بازگشت

ما ورد عن الامام الصادق في البكاء علي جده و ترغيبه في ذلك


ما ورد عن الامام الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام في بكائه علي جده الحسين و ترحيبه للرائين علي جده، و ترغيبه و تشجعيه علي البكاء و اقامه مجلس العزاء والبكاء والتباكي علي المظلومين من اهل البيت عليهم السلام:

روي ابوالفرج المرواني في ترجمه الكميت من كتاب الأغاني: ج 15، ص 123، و في طبعه بيروت: ج 16، ص 346، و في ط: ج 17، ص 23 قال:

اخبرني احمد بن (محمد بن) سعيد الهمداني ابن عقده، قال: اخبرنا علي بن محمد الحسيني قال: حدثنا جحعفر بن محمد بن عيسي الحمال، قال: حدثنا مصبح بن الهلقام قال:

حدثنا محمد بن سهل صاحب الكميت، قال: دخلت مع الكميت علي ابي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام فقال له: جعلت فداك الا انشدك؟ قال: انها ايام عظام. قال (الكميت): انها فيكم. قال: هات.

و بعث ابو عبدالله الي بعض اهله فقرب، فانشده (الكميت) فكثر البكاء [1] (فساق الكميت قصيدته) حتي اتي علي هذا البيت:



يصيب به الرامون عن قوس غيرهم

فيا آخرا سدي له الغي اول



فرفع ابو عبدالله عليه السلام يديه فقال: اللهم اغفر للكميت ما قدم و ما أخر، و ما اسر و ما اعلن، و اعطه حتي يرضي.


وروي الحميري [2] في اوائل الجزء الاول من كتاب قرب الاسناد، ص 18، عن بكر بن محمد، بن ابي عبدالله عليه السلام انه قال لفضيل: (يا فضيل أ) تجلسون و تحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك. قال: ان تلك المجالس احبها، فاحيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا.

يا فضيل من ذكرنا او ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفرالله له ذنبوه و لو كانت اكثر من زبد البحر [3] .

ورواه ايضا محمد بن علي الطبري في الحديث الأول من الجزء «11» من كتاب بشاره المصطفي ص 275.


وروي علي بن ابراهيم في تفسير الآيه: «29» من سوره الدخان، في تفسيره: ج 2 ص 292 قال:

حدثني ابي عن بكر بن محمد، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: من ذكرنا او ذكرنا عنده فخرج من عينيه؟ دمع مثل جناح بعوضه غفر الله له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر.

ورواه عنه السيد البحراني رحمه الله في الباب: «248» من كتاب غايه المرام ص 448 طبع القديم.

وايضا روي ابن قولويه في الحديث التاسع من الباب ص 104، قال:

حدثني حكيم بن داود عن سلمه بن الخطاب عن الحسن بن علي عن العلاء بن رزين القلا، عن محمد بن مسلم:

عن ابي جعفر عليه السلام قال: ايما مومن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام دمعه حتي تسيل علي خده بواه الله بها غرفا في الجنه يسكنها احقابا.

و هذا رواه ايضا الشيخ الطوسي رفع الله مقامه في الحديث: «35» من الجزء الرابع من اماليه: ج 1، ص 116.

ورواه بسند عنه الطبري الامامي في الحديث: «46» من الجزء الثاني من كتاب بشاره المصطفي ص 62 ط الغري.

وروي محمد بن سليمان الكوفي في الحديث: (763) من كتاب المناقب ج 2 ص 292 ط 1، قال:

حدثنا احمد بن عبدان قال سمعت سهل (بن سقير) يقول:

سمعت مولاي جعفر بن محمد يقول لأصحابه و هم جلوس حوله: انكم لتذكرون مصيبتنا اهل البيت و ما منعنا من حقوقنا فأيدينا من حقوقنا صفرات؟ فقالوا: بلي يا ابن رسول الله وانا لنبكي عليه؟ فقال: طوبي لريحكم و ارواحكم ضمنت لكن الضمان بضمان الله و ضمان رسوله و ضمان علي بن ابي طالب فأعينونا علي تلك بورع.


وروي الشيخ المفيد محمد بن محمد العكبري في الحديث الخامس من المجلس: «22» من اماليه ص 111، قال:

اخبرني ابوبكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا ابوالعباس احمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا احمد بن عبد الحميد بن خالد قال: حدثنا محمد بن عمرو بن عتبه، عن حسين الأشقر:

عن محمد بن ابي عماره الكوفي قال: سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول: من دمعت عينه فينا دمعه لدم سفك منا او حق لنا نقصناه او عرض اتهك لنا، او لاحد من شيعتنا بواه الله تعالي بها في الجنه حقبا.

ورواه عنه محمد بن الحسن الطوسي رفع الله مقامه، في الحديث: «32» من الجزء السابع من اماليه ص 197.

ورواه عنه الشيخ الحر في الحديث: «11» من ابواب المزار، من كتاب وسائل الشيعه: ج 5 ص 395.

وروي ابو عمر الكشي في ترجمه جعفر بن عفان الطائي تحت الرقم: «245» من رجاله ص 134، قال:

حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني احمد بن محمد بن عيسي عن يحيي بن عمران، قال: حدثنا محمد بن سنان:

عن زيد الشحام، قال: كنا عند ابي عبدالله (عليه السلام) و نحن جماعه من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان علي ابي عبدالله، فقربه وادناه ثم قال: يا جعفر. قال: لبيك جعلني الله فداك. فقال: بلغني انك تقول الشعر؟ في الحسين و تجيد؟ فقال: نعم جعلني الله فداك. فقال: قل. فأنشد (جعفر) فبكي (ابو عبدالله عليه السلام) و من حوله حتي صارت الدموع علي وجهه و لحيته، ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكه الله المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين، و لقد بكوا كما بكينا، او اكثر، ولقد اوجب الله تعالي لك يا جعفر في ساعتك الجنه باسرها و غفر الله لك.

(ثم قال عليه السلام:) الا ازيدك؟ قال: نعم يا سيدي. قال: ما من احد قال في الحسين شعرا فبكي وابكي به الا اوجب الله له الجنه و غفر له.

ورواه عنه، الشيخ الحر العاملي رحمه الله في الباب: «104» من ابواب المزار من كتاب وسائل الشيعه: ج 5 ص 464.


وروي الشيخ الكليني قدس الله نفسه في الحديث الأخير من الباب: «98» من كتاب الايمان والكفر، من اصول الكافي: ج 2 ص 226 طبع الآخوندي قال:

(و) عن الحسين بن محمد و محمد بن يحيي جميعا عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم عن محمد بن سعيد بن غزوان عن علي بن الحكم عن عمر بن ابان: عن عيسي بن ابي منصور؟ قال:

سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح و همه لامرنا عباده، و كتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله.

(قال الرواي:) قال لي محمد بن سعيد: اكتب هذا (الحديث) بالذهب، فما كتبت شيئا احسن منه.

ورواه ايضا محمد بن محمد بن النعمان العكبري في الحديث الثالث من المجلس: «40» من اماليه ص 208 قال:

اخبرني ابوالقاسم جعفر بن قولويه رحمه الله، عن ابيه عن سعد بن عبدالله عن احمد بن ابي عبدالله البرقي قال: حدثنا سليمان بن سلمه الكندي عن محمد بن غزوان و عيسي بن ابي منصور عن ابان بن تغلب:

عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح، و همه لنا عباده، و كتمانه سرنا جهاد في سبيل الله.

ثم قال ابو عبدالله؟: يجب ان يكتب هذا الحديث بماء الذهب؟!!

ورواه عنه الشيخ الطوسي في الحديث: «31» من الجزء الرابع من اماليه ج 115،1.

ورواه عنهما المجلسي العظيم رفع الله مقامه في الحديث الرابع من «باب ثواب الكباء» من بحار الانوار: ج 44 ص 278 طبع الحديث.

ورواه قبل الطبري الامامي في اواسط الجزء التاسع من كتاب بشاره المصطفي ص 257.


وروي الشيخ الصدوق قدس الله روحه، في الحديث السادس من المجلس: «29» من اماليه ص 70، قال:

حدثنا احمد بن محمد بن يحيي العطار، قال: حدثنا ابي محمد بن يحيي قال: حدثنا محمد بن احمد بن يحيي بن عمران الاشعري عن الحسن بن الحسين اللولوي عن الحسن بن علي بن ابي عثمان عن علي بن المغيره:

عن ابي عمار المنشد عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: قال لي: يا (أ)با عمار أنشدني في الحسين بن علي عليه السلام. قال: فانشدته فبكي ثم انشدته فبكي قال: فو الله مازلت انشده و يبكي حتي سمعت البكاء من الدار، قال: فقال لي: يا ابا عمار من انشد في الحسين بن علي صلوات الله عليهما فابكي خمسين فله الجنه، و من انشد في الحسين شعرا فابكي ثلاثين فله الجنه، و من انشد في الحسين فابكي عشرين فله الجنه، و من انشد في الحسين فابكي عشره فله الجنه، و من انشد في الحسين فابكي واحدا فله الجنه، و من انشد في الحسين فبكي فله الجنه، و من انشد في الحسين فتباكي فله الجنه.

ورواه ايضا في كتاب ثواب الاعمال ص 47/ او ص 83 عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيي...

ورواه عنهما الشيخ الحر في الحديث الرابع من الباب: «104» من ابواب المزار من كتاب وسائل الشيعه: ج 5 ص 465.

وايضا روي الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب ثواب الاعمال ص 48، و في طبعه ص 84 قال

حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن يحيي عن محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل:

عن صالح بن عقبه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: من أنشد في الحسين بيتا من الشعر فبكي وأبكي عشره فله و لهم الجنه، و من انشد في الحسين بيتا فبكي وأبكي تسعه فله و لهم الجنه.

فلم يزل (يقول) حتي قال: من انشد في الحسين فبكي- وأظنه قال: او تباكي- فله الجنه.


ورواه ايضا جعفر ابن قولويه في الحديث الاخير من الباب: «33» من كتاب كامل الزيارات ص 106، قال:

حدثنا محمد بن احمد بن الحسين العسكري عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه عن محمد بن سنان عن محمد بن اسماعيل عن صالح بن عقبه...

ورواه عنهما الشيخ الحر العاملي رفع الله مقامه في الباب: «105» من ابواب المزار من كتاب وسائل الشيعه: ج 5 ص 465 ط 2.

وروي ابن قولويه رفع الله مقامه في الحديث الاخير من الباب: «32» من كتاب كامل الزيارات ص 104، ط 1، قال:

حدثني حكيم بن داود، عن سلمه (بن الخطاب) عن علي بن سيف، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن فضاله- (عن فضيل و ابن فضاله «خ ل»-:

عن ابي عبدالله عليه السلام قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه علي النار.

وايضا روي ابن قولويه رحمه الله في الحديث الثاني من الباب الثاني والثلاثين من كتاب كامل الزيارات، ص 100، قال:

حدثني ابي رحمه الله عن سعد بن عبدالله عن ابي عبدالله الجاموراني عن الحسن بن علي بن ابي حمزه عن ابيه:

عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان الجزع والبكاء مكروه للعبد في كل ما يجزع (فيه) ما خلا البكاء والجزع علي الحسين بن علي عليه السلام فانه فيه ماجور.

و قال الكشي: (حدثنا) محمد بن مسعود، حدثني حمدان بن احمد الكوفي، حدثني سليمان بن سفيان المسترق، عن سفيان بن مصعب العبدي قال:

قال (لي) ابو عبدالله عليه السلام: قل شعراء تنوح به النساء.

(و حدثني) نصر بن الصباح، حدثنا اسحاق بن محمد البصري، حدثني محمد بن جمهور، حدثني ابو داود المسترق، عن علي بن النعمان.

عن سماعه قال: قال ابو عبدالله عليه السلام: يا معشر الشيعه علموا اولادكم شعر العبدي فانه علي دين الله.


وروي شيخ الطائفه محمد بن الحسن قدس الله نفسه في الحديث: «20» من الجزء السادس من اماليه ج 1، ص 162، قال: [4] .

اخبرنا محمد بن محمد قال: حدثنا ابوالقاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله، قال: حدثني ابي قال: حدثني سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب الزراد؟ عن ابي محمد الانصاري:

عن معاويه بن وهب قال: كنت جالسا عند جعفر بن محمد عليهماالسلام اذ جاء شيخ قد انحني من الكبر فقال: السلام عليكم و رحمه الله و بركاته.

فقال له ابو عبدالله (عليه السلام): و عليك السلام و رحمه الله و بركاته، يا شيخ ادن مني. فدنا منه فقبل يده فبكي!!! فقال له ابو عبدالله عليه السلام: و ما يبكيك يا شيخ؟ قال له: يا ابن رسول الله انا مقيم علي رجاء منكم منذ نحو من مائه سنه اقول: هذه السنه و هذا الشهر و هذا اليوم، و لا أراه فيكم؟ فتلومني ان ابكي؟

فبكي ابو عبدالله عليه السلام ثم قال: يا شيخ ان اخرت منيتك كنت معنا، وان عجلت كنت يوم القيامه مع ثقل رسول الله صلي الله عليه و آله (و سلم).

فقال الشيخ: ما ابالي ما فاتني بعد هذا يا ابن رسول الله. فقال له ابو عبدالله عليه السلام: يا شيخ ان رسول الله صلي الله عليه و آله (و سلم) قال: «اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما ان تضلوا، كتاب الله المنزل و عترتي اهل بيتي» تجي ء و انت معنا يوم القيامه.

(ثم) قال: يا شيخ ما احسبك من اهل الكوفه؟ قال: لا. قال: فمن اين انت؟ قال: من سوادها جعلت فداك. قال: اين انت من قبر جدي المظلوم الحسين عليه السلام؟ قال: اني لقريب منه. قال: كيف اتيانك له؟ قال: اني لاتيه و اكثر. قال: يا شيخ ذاك دم يطلب الله تعالي به، ما اصيب من ولد فاطمه؟ و لا يصابون بمثل الحسين عليه السلام، ولقد قتل عليه السلام في سبعه عشر من اهل بيته نصحوا لله، و صبروا في جنب الله، فجزاهم الله احسن جزاء الصابرين-

انه اذا كان يوم القيامه اقبل رسول الله صلي الله عليه و آله (و سلم) و معه الحسين عليه السلام و يده علي راسه يقطر دما فيقول: يا رب سل امتي فيم قتلوا ابني؟!!


و قال عليه السلام: كل الجزع والبكاء مكروه سوي الجزع والبكاء علي الحسين عليه السلام.

وروي الشيخ الصدوق محم بن علي بن الحسين الفقيه رفع الله مقامه، في الباب: «162» من كتاب علل الشرائع: ج 2 ص 225 طبعه النجف الأشرف قال:

حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه، قال: حدثنا ابوالفرج المظفر بن احمد القزويني قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الاسدي قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي قال: حدثنا سليمان بن عبدالله الخزاز الكوفي قال:

حدثنا عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: قلت لابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبه و غم و جزع و بكاء؟ دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله صلي الله عليه و آله، واليوم الذي ماتت فيه فاطمه عليهاالسلام، واليوم الذي قتل فيه اميرالمؤمنين عليه السلام، واليوم الذي قتل فيه الحسن عليه السلام بالسم؟

فقال (ابو عبدالله عليه السلام): ان يوم الحسين عليه السلام اعظم مصيبه من جميع سائر الايام، و ذلك ان اصحاب الكساء الذين كانوا اكرم الخلق علي الله تعالي كانوا خمسه، فلما مضي عنهم النبي صلي الله عليه و آله، بقي اميرالمؤمنين و فاطمه والحسين والحسين عليهم السلام فكان فيهم للناس عزاء و سلوه [5] .

فلما مضت فاطمه عليهاالسلام كان في اميرالمؤمنين والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) عزاء و سلوه.

فلما مضي الحسن عليه السلام كان للناس في الحسين عليه السلام عزاء و سلوه، فلما قتل الحسين عليه السلام لم يكن بقي من اهل الكساء احد للناس فيه بعده عزاء و سلوه، فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاوه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه اعظم الايام مصيبه!!


قال عبدالله بن الفضل الهاشمي: فقلت له: يا ابن رسول الله فلم لم يكن للناس في علي بن الحسين عزاء و سلوه مثل ما كان لهم في آبائه عليهم السلام؟ فقال: بلي ان علي بن الحسين كان سيد العابدين و اماما و حجه علي الخلق بعد آبائه الماضين، ولكنه لم يلق رسول الله صلي الله عليه و آله، ولم يسمع منه، و كان علمه وراثه عن ابيه عن جده عن النبي صلي الله عليه و آله، و كان اميرالمومنين و فاطمه والحسن والحسين عليهم السلام قد شاهدهم الناس مع رسول الله صلي الله عليه و آله في احوال في آن يتوالي؟ فكانوا متي نظروا الي احد منهم تذكروا حاله مع رسول الله صلي الله عليه و آله، و قول رسول الله له وفيه، فلما مضوا فقد الناس مشاهده الأكرمين علي الله عز و جل، و لم يكن في (فقد) احد منهم فقد جميعهم الا في فقد الحسين عليه السلام لانه مضي آخرهم فلذلك صار يومه اظعم ايام مصيبه.

قال عبدالله بن الفضل الهاشمي: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف سمت العامه يوم عاشوراء يوم بركه؟

فبكي (ابو عبدالله) عليه السلام ثم قال: لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام الي يزيد، فوضعوا له الاخبار، واخذوا عليه الجوائز من الاموال، فكان مما وضعوا له امر هذا اليوم و انه يوم بركه، ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبه والحزن، الي الفرح والسرور والتبرك و الاستعداد فيه، حكم الله ما بيننا و بينهم؟.

قال (عبدالله بن الفضل) ثم قال (ابو عبدالله) عليه السلام: يا ابن عم و ان ذلك لاقل ضررا علي الاسلام و اهله (مما) وضعه قوم انتحلوا مودتنا و زعموا انهم يدينون بموالاتنا و يقولون بامامتنا!!! زعموا ان الحسين عليه السلام لم يقتل، و انه شبه للناس امره كعيسي بن مريم؟! فلا لائمه اذن علي بني اميه، ولا عتب علي زعميهم (ظ).

يا ابن عم من زعم ان الحسين عليه السلام لم يقتل فقد كذب رسول الله صلي الله عليه و آله و عليا، و كذب من بعده، (من) الائمه عليهم السلام في اخبارهم بقتله، و من كذبهم فهو كافر بالله العظيم، و دمه مباح لكل من سمع ذلك [6] .

قال عبدالله بن الفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله فما تقول: في قوم من شيعتك قولون به؟ فقال عليه السلام: ما هولاء من شيعتي و اني بري ء منهم كذا و كذا، و كذا و كذا ابطال القرآن والجنه والنار [7] .


قال: فقلت: فقول الله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم: كونوا قرده خاسئين) (65/ البقره: 2)؟ قال: ان اولئك مسخوا ثلاثه ايام ثم ماتوا، و لم يتناسلوا، وان القرده اليوم مثل اولئك، و كذلك الخنازير و سائر المسوخ، ما وجد منها اليوم من شي ء فهو مثله لايحل ان يوكل لحمه.

ثم قال عليه السلام: لعن الله الغلاه والمفوضه فانهم صغروا عصيان الله و كغفروا به و اشركوا، و ضلوا و اضلوا فرارا من اقامه الفرائض واداء الحقوق!!!

وروي السيد ابن طاووس قدس الله نفسه في بيان زياره عاشوراء من كتاب مصباح الزائر، ص 138، [8] قال:

روينا باسنادنا الي عبدالله بن جعفر الحميري عن الحسن بن علي الكوفي عن الحسن بن محمد الحضرمي:

عن عبدالله بن سنان قال: دخلت علي مولاي ابي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام يوم عاشوراء و هو متغير اللون و دموعه تنحدر علي خديه كاللؤلؤ!!! فقلت له: يا سيدي مما بكاوك لا ابكي الله عينيك؟ فقال لي: اما علمت ان في مثل هذا اليوم اصيب الحسين عليه السلام؟ فقلت: بلي يا سيدي وانما اتيتك مقتبسا منك فيه علما و مستفيدا منك، لتفيدني فيه. قال: سل عما بدا لك و عما شئت. قلت: ما تقول يا سيدي في صومه؟ قال: صمه من غير تبييت، وافطره من غير تشميت، و لا تجعله يوما كاملا ولكن افطر بعد العصر بساعه و لو بشربه من ماء، فان في ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل الرسول عليه و عليهم السلام وانشكفت الملحمه عنهم و في الارض منهم ثلاثون صريعا!!! يعز علي رسول الله صلي الله عليه و آله مصرعهم!!!

قال (عبدالله بن سنان): ثم بكي بكاءا شديدا حتي اخضلت لحيته بالدموع...



پاورقي

[1] ورواه العلامه الأميني رفع الله مقامه في الغدير: ج 2 ص 192- نقلا عن البغدادي في کتاب خزانه الأدب: ج 1، ص 70- و فيه بعد قوله: «فکثر البکاء»: وارتفعت الاصوات، فلما مر علي قوله في الحسين رضي‏الله‏عنه:



کان حسينا والبهاليل حوله

لأسيافهم ما يختل المتبتل



و غاب نبي الله عنهم و فقده

علي الناس رزء ما هناک مجلل



فلم ار مخذولا اجل مصيبه

و اوجب منه نصره حين يخذل



(فلما بلغ الکميت الي هذا الموضع) رفع (الامام) جعفر الصادق رضي‏الله‏عنه يديه و قال: اللهم اغفر للکميت ما قدم واخر، و ما اسر و ما اعلن، واعطه حتي يرضي.

ثم اعطاه الف دينار و کسوه، فقال له الکميت: والله ما احببتکم للدنيا، و لو اردتها لأتيت من هو في يديه، ولکنني احببتکم للآخره، فاما الثياب التي اصابت اجسادکم فاني اقبلها لبرکتها، واما المال فلا أقبله.

[2] ورواه عنه الشيخ حر العاملي رفع الله مقامه في الحديث الثاني من الباب: «66» من ابواب المزار من کتاب وسائل الشيعه: ج 5 ص 391.

ورواه ايضا صدرا و ذيلا نقلا عن الشيخ الصدوق، في کتاب ثواب الاعمال، ص 101، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن احمد بن اسحاق.

و من قوله: «من ذکرنا» الي آخر الحديث رواه البرقي رحمه الله في کتاب المحاسن: ج... ص 63، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن ابي عمير، عن بکر بن محمد...

و فيه «ولو کانت مثل زبد البحر» کما في الباب المتقدم الذکر من کتاب وسائل الشيعه: ج 5 ص 391.

ورواه ايضا ابن قولويه في الحديث: «8» من کتاب کامل الزيارات، ص 103، عن حکيم بن داود، عن سلمه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن ابي عمير، عن بکر بن محمد، عن فضيل بن يسار....

[3] هذا الأمر و امثاله، مما جعله الله تعالي سببا و عله لغفران الذنوب، و ايجاب الثواب و دخول الجنه، يترتب عليه مسببه من الغفران و دخول الجنه، اذا لم يعارضه شي‏ء مما يحبط الحسنات، او غير المحبط من الأعمال التي هي من موجبات دخول النار والبعد عن الله تعالي مما جعله الله عز و جل سببا و عله لمقته و استحقاق العقوبه و دخول النار.

فاذا لم يکن للعبد، سوي الحسنات من اتيان واجباته و ترکه المحرمات- و لو کان له سابقه ذنب غير محبط للحسنات، او احيانا له المام بصغائر الذنوب- و بکي علي الحسين عليه‏السلام او ابکي غيره في مصيبه حبيب الله الحسين عليه‏السلام فلا ريب ان الله تعالي يفي بوعده من غفران الذنوب التي لاتعارض عداله الله و لا حکمته، و من ادخاله عبده الجنه علي حسب ما قرره تعالي علي لسان اوليائه، من جعل البکاء و اقامه العزاء علي الحسين عليه‏السلام من وسائل القرب الي الله و دخول الجنه.

واما اذا کان للباکي والمبکي ذنوب عظام، ولکن من غير سنخ الذنوب التي تحبط الحسنات، فمثل الباکي والمبکي و مقيم عزاء الحسين عليه‏السلام مثل من يعمل ببعض وظائفه و يترک بعضا منها، کمن يتحافظ علي الصلاه ولکن لا يودي زکاه ماله، او يعين بعض المؤمنين ولکن يوذي الاخرين منهم او يعمر مساجد الله کما يعمر بعض اماکن الفساد، و يکون ممن خلط عمل صالحا و آخر سيئا، فاولئک ممن يشملهم قوله تعالي: (عسي الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم) کما في الآيه: «102» من سوره التوبه.

و محصل المراد ان الباکي والمتباکي والمبکي علي الحسين عليه‏السلام اذا کانوا من المذنبين بذنوب لاتحبط الحسنات مثلهم کمثل من يعمل ببعض احکام الشريعه، و يترک شيئا، فليس عزيزا علي الله ان يغفر لهم ذنوبهم بلا وعد و بلا توبه، فکيف اذا وعدهم و بشرهم و رغبهم في عمل و امر اولياءه بالحث علي ذلک العمل، کما فيما نحن فيه، فلاينبغي لمومن و لا مومنه ان يشک في مغفره الله و اثابته علي ما وعده به عباده.

هذا کله اذا کان فاعل الحسنه ممن لم يخلع بالکليه زمامه عن العکوف علي وظائفه، و لم يترکض بشر اشر احواله علي المعاصي والانحراف، و الا بلا توبه و عوده الي الله هيهات له من المغفره و دخول الجنه.

نعم بعض الاعمال الحبوبه الي الله يکون من موجبات تخفيف العذاب والتنکليل، علي ما جاء في الشريعه و دل عليه الدليل.

و نظير مقامنا ما رواه مسلم في صحيحه علي ما رواه عنه الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: «78» من کتاب فتح الباري: ج 1، ص 174: «من سلک طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الي الجنه».

و مثل ما رواه البخاري في باب الحرص علي الحديث تحت الرقم: «99» من جامعه: ج 1، ص... مرفوعا:

اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامه من قال: «لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه».

و مثل ما رواه ابن ابي‏الحديد، في شرح المختار: «223» من نهج‏البلاغه: ج 12، ص 55 طبع الحديث بمصر، ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال:

يا ابا هريره اذهب بنعلي هاتين فمن لقيته وراء هذا الحائط يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنه.

ورواه ايضا ابن الجوزي في سيره عمر ص 38، و رواه عنه العلامه الأميني تحت الرقم: «59» من عنوان: «نوادر الأثر» من کتاب الغدير: ج 6 ص 163.

و قبل ذلک کله يکفي الالمام الجزئي علي الآيات التي تبشر بنحو العموم والاطلاق، علي فعل الخيرات والتقرب بها الي تعالي، و کذلک الآيات التي توعد و تهدد العصاه بنحو العموم والاطلاق، و کذلک الاحاديث الوارده بهذا المساق کثيره جدا، مبثوته في اکثر کتب اهل النسه، فما يقول المستشکل في تفسير تلک الآيات والروايات، فهو جوابنا، في روايات البکاء والتباکي و اقامه العزاء علي المستشهدين من آل النبي صلي الله عليهم اجمعين.

هذا اذا کان المستشکل انما يستشکل لغموض الامر عليه، واما اذا کان المستشکل من معاندي اهل البيت کابن تيميه و من علي نزعتهم فيکفينا ان نقول لهم ما قال لهم النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «لا يبغض عليا مومن، و لا يحبه منافق».

[4] ورواه ايضا الطبري الامامي في الحديث الثاني من الجزء: «11» من کتاب بشاره المصطفي ص 275 طبع الغري.

[5] العزاء: الصبر علي النوائب. والسلوه- علي زنه الفرحه-: طيب النفس بما يجري عليها و ذهولها عما اصابها من المکاره.

[6] هذا ايضا شاهد لما تقدم من الاحاديث.

[7] هذا ايضا شاهد لما تقدم من الاحاديث.

[8] وروي محمد بن سليمان الکوفي في الحديث: (763) من کتاب المناقب ج 2 ص 292، ط 1، قال: حدثنا احمد بن عبدان قال سمعت سهل (بن سقير) يقول:

سمعت مولاي جعفر بن محمد يقول لاصحابه و هم جلوس حوله: انکم لتذکرون مصيبتنا اهل البيت و ما منعنا من حقوقنا فايدينا من حقوقنا صفرات؟ فقالوا: بلي يا ابن رسول‏الله وانا لنبکي عليه؟ فقال: طوبي لريحکم و ارواحکم ضمنت لکم الضمان بضمان الله و ضمان رسوله و ضمان علي بن ابي‏طالب فاعينونا علي تلک بورع.