من عندنا فعلموا و جهلنا؟ هذا ما لا يکون؟!!.

[7] قال ياقوت في نفس الماده من کتاب معجم البلدان: ج 3 ص 129، ط بيروت:

زباله- بضم اوله-: منزل معروف بطريق مکه من الکوفه، و هي قريه عامره بها اسواق بين واقصه والثعلبيه.

و قال ابو عبيد السکوني: زباله بعد القاع من الکوفه و قبل الشقوق، فيها حصن و جامع لبني غاضره من بني‏اسد....

[8] لم تتيسر لي معرفه بکر من صعب المزني و هويته.

[9] و حيث ان من اخبر ابن عياش مجهول ولا شاهد لصدق ما تفرد به هذا الحديث في صدره، فلا اعتبار بما في صدره، ولم نذکره لانه ليس من مجاري حالات الامام الحسين، و هذا لفظه:

قال هشام: حدثنا ابوبکر ابن عياش عمن اخبره قال: والله ما هو عبدالملک بن عمير الذي قام اليه فذبحه، ولکنه قام اليه رجل جعد طوال يشبه عبدالملک بن عمير. قال: فاتي ذلک الخبر حسينا و هو بزباله....

[10] الذمام: الحق. الحرمه. العهد والامان.

[11] والحديث رواه ايضا البلاذري في مقتل الحسين عليه‏السلام من انساب الاشراف: ج 3 ص 168، ط 1، و فيه:

فلما بلغ الحسين قتل ابن يقطر خطب فقال: ايها الناس قد خذلتنا شيعتنا و قتل مسلم و هاني‏ء و قيس بن مسهر و (ابن) يقطر....

[12] قال ياقوت في هذه الماده من معجم البلدان: ج 4 ص 134:

عقبه- بالتحريک- هو الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه و هو طويل صعب الي صعود الجبل؟

والعقبه: منزل في طريق مکه بعد واقصه و قبل القاع لمن يريد مکه، و هو ماء لبني عکرمه من بکر بن وائل.

وقال الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 247:

و سار (الحسين من زرود الي زباله) فلما وافي زباله، وافاه بها رسول محمد بن الأشعث، و عمر بن سعد بما کان سأله مسلم أن يکتب به اليه. من امره و خذلان اهل الکوفه اياه بعد ان بايعوه، وقد کان مسلم سال محمد بن الأشعث (ايضا) ذلک...

فلما قرا الکتاب استيقن بصحه الخبر وافظعه قتل مسلم بن عقيل و هاني‏ء بن عروه. ثم اخبره الرسول بقتل قيس بن مسهر رسوله الذي وجهه من بطن الرمه.

و بعث عمر بن سعد رسوله الي الحسين عليه‏السلام ذکره ايضا ابن سعد کاتب الواقدي في ترجمه الامام الحسين في الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 56/ أ/ غير انه قال: فلقيه (اي رسول ابن سعد الحسين) علي اربع مراحل فاخبره؟

وايضا الحديث رواه الطبري في قصه امان ابن الأشعث لمسلم بن عقيل في آخر حوادث سته ستين من تاريخه: ج 4 ص 28، و في طبع الحديث: ج 5 ص 375 قال:

قال ابو مخنف: فحدثني جعفر بن حذيفه الطائي وقد عرف سعيد بن شيبان الحديث؟ قال: دعا محمد بن الأشعث اياس بن العثل الطائي من بني مالک بن عمرو بن ثمامه- و کان شاعرا و کان لمحمد زوارا- فقال له الق حسينا فابلغه هذا الکتاب- و (کان) کتب فيه الذي امره ابن عقيل- و قال له: هذا زادک و جهازک و متعه لعيالک فقال: من اين لي الراحله فان راحلتي قد انضيتها.

قال: هذه راجله فارکبها برحلها.

فخرج اباس فاستقبل الحسين بزباله لأربع ليال فاخبره الخبر و بلغه الرساله، فقال له حسين: کل ما حم نازل و عندالله نحتسب انفسنا و فساد امتنا.

وقد کان مسلم بن عقيل حيث تحول الي دار هاني‏ء بن عروه و بايعه ثمانيه عشر الفا قدم کتابا الي حسين مع عابس بن ابي شيب الشاکري....