بازگشت

نزوله بذات عرق والثعلبية في طريقه نحو الكوفة


(التقاء الامام الحسين عليه السلام صباح نزوله ب«الثعلبيه» بابي هره الازدي و سوال ابي هره و جوابه عليه السلام عن سوال ابي هره)

و لما نزل عليه السلام بالثعلبيه بات بها، فلما اصبح اذا برجل من (اهل) الكوفه يكني ابا هره الازدي [1] قد أتاه فسلم عليه ثم قال: يا ابن رسول الله ما الذي اخرجك عن حرم الله و حرم جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

فقال الحسين عليه السلام: ويحك يا ابا هره ان بني اميه اخذوا مالي فصبرت، و شتموا عرضي فصبرت، و طلبوا دمي فهربت!!! وايم الله لتقتلني الفئه الباغيه و ليلبسنهم الله ذلا شاملا و سيفا قاطعا، وليسلطن الله عليهم من يذلهم حتي يكونوا اذل من قوم سبا اذ ملكتهم امراه فحكمت في اموالهم و دمائهم.


قال ابو مخنف: حدثني يونس بن ابي اسحاق السبيعي [2] قال:

و لما بلغ عبيدالله (بن زياد) اقبال الحسين من مكه الي الكوفه بعث الحصين بن تميم [3] صاحب شرطه حتي نزل القادسيه [4] و نظم الخيل ما بين القادسيه الي خفان [5] و ما بين القادسيه الي القطقطانه و الي لعلع و قال الناس: هذا الحسين يريد العراق.


قال ابو مخنف: و حدثني محمد بن قيس [6] ان الحسين (عليه السلام) اقبل حتي اذا بلغ «الحاجر» من بطن الرمه [7] بعث قيس بن مسهر الصيداوي الي اهل الكوفه و كتب معه اليهم:

بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الي اخوانه من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم فاني احمد اليكم الله الذي لا الا اله هو.

اما بعد فان كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رايكم و اجتماع ملئكم علي نصرنا والطلب بحقنا، فسالت الله ان يحسن لنا الصنع، و ان يثيبكم علي ذلك اعظم الاجر، وقد شخصت اليكم من مكه يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجه يوم الترويه، فاذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا امركم و جدوا فاني قادم عليكم في ايامي هذه ان شاء الله، والسلام عليكم و رحمه الله و بركاته [8] .


و كان مسلم بن عقيل (رضوان الله تعالي عليه) قد كان كتب الي الحسين قبل أن يقتل لسبع و عشرين ليله [9] :-

اما بعد فان الرائد لا يكذب اهله، ان جمع اهل الكوفه معك فاقبل حين تقرا كتابي والسلام عليك.

قال (الراوي) أقبل الحسين (بعد وصول كتاب مسلم اليه) بالصبيان والنساء معه لا يلوي علي شي ء.

واقبل قيس بن مسهر الصيداوي الي الكوفه بكتاب الحسين حتي اذا انتهي الي القادسيه اخذه الحصين بن تميم [10] فبعث به الي عبيدالله بن زياد، فقال له عبيدالله: اصعد القصر فسب الكذاب ابن الكذاب.


فصعد (قيس علي القصر) ثم قال: ايها الناس ان هذا الحسين بن علي خير. خلق الله، ابن فاطمه بنت رسول الله، وانا رسوله اليكم وقد فارقته بالحاجر.

ثم لعن عبيدالله بن زياد واباه، واستغفر لعلي بن ابي طالب.

قال: فامر به عبيدالله بن زياد ان يرمي به من فوق القصر فرمي به فتقطع فمات [11] .


(التقاء الامام الحسين عليه السلام في منزل «زرود» بزهير بن القين البجلي رفع الله درجته و اهتداؤه بنور الحق)

قال ابو مخنف: حدثني السدي [12] عن رجل من بني فزاره قال:

كنا مع زهير بن القين البجلي حين اقبلنا من مكه نساير الحسين، فلم يكن شي ء ابغض الينا من ان نسايره في منزل!!! فاذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، واذا نزل الحسين تقدم زهير، حتي نزلنا يومئذ؟ في منزل لم نجد بدا من ان ننازله فيه، فنزل الحسين في جانب و نزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدي من طعام لنا، اذ اقبل رسول الحسين حتي سلم ثم دخل فقال: يا زهير بن القين ان ابا عبدالله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه. قال: فطرح كل انسان ما في يده حتي كاننا علي رؤسنا الطير.

قال ابو مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو امراه زهير بن القين [13] قالت: فقلت له: ايبعث اليك ابن رسول الله ثم لا تاتيه؟ سبحان الله؟ لو اتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت؟ قالت: فاتاه زيهر بن القين لما لبث ان جاء مستبشرا قد اسفر وجهه، فامر بفسطاطه و ثقله و متاعه فقدم و حمل الي الحسين ثم قال لامراته: انت طالق الحقي باهلك فاني لا احب ان يصيبك من سببي الا خير.


ثم قال (زهير) لاصحابه: من احب منكم ان يتبعني (فليتبعني) والا فانه آخر العهد (ثم قال:) اني ساحدثكم حديثا:

غزونا «بلنجر» [14] ففتح الله علينا وأصبنا غنائم فقال لنا سلمان الباهلي [15] : «افرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم. فقال لنا: اذا ادركتم شباب آل محمد فكونوا اشد فرحا بقتالكم معهم منكم بما اصبتم من الغنائم؟!» (ثم قال زهير:) فاما انا فاني استودعكم الله.

قال: ثم والله ما زال في اول القوم حتي قتل.



پاورقي

[1] لم اظفر بعد علي ترجمه لابي هره الازدي هذا.

[2] ويکني ابا اسرائيل، توفي سنه اثنتين و خمسين و مائه او تسع و خمسين و مائه، وثقه جماعه من کبار الحفاظ.

و قال ابن عدي و حديث اهل الکوفه عامته تدور علي ذلک البيت.

و هو من رجال اربعه من اصحاب الصحاح الست و مسلم وز، و هو مترجم في تهذيب التهذيب: ج 11، ص 433.

[3] وهذا الرجس کان لهم سهم عظيم في معاضده الطغاه و محاربه اولياء الله کما يتجلي ذلک في حوادث کربلا، و لا يزال کان عضيدا للطاغين والمنافقين الي ان اهلکه مع خدينه ابن مرجانه بيد البطل المذحجي ابراهيم بن مالک الاشتر في وقعه خازر.

وقد اختلف المصادر في ذکر اسم ابيه و عشيرته، ففي کتاب الاخبار الطوال: «الحصين بن نمير» ولاحظ التعليق الأخير من هذا الحديث و کذلک فهرس الأعلام من ج 10، من تاريخ الطبري و شرح المختار 176، من شرح النهج لابن ابي‏الحديد: ج 10 ص 14.

[4] ذکرها ياقوت في شرح هذه الکلمه من کتاب معجم البلدان: ج 4 ص 291 ط بيروت قال:

قال ابو عمرو: القادس: السفينه العظيمه. قال المنجمون طول القادسيه تسع و ستون درجه و عرضها: احدي و ثلاثون درجه و ثلثا درجه، ساعات النهار بها اربع عشره ساعه و ثلثان؟

و بينها و بين الکوفه خمسه عشر فرسخا، و بينها و بين العذيب اربعه أميال.

[5] وايضا قال ياقوت: خفان- بفتح اوله و تشديد ثانيه و آخره نون-: موضع قرب الکوفه يسلکه الحاج احيانا، و هو ما سده، قيل: هو فوق القادسيه.

(و) قال ابو عبيده السکوني: خفان من وراء النسوخ علي ميلين او ثلاثه (و هي) عين عليها قريه لولد عيسي بن موسي الهاشمي تعرف ب «خفان» و هما قريتان من قري السواد، من طف الحجاز؟ فمن خرج منها يريد واسطا في الطف خرج الي نجران، ثم الي عبدينيا و جننلاء، ثم قناطر بني دارا، و تل فخار ثم الي واسط.

و قال السکري: خفان و خفيه اجمتان قريبتان من مسجد سعد بن ابي وقاص بالکوفه....

[6] و محمد بن قيس هذا من مشايخ ابي معشر السندي المدني نجيح بن عبدالرحمان- من رجال اربعه من ارباب الصحاح الست الامويه- المتوفي سنه: (170) کما في ترجمه من کتاب تهذيب التهذيب: ج 10، ص 420 و فيه: ان ابا معشر کان يحدث عن محمد بن قيس و محمد بن کعب باحاديث صالحه. وايضا لمحمد بن قيس ذکر في ترجمه عبدالرحمان بن لحارث بن هاشم المخزومي من تاريخ دمشق: ج 9- من المصوره الاردنيه- ص 901 و مختصر ابن منظور: ج 14، ص 225.

[7] ذکرها ياقوت في اول حرف الحاء من کتاب معجم البلدان، قال:

الحاجر- بالجيم والراء- في لغه العرب: ما يمسک الماء من شفه الوادي و کذلک الحاجور، و هو موضع قبل معدن النقره؟ قال: (و) دون «فيد» حاجر.

وايضا قال ياقوت في حرف الباء والراء من معجم البلدان: ج 1، ص 449، و ج 3 ص 71 قال:

بطن الرمه- بضم الراء و تشديد الميم. وقد يقال: بالتخفيف-: واد معروف بعاليه نجد.

وقال ابن دريد: الرمه: قاع عظيم بنجد تنصب اليه اوديه.

و لفظ الأصمعي في کتابه: ما ارتفع من بطن الرمه- يخفف و يثقل- فهو نجد. والرمه: فضاء...

و ذکره ابو منصور في باب «ورم» و خففه و لم يذکر التشديد، و قال: بطن الرمه: واد معروف بعاليه نجد.

و قال ابو عبيد السکوني: بطن الرمه: منزل لاهلي البصره اذا ارادوا المدينه بها؟ يجتمع اهل الکوفه والبصره و منه الي العسيله.

و قال غيره: اصل الرمه واد يصب من الدهناء. وقد ذکر (ناه) في الدهناء.

و قال العاصمي: سمعت ابا المکارم الاعرابي و ابن الاعرابي يقولان: الرمه طويله عريضه تکون مسيره يوم، تنزل اعاليها بنو کلاب، ثم تنحدر فتنزل عبس و غيرهم من غطفان ثم تنحدر فتنزل بنو اسد؟

و في کتاب نصر: الرمه- بالتخفيف-: واد يمر بين «ابانين» يجي‏ء من المغرب، اکبر واد بنجد، يجي‏ء من الغور والحجاز، اعلاه لاهل المدينه و بني سليم، و وسطه لبني کلاب و غطفان، وأسفله لنبي اسد و عبس، ثم ينقطع في رمل العيون ولا يکثر سيله حتي يمد «الجريب» (و هو) واد لکلاب.

و قال الأصمعي: المره: واد يمير بين «ابانين» يستقبل المطلع و يجي‏ء من المغرب و هو اکبر واد بعمله؟

والرممه- يخفف و يثقل-: فضاء تدفع فيه اوديه کثيره و هي اول حدود نجد...

(وايضا) قال الأصمعي: بطن الرمه: واد عظيم يدفع عن يمين فلجه والدثينه حتي يمر بين «ابانين» الأبيض والاسود و بينهما نحو ثلاثه ايام.

و وادي الرمه يقطع بين «عدنه» و «شربه» فاذا جزعت الرمه؟ مشرقا اخذت في «الشربه» و اذا جزعت؟ الرمه في الشمال اخذت في «عدنه» و بين الرمه و «الجريب» واديصب في الرمه.

والذي في کتاب الاصمعي روايه ابن دريد عن عبدالرحمان بن عمه؟ قال: و ما ارتفع من بطن الرمه- يخفف و يثقل-: فهو نجد. والرمه: فضاء تدفع فيه اوديه کثيره...

و بين اسفل الرمه و اعلاها سبع لبال من الحره: حره فدک الي القصيم و حره النار. والرمه تجي‏ء من الغور والحجاز فاعلي الرمه لاهل المدينه و بني سليم و وسطها لبني کلاب و غطفان وأسفلها لبني اسد و عبس ثم ينقطع في الرمل رمل العيون. و ما بين الرمه والجريب يقال له: الشريه....

[8] والکتاب رواه ايضا يوسف بن محمد البياسي المتوفي عام 653 في کتابه الاعلام بالحروف الواقعه في صدر الاسلام.

ورواه عنه و عن ابن کثير علي جلال في کتابه الحسين ص 169 ط سنه 1349 ه- بالقاهره، 492.

[9] وقد ذکرنا کتاب مسلم رضوان‏الله عليه حرفيا عند ما ذکرنا قبول مسلم آمان ابن الأشعث و طلبه منه ان يکتب عن لسانه الي الحسين عليه‏السلام ما جري عليه.

[10] و قريب منه جدا رواه البلاذري في ترجمه الامام الحسين من انساب الاشراف: ج 3 ص 166، ط 1.

ورواه ايضا الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 245 و ساق الحديث الي ان قال:

ثم بعث بالکتاب مع قيس بن مسهر، فسار (قيس) حتي وافي القادسيه فاخذه حصين بن نمير؟ و بعث به الي ابن زياد، فلما ادخل عليه اغلظ له عبيدالله فامر به ان يطرح من اعلي سور القصر الي الرحبه فطرح فمات.

ورواه ايضا السيد ابن طاووس رفع الله مقامه، في اواخر المسلک الاول من کتاب اللهوف و فيه:

فلما قارب (قيس) دخول الکوفه اعترضه الحسين بن نمير؟ صاحب عبيدالله ابن زياد ليفتشه فاخرج قيس الکتاب و مزقه، فحمله الحصين بن نمير الي عبيدالله بن زياد، فلما مثل بين يديه قال: من انت؟ قال: انا رجل من شيعه اميرالمؤمنين علي بن ابي‏طالب عليه‏السلام وابنه. قال: فلماذا خرقت الکتاب؟ قال: لان لا تعلم ما فيه. قال: و ممن الکتاب؟ و الي من؟ قال: من الحسين الي جماعه من اهل الکوفه لا اعرف اسماءهم!! فغضب ابن زياد و قال: والله لا تفارقني حتي تخبرني باسماء هولاء القوم او تصعد المنبر فتلعن الحسين بن علي وأباه وأخاه والا قطعتک اربا اربا!! فقال القيس: اما القوم فلا اخبرک باسمائهم واما لعن الحسين وابيه و اخيه فافعل.

فصعد المنبر فحمد الله واثني عليه و صلي علي النبي صلي الله عليه و اکثر من الترحم علي علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم لعن عبيدالله بن زياد و اباه و لعن عتاه بني‏اميه عن آخرهم ثم قال: ايها الناس انا رسول الحسين اليکم وقد خلفته بموضع کذا فاجيبوه....

[11] ثم ذکر التقاء الامام الحسين بعبدالله بن مطيع بمثل ما تقدم في مسير الامام الحسين من المدينه الي مکه. و حيث أن ما تقدم هو الصواب عندنا لم نذکر بقيه الحديث ها هنا.

و مثل ما في حديث ابي مخنف رواه ايضا الدينوري في الاخبار الطوال ص 244.

وروي ابن سعد فيما اورده من جوامع مقتل الحسين عليه‏السلام من کتاب الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 56/أ/ قال:

و جمع عبيدالله المقاتله و امرلهم بالعطاء واعطي الشرط، و وجه حصين بن تميم الطهوي الي القادسيه و قال له: اثم بها فمن انکرته فخذه.

و کان حسين (عليه‏السلام) قد وجه قيس بن مسهر الاسدي الي مسلم بن عقيل قبل ان يبلغه قتله، فاخذه حصين فوجه به الي عبيدالله، فقال له عبيدالله: «قد قتل الله مسلما!! فقم في الناس فاشتم الکذاب ابن الکذاب» فصعد قيس المنبر فقال: ايها الناس اني ترکت الحسين بن علي بالحاجر، وانا رسوله اليکم و هو يستنصرکم.

فامر به عبيدالله فطرح من فوق القصر فمات.

[12] و هو السدي الکبير: اسماعيل بن عبدالرحمان بن ابي کريمه ابو محمد القرشي- مولاهم- الکوفي الاعور المتوفي عام (127) المترجم مع التوثيق في عنوان: «السدي» من کتاب الانساب و لبابه: ج 2 ص 110.

و هو من رجال مسلم و اربعه آخرين من ارباب الصحاح الست کما في تهذيب التهذيب: ج 1، ص 313.

[13] کذا في اصلي، ورواه البلاذري مرسلا، و قال: «ديلم بنت عمرو» کما في الحديث: (33) من ترجمه الامام الحسين من کتاب انساب الاشراف: ج 3 ص 167، ط 1.

ورواه ايضا الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 246، قال:

ثم سار (الحسين من بطن الرمه) حتي انتهي الي (زرود) فنظر الي فسطاط مضروب؟ فسال عنه؟ فقيل له: هو لزهير بن القين- و کان حاجا اقبل من مکه يريد الکوفه- فارسل اليه الحسين ان القني اکلمک؟ فابي ان يلقاه، و کانت مع زهير زوجته فقالت له: سبحان الله يبعث اليک ابن رسول‏الله صلي الله عليه و سلم فلا تجيبه؟

فقام (زهير) يمشي الي الحسين عليه‏السلام، فلم يلبث ان انصرف وقد اشرق وجهه فامر بفسطاطه فقلع و ضرب الي لزق فسطاط الحسين. ثم قال لأمراته: انت طالق فتقدمي مع اخيک حتي تصلي الي منزلک فاني قد وطنت نفسي علي الموت مع الحسين عليه‏السلام و من کرهها فليتقدم.

فلم يقم معه منهم احد، و خرجوا مع المراه واخيها حتي لحقوا بالکوفه.

[14] قال ياقوت في تفسير هذه اللفظه في حرف الباء من کتاب معجم البلدان: ج 1، ص 489 قال:

بلنجر- بفتحتين و سکون النون وجيم مفتوحه وراء-: مدينه ببلاد الخزر، خلف باب الابواب، قالوا: فتحها عبدالرحمان بن ربيعه.

و قال البلاذري (فتحها) سلمان بن ربيعه الباهلي و تجاوزها، ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو و أصحابه و کانوا أربعه ألاف، و کان في اول الامر قد خافهم الترک و قالوا: ان هولاء ملائکه لا يعمل فيهم السلاح فاتفق ان ترکيا اختفي في غيضه و رشق مسلما بسهم فقتله فنادي في قومه: ان هولاء يموتون کما تموتون فلم تخافونهم؟! فاجترئوا عليه وأوقعوهم حتي استشهد عبدالرحمان بن ربيعه و اخذ الرايه اخوه و لم يزل يقاتل حتي امکنه دفن اخيه بنواحي بلنجر، و رجع ببقيه المسلمين علي طريق جيلان.

[15] کذا في اصلي من تاريخ الطبري: ج 4 ص 228/ و في ط: ج 5 ص 396.

والحديث رواه احمد بن اعثم الکوفي في سيره الامام الحسين عليه‏السلام من کتاب الفتوح: ج ص...

ورواه عنه الخوارزمي في الفصل: (11) من کتابه مقتل الحسين عليه‏السلام: ج 1، ص 225 ط الغري.

ورواه ايضا يوسف بن حاتم الشامي في سيره الامام الحسين عليه‏السلام من کتاب الدر النظيم المخطوط، ص 167، و فيها جميعا: «فقال لنا سلمان الفارسي...».

اقول: و ما في هذه المصادر الثالثه هو الراجح عندي اذ هذا النمط من التوصيه والعلوم من مزايا المتعلقين باهل البيت مثل سلمان الفارسي و امثاله، واما غيرهم فهم براء من هذا النوع من الخصائص الساميه، و سلمان بن ربيعه الباهلي- المترجم في کتاب تهذيب التهذيب: ج 4 ص 136- لم يکن له صله باهل البيت کي يتحل بشي‏ء من المکارم الراقيه، بل المستفاد من بعض الروايات ان بني باهله جميعا کانوا من مبغضي اميرالمؤمنين سيد اهل البيت صلواه الله عليه، فقد روي عبدالله بن احمد بن حنبل في الحديث: (1219) في اواخر کتاب السنه ص 225 قال:

حدثني عثمان بن ابي شيبه و ابو معمر، قالا: حدثنا جرير عن ليث عن عمران بن ظبيان: عن ابي تحيي (حکيم بن سعد الحنفي) قال: قال علي (عليه‏السلام): يا معاشر باهله اغدوا علي عطاياکم (فخذوها) والله يعلم اني ابغضکم و تبغضوني!!!

کما في نهج السعاده: ج 2 ص 119، ط 1.

ثم ان غزوه «بلنجر» کانت في ايام عثمان سنه اثنتين و ثلاثين، و تفصيلها مذکور في حوادث تلک السنه من تاريخ الطبري: ج 3 ص 351 و کذلک في تاريخ الکامل- لابن الأثير و صرحا بان الغزوه کانت بقياده سلمان بن ربيعه الباهلي، و صرحا باسماء جماعه من الغزاه المشترکين في تلک الغزوه منهم سلمان الفارسي-.

وقد صرح ابن سعد ايضا بذلک في ترجمه سلمان الفارسي من الطبقات الکبري: ج 4 ص 92.