بازگشت

استشهاد هاني بن عروة و عبد الاعلي الكلبي و عمارة بن صلخب


استشهاد الصحابي العظيم هاني ء بن عروه المرادي، ثم استشهاد عبد الأعلي الكبي، ثم استشهاد عماره بن صلخب الازدي بعد شهاده مسلم رضوان الله تعالي عليهم اجمعين:

و بالسند المتقدم عنابي مخنف، عن الصقعب بن زهير، عن عون بن ابي جحيفه، قال:

و قام محمد بن الأشعث الي عبيدالله بن زياد (حينما سجن هاني ء بن عروه) فكلمه فيه، و قال: انك قد عرفت منزله هاني ء بن عروه في المصر، و بيته في العشيره، وقد علم قومه اني و صاحبي سقناه اليك، فانشدك الله لما وهبته لي فاني اكره عداوه قومه، هم اعز اهل المصر، و عدد اهل اليمن. قال: فوعده (ابن زياد) ان يفعل (ما طلبه منه) فلما كان من امر مسلم بن عقيل ما كان، بدا له فيه، و ابي ان يفي له بما قال.

قال: فامر بهاني ء بن عروه، حين قتل مسلم بن عقيل، فقال: اخرجوه الي السوق فاضربوا عنقه.

قال: فاخرج بهاني ء حتي انتهي الي مكان من السوق، كان يباع فيه الغنم و هو مكتوف، فجعل يقول: وامذحجاه ولا مذحج لي اليوم!!! وامذحجاه واين مني مذحج؟! فلما رآي ان احدا لاينصره جذب يده فنزعها من الكتاف، ثم قال: اما من عصي او سكين او حجر او عظم يجاحش به رجل عن نفسه؟! [1] .

فوثبوا اليه فشدوه وثاقا، ثم قيل له امدد عنقك. فقال: ما انا بها مجد سخي؟ و ما انا بمعينكم علي نفسي.

فضربه مولي لعبيد الله بن زياد- تركي يقال له: رشيد بالسيف، فلم يصنع شيئا، فقال هاني ء: الي الله المعاد، اللهم الي رحمتك و رضوانك. ثم ضربه اخري فقتله [2] .


(و بالسند المتقدم قال:) ثم ان عبيدالله بن زياد، لما قتل مسلم بن عقيل و هاني ء بن عروه، دعا بعبد الأعلي الكلبي- الذي كان اخذه كثير بن شهاب، في بني فتيان- فتتي به، فقال له: اخبرني بأمرك. فقال: اصلحك الله خرجت لأنظر ما يصنع الناس، فاخذني كثير بن شهاب. فقال له: فعليك و عليك من الايمان المغلظه ان كان اخرجك الا ما زعمت؟ فابي ان يحلف، فقال عبيدالله: انطلقوا به الي جبانه السبيع فاضربوا عنقه بها. فانطلق به فضبت عنقه (هناك).

و اخرج عماره بن صلخب الازدي- و كان ممن يريد ان ياتي مسلم بن عقيل لينصره- فاتي به ايضا عبيدالله، فقال له: ممن انت؟ قال: من الازد. قال: انطلقوا به الي قومه (فاضربوا عنقه فيهم!!! فاخذ الي قومه) فضربت عنقه فيهم.

فقال عبدالله بن الزبير الاسدي [3] في قتله مسلم بن عقيل، و هاني ء بن عروه المرادي- و يقال: قاله الفرزدق-:



ان كنت لا تدرين ما الموت فانظري

الي هاني ء في السوق و ابن عقيل



الي بطل قد هشم السيف وجهه

و آخر يهوي من طمار قتيل



اصابهما امر الامير فاصبحا

احاديث من يسري بكل سبيل



تري جسدا قد غير الموت لونه

و نضح دم قد سال كل مسيل



فتي هو احيا من فتاه حييه

واقطع من ذي شفرتين صقيل



ايركب اسماء الهماليج آمنا

وقد طلبته مذحج بذحول



تطيف حواليه مراد و كلهم

علي رقبه من سائل و مسول



فان انتم تثأروا باخيكم

فكونوا بغايا ارضيت بقليل




قال ابو مخنف: عن ابي جناب يحيي بن ابي حيه الكلبي [4] قال:

ثم ان عبيدالله بن زياد، لما قتل مسلما و هانئا بعث برؤسهما مع هاني بن ابي حيه الوادي والزبير بن الأروح التميمي الي يزيد بن معاويه، و امر كاتبه عمرو بن نافع [5] ان يكتب الي يزيد بن معاويه بما كان من (امر) مسلم و هاني ء، فكتب اليه كتابا وأطال فيه- و كان اول من اطال في الكتب- فلما نظر فيه عبيدالله بن زياد، كرهه و قال: ما هذا التطويل؟ و هذه الفضول؟ اكتب:

اما بعد فالحمد الله الذي اخذ لاميرالمؤمنين بحقه و كفاه مونه عدوه، اخبر اميرالمؤمنين اكرمه الله ان مسلم بن عقيل، لجا الي دار هاني ء بن عروه المرادي، و اني جعلت عليهما العيون، و دسست اليهما الرجال، و كدتهما حتي استخرجتهما، وامكن الله منهما، فقدمتهما فضربت اعناقهما، وقد بعثت اليك برؤسهما مع هاني ء بن ابي حيه الهمداني، والزبير بن الأروح التميمي- و هما من اهل السمع والطاعه والنصيحه- فليسألهما اميرالمؤمنين عما احب من امر، فان عندهما علما و صدقا و فهما و ورعا والسلام!!!

فكتب اليه يزيد: اما بعد فانك لم تعد ان كنت كما احب، عملت عمل الحازم، و صلت صوله الشجاع الرابط الجأش، فقد اغنيت و كفيت و صدقت ظني بك و رايي فيك، وقد دعوت رسوليك فسألتهما و ناجيتهما فوجدتهما في رايهما و فضلهما كما ذكرت، فاستوص بهما خيرا.

و انه قد بلغني ان الحسين بن علي قد توجه نحو العراق، فضع المناظر والمسالح، واحترس علي الظن، و خذ علي التهمه، غير ان لا تقتل الا من قاتلك، واكتب الي في كل ما يحدث من الخبر، والسلام عليك و رحمه الله.



پاورقي

[1] يجاحش- بالشين المعجمه کيجاحس بالسين المهمله-: يدافع.

[2] و ذکر المسعودي في ذکر شهاده هاني‏ء من کتاب مروح الذهب: ج 3 ص 59 طبعه بيروت، قال: ثم امر (ابن زياد) بهاني‏ء بن عروه، فاخرج الي السوق، فضرب عنقه صبرا، و هو يصيح: يا آل مراد!!! و هو شيخها و زعيمها، و هو يومئذ يرکب في أربعه آلاف دارع، و ثمانيه آلاف راجل، و اذا اجابتها احلافها من کنده و غيرها کان في ثلاثين الف دارع، فلم يجد زعميهم منهم احدا فشلا و خذلانا!!!.

[3] الزبير ضبطوه مکبرا کما في ترجمه الرجل من المصوره الأردنيه من تاريخ دمشق: ج 9 ص 297، و في نسخه: ج 9/ الورق 149/ ب/ و في ط 1 ص...

والرجل من محامي الظالمين، وانصار من غلب، کما يظهر جليا من ترجمته من سير اعلام النبلاء ج 3 ص 383 و تاريخ الاسلام: ج 6 ص 108، و مختصر ابن منظور لتاريخ دمشق: ج 12، ص 110، و تهذيب بدران: ج 7 ص 423.

وقد اورد ابن عساکر في ترجمته الاشطر الاربعه المذکوره هنا في صدر الابيات فقط، و بقرينه نزعه الرجل يمکن ان يقال: ان بقيه الأبيات ليست له وانما الحقت بابياته.

[4] هو من رجال ابي داود والترمذي و ابن ماجه، مترجم في تهذيب التهذيب: ج 11، ص 201 و في حرف الياء من تاريخ دمشق و مختصره- لابن منظور- ج 27 ص 229 ط 1.

[5] ما وجدت ترجمه لهولاء الارجاس من اعوان الطواغيت، غير ان ابن عساکر ذکر الزبير بن الأروح و اورد هذا الحديث في ترجمته في حرف الزاء من تاريخ دمشق و مختصره: ج 8 ص 375.