بازگشت

بكاء النبي علي ابنه ابراهيم


روي عبد بن حميد في الحديث الثالث من مسند جابر تحت الرقم: «1006» من مسنده ص 309 قال:

اخبرنا عبيدالله بن موسي عن ابن ابي ليلي عن عطاء عن جابر قال:

اخذ النبي صلي الله عليه و سلم بيد عبدالرحمان بن عوف فاتي به النخل؟ فاذا ابنه ابراهيم في حجر امه و هو يجود بنفسه.

و روي ابويعلي في مسند انس في ذيل الحديث: «533» من مسنده: ج 6 ص 42 قال:

حدثنا شيبان هدبه بن خالد قالا: حدثنا سليمان بن المغيره حدثنا ثابت:

عن انس... قال: فدعا رسول الله صلي الله عليه و سلم بالصبي فضمه اليه و قال ما شاء ان يقول، قال: فلقد رايته بعد ذلك و هو يكيد بنفسه [1] بين يدي رسول الله صلي الله عليه و سلم.

و في حديث هدبه: و عين رسول الله تدمع. و في حديث شيبان: فدمعت عينا رسول الله، فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: تدمع العين و يحزن القلب و لا نقول الا ما يرضي ربنا.

و في حديث شيبان: والله انا بك يا ابراهيم لمحزونون.

و في حديث هدبه: و انا بك يا ابراهيم لمحزونون [2] .


و روي ابو داود في الرقم 3126 في باب البكاء علي الميت من سننه: ج 195/3 قال:

حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيره عن ثابت البناني عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: ولد لي الليله غلام فسميته باسم ابي ابراهيم. فذكر الحديث. قال انس: لقد رايته يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال: تدمع العين و يحزن القلب، ولا نقول الا ما يرضي ربنا، انا بك يا ابراهيم لمحزونون.

ورواه ايضا ابن سعد باسانيد في عنوان: «ذكر ابراهيم بن رسول الله صلي الله عليه و سلم» من الطبقات الكبري ج 1، ص 137، ط بيروت قال:

اخبرنا سفيان بن عينيه عن ابن ابي حسين عن مكحول قال، دخل رسول الله، صلي الله عليه و سلم، و هو معتمد علي عبدالرحمن بن عوف و ابراهيم يجود بنفسه، فلما مات دمعت عينا رسول الله، صلي الله عليه و سلم، فقال له عبدالرحمن: اي رسول الله هذا الذي تنهي الناس عنه! متي يرك المسلمون تبكي يبكوا، قال: فلما شريت عنه عبرته قال: انما هذا رحم و ان من لا يرحم لا يرحم، انما ننهي الناس عن النياحه وان يندب الرجل بما ليس فيه، ثم قال: لولا انه وعد جامع جامع و سبيل مئتاء و ان احزنا لاحق باولنا لوجدنا عليه وجدا غير هذا و انا عليه لمحزونون تدمع العين و يحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب و فضل رضاعه في الجنه.


قال: اخبرنا عبدالله بن نمير الهمداني والنضر بن اسماعيل ابوالمغيره قالا: حدنثا محمد بن عبدالرحمن بن ابي ليلي عن عطاء عن جابر بن عبدالله الانصاري عن عبدالرحمن بن عوف قال: اخذ رسول الله صلي الله عليه و سلم بيدي فانطلق بي الي النخل الذي فيه ابراهيم فوضعه في حجره و هو يجود بنفسه، فذرفت عيناه، فقلت له اتبكي يا رسول الله! او لم تنه عن البكاء؟ قال: انما نهيت عن النوح عن صوتين احمقين فاجرين، صوت عند نعمه لهو و لعب و مزامير شيطان، و صوت عند مصيبه خمش وجوه وشق جيوب ورنه شيطان، قال: قال عبدالله بن نمير في حديبيته: انما هذا رحمه و من لا يرحم لا يرحم. يا ابراهيم لولا انه امر حق و وعد صادق و انها سبيل ماتيه و ان اخرنا ستلحق اولانا لحزنا عليك حزنا هو اشد من هذا واناب، لمحزونون تدمع العين و يحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب عز و جل.

قال اخبرنا الفضل بن دكين، اخبرنا محمد بن راشد عن مكحول ان رسول الله صلي الله عليه و سلم، دخل علي ابنه ابراهيم و هو في السوق فدمعت عيناه و معه عبدالرحمن بن عوف فقال: اتبكي وقد نهيت عن البكاء؟ فقال: انما نهيت عن النياحه و ان يندب الموت بما ليس فيه و انما هذه رحمه.

قال: اخبرنا موسي بن داود، اخبرنا ابن لهيعه عن بكير بن عبدالله بن الاشبح: ان رسول الله، صلي الله عليه و سلم، بكي علي ابراهيم ابنه، فصرخ اسامه بن زيد فنهاه النبي صلي الله عليه و سلم فقال: رايتك تبكي فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: البكاء من الرحمه والصراخ من الشيطان.

قال: اخبرنا الفضل بن دكين، اخبرنا عبدالرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتاده عن محمود بن لبيد قال: انكسفت الشمس يوم مات ابراهيم ابن رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال الناس: انكسفت الشمس لموت ابراهيم، فخرج رسول الله صلي الله عليه و سلم حين سمع ذلك، فحمد الله واثني عليه ثم قال: اما بعد ايها الناس ان الشمس والقمر آيتان من ايات الله لاينكسفان لموت احد و لا لحياه احد فاذا رايتم ذلك فافزعوا الي المساجد، و دمعت عيناه، فقالوا: يا رسول الله تبكي و انت رسول الله! قال انما انا بشر تدمع العين و يخشع القلب و لا نقول ما يسخط الرب، والله يا ابراهيم انا بك لمحزونون! و مات و هو ابن ثمانيه عشر شهرا، و قال: ان له مرضعا في الجنه.


قال: اخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبدالله بن جعفر عن عبدالله بن عثمان بن خيثم عن شهر بن حوشب عن اسماء بنت يزيد قالت: لما مات ابراهيم دمعت عينا رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال المعزي: يا رسول الله انت احق من عرف لله حقه! فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: تدمع العين و يحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب، لولا انه وعد صادق و وعد جامع و ان الاخر لاحق بالاول لوجدنا عليك يا ابراهيم اشد من وجدنا، وانا بك لمحزونون!

قال: اخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني اسامه بن زيد الليثي عن المنذر عن عبيد عن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت عن امه سيرين قالت حضرت موت ابراهيم فرايت رسول الله صلي الله عليه و سلم كلما صحت انا واختي ما ينهانا، فلما مات نهانا عن الصياح، و غسله الفضل بن عباس، و رسول الله صلي الله عليه و سلم والعباس جالسان ثم حمل فرايت رسول الله صلي الله عليه و سلم علي شفير القبر والعباس جالس الي جنبه، و نزل في حفرته الفضل بن عباس و اسامه بن زيد وانا ابكي عند قبره ما ينهاني احد، و حسفت الشمس ذلك اليوم فقال الناس لموت ابراهيم، فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم انها لا تخسف لموت احد ولا لحياته...

و عن عبدالرحمان بن عوف قال: اخذ النبي صلي الله عليه و سلم بيدي فانطلقت معه الي ابنه ابراهيم و هو يجود بنفسه، قال: فاخده النبي صلي الله عليه و سلم و وضعه في حجره حتي خرجت نفسه- قال:- فوضعه ثم بكي فقلت: تبكي يا رسول الله وانت تنهي عن البكاء؟ فقال: اني لم انه عن البكاء، ولكن نهيت عن صوتين احمقين فاجرين: صوت عند النعمه لهو و لعب و مزامير شيطان، و صوت عند مصيبه لطم وجوه وشق جيوب، و هذه رحمه و من لا يرحم لا يرحم، يا ابراهيم لولا انه وعد صادق و قول حق و ان آخرنا سيلحق باولنا لحزنا عليك حزنا اشد من هذا، وانا عليك يا ابراهيم لمحزونون تبكي العيون و يحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب عز و جل.

رواه الهيثمي عن ابي يعلي والبزار في مجمع الزوائد: ج 3 ص 17.


و قريبا منه رواه البخاري في باب قول النبي: «انك بك لمحزونون» تحت الرقم: «1228» من جامعه بشرح الكرماني: ج 7 ص 96.

و روي احمد بن حنبل في مسند ابن عمر تحت الرقم: «5889» من مسنده- بتحقيق احمد محمد شاكر-: 8 ص 147، ط 2 قال:

حدثنا سليمان بن داود اخبرنا اسماعيل اخبرني محمد بن عمرو بن حلحله عن محمد بن عمرو بن عطاء بن علقمه عن سلمه بن الأزرق... قال:

سمعت اباهريره و مات ميت من اهل مروان فاجتمع النساء يبكين عليه، فقال مروان: قم يا عبدالملك فانههن ان يبكين. فقال ابوهريره: دعهن فانه مات ميت من آل النبي صلي الله عليه و سلم فاجتمع النساء يبكين عليه، فقام عمر بن الخطاب ينهاهن و يطردهن!!!

فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: دعهن يا ابن الخطاب فان العين دامعه والفواد مصاب، وان العهد حديث.

فقال ابن عمر (لسلمه الأزرق): انت سمعت هذا من ابي هريره ياثره عن النبي صلي الله عليه و سلم؟ قال: نعم. قال: فالله و رسوله اعلم [3] .

و صحح احمد محمد شاكر في تعليقه علي الحديث اسناده، و ذكر بعده ابحاثا قيمه ينبغي مراجعتها.

والحديث رواه محقق منتخب مسند عبد بن الحميد في تعليق الحديث: «1440» منه، عن سنن النسائي: ج 4 ص 19، و عن سنن ابن ماجه تحت الرقم: «1587» [4] في ج 1، ص 505 و عن احمد في المسند: ج 2 ص 273 و 333 و 408 و 444، و عن ترجمه سلمه بن الأزرق من كتاب ميزان الاعتدال فليراجع.



پاورقي

[1] يکيد بنفسه: يجود بنفسه، کما جاء في غير هذا الحديث.

ورواه ايضا بسنده عن انس المبرد في اوائل کتابه التعازي والمراثي ص 11 قال:

قال ابوالحسن (لمدائني) عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد عن انس بن مالک ان رسول‏الله صلي الله عليه و سلم وضع ابراهيم في حجره و هو يجود بنفسه فقال: لولا ان الماضي فرط الباقي و ان الاخر لاحق بالاول لحزنا عليک يا ابراهيم ثم دمعت عيناه فقال: تدمع العين و يحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي الرب وانا بک يا ابراهيم لمحزونون.

[2] قال محقق الکتاب في تعليقه: اسناده صحيح، و اخرجه مسلم في الفضائل «2315» باب رحمته صلي الله عليه و سلم الصيبان والعيال و تواضعه، من طريق هدبه بن خالد و شيبان بهذا الاسناد.

و اخرجه ابو داود في الجنائز «3126» باب في البکاء علي الميت من طريق شيبان بن فروخ به. و اخرجه احمد 194/3/ والبيهقي في الجنائز 69/4 باب الرخصه في البکاء بلا ندب ولا نياحه من طرق عن سليمان بن المغيره به.

و علقه البخاري في الجنائز «1303» باب قول النبي صلي الله عليه و سلم: «انا بک لمحزونون» بقوله: رواه موسي عن سليمان بن المغيره بالاسناد السابق.

و اخرجه البخاري «1303»- و من طريقه اخرجه البغوي في شرح السنه برقم: «1528»- من طريق الحسن بن عبدالعزيز، حدثنا يحيي بن حسان حدثنا قريش بن حيان عن ثابت عن انس. و في الباب عن اسماء بنت يزيد عند ابن ماجه في الجنائز «1589» باب ما جاء في البکاء علي الميت.

و عن جابر عند الطيالسي برقم: «760» والترمذي في الجنائز «1005» باب ما جاء في الرخصه في البکاء علي الميت، والبيهقي في الجنائز: 69/4 والبغوي برقم: «1530».

و قال ابن بطال و غيره- علي ما ذکره ابن حجر في فتح الباري: ج 174/3-: و هذا الحديث يفسر البکاء المباح والحزن الجائز، و هو ما کان بدمع العين ورقه القلب من غير سخط لامر الله، و هو ابين شي‏ء وقع في هذا المعني....

[3] من هذا يستفاد ان نهي ابن عمر- بل وابيه- عن البکاء کان عن نزعه شخصيه لهما، لامساس له بنهي النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

[4] و کتب محققه تحت هذا الحديث من هذه الطبعه ما لفظه: قال في الفتح: رحاله ثقات.