بازگشت

في ذكر الاسباب التي دعته الي الخروج من حرم جده الي مكة المكرمة


في ذكر السبب القريب والجزء الاخير من الاسباب والعلل التي اوجبت تشريد ريحانه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن حرم جده و خروجه الي مكه المكرمه ولواذه ولجئه ببيت الله الحرام زاده شرفا و كرامه:

روي المحدثون و حمله الآثار، و ظباه الحوادث من اهل التاريخ [1] انه لما دخلت سنه ستين الهجريه، مرض معاويه بن ابي سفيان، و كان قرين العله الي ان هلك في ليله النصف من شهر رجب من السنه، و لما دفنوه و تركوه الي عمله، دعا يزيد بن معاويه اهل الشام الي بيعته كما سنها و خططها ابو معاويه، فبايعه اهل الشام.

وروي البلاذري عن ابي مخنف و عوانه بن الحكم و غيرهما [2] قالوا:


ولي يزيد بن معاويه و عمال ابيه (في البلاد علي ما كانوا عليه في ايامه الاخيره) علي الكوفه النعمان بن بشير الأنصاري، و علي البصره، عبيدالله بن زياد، و علي المدينه الوليد بن عتبه بن ابي سفيان، و علي مكه عمرو بن سعيد الأشدق.

و قال بعضهم: كان علي مكه الحارث بن خالد، و علي المدينه (عمرو بن سعيد) الأشدق.

قال البلاذري: والاول اثبت [3] .


فلما ولي يزيد كتب الي الوليد (بن عتبه عامل المدينه) مع عبدالله بن عمرو بن اويس احد بني عامر بن لؤي:

اما بعد فان معاويه بن ابي سفيان كان عبدا من عبيدالله اكرمه الله واستخلفه و خوله و مكن له، فعاش بقدر و مات باجل، فرحمه الله عليه، فقد عاش محمودا و مات برا تقيا والسلام [4] .

و كتب اليه في صحيفه كانها أذن فاره؟: اما بعد فخذ حينا و عبدالله بن عمر و عبيدالله بن الزبير بالبيعه اخذا شديدا ليست فيه رخصه و لا هواذه حتي يبايعوا والسلام.


قالوا: فلما اتي (الوليد) بن عتبه الكتاب فظع بموت معاويه و كبر عليه [5] وقد كان مروان بن الحكم (واليا) علي المدينه قبله، فلما ولي (الوليد) بعد مروان، كان مروان لا ياتيه الا معذرا متكارها حتي شتمه الوليد في مجلسه، فجلس عنه مروان.

فلما جاء نعي معاويه الي الوليد (امر الوليد باحضار مروان، فلما اتاه قرا عليه كتاب يزيد و استشاره؟) فقال (له مروان): اري ان تبعث الساعه الي هولاء النفر فتدعوهم الي البيعه، فان بايعوا قبلت ذلك منهم و ان ابوها قدمتهم فضربت اعناقهم قبل ان يعلموا بوفات معاويه فانهم ان علموا بها وثب كل امري ء منهم في ناحيه فأظهر. الخلاف والمنابذه و دعا الي نفسه [6] .


وأرسل الوليد عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان- و هو اذ ذاك غلام- الي الحسين و عبدالله بن الزبير، يدعوهما (فجاء الغلام اليهما) فوجدهما جالسين في المسجد- و كان اتيانه اياهما في ساعه لم يكن الوليد يجلس فيها ولا ياتونه- فقال: أجيبا الأمير. فقالا له: انصرف الان نأته بعد [7] .

فانطلق الغلام (الي الوليد) فقال ابن الزبير للحسين رضي الله عنه: فيم تراه بعث الينا في هذه الساعه (التي لم يكن يجلس فيها؟) فقال الحسين (عليه السلام): احسب (ان) معاويه قد مات فبعث الينا للبيعه. قال ابن الزبير (وانا) ما اظن غيره [8] .

(ثم قال ابن الزبير:) فما تريد ان تصنع؟ قال (الحسين عليه السلام): اجمع فتياني ثم امشي بهم اليه، فاذا بلغت الباب احتبستهم عليه ثم دخلت عليه. قال ابن الزبير: فاني اخافه عليك اذا دخلت عليه!! قال الحسين (عليه السلام): لا آتيه الا وانا علي الامتناع قادر [9] .

ثم قاما وانصرفا الي منازلهما.

فاما الحسين (عليه السلام) فجمع نفرا من (فتيانه و) مواليه و غلمانه ثم مشي نحو دارالاماره، وامر فتيانه ان يجلسوا بالباب فان سمعوا صوته اقتحموا الدار (والا فلا يبرحوا حتي يخرج اليهم).


فدخل (الحسين عليه السلام) علي الوليد و عنده مروان (فسلم) فجلس الي جانب الوليد، فاقراه الوليد كتاب يزيد و دعاه الي البيعه!

فقال الحسين: ان مثلي لايعطي بيعته سرا دون ان نظهرها علي روس الناس علانيه. قال (الوليد): اجل. قال: فاذا خرجت الي الناس فدعوتهم الي البيعه دعوتنا مع الناس فكان امرا واحدا). [10] .

و كان الوليد رجلا يحب العافيه، فقال للحسين: فانصرف اذن حتي تأتينا مع الناس.

فقال له مروان: والله لئن فارقك الساعه و لم يبايع لا قدرت منه علي مثلها ابدا حتي تكثر القتلي بينكم و بينه، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتي يبايع او تضرب عنقه!!!

فوثب عند ذلك الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن الزرقاء انت تقتلني ام هو، كذبت والله وأثمت.


ثم خرج (الحسين عليه السلام) فمر بأصحابه فخرجوا معه حتي اتي منزله [11] .

فقال مروان للوليد: عصيتني و والله لايمكنك من مثله ابدا!!!

قال الوليد: ويحك أتشير الي بقتل الحسين بن فاطمه بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم و عليهماالسلام؟ والله ان الذي يحاسب بدم الحسين يوم القيامه لخفيف الميزان عندالله!!! [12] .

واما ابن الزبير فانه لما رآي الطلب والدعوه ملحا عليه، فانه بعث الي الوليد ان لاتعجلوا علي فاني آتيكم [13] .

فوجه الوليد (اليه) موالي له فشتموه و قالوا: يا ابن الكاهليه ان اتيت الامير والا قتلناك. فجعل ابن الزبير يقول: الآن اجي ء الآن اجي ء [14] .

واتي جعفر بن الزبير الوليد فقال له: كف رحمك الله عن عبدالله فقد افزعته و ذعرته بكثره رسلك، و هو ياتيك غدا ان شاء الله. فصرف الوليد رسله عنه.


و تحمل ابن الزبير (نحو مكه) من ليلته و هي ليله السبت لثلاث ليال بقين من رجب (من) سنه ستين، فاخذ طريق «الفرع» [15] و معه اخوه جعفر بن الزبير، و تجنبا الطريق الأعظم.

فلما اصبح الوليد طلبه فلم يجده، فقال مروان: ما اخطا (المسير الي) مكه.

فوجه الوليد في طلبه حبيب بن كره مولي بني اميه [16] في ثلاثين راكبا من موالي بني اميه فلم يلحقوه.

و تشاغلوا (في ذلك اليوم) عن الحسين، بطلب ابن الزبير (حتي امسوا) [17] .

ثم بعث (الوليد) الرجال الي الحسين عند المساء، لفقال (لهم الحسين عليه السلام): اصبحوا ثم ترون و نري. فكفوا عنه تلك الليله و لم يلحوا عليه فخرج (عليه السلام) من تحت ليلته- و هي ليله الاحد ليومين بقيا من رجب سنه ستين- ببنيه و اخوته و بني اخيه و جل اهل بيته الا محمد ابن الحنفيه [18] .


ولما خرج عليه السلام من المدينه و هو سائر نحو مكه كان يقرء (فخرج منها خائفا يترقب، قال: رب نجني من القوم الظالمين) (21/ القصص: 28) [19] .


قال البلاذري: و خرج الحسين (عليه السلام) الي مكه في بنيه و اخوته و بني اخيه و جل اهل بيته غير محمد بن الحنفيه فانه (لم يخرج معه و) قال له: يا اخي انت اعز الناس علي، تنح عن مروان ببيعتك و عن الأمصار (بشخصك) [20] وابعث رسلك الي الناس فان اجمعوا عليك حمدت الله علي ذلك، وان اجمع الناس علي غيرك لم ينقص الله دينك و مروءتك و فضلك، اني اخاف ان تدخل بعض (هذه) الأمصار، و تختلف الناس فيك و يقتتلون فتكون (هدفا) لاول الاسنه، فاذن خير الناس نفسا واما وابا قد ضاع دمه و ذل اهله.

قال (الحسين): واين اذهب يا اخي؟ قال: تنزل مكه، فان اطمأنت بك الدار (فهو المطلوب) والا لحقت باليمن فان اطمأنت بك، والا لحقت بشعف الجبال حتي تنظر الي ما يصير امر الناس و يفرق لك الراي [21] .




وروي ابو مخنف عن عبدالله بن جندب [22] عن عقبه بن سمعان مولي الرباب امراه الحسين عليه السلام قال:

خرجنا (مع الحسين عليه السلام من المدينه) فلزمنا الطريق الأعظم [23] فقال له اهل بيته: لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل ابن الزبير لايحلقك الطلب. قال: لا والله لا افارقه حتي يقضي الله ما هو احب اليه.

قال (عقبه بن سمعان): فاستقبلنا عبدالله بن مطيع (العدوي و هو علي ماء له) [24] فقال للحسين: جعلت فداك اين تريد؟ قال: اما الا ان فاني اريد مكه، واما بعدها فاني استخير الله. قال: خار الله لك و جعلنا فداك، فاذا اتيت مكه فاياك ان تقرب الكوفه فانها بلده مشؤمه بها قتل ابوك و خذل اخوك واغتيل بطعنه كادت تاتي علي نفسه، الزم الحرم فانك سيد العرب لايعدل بك والله اهل الحجاز احدا، و يتداعي اليك الناس من كل جانب، لاتفارق الحرم فداك عمي و خالي فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك.


و في حديث ابي عبيد، قال: و مر حسين حتي علي عبدالله بن مطيع و هو علي بئر له، فنزل عليه، فقال للحسين: يا ابا عبدالله لاسقانا الله بعدك ماءا طيبا اين تريد؟ قال: اما (الآن فاريد مكه و بعدها أستخير الله) [25] .


(ثم ودع عليه السلام ابن مطيع) فأقبل (يطوي المنازل و هو يقرا (و لما توجه تلقاء مدين قال: عسي ربي ان يهديني سواء السبيل) (22/ القصص: 28) [26] حتي نزل مكه [27] فاقبل اهلها يختلفون اليه و ياتونه و من كان بها من المعتمرين و اهل الآفاق، و (كان) ابن الزبير بها قد لزم الكعبه و هو قائم يصلي عنها عامه النهار، و يطوف و يأتي حسينا فيمن ياتيه، اليومين المتواليين، و يأتيه بني كل يومين مره، و لا يزال يشير عليه بالراي و هو اثقل خلق الله علي ابن الزبير، قد عرف ان اهل الحجاز لا يبايعونه ولا يتابعونه ابدا مادام حسين بالبلد وان حسينا اعظم في اعينهم و انفسهم منه، وأطوع في الناس منه [28] .


ولما نزل الحسين عليه السلام و ابن الزبير بمكه المكرمه، كتب مروان الي يزيد يعلمه بتسامح الوليد واستضعافه في امر الحسين و ابن الزبير [29] .

فعند ذلك عزل يزيد الوليد عن المدينه، و ولي مكانه علي المدينه و مكه معا عمرو بن سعيد الأشدق [30] فقدم عمرو بن سعيد في رمضان اميرا علي المدينه والموسم- و عزل الوليد بن عتبه عن المدينه- فلما استوي عمرو (بعد عزل الوليد) علي المنبر رعف، فقال اعرابي: مه جاءنا والله بالدم!! فتلقاه رجل بعمامته فقال (الاعرابي): عم الناس والله (شره) ثم قام (عمرو) فخطب النسا فناولوه عصي لها شعبتان فقال (الاعرابي): تشعب الناس والله!!! [31] .


وروي ابن عساكر في ترجمه عبدالله بن الزبير من تاريخ دمشق قال:

اخبرنا ابو غالب محمد بن الحسن انبانا محمد بن علي السرافي انبانا احمد بن اسحاق، انبانا احمد بن عمران، انبانا موسي انبانا خليفه، حدثني وهب بن جرير، حدثني جويريه بن اسماء قال:

سمعت اشياخنا- حتي من اهل المدينه؟- ما لا احصي يتحدثون ان معاويه لما هلك؟ و في المدينه يومئذ الوليد بن عتبه بن ابي سفيان، فاتاه موته فبعث الي مروان بن الحكم و ناس من بني اميه فاعلمهم الذي اتاه، فقال مروان: ابعث الساعه الي الحسين وابن الزبير، فان بايعاك والا فاضرب اعناقهما!- وقد هلك عبدالرحمان بن ابي بكر قبل ذلك-.

فساق قصه طلب الوليد الحسين عليه السلام وابن الزبير، بشذوذ في بعض مضامينها الي ان قال:

و خرج الحسين من ليلته فالتقيا بمكه فقال له ابن الزبير: ما يمنعك من شيعتك و شيعه ابيك؟ فوالله لو ان لي مثلهم ما وجهت (عزمي و مسيري) الا اليهم!!!

و بعث يزيد عمرو بن سعيد اميرا علي المدينه، و عزل (عنها) الوليد بن عتبه تخوفا لضعف الوليد.


فرقي عمر والمنبر حين دخل (المدينه) فحمدالله واثني عليه و ذكر ابن الزبير و ما صنع، و قال: تعزز بمكه؟! فوالله لنغزونه ثم والله لئن دخل الكعبه لنحرقنها عليه علي رغم انف من رغم!!!

اقول: و هذا الذيل رواه ايضا الطبري في تاريخه: ج 4 ص 255.



پاورقي

[1] منهم ابن سعد صاحب الطبقات الکبري.

و منهم احمد بن يحيي البلاذري المتوفي في ايام المعتمد العباسي الذي طالت ايام خلافته «23» سنه و نصف، و وفي سنه «279».

و مهم احمد بن داود الدينوري المتوفي عام: «282».

و منهم محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير و غيرهما، المتوفي سنه: «310».

[2] اما ابومخنف لوط بن يحيي بن سعيد الأزدي الغامدي- المتوفي عام: «157»- فهو مترجم في مصادر کثيره، وقد عقد له ياقوت ترجمه في حرف اللام من کتاب معجم الأدباء: ج 17، ص 41.

وايضا له ترجمه في کتاب لسان الميزان: ج 4 ص 492.

وايضا عقد له ترجمه کل من النجاشي والطوسي في حرف اللام من رجاليهما، و کذلک في کتاب معجم رجال الحديث و غيرهما.

واما عوانه بن الحکم فهو ايضا مترجم في مصادر، و ذکره ايضا المرزباني في کتاب نور القبس، کما نقله عنه تحت الرقم: «64» من کتاب المتقبس ص 263 قال:

هو ابوالحکم عوانه بن الحکم بن عياض بن وزر بن عبد الحارث الکبي الضرير من علماء الکوفه بالأخبار خاصه مع علم بالشعر، مات أبوالحکم سنه «147».

(و) قال يحيي بن معين: مات هو و أبوجعفر المنصور في ساعه واحده (سنه: «158»(. و (مات) هو و الأعمش في شهر واحد.

وايضا عقد له ياقوت ترجمه و وثقه في حرف العين من کتاب معجم الأدباء: ج 16، ص 134، طبعه دار الفکر.

[3] هکذا ذکره البلاذري في ترجمه يزيد بن معاويه، في عنوان: «ذکر ما کان من امر الحسين بن علي... في بيعه يزيد، بعد موت معاويه» من کتاب انساب الأشراف/ القسم الثاني من الجزء الرابع ص 12، طبعه المستشرقين.

و ذکره ايضا احمد بن داود الدينوري في کتابه: الأخبار الطوال، ص 227، قال:

مات معاويه و علي المدينه الوليد بن عتبه بن ابي‏سفيان، و علي مکه يحيي بن حيکم بن صفوان بن اميه، و علي الکوفه النعمان بن بشير الانصاري و علي البصره عبيدالله بن زياد.

اقول و هذا هو الراجح عندي و ليلاحظ ما يأتي حول خروج الامام الحسين من مکه، عند ورود عفريت بني‏اميه عمرو بن سعيد الأشدق بها.

و ذکر ابن سعد فيما رواه من جوامع حديث جماعه من الرواه والمورخين الذين ذکر حديثهم في مقتل الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 48/ ب/ قال:

ولما حضر معاويه، دعا يزيد فأوصاه بما اوصاه به، و قال (له): انظر حسين بن علي (و) بن فاطمه بنت رسول‏الله صلي الله عليه و سلم فانه احب الناس الي الناس، فصل رحمه و ارفق به يصلح لک امره، فان يک منه شي‏ء فاني ارجو ان يکفيکه الله بمن قتل اباه و خذل اخاه!!!

و توفي معاويه ليله النصف من رجب سنه ستين، و بايع الناس (من اهل الشام) ليزيد.

فکتب يزيد مع عبدالله بن عمرو بن اويس العامري- عامر بن لوي- الي الوليد بن عتبه بن ابي سفيان و هو علي المدينه:

ان ادع الناس فبايعهم و ابدا بوجوه قريش، وليکن اول من تبدا به الحسين بن علي فان (ابي) اميرالمؤمنين عهد الي في أمره الرفق به واستصلاحه.

فبعث الوليد بن عتبه من ساعته- نصف الليل؟- الي الحسين بن علي و عنده عبدالله بن الزبير، فاخبرهما بوفاه معاويه و دعاهما الي البيعه ليزيد، فقالا: نصبح و ننظر ما يصنع (الناس). و وثب الحسين فخرج- و خرج معه ابن الزبير- و هو يقول: هو يزيد الذي تعرف؟ والله ما حدث له حزم ولا مروءه!!!

اقول: الظاهر من قرائن احوال معاويه ان توصيته ابنه يزيد، بالرفق في امر الحسين عليه‏السلام هو عدم التظاهر بالعداوه، بل ياخذه خدعه و غيله، کما فعل هو بنفسه فسم الامام الحسن، و سعد بن ابي وقاص الصحابي و عبدالرحمان بن خالد بن الوليد، و کثير ممن عداهم.

ولمعاويه امثال هذا النمط من الرفق کثير، کرفقه بابنه يزيد، و تعليمه اياه کيفيه التوغل في الشهوات، و خرق قوانين الشريعه، کما رواه بسنده عنه الحافظ الطبراني قال:

حدثنا محمد بن زکرياء، حدثنا ابن عائشه عن ابيه قال:

کان يزيد في حداثته صاحب شراب، ياخذ ماخذ الأحداث، فأحس معاويه (بذلک) فاحب ان يعظه في رفق!! فقال (له): يا بني ما اقدکر علي ان تصل الي حاجتک من غير تهتک يذهب بمروءتک و يشمت بک عدوک و يسي‏ء بک صديقک!!! ثم قال: يا بني اني منشدک ابياتا فتادب بها واحفظها، فانشده:



انصب نهارا في طلاب العلي

واصبر علي هجر الحبيب القريب



حتي اذا الليل اتي بالدجا

واکتحلت بالغمض عين الرقيب



فباشر الليل بما تشتهي

فانما الليل نهار الأريب



کم فاسق تحسبه ناسکا

قد باشر الليل بامر عجيب



غطي عليه الليل استاره

فبات في امن وعيش خصيب



ولذه الاحمق مکشوفه

يسعي بها کل عدو مريب



اقول: هکذا رواه عن الطبراني المتمسک بولاء يزيد ابن کثير الدمشقي في ترجمه يزيد من کتابه: البدايه والنهايه: ج 4/ أو 8/ ص 228 طبعه دار الفکر.

وايضا رواه ابن عساکر بسنده عن الطبراني في ترجمه يزيد من تاريخ دمشق.

[4] هذا من باب: «کل فتاه بابيها معجبه» فاذا کان الرجل برا تقيا، فمن العاق الشقي؟!!.

[5] وروي البلاذري في عنوان: «امر ابن الزبير بعد مقتل الحسين» من انساب الاشراف/ القسم الثاني من المجلد الرابع، ص 22 قال:

و حدثني احمد بن ابراهيم الدورقي حدثنا وهب بن جرير بن حازم عن ابيه عن محمد بن الزبير الحنظلي حدثني زريق مولي معاويه، قال:

لما هلک معاويه بعثني يزيدالي الوليد بن عتبه- ولم يکن بسيرته باس- و کتب اليه، بموت معاويه، و ان يبعث الي هولاء الرهط فيأخذهم بالبيعه.

قال: فقدمت المدينه ليلا فاستاذنت علي الوليد، فلما قرا کتاب يزيد بموت معاويه، جزع جزعا شديدا، و جعل يقوم و يرمي بنفسه علي فراشه، ثم بعث الي مروان، فجاءه و عليه قميص ابيض و ملاءه مورده لبيسه؟ فنعي (الوليد) اليه معاويه، واعلمه ان يزيد کتب اليه باخذ البيعه علي هولاء الرهط.

فترحم مروان علي معاويه ثم قال: ابعث الي (هولاء) النفر الساعه فادعهم الي البيعه فان بايعوا (فخل عنهم) والا فاضرب أعناقهم!!!

فقال الوليد: سبحان الله اقتل الحسين و عبدالله بن الزبير؟ قال: هو ما قلت لک.

فبعث (الوليد) الي الحسين و ابن الزبير و ابن مطيع؟ فجاء الحسين اولهم....

[6] و بعده في کتاب انساب الاشراف: «اما ابن عمر فاني اراه (انه) لايري القتال، ولا يختار ان يلي امر لناس الا ان يدفع الامر اليه عفوا.

[7] و بعده في کتاب انساب الاشراف: ج 4 ص 13، طبعه المستشرقين هکذا:

ثم عاد اليهما الرسل والح عليهما، فاما الحسين فامتنع باهل بيته و من کان علي رايه- و فعل ابن الزبير مثل ذلک؟- و بعث اليه الحسين، ان کف حتي (ننظر) و تنظروا و نري و تروا...

و في الحديث: «13» من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من أنساب الأشراف: ج 3 ص 155، ط 1:

فدافع الحسين (عليه‏السلام) بالبيعه ثم شخص الي مکه فلقيه عبدالله بن مطيع....

[8] من قوله: «فانطلق الغلام...» الي هنا اخترنا من کتاب الاخبار الطوال، غير ان ما وضعناه بين المعقوفات زياده توضيحيه منا.

[9] من قوله: «فما تريد ان تصنع...» الي هنا، اخترناه من لفظ تاريخ الطبري.

[10] ما بين المعقوفين ماخوذ من روايه الطبري في تاريخه، و في الاخبار الطوال: «ان مثلي لايعطي بيعته سرا، وانا طوع يديک؟ فادا جمعت الناس لذلک حضرت و کنت واحدا منهم!!!».

وروي البلاذري في اواخر ترجمه يزيد في عنوان: «ذکر ما کان من امر الحسين...» من انساب الاشراف: ج 4 ص 15، قال:

(قال الحسين للوليد): واما البيعه فان مثلي لايبايع سرا، و لا اراک ترضي مني الا باظهارها علي روس الناس، فاذا خرجت اليهم فدعوتهم الي البيعه دعوتنا فکان امرا واحدا؟!

و کان الوليد رجلا محبا اللعافيه، فقال: انصرف علي اسم الله حتي تبايع مع جماعه الناس.

فقال مروان: لئن فارقک الساعه لاقدرت منه علي مثلها ابدا حتي يکثر القتلي بينکم و بينه، احبس الرجل فلا يخرج من عندک حتي يبايع او تضرب عنقه!!!

فوثب الحسين فقال: يا ابن الزرقاء کذبت والله (و) لومت، لاتقدر (انت) ولا هو علي ضرب عنقي. ثم خرج.

فقال مروان للوليد: لتندمن علي ترکک اياه. فقال (الوليد): يا مروان انک اردت بي التي فيها هلاک ديني، والله ما احب ان املک الدنيا بحذافيرها علي ان اقتل حسينا!!! ان الذي يحاسب بدم الحسين لخفيف الميزان عندالله يوم القيامه؟!!!

و قريبا منه رواه محمد بن ابي‏بکر ابن عبدالله التلمساني في کتاب الجوهره- الذي فرغ من تاليفه سنه «644»-: ج 2 ص 214 طبعه رياض.

[11] من قوله: «فقال مروان...» الي هنا ماخوذ من تاريخ الطبري، والقطعه التاليه ماخوذه من کتاب الاخبار الطوال، ص 228.

[12] و قريبا منه جدا ساق الطبري الحديث في تاريخه الي ان قال:

فقال مروان: فاذا کان هذا رايک فقد اصبت فيما صنعت؟! (کان مروان) يقول هذا له، و هو غير حامد له علي رايه.

[13] ما سقناه هو معني ما ذکره البلاذري في انساب الاشراف: ج 4 ص 13، واليک لفظه: و بعث ابن الزبير (الي الوليد): لا تعجلوا (علي) فاني آتيکم. فوجه (اليه) الوليد موالي له فشتموه و قالوا: يا ابن الکاهليه ان اتيت الامير والا قتلناک....

[14] و روي الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 228 ما لفظه:

و تحرز ابن الزبير في منزله و راوغ الوليد، حتي اذا جن عليه الليل سار نحو مکه و تنکب الطريق الأعظم فاخذ علي طريق «الفرع».

و لما أصبح الوليد بلغه خبره فوجه في اثره حبيب بن کوين؟ في ثلاثين فارسا فلم يقعوا له علي اثر؟ و شغلوا يومهم ذلک کله بطلب ابن الزبير.

و في تاريخ الطبري: فسرح (الوليد) في اثره الرجال، فبعث راکبا من موالي بني‏اميه في ثمانين راکبا فطلبوه و لم يقدروا عليه فرجعوا، فتشاغلوا عن حسين بطلب عبدالله (ابن الزبير) يومهم ذلک حتي امسوا.

[15] ذکره ياقوت في ماده: «فرع» من کتاب معجم البلدان: ج 4 ص 253 طبع بيروت، قال: الفرع (کبرج) قريه من نواحي المدينه عن يسار «السقيا» بينها و بين المدينه ثمانيه برد علي طريق مکه؟ و قيل: أربع ليال. بها منبر و نخل و مياه کثيره، و هي قريه غناء کبيره، و هي لقريش و مزينه.

و بين الفرع و «المريسيع» ساعه من نهار، و هي کالکوره وفيها عده قري و منابر و مساجد لرسول‏الله صلي الله عليه و سلم.

قال ابن الفقيه: فاما اعراض المدينه فاضخمها الفرع، و به منزل الوالي، و به مسجد صلي به النبي؟ صلي الله عليه و سلم.

و قال السهيلي: هو بضمتين، قال: و يقال: هي اول قريه مارت اسماعيل و امه التمر بمکه، و هي من ناحيه المدينه، و فيها عينان يقال لها: «الربض والنجف» تسقيان عشرين الف نخله.

[16] کذا في اصلي، و في مطبوعه کتاب الاخبار الطوال الموجوده عندي: «حبيب بن کوين» و علي التقديرين ما عثرت علي ترجمه له، ولکن لأبيه کره مولي مروان، ذکر في حرب مروان مع الضحاک بن قيس، کما في اواسط ترجمه عبدالله بن الزبير، من تاريخ دمشق: ج 9 ص 279 من المصوره الأردنيه.

[17] ما بين المعقوفات زيادات توضيحيه منا.

[18] وانظر ما ياتي قريبا بروايه البلاذري.

و هکذا رواه الطبري عن ابي مخنف عن عبدالملک بن نوفل بن مساحق- المدني من مشايخ الترمذي و ابي داود والنسائي- عن ابي سعيد المقبري (کيسان المدني من رجال الصحاح الست) کما في حوادث اواخر سنه (60) الهجريه من تاريخه: ج 5 ص 343 بتحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم.

و قريبا منه رواه الشيخ الصدوق بسند آخر في بدايه ما أورده في المجلس: (30) من مقتل الحسين عليه‏السلام من أماليه ص 135.

[19] وروي ابن اعثم في کتابه الفتوح: ج 5 ص 26 قال:

و خرج الحسين بن علي بن منزله ذات ليله وأتي الي قبر جده صلي الله عليه و سلم فقال: السلام عليک يا رسول‏الله انا الحسين بن فاطمه انا فرخک و ابن فرختک، و سبطک (الذي) في الخلف، الذي خلفت علي امتک، فاشهد عليهم يا نبي الله انهم قد خذلوني و ضيعوني و لم يحفظوني!!! و هذا شکواي اليک حتي ألقاک صلي الله عليک و سلم؟

ثم وثب قائما وصف قدميه و لم يزل راکعا و ساجدا.

وأرسل الوليد بن عتبه (بعض مواليه) الي منزل الحسين لينظر هل خرج من المدينه أم لا، (فذهب الي منزل الحسين عليه‏السلام) فلم يصبه في منزله (فرجع وأخبر الوليد بذلک) فقال: الحمد لله الذي لم يطالبني الله عز و جل بدمه. و ظن انه خرج من المدينه.

قال: و رجع الحسين الي منزله مع الصبح، فلما کانت الليله الثانيه خرج الي القبر ايضا فصلي رکعتين، فلما فرغ من صلاته جعل يقول:

اللهم ان هذا قبر نبيک، وانا ابن بنت نبيک، وقد حضرني من الامر ما قد علمت، اللهم اني احب المعروف وأکره المنکر، وانا اسالک يا ذا الجلال والاکرام بحق هذا القبر، و من فيه، الا ما اخترت من امري هذا ما هو لک رضي (لرسولک رضي).

قال: ثم جعل الحسين يبکي حتي اذا کان في بياض الصبح وضع راسه علي القبر فاغفي ساعه، فراي النبي صلي الله عليه و سلم قد اقبل في کتيبه من الملائکه عن يمينه و عن شماله و من بين يديه و من خلفه.

حتي ضم الحسين الي صدره و قبل بين عينيه و قال: يا بني! يا حسين! کانک عن قريب اراک مقتولا مذبوحا بارض کرب و بلاء بين عصابه من امتي و انت في ذلک عطشان لاتسقي و ظمآن لاتروي و هم مع ذلک يرجون شفاعتي، ما لهم لا انالهم الله شفاعتي يوم القيامه! فما لهم عندالله من خلاق.

(ثم قال) حبيبي يا حسين ان اباک و امک و اخاک قد قدموا علي و هم اليک مشتاقون، و ان لک في الجنه درجات لن تنالها الا بالشهاده.

قال: فجعل الحسين ينظر في منامه الي جده صلي الله عليه (و آله) و سلم و يسمع کلامه و هو يقول: يا جداه! لا حاجه لي في الرجوع الي الدنيا ابدا فخذني اليک وادخلني معک الي منزلک. فقال له النبي صلي الله عليه و سلم: يا حسين! انه لا بد لک من الرجوع الي الدنيا حتي ترزق الشهاده و ما کتب الله لک فيها من الثواب العظيم فانک واباک واخاک وعمک و عم ابيک تحشرون يوم القيامه في زمره واحده حتي تدخلوا الجنه.

قال: فانتبه الحسين من نومه فزعا مذعورا فقص رؤياه علي اهل بيته و بني عبدالمطلب، فلم يکن ذلک اليوم في شرق و لا غرب غما من اهل بيت الرسول صلي الله عليه و سلم و لا اکثر منه باکيا و باکيه.

و قريبا منه رواه الشيخ الصدوق في اوائل مقتل الحسين عليه‏السلام الذي أورده في المجلس (30) من اماليه ص 135، قال:

فلما اقبل الليل راح (الحسين عليه‏السلام) الي مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم ليودع القبر؟ فلما وصل الي القبر سطع له نور من القبر فعاد الي موضعه؟ فلما کانت الليله الثانيه راح ليودع القبر فقام يصلي فاطال فنعس و هو ساجد، فجاء النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو في منامه فاخذه وضمه الي صدره و جعل يقبل عينيه و يقول: يابي انت کاني اراک مرملا بدمک بين عصابه من هذه الامه يرحبون شفاعتي ما لهم عند الله من خلاق، يا بني انک قادم علي ابيک و امک و اخيک و هم مشتاقون اليک، و ان لک في الجنه درجات لا تنالها الا بالشهاده.

فانتبه الحسين عليه‏السلام من نومه باکيا فاتي أهل بيته فأخبرهم بالرؤيا و ودعهم....

[20] کذا في ترجمه يزيد من اصلي من القسم الثاني من الجزء الرابع من انساب الاشراف، ص 15، طبعه المستشرقين.

و قريبا منه رواه الطبري عن هشام بن محمد، عن ابي مخنف، عن نوفل بن مساحق المدني عن ابي سعيد کيسان المقبري المدني.

[21] کذا في اصلي، و في تاريخ الطبري: «و تعرف عند ذلک الراي».

و في انساب الأشراف بعد القطعه المتقدمه ما لفظه:

فأتي (الحسين عليه‏السلام) مکه و جعل يتمثل قول الشاعر:



لا ذعرت السوام في وضح الصبح

مغيرا ولا دعيت يزيدا



يوم اعطي مخافه الموت ضيما

والمنايا ير صدنني ان احيدا.

[22] الظاهر انه عبدالرحمان بن جندب بن عبدالله بن سفيان البجلي، ذکره ابن حجر في کتاب لسان الميزان: ج 3 ص 408 و قال:

روي عن کميل بن زياد، وروي عنه ابو حمزه الثمالي.

وله ايضا ذکر في کتاب معجم رجال الحديث: ج 9 ص 327.

و لابيه جندب بن عبدالله ايضا ترجمه مختصره في طبقات الکوفيين من الطبقات الکبري: ج 6 ص 35 والاصابه 248/1 و تهذيب التهذيب: 117/2، و سير اعلام النبلاء 174/3.

[23] ما بين المعقوفات زياده منا.

[24] ذکر ابن سعد في ترجمه عبدالله بن مطيع هذا، في الطبقات الکبري: ج 5 ص 144، طبعه بيروت، قال:

ولد عبدالله بن مطيع علي عهد رسول‏الله صلي الله عليه و سلم. و (کان) له اموال وبئر فيما بين «السقيا، والأبواء» تعرف ببئر ابن مطيع، يردها الناس.

ثم قال ابن سعد: اخبرنا محمد بن عمر، عن عبدالله (بن جعفر) عن ابيه قال:

مر حسين بن علي علي ابن مطيع و هو ببئره قد انبطها، فنزل حسين عن راحلته، فاحتمله ابن مطيع احتمالا حتي وضعه علي سريره، ثم قال (له): بابي (انت) وامي اسمک علينا نفسک، فوالله لئن قتلوک ليتخذنا هولاء القوم عبدا.

و قريبا منه ذکره ايضا فيما رواه من جوامع حديث مشايخه في ترجه الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 49/ ب/ قال:

و قال له ابن مطيع: اي فاک ابي و امي متعنا بنفسک ولا تسر الي العراق، فوالله لئن قتلک هؤلاء القوم ليتخذونا خولا و عبيدا!!!

وايضا ذکر ابن سعد، في ترجمه ابن مطيع من الطبقات الکبري: ج 5 ص 144، قال:

أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبدالله بن جعفر، عن ابي عون قال:

لما خرج حسين بن علي من المدينه يريد مکه مر بابن مطيع و هو يحفر بئره فقال له: اين فداک ابي و امي؟ قال (الحسين عليه‏السلام: اما الان ف) اردت مکه، (واما بعده فالعراق) و ذکر له انه کتب اليه شيعته بها؟

فقال له: ابن مطيع: اي فداک ابي و امي متعنا بنفسک ولا تسر اليهم. فابي (عليه) حسين، فقال له ابن مطيع: اي فداک ابي و امي ان بئري هذه قد رشحتها و هذا اليوم أوان ما خرج الينا في الدلو شي‏ء ما ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبرکه، قال: هات من مائها. فاتي من مائها في الدلو، فشرب منه ثم مضمض (به) ثم رده في البئر، فأعذب وأمهي.

اقول: مابين المعقوفات زياده توضيحيه منا.

والحديث رواه بسنده عن ابن سعد، ابن العديم في الحديث: «...» من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من کتاب بغيه الطلب: ج 7/ الورق 51/ / ولکن لم يکن بمتناولي حين تحرير هذا المقام.

و هذه المحاوره ذکرها ايضا الطبري ولکن عند مسير الامام الحسين عليه‏السلام الي الکوفه، کما في تاريخه: ج 5 ص 395.

و هکذا ذکرها غير واحد من المؤرخين، ولکن الظاهر انه سهو منهم.

[25] ما بين المعقوفات ماخوذ من الحديث المتقدم و غيره.

والحديث رواه ايضا ابن عبد ربه في عنوان: «مقتل الحسين» في العسجده الثانيه في الخلفاء و تواريخهم من العقد الفريد: ج 3 ص 133، ط 2، و فيه:

(فقال ابن مطيع) يا ابا عبدالله- لاسقانا الله (بعدک) ماءا طيبا- اين تريد؟ قال: العراق. قال: سبحان الله لم؟ قال: مات معاويه، و جاءني اکثر من حمل صحف. قال: لاتفعل ابا عبدالله فوالله ما حفظوا اباک و کان خيرا منک فکيف يحفظونک؟ و والله لئن قتلت لابقيت حرمه بعدک الا استحلت.

[26] هذه القطعه ماخوذه من تاريخ الطبري وفيه ايضا.

و کان مخرج ابن الزبير قبله بليله، خرج ليله السبت (لثلاث ليال بقين من رجب) فاخذ طريق الفرع.

[27] هذه القطعه رواها الطبري بسنده عن کيسان: ابي سعيد المقبري من رجال الصحاح الست السنيه، المتوفي سنه: «100» و قيل: سنه: «125».

و لابي سعيد هذا ترجمه في تهذيب التهذيب: ج 8 ص 453، و ليراجع ايضا ما اورده ابن سعد في ترجمته في کتاب الطبقات الکبري.

[28] و روي ابن سعد في ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري. ج 8/ الورق 49/ ب/ قال:

و خرج الحسين و عبدالله بن الزبير (من المدينه)... فقدما مکه، فنزل الحسين دار العباس بن عبدالمطلب، ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري و جعل يحرض الناس علي بني‏اميه. و کان يغدو و يروح الي الحسين و بشير عليه ان يقدم العراق، و يقول: هم شيعتک و شيعه ابيک. وروي الدينوري في کتاب الاخبار الطوال، ص 229 قال:

و مضي (الحسين عليه‏السلام) حتي وافي مکه فنزل شعب علي؟ واختلف الناس اليه....

[29] قال البلاذري: قال الواقدي: عزل يزيد الوليد بن عتبه- لان مروان کتب (اليه) يذکر (له) ضعفه و وهنه و ادهانه- و ولي المدينه عمرو بن سعيد الأشدق، و ولي يحيي بن الحکم بن صفوان بن اميه بن خلف الجمحي مکه.

و قال هشام ابن الکلبي: هو يحيي بن حکيم بن صفوان، ولاه عمرو بن سعيد مکه وصار الي المدينه.

[30] ورواه ايضا البلاذري في عنوان: «امر عبدالله بن الزبير...» من القسم الثاني من الجزء الرابع من کتاب انساب الاشراف، ص 19، و 23 قال:

و حدثنا احمد بن ابراهيم و ابو خيثمه قالا: حدثنا وهب بن جرير، عن ابن جعدبه: عن صالح بن کيسان، قال: مات معاويه والوليد امير علي مکه والمدينه، و کان علي مکه من قبله اخوه لامه عبدالرحمان بن نبيه، فکتب اليه يزيد يامره ان ياخذ بيعه الحسين بن علي و عبدالله بن الزبير، فاستضعفه في ذلک فعزله، و امر عمرو بن سعيد الأشدق، علي المدينه و مکه....

[31] هکذا رواه ابن عبد ربه بسنده عن ابي عبيد، في عنوان: «مقتل الحسين بن علي» من کتاب العسجده الثانيه في الخلفاء و تواريخهم من کتاب العقد الفريد: ج 3 ص 134، ط 2.

و هذا الخبيث کان من عتات بني‏اميه و جبابرتهم حتي لقبوه ب«لطيم الشيطان».

و بما عرض له من الرعاف، حين صعد منبر رسول‏الله صلي الله عليه و آله و سلم تحقق ما اخبر به الرسول الأعظم صلوات الله عليه، علي ما رواه جماعه منهم احمد بن حنبل في اواسط مسند ابي هريره من مسنده: ج 2 ص 385، ط 1، قال:

حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمه عن علي بن زيد قال: حدثني من سمع ابا هريره يقول: سمعت رسول‏الله صلي الله عليه و سلم يقول: ليرعفن جبار من جبابره بني‏اميه علي منبري هذا!!!

ورواه ايضا ابن عساکر في ترجمه عمرو بن سعيد من تاريخ دمشق.

ورواه ايضا الحارث بن ابي اسامه، قال:

(قال) علي بن زيد: حدثني من سمع ابا هريره قال: قال رسول‏الله صلي الله عليه و سلم: ليرعفن جبار من جبابره بني‏اميه علي منبري هذا.

قال (علي بن زيد): فحدثني من رآي عمرو بن سعيد بن العاص، رعف علي منبر النبي صلي الله عليه و سلم حتي سال الدم علي درج المنبر!!!

هکذا رواه عنه، ابن حجر في الحديث: «4536» من النسخه المرسله من کتاب المطالب العاليه: ج 4 ص 333 طبعه دار المعرفه ببيروت.

ورواه ابن کثير نقلا عن احمد- مع الذيل المذکور في روايه ابن ابي اسامه- کما في ترجمه عمرو بن سعيد في حوادث سنه: «69» الهجريه في تاريخ البدايه والنهايه: ج 4- أو 8- ص 311 طبعه دار الفکر.

و من امثال هذه الموارد، يتبين ان اتباع بني‏اميه قد استقرت عادتهم علي التصرف فيما ورد حول اولياء الله، و اعدائه معا، و انهم غير قانعين بما فعل اسلافهم من انکار النصوص النبويه، او التصرف فيها بالحذف او الزياده، أو التبديل والتحريف!!!.