بازگشت

مسير رائد الشهداء مسلم بن عقيل الي الكوفة و شهادته فيها


في مسير رائد الشهداء مسلم بن عقيل رضوان الله تعالي عليهما، و ذهابه الي الكوفه، لاستعلام حال اهلها في الاستقامه علي الحق، والوفاء بالعهد

قالوا: قد كان مسلم بن عقيل خرج مع الحسين عليه السلام من المدينه الي مكه [1] فقال له الحسين صلوات الله عليه: يا ابن عم قد رايت ان تسير الي الكوفه، فتنظر ما اجتمع عليه راي اهلها، فان كانوا علي اما اتتني به كتبهم فعجل علي بكتابك لاسرع القدوم عليك، وان تكن الاخري فعجل الانصراف.

فخرج مسلم (من مكه المكرمه في النصف من شهر رمضان، سائرا) علي طريق المدينه ليلم باهله [2] ثم استاجر دليلين من قيس و سار (نحو الكوفه) فضلا ذات ليله (الطريق) فاصبحا وقد تاها [3] واشتد عليهما العطش والحر، فانقطعا فلم يستطيعا المشي، فقالا لمسلم: عليك بهذا السمط فالزمه لعلك ان تنجو.

فتركهما مسلم و من معه من خدمه بحشاشه الانفس حتي افضوا الي طريق فلزموه حتي وردوا الماء.


فاقام مسلم بذلك الماء و كتب الي الحسين مع رسول استاجره من اهل ذلك الماء يخبره خبره و خبر الدليلين و ما (نالاه) من الجهد، و يعلمه انه قد تطير من الوجه الذي توجه له، و يساله ان يعفيه و يوجه غيره، و يخبره انه مقيم بمنزله ذلك من بطن الحربث [4] .

فسار الرسول حتي وافي مكه و اوصل الكتاب الي الحسين (عليه السلام) فقرأه و كتب في جوابه:

اما بعد فقد ظننت أن الجبن قد قصر بك عما وجهتك به؟ فامض لما أمرتك (به) فاني غير معفيك، والسلام (عليك).

و بالسند المتقدم عن الطبري قال: ثم اقبل مسلم (متوجها نحو العراق) حتي دخل الكوفه (لخمس خلون من شهر شوال) فنزل دار المختار بن ابي عبيد [5] و هي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب [6] .


واقبلت الشيعه تختلف اليه، فكلما؟ اجتمعت اليه جماعه منهم قرا عليهم كتاب الحسين فاخذوا يبكون!!

فقام عابس بن ابي شبيب الشاكري فحمد الله واثني عليه ثم قال:

اما بعد فاني لاأخبرك عن الناس و لاأعلم ما في انفسهم و ما اغرك منهم، والله (لا) احدثك (الا) عما انا موطن نفسي عليه، والله لا جيبنكم اذا دعوتم ولأ قاتلن معكم عدوكم و لأضربن بسيقي دونكم حتي القي الله لا اريد بذلك الا ما عندالله.

فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي [7] فقال: رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك؟ ثم قال: وانا والله الذي لا اله الا هو علي مثل ما هذا عليه.

ثم قام (سعيد بن عبدالله) الحنفي (فقال) مثل ذلك [8] .


وفشا امر مسلم بالكوفه حتي بلغ ذلك اميرها النعمان بن بشير الأنصاري (العثماني) فخرج الي الناس فصعد المنبر فحمد الله واثني عليه [9] ثم قال:

اما بعد فاتقوا الله عباد الله ولا تسارعوا الي الفتنه والفرقه، فان فيهما يهلك الرجال و تسفك الدماء و تغصب الاموال، واني لم اقاتل من لم يقاتلني و لا أثب علي من لايثب علي، و لا أشاتمكم و لا أتحرش بكم و لا آخذ بالقرف ولا الظنه ولا التهمه [10] ولكنكم ان ابديتم صفحتكم و نكثتم بيعتكم و خالفتم امامكم فوالله الذي لا اله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن لي منكم ناصر، اما اني ارجو ان يكون من يعرف الحق منكم اكثر ممن يرديه الباطل.

فقام اليه عبدالله بن سملم بن سعيد الحضرمي حليف بني اميه [11] فقال: انه لا يصلح ما تري الا الغشم [12] ان هذا الذي انت عليه فيما بينك و بين عدوك راي المستضعفين. فقال النعمان: ان اكون من المستضعفين في طاعه الله احب الي من ان اكون من الاعزين في معصيه الله. ثم نزل عن المنبر.


فخرج عبدالله بن مسلم (الحضرمي) [13] و كتب الي يزيد بن معاويه: اما بعد فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفه فبايعته الشيعه للحسين بن علي، فان كان لك بالكوفه حاجه فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك و يعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف و هو يتضعف.

ثم كتب اليه عماره بن عقبه (بن ابي معيط).

ثم كتب اليه عمر بن سعد بن ابي وقاص بمثل ذلك [14] .


قال عوانه (بن الحكم): فلما اجتمعت الكتب عند يزيد، ليس بين كتبهم الا يومان، دعا يزيد سرجون مولي معاويه فقال له: ما رأيك؟ فان حسينما قد توجه نحو الكوفه و مسلم بن عقيل بالكوفه يبايع للحسين، وقد بلغني عن النعمان ضعف و قول سي ء- وأقراه كتبهم- فما تري؟ من استعمل علي الكوفه؟- و كان يزيد عاتبا علي عبيدالله بن زياد- فقال (له) سرجون: أرأيت لو (أن أباك) معاويه يشير لك اكنت اخذا برايه؟ قال: نعم. فاخرج (سرجون) عهد عبيدالله علي الكوفه، فقال: هذا راي معاويه، مات وقد امر بهذا الكتاب [15] .


فاخذ يزيد براي ابيه وضم المصرين الي عبيدالله و بعث اليه بعهده الي الكوفه ثم دعا (شريبه) مسلم بن عمرو الباهلي [16] و كان عنده فبعثه بعهده الي عبيدالله، الي البصره و كتب اليه معه:

اما بعد فانه كتب الي شيعتي من اهل الكوفه يخبرونني ان ابن عقيل بالكوفه يجمع الجموع لشق عصي المسلمين، فسر حين تقرا كتابي هذا، حتي تاتي اهل الكوفه؟ فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزه حتي تثقفه فتوثقه او تقتله او تنفيه [17] والسلام.

فاقبل مسلم بن عمرو (الباهلي) حتي قدم علي عبيدالله بالبصره (فدفع اليه عهده من يزيد).

فامر عبيدالله بالجهاز و التهيؤ والمسير الي الكوفه من الغد.



پاورقي

[1] هکذا ذکره الدينوري في کتابه الاخبار الطوال، ص 130.

وروي البخاري في ترجمه مسلم تحت الرقم: «1128» من تاريخه الکبير: ج 7 ص 266، قال:

روي عمرو بن دينار، عن صفوان بن موهب.

و قال لي يحيي بن موسي عن يزيد بن هارون، ا(خب)رنا؟ محمد بن راشد:

عن عمرو بن شعيب، قال: اخبرني من سمع ابا هريره يقول: ما رايت من ولد عبدالمطلب اشبه بالنبي صلي الله عليه و سلم من مسلم بن عقيل.

وروي البلاذري في ترجمه مسلم- قبيل ترجمه اميرالمؤمنين- من انساب الاشراف: ج 2 ص 77، طبعه بيروت، قال:

قالوا: کان مسلم بن عقيل (من) ارجل ولد عقيها و اشجعها، فقدمه الحسين بن علي عليهماالسلام الي الکوفه حين کاتبه اهلها و دعوه اليها و راسلوه في القدوم (اليهم) و وعدوه نصرهم و مناصحتهم....

[2] ما بين المعقوفين- عدا کلمه: «سائرا»- ماخوذ من کتاب مروج الذهب: ج 3 ص 55.

[3] و في‏المقتل المروي عن عمار الدهني عن الامام الباقر عليه‏السلام قال:

فخرج مسلم حتي اتي المدينه فاخذ منها دليلين، فمرا به في البريه فاصابهم عطش فمات احد الدليلين، فکتب مسلم الي الحسين (عليه‏السلام) يستعفيه، فکتب اليه الحسين: ان امض الي الکوفه.

فخرج (مسلم من المحل الذي کتب الي الحسين عليه‏السلام) حتي قدمها، و نزول علي رجل يقال له: ابن عوسجه؟ فلما تحدث اهل الکوفه بمقدمه دبوا اليه فبايعوه...

و هذا المقتل رواه الطبري بسنده عن عمار الدهني في سيره الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخه: ج 4 ص 257 طبعه مصر، کما رواه ايضا السيد المرشد بالله في اماليه کما في اواخر العنوان: «الحديث الثامن في فضل الحسين عليه‏السلام...» من ترتيب اماليه: ج 1، ص 190.

[4] کذا في اصلي، و لم اجد الکلمه بهذه الصوره في کتاب معجم البلدان، ولعلها مصحفه عن «بطن الحر» او «بطن الحريم»؟ قال ياقوت في حرف الباء من معجم البلدان: بطن الحر- ضد العبد-: واد بنجد. وايضا قال ياقوت: «بطن الحريم»- بفتح الحاء و کسر الراء-: (واد) في بلاد ابي‏بکر بن کلاب، و فيه روضه ذکرت في الرياض.

[5] ما بين المعقوفين مأخوذ من کتاب مروج الذهب: ج 3 ص 54، و فيه: «فنزل (مسلم) علي رجل يقال له (ابن) عوسجه مستترا...».

[6] کذا في روايه الطبري، و في روايه ابي حنيفه احمد بن داود الدينوري في کتاب الاخبار الطوال، ص 231، قال:

فسار مسلم حتي وافي الکوفه و نزل في الدار التي تعرف بدار المختار بن ابي عبيد، ثم عرفت اليوم بدار المسيب؟

فکانت الشيعه تختلف اليه فيقرا عليهم کتاب الحسين، ففشا امره بالکوفه حتي بلغ النعمان بن بشير أميرها...

و قريبا منه ذکره ايضا احمد بن اعثم الکوفي المتوفي حدود، سنه: «314» في کتاب الفتوح: ج 5 ص 56 ط 1.

ورواه عنه الخوارزمي في کتابه: مقتل الحسين عليه‏السلام: ج 1، ص 197، ط 1.

وروي ابن سعد، في جمله ما اورده في جوامع ما رواه من عده طرق في مقتل الحسين عليه‏السلام من کتابه الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 54/ أ/ قال:

وقد کان الحسين (عليه‏السلام) قدم مسلم بن عقيل بن ابي‏طالب الي الکوفه، وأمره ان ينزل علي هاني‏ء بن عروه المرادي و ينظر الي اجتماع الناس عليه، و يکتب اليه بخبرهم.

فقدم مسلم بن عقيل الکوفه مستخفيا وأتته الشيعه، فاخذ بيعتهم و کتب الي الحسين بن علي:

(اما بعد، ف) اني قدمت الکوفه فبايعني منهم الي ان کتبت اليک ثمانيه عشر الفا، فعجل القدوم فانه ليس دونها مانع.

و قريبا منه، ذکره الدينوري في کتاب الأخبار الطوال، ص 243.

[7] کذا في تاريخ الطبري، ولم أر وصفه ب «الفقعسي» في غير روايه الطبري.

و ذکر بن الاثير في شرح هذه النسبه في باب الفاء والقاف من کتاب اللباب: ج ص 437 ما لفظه: الفقعسي... نسبه الي فقعس بن الحارث بن ثعلبه بن دودان بن اسد بن خزيمه....

[8] و بعده في اصلي هکذا: «قال الحجاج بن علي (راوي الحديث): فقلت لمحمد بن بشر (الهمداني): فهل کان منک انت قول؟ فقال: قد کنت احب ان يعز الله أصحابي بالظفر، و ما کنت لأحب أن اقتل، و کرهت ان أکذب».

اقول: قال ابن حجر: (حجاج بن علي هذا) روي عن عباد بن عبد يغوث.

کما في ترجمته من کتاب لسان الميزان: ج 2 ص 178.

واما محمد بن بشر، فلم اقف علي ترجمه له.

انظر ترجمه محمد بن بشير تحت الرقم: (10314) من کتاب رجال الحديث: ج 15، ص 148.

[9] هذا الصدر، مأخوذ معني مما في ترجمه مسلم من کتاب انساب الأشراف: ج 2 ص 77، و من کتاب الاخبار الطوال، ص 231، واما ما بعده فاخذناه من تاريخ الطبري: ج 5 ص 355 بتحقيق محمد أبوالفضل ابراهيم، قال:

قال ابومخنف: حدثني نمير بن وعله، عن ابي الوداک (جبر بن نوف) قال: خرج الينا النعمان بن بشير، فصعد المنبر، فحمد الله واثني عليه ثم قال: فاتقوا الله عباد الله...

و لنمير بن وعله ترجمه في لسان الميزان: ج 6 ص 171، واما جبر بن نوف، فهو مترجم في مصادر.

[10] لا أتحرش: لا أتعرض. لا أخشن. لا أغري بعضکم ببعض. والقرف- علي زنه الحرف-: الکذب. البغي.

[11] کذا في تاريخ الطبري، و في کتاب الأخبار الطوال:

فکتب مسلم بن سعيد الحضرمي؟ و عماره بن عقبه- و کانا عيني يزيد بن معاويه- الي يزيد يعلمانه قدوم مسلم بن عقيل الکوفه، داعيا للحسين بن علي، وانه قد افسد قلوب اهلها عليه، فان يکن لک في سلطانک حاجه فبادر اليه؟ من يقوم بأمرک و يعمل مثل عملک في عدوک، فان النعمان رجل ضعيف او متضاعف؟ والسلام.

[12] الغشم: الصلابه. الخشونه. الشده في الامر. الظلم.

و في ترجمه مسلم من کتاب أنساب الأشراف: ج 1/ من المخطوطه، ص 308، و في طبعه بيروت: ج 2 ص 77، ط 1، قال:

فکتب وجوه اهل الکوفه: عمر بن سعد بن ابي وقاص الزهري و محمد بن الأشعث الکندي و غيرهما الي يزيد بن معاويه، بخبر مسلم بن عقيل، و تقديم الحسين اياه الي الکوفه امامه، و بما ظهر من ضعف النعمان بن بشير و عجزه و وهن امره.

[13] لاعهد لي بترجمه للرجل، ولکن کونه من جواسيس بني‏اميه يکفي لعرفان هويته.

[14] و هذا الرجس من بدايه عمره کان مشعوفا بالدنيا، قد رکز حب الدنيا في شغاف قلبه، و رکن اليها بشر اشر وجوده، بحيث ان اباه سعد، کان يستجير بالله من شره!!! کما يدل عليه ما رواه جماعه من القدماء، منهم نصر بن مزاحم في قصه الحکمين من کتاب الصفين ص 538 طبعه مصر، و منهم الطبري في قصه الحکمين في حوادث سنه: «39» من تاريخ الامم والملوک: ج 5 ص 67، قالا- ولکن اللفظ من تاريخ الطبري-:

و خرج عمر بن سعد حتي اتي اباه علي ماء لبني سليم بالباديه، فقال: يا ابت قد بلغک ما کان بين الناس بصفين، وقد حکم الناس أبا موسي الأشعري و عمرو بن العاص، وقد شهدهم نفر من قريش، فاشهدهم فانک صاحب رسول‏الله صلي الله عليه و سلم واحد (اصحاب) الشوري ولم تدخل في شي‏ء کرهته هذه الأمه، فاحضر فانک احق الناس بالخلافه. فقال (سعد) لاافعل اني سمعت رسول‏الله صلي الله عليه و سلم يقول: انه (س) تکون فتنه خير الناس فيها الخفي التقي» والله لا اشهد شيئا من هذا الامر ابدا.

وروي ابو يعلي في مسند سعد، تحت الرقم: «49» من مسنده: ج 2 ص 85، و 94 ط 1، قال:

حدثنا ابوبکر الحنفي عبدالکريم بن عبدالمجيد، حدثنا بکير بن مسمار، عن عامر بن سعد، ان اخاه عمرا انطلق الي سعد في غنم له خارجا من المدينه، فلما رآه سعد، قال: اعوذ بالله من شر هذا الراکب.

فلما اتاه (عمر) قال: يا ابت ارضيت ان تکون اعرابيا في غنمک والناس يتنازعون الملک بالمديه؟

فضرب سعد صدر عمر و قال: اسکت...

ورواه ايضا ابونعيم الحافظ، في ترجمه سعد، من کتاب حليه الاولياء: ج 1، ص 94.

ورواه ايضا احمد، في الحديث الثالث من مسند، سعد من کتاب المسند: ج 1، ص 168، ط 1، قال:

حدثنا ابوبکر الحنفي: عبدالکريم بن عبدالمجيد، حدثنا بکير بن مسمار، عن عامر بن سعد، ان اخاه عمرا انطلق الي سعد في غنم له خارجا من المدينه، فلما رآه سعد، قال: اعوذ بالله من شر هذا الراکب. فلما اتاه قال (له): يا أبت أرضيت ان تکون اعرابيا في غنمک، والناس يتازعون الملک بالمدينه؟ فضرب سعد صدر عمر و قال: اسکت...

ورواه ايضا مسلم في الحديث: «11» من کتاب الزهد، من صحيحه: ج 4 ص 2277، و بشرح النووي: ج 18، ص 100، قال:

حدثنا اسحاق بن ابراهيم، و عباس بن عبدالعظيم، واللفظ لاسحاق- قال عباس: حدثنا- و قال اسحاق: اخبرنا- ابوبکر الحنفي، حدثنا بکير بن مسمار حدثني عامر بن سعد، قال: کان سعد بن ابي وقاص في ابله فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد، قال: اعوذ بالله من شر هذا الراکب. فنزل (عمر) فقال له: نزلت في ابلک و غنمک و ترکت الناس يتنازعون الملک بينهم؟ فضرب سعد صدره و قال: اسکت...

و رواه ايضا الذهبي في ترجمه عمر، في وفيات سنه (66) الهجريه من کتاب تاريخ الاسلام: ج 4 ص 194.

ولسجيته هذه، الملائمه مع سجايا المجرمين، کان معاويه يتمني ان يکون ابن امه، کما رواه البلاذري في الحديث: «125» من ترجمه معاويه من کتاب انساب الاشراف: ج 3/ الورق... / / و في طبعه بيروت، ص 35، قال:

حدثني ابو مسعود، عن ابن داب، قال: نظر معاويه الي عمر بن سعد بن ابي وقاص، فقال: ما احد او ان هندا ولدته غير هذا و عبدالله بن جعفر!!!

و هذا الرجس من شده حرصه علي الدنيا، کان في اکثر ايامه جليسا للطواغيت و عضيدا لهم.

روي البلاذري في الحديث: «395» من ترجمه معاويه من کتاب انساب الاشراف، طبعه بيروت بتحقيق احسان عباس، ص 136، قال:

(روي) ابوالحسن المدائني قال:

کان عمر بن سعد بن ابي وقاص ولي خراج کوره «همذان» فبقي عليه مال، فلما ولي معاويه ابن ام الحکم الکوفه و قدمه اخذ عمر بذلک المال، فقال له «عمر»: انه لا سلطان لک علي. و کان معاويه کتب له کتابا بانه «لاسلطان لاحد عليه غيره» فاجتمعا عند معاويه بعد و جري بنيهما فقال ان ام الحکم: اننت الذي ذهبت بمال الله قبلک. فقال عمر: اسکت. قال: انت احق بالسکوت يا احمق فانا والله خير منک. قال (عمر): و کيف وانما تعرف بامک و تنسب اليها، کالبغل يقال له: من ابوک؟ فيقول: امي الفرس!!! وانا اعرف بابي و ادعي له، فاسکت يا ابن تمدر- و هي جده له سوداء- فقالت ام الحکم- و هي من وراء الستر-: ايذکر هذا مني ما يذکر و انت له سامع؟ فقال معاويه من شتم الرجال شتموه....

[15] و قريبا منه رواه ايضا البلاذري في عنوان: «امر عبيدالله بعد هلاک يزيد» من القسم الثاني من الجزء الرابع من انساب الاشراف، ص 81 طبعه المستشرقين، قال:

و حدثني عبدالله بن صالح المقري‏ء، عن ابي زبيد، عن ابي حصين، قال:

بلغ يزيد بن معاويه ان الحسين عليه‏السلام يريد الخروج الي الکوفه، فغمه ذلک و ساءه، فأرسل الي سرجون مولاهم و کان کاتبه وانيسه، فيمن يوليه الکوفه؟ فاشار بعبيدالله بن زياد؟ فقال (يزيد): انه لاخير عنده. قال (سرجون): لو کان معاويه حيا فاشار لعيک به اکنت توليه؟ قال: نعم. قال: فهذا عهد معاويه اليه بخاتمه، وقد کان ولاه فلم يمنعني ان اعلمک ذلک الا معرفتي ببغضک له.

فانفذه (يزيد) اليه، و عزل النعمان بن بشير...

وروي ابن سعد، في ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من کتاب الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 54/ أ/ قال:

و کان النعمان بن بشير الانصاري علي الکوفه، في آخر خلافه معاويه، فهلک معاويه و هو عليها، فخاف يزيد ان لا يقدم النعمان علي الحسين، فکتب الي عبيدالله بن زياد، و هو علي البصره، فضم اليه الکفوه و کتب اليه باقبال الحسين اليها (و في کتابه اليه:) فان کان لک جناحان فطر (بهما اليها) حتي تسبق اليها...

ورواه ايضا الدينوري في کتاب الاخبار الطوال، قال:

فلما ورد الکتاب (الذي کتبه جواسيس بني‏اميه) الي يزيد، امر بعهد فکتب لعبيدالله بن زياد، علي الکوفه، وامره ان يبادر الي الکوفه فيطلب مسلم بن عقيل طلب الخرزه، حتي يظفر به فيقتله او ينفيه عنها، و دفع الکتاب الي مسلم بن عمرو الباهلي- ابي قتيبه بن مسلم- وأمر (ه) باغذاذ السير.

فسار مسلم (الباهلي) حتي وافي البصره و اوصل الکتاب الي عبيدالله بن زياد.

وقد کان الحسين بن علي رضي‏الله‏عنه، کتب کتابا الي شيعته من اهل البصره، مع مولي له يسمي سلمان؟ (و هذه) نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي الي مالک بن مسمع، والأحنف بن قيس والمنذر بن الجارود، و مسعود بن عمرود، و قيس بن الهيثم سلام عليکم.

اما بعد فاني ادعوکم الي احياء معالم الحق، واماته البدع، فان تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد، والسلام.

[16] والرجل من انحط قبيله، و کانت العرب تستنکف من الانتساب الي باهله، وقد جمعوا بين لؤم الاصل واس الانحراف و هو بغض علي عليه‏السلام و اهل بيته حتي قيل:



لو تصفحت اولياء علي

لم تجد في جميعهم باهليا



وياتي ذکر کلام اميرالمؤمنين عليه‏السلام فيهم في قصه لحوق زهير بن القين بالامام الحسين عليه‏السلام في ص 378، و ياتي ايضا فظاظه هذا الشقي لمسلم بن عقيل رفع الله مقامه عندما طلب من الکوفيين ان يسقوه من الماء الموضوع علي باب دار الاماره.

واما لؤم اصلهم فما يضرب به المثل في العرب، حتي قال الشاعر- قيل هو ابوهفان-:



ايا هل ينبحني کلبکم

واسدکم ککلاب العرب



و لو قيل للکلب يا باهلي

عوي الکلب من لؤم هذا النسب!!



قال الذهبي في ترجمه قتيبه بن مسلم بن سير اعلام النبلاء: 4 ص 411: قيل لأعرابي: ايسرک انک باهلي و تدخل الجنه؟ قال: اي والله بشرط ان لا يعلم اهل الجنه. وانظر ترجمه سعيد بن مسلم بن قتيبه من تاريخ بغداد: ج 9 ص 74.

[17] الخرزه: واحده الخرز، و هو ما ينظم في السلک. الحب المثقوب. فصوص من حجاره. و تثقفه علي زنه تعلمه و بابه-: تظفر به. تدرکه. فتوثقه: فتشده بالوثاق- و هو بکسر الواو و فتحه-: ما يشد به من حبل او قيد. و تنفيه: تخرجه. تسيره من بلد الي بلد آخر.