بازگشت

ما ورد عن الامام الباقر من الحث علي البكاء علي جده


ما ورد عن الامام محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام من الحث علي البكاء علي جده الحسين، والترحيب بمن يرثيهم او يذكر مناقبهم والترغيب في اقامه العزاء علي جده الحسين والمستشهدين معه صلوات الله عليهم اجمعين:

وروي محد بن ابي القاسم الطبري في الحديث: (97) من الجزء الثاني من كتاب بشاره المصطفي ص 89 و في ص 107، قال:

اخبرنا الشيخ المفيد ابو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله بقراءتي عليه في شعبان سنه (511) بمشهد مولانا اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قال: اخبرنا السعيد الوالد رحمه الله، قال: اخبرنا الشيخ المفيد ابو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي رحمه الله، قال اخبرنا ابوالحسن زيد بن محمد بن جعفر السلمي اجازه، قال: حدثنا ابو عبدالله الحسين بن الحكم الحيري قال: حدثنا اسماعيل بن صبيح اليشكري، قال: حدثنا خالد بن العلاء:

عن المنهال بن عمرو قال: كنت جالسا مع محمد بن علي الباقر عليه السلام اذ جاءه رجل فسلم عليه فرد عليه السلام، فقال الرجل: كيف انتم؟ فقال له محمد: اومأآن لكم أن تعلموا كيف نحن انما مثلنا في هذه الامه مثل بني اسرائيل كان يذبح ابناوهم و تستحي نساوهم الا وان هولاء يذبحون ابناءنا و يستحيون نساءنا زعمت العرب ان لهم فضلا علي العجم فقالت العجم: و بما ذاك؟ قالوا: كان محمد صلي الله عليه و آله و سلم منا عربيا قالوا لهم صدقتم ازعمت قريس ان لها فضلا علي غيرها من العرب فقالت لهم: العرب من غيرهم! و بما ذاك؟ قالوا: كان محمدا قرشيا قالوا لهم: صدقتم فان كان القوم صدقوا فلنا فضل علي الناس لأنا ذريه محمد و اهل بيته خاصه و عترته لا يشركنا في ذلك غيرنا.

فقال له الرجل: والله اني لاحبكم اهل البيت، قال عليه السلام: فاتخذ للبلاء جلبابا فوالله انه لا سرع الينا و الي شيعتنا من السيل في الوادي و بنا يبدا البلاء ثم بكم و بنا يبدأ الرخاء ثم بكم.

ورواه المجلسي رحمه الله في الحديث: (55) من باب شده ابتلاء المومن من كتاب الايمان والكفر: ج 67 ص 238.


روي ضياء الدين في ترجمه الكميت من كتاب نسمه السحر: ج 2/ الورق 125/ أو 247/ ب/ قال:

قال صاعد مولي الكميت: دخلنا علي ابي جعفر (الامام) محمد بن علي الباقر عليه السلام فانشده الكميت القصيده التي اولها:

من لقب متيم مستهام [1] .

(غير ما صبوه و لا أحلام)



فقال (محمد بن علي): اللهم اغفر للكميت.

قال (صاعد) و دخل (الكميت) عليه يوما فاعطاه الف دينار و كسوه، فقال له الكميت: والله ما اجبتكم للدنيا، ولو اردت الدنيا لأتيت من هي في يديه، ولكني احببتكم للآخره، فاما الثياب التي اصابت اجسامكم فأقبلها لبركاتها، واما المال فلا اقبله. فرده و قبل الثياب.

قال (صاعد): و دخلنا (مع الكميت يوما) علي فاطمه بنت الحسين (عليهماالسلام) فقالت: هذا شاعرنا اهل البيت. و جاءت بقدح فيه سويق فحركته بيدها و سقته الكميت فشربه، ثم امرت له بثلاثين دينارا؟ و مركب، فهملت عيناه و قال: لا والله لا اقبلها اني لم احبكم للدنيا.

وروي علي بن محمد الخزاز، في باب نصوص الامام الباقر عليه السلام علي تسميه الائمه عليهم السلام من كتاب كفايه الاثر، قال:

حدثنا ابوالمفضل، قال: حدثنا جعفر بن محمد القاسم العلوي قال: حدثنا عبيدالله بن احمد بن نهيك، قال: حدثني حمد بن ابي عمير عن الحسن بن عطيه، عن عمرو بن زيد:


عن الورد بن الكميت عن ابيه الكميت ابي المستهل قال: دخلت علي سيدي ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام فقالت: يا ابن رسول الله اني قد قلت فيكم ابياتا افتاذن لي في انشادها، فقال (ابوجعفر عليه السلام: الأيام) ايام البيض؟ قلت: فهو فيكم خاصه. قال: هات. فانشات اقول:



اضحكني الدهر وأبكاني

والدهر ذو صرف وألوان [2] .



لتسعه بالطف قد غودروا

صاروا جميعا رهن أكفان



فبكي (الامام الباقر) عليه السلام و بكي (معه) ابو عبدالله (الامام الصادق) عليه السلام، و سمعت جاريه تبكي من وراء الخباء، فلما بلغت الي قولي:



و سته لايتجاري بهم

بنو عقيل خير فرسان



ثم علي الخير مولاهمو

ذكر همو هيج احزاني



فبكي عليه السلام ثم قال: ما من رجل ذكرنا او ذكرنا عنده (ف) يخرج من عينيه ماء و لو مثل جناح البعوضه الا بني الله له بيتا في الجنه، و جعل ذلك الدمع حجابا بينه و بين النار.

(قال الكميت:) فلما بلغت الي قولي:



من كان مسرورا بما مسكم

او شامتا يوما من الآن



فقد ذللتم بعد عز فما [3] .

ادفع ضيما حين يغشاني



(ف) اخذ بيدي ثم قال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه و ما تاخر. فلما بغلت الي قولي:



متي يقوم الحق فيكم متي؟

يقوم مهديكم الثاني؟



قال (الامام الباقر عليه السلام: يقوم) سريعا ان شاء الله.


ثم قال: يا ابا المستهل ان قائمنا هو التاسع من ولد الحسين، لان الائمه بعد رسول الله اثنا عشر، الثاني عشر هو القائم.

قلت: يا سيدي فمن هولاء الاثنا عشر؟ قال: اولهم علي بن ابي طالب، و بعده الحسن والحسين، و بعد الحسين علي بن الحسين، و بعده انا، ثم بعدي هذا- و وضع يده علي كتف جعفر- قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه اموسي و بعد موسي ابنه علي وبعد علي ابنه محمد، و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسين (و بعده ابنه محمد) [4] و هو ابوالقاسم الذي يخرج فيملؤ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و يشفي صدور شيعتنا.

قلت: فمتي يخرج يا ابن رسول الله؟ قال: لقد سئل رسول الله صلي الله عليه و آله (و سلم) عن ذلك؟ فقال: انما مثله كمثل الساعه لاتأتيكم الا بغته.

اقول: والحديث رواه المجلسي رحمه الله- نقلا عن كتاب كفايه الأثر- في سيره اميرالمؤمنين عليه السلام في الباب: «45» من المجلد التاسع من بحار الانوار، ص 164، طبع الكمباني و في ط الحديث: ج 36 ص 390.

ورواه ايضا العلامه الاميني في ترجمه الكميت في كتاب الغدير: ج 2 ص 202 ط 2.

وأشطرا من الأبيات، رواها الخوارزمي في الفصل الثالث عشر من كتابه مقتل الحسين عليه السلام: ج 2 ص 152، طبعه الغري.

و روي الحافظ ابن عساكر في ترجمه الكميت من تاريخ دمشق: ج 46، من نسخه العلامه الاميني ص 151، قال:

قرات بخط ابن الحسن رشاء بن نظيف- وأنبانيه ابوالقاسم العلوي و أبوالوحش المقري ء عنه- انبانا ابوالحسن محمد بن جعفر بن النجار، انبانا ابن الانباري حدثنا ابي عن احمد بن عبيد، عن المدائني قال:


قال الكميت لمحمد بن علي اني قد قلت ابياتا ان اظهرتها خشيت علي نفسي، و ان أخفيتها خشيت علي ديني. قال: هاتها. فأنشده (الكميت) هذه الابيات:



نفي عن عينك الارق الهجوعا

و هم يمتري منها الدموعا [5] .



(فلما اتيت علي آخر الأبيات) فاستدار علي بن الحسين الي القبله [6] .



ثم رفع يديه و قال: اللهم اغفر للكميت- ثلاث مرات-.


وروي ابوالفرج في ترجمه الكميت من كتاب الأغاني: ج 15، ص 126، باسناده عن ابي بكر الحضرمي قال:

قال ابوبكر الحضرمي: استأذنت للكميت علي ابي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في ايام التشريق ب«مني» فاذن له، فقال له الكميت: جعلت فداك اني قلت فيكم شعرا احب ان أنشدكه. فقال: يا كميت اذكر الله في هذه الايام المعلومات، و في هذه الايام المعدودات. فاعاد عليه الكميت القول فرق له ابوجعفر عليه السلام فقال: هات. فأنشده (الكميت) قصيدته حتي بلغ (الي قوله:)



يصيب به الرامون عن قوس غيرهم

فيا آخر اسدي له الغي اول



فرفع ابوجعفر عليه السلام يديه الي السماء و قال: اللهم اغفر للكميت.



پاورقي

[1] هذا هو الصواب، و هکذا ذکره جماعه من الأعلام، و في نسخه العلامه الاميني من کتاب نسمه السحر: «من لقلب متيم مشتاق».

و هکذا ذکر في هامش طبعه بيروت من کتاب الاغاني: ج 16، ص 346 و 349، و في موردين منه قال: ان في مخطوط (من کتاب الاغاني): «متيم مشتاق»).

[2] و هذه الابيات- الي قوله: «هيچ احزاني»- رواها الحافظ السروي عن الکميت رحمه الله، في فصل مراثي الحسين عليه‏السلام من کتاب مناقب آل ابي‏طالب: ج 3 ص 262 طبعه الغري.



و مثله رواها الخوارزمي في الفصل: «13» من کتابه مقتل الحسين عليه‏السلام: ج 2 ص 152،

و قال: (الابيات) من قصيده (للکميت) انتخبت منها (هذه الفقرات).

اقول: و بعض ابيات هذه القصيده ذکر في مراثي الحسين عليه‏السلام لمغيره بن نفول، و ابي هارون المکفوف، کما يأتي في کتابنا: «زفرات الثقلين» فليراجع.

[3] کذا في اصلي، و في حديث ابي هارون المکفوف المذکور في زفرات الثقلين: «فقد ذللنا...».

[4] ما بين المعقوفات زياده توضيحيه منا.

[5] کذا في کتاب الروضه المختاره، و في اصلي: «يمتري منه الدموعا» نفي: اطرد. ابعد. والأرق- محرکه علي زنه عرق-: السهر بالليل. و بفتح الهمزه و کسر الراء- علي زنه کتف- من ذهب عنه النوم في الليل. والهجوع- کرکوع-: النوم ليلا.

[6] کذا في نسختي، من تاريخ دمشق، والظاهر انه حذف من الکلام لفظه: «محمد» والمراد منه الامام محمد بن علي بن الحسين عليهم‏السلام، بقرينه صدر الکلام.

واراده محمد ابن الحنفيه من صدر الکلام بعيد جدا، اذ لايلائم مع الذيل: «فاستدار علي بن الحسين» لانه بناءا علي اراده محمد بن الحنفيه من صدر الکلام، کان ينبغي ان يقول: «فاستدار محمد بن علي» اي ابن الحنفيه.

و يبعد کل البعد حمل الکلام علي حضور زين العابدين عليه‏السلام عند عمه محمد ابن الحنفيه، حين ورد عليه الکميت، وانشد له قصيدته، فاستدار الي القبله، و دعا للکميت، اذ مع حضور الامام السجاد علي بن الحسين يستبعد من مثل الکميت ان يکتفي بالاستئذان عن خصوص ابن الحنفيه لانشاد قصيدته بلا توجه منه الي امامه؟.

و مثله حمل الکلام علي ورود الامام السجاد علي عمه في اثناء انشاد الکميت قصيدته، لمحمد ابن الحنفيه و من حضر، اذ لم يجر في الکام ذکر لورود الامام عليه‏السلام في الاثناء لا صريحا و لا تلويحا، مع انه علي هذا، کان ينبغي ان يذکر دعاء ابن الحنفيه و تحبيذه للکميت، و لو بعد دعاء ابن اخيه زين العابدين عليه‏السلام.

واليک بقيه القصيده نقلا عن الروضه المختاره في شرح الهاشميات ص 78:



دخيل في الفؤآد يهيج سقما

و حزنا کان من جذل منوعا



لفقدان الخضارم من قريش

و خير الشافعين معا شفيعا



لدي الرحمان يصدع بالمثاني

و کان له أبو حسن قريعا



حطوطا في مسرته و مولي

الي مرضاه خالقه سريعا



واصفاه النبي علي اختيار

بما اعيا الرفوض له المذيعا



و يوم الدوح دوح غدير خم

ابان له الولايه لوأطيعا



ولکن الرجال تبايعوها

فلم أر مثلها خطرا مبيعا



فلم ابلغ بها لعنا ولکن

اساء بذاک اولهم صنيعا



فصار بذاک اقربهم لعدل

الي جور واحفظهم مضيعا



اضاعوا امر قائدهم فضلوا

واقومهم لدي الحدثان ريعا



تناسوا حقه و بغوا عليه

بلا تره و کان لهم قريعا



فقل لبني اميه حيث حلوا

وان خفت المهند والقطيعا



الا اف لدهر کنت فيه

هدانا طائعا لکم مطيعا



اجاع الله من اشبعتموه

واشبع من بجورکم اجيعا



و يلعن فذ امته جهارا

اذا ساس البريه والخليعا



بمرضي السياسه هاشمي

يکون حيا لامته ربيعا



وليثا في المشاهد غير نکس

لتقويم البريه مستطيعا



يقيم امورها و يذب عنها

و يترک جدبها ابدا مريعا.