بازگشت

في بيان تأكد استحباب البكاء والرثاء له اسوة برسول الله من اهل بيته


في تاكد استحباب البكاء عليه والرثاء له عليه السلام اسوه برسول الله و اهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين، و في ان البكاء عليه والتحزن له بما اصابه من لوازم الايمان برسول الله و ولائه صلي الله عليه و آله و سلم.

و لنبدا في هذه المقدمه بما افاده السيد الاجل شرف الدين العاملي رفع الله مقامه، فان فيه غايه المامول و نهايه المقصود، ثم نتبعه بما رواه حفاظ آل اميه، فان فيه كسر جماح النواصب و جبر قلوب المؤمنين المواسين لسيد المرسلين و اهل بيته الطاهرين المظلومين صلي الله عليهم اجمعين فنقول:

قد افاد السيد شرف الدين شرفه الله تعالي في العالمين- في مقدمه كتابه المجالس الفاخره ما هذا لفظه [1] :

الاصل العملي يقتضي اباجه البكاء علي مطلق الموتي من المؤمنين ورثائهم بالقريض، و تلاوه مناقبهم و مصائبهم، والجلوس حزنا عليهم، والانفاق عنهم في وجوه البر، و لا دليل علي خلاف هذا الاصل، بل السيره القطعيه و الادله اللفظيه حاكمان بمقتضاه، بل يستفاد من بعضها استحباب هذه الامور اذا كان الميت والاثار النافعه، وفقا لقواعد المدنيه و عملا باصول العمران، لان تمييز المصلحين يكون سببا في تنشيط امثالهم، و اداء حقوقهم يكون داعيا الي كثره الناسجين علي منوالهم، و تلاوه اخبارهم ترشد العالمين الي اقتفاء آثارهم، و ذكري ما اصاب الائمه في سبيل مصالح الامه، تبعث فيها الي روح الايمان والهدي، و تاخذ باعناقها و قلوبها اليهم، و ان طال العهد، و بعد المدي...

و هنا مطالب خمسه [2] :

الاول في البكاء.

الثاني في الرثاء.

الثالث في تلاوه مناقب الميت و مصائبه.

الرابع في الجلوس حزنا عليه.

الخامس في الانفاق عنه في وجوه البر...

و هذه المطالب الخمسه هي كل ما تقوم به الشيعه في مجالسها الحسينيه.


و نحن في هذه المقدمه نثبت استحبابها شرعا، وانا مقتدون فيها باهل بيت العصمه، و معدن الهدي والرحمه، و ان الحكم فيها بين الرجال والنساء سواء، وان الفلسفه الصيحيه تقتضي رجحان هذه الماتم عقلا، و تفصيل ذلك كله في مجالس:

المجلس الاول في البكاء

لاريب في جواز البكاء علي موتي المؤمنين، بدليل فعلي النبي صلي الله عليه و آله

اما فعله فمتواتر في موارد عديده.

احدها: يوم مات عمه و كافله ابوطالب [3] .

ثانيها: يوم استشهد عمه الحمزه في احد [4] .

ثالثها: يوم استشهد ابن عمه جعفر، و زيد بن حارثه و عبدالله بن رواحه في موته [5] .


رابعها: يوم توفي ولده ابراهيم اذ بكي عليه، فقال له عبدالرحمن بن عوف: وانت يا رسول الله؟! قال: يا ابن عوف انها رحمه [6] ثم اتبعها- يعني عبره- باخره فقال (ص): ان العين تدمع والقلب يحزن، و لا نقول الا ما يرضي ربنا، و انا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون.

خامسها: يوم زار صلي الله عليه و آله و سلم قبر امه آمنه فبكي و ابكي من حوله [7] .

سادسها: يوم ماتت احدي بناته اذ فاضت عيناه تدمعان [8] .

سابعها يوم مات ضبي لاحدي بناته اذ فاضت عيناه يومئذ. فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال هذه رحمه جعلها الله في قلوب عباده، وانما يرحم الله من عباده الرحماء [9] .

ثامنها: يوم اشتكي سعد بن عباده رحمه الله فاتاه النبي صلي الله عليه و آله يعوده و معه بعض اصحابه، فوجده في غاشيه اهله، فقال (ص): قد قضي؟ فقالوا: لا يا رسول الله. فبكي النبي (ص) فلما راي القوم بكاءه بكوا، فقال (ص): ان الله لايعذب بدمع العين و لابحزن القلب الحديث [10] .

والصحاح الداله علي بكائه علي الموتي مما لايكاد يحصي.


واما قوله صلي الله عليه و آله و تقريره الدالان علي جواز البكاء فمستفيضان و مواردهما كثيره

احدها يوم استشهد جعفر الطيار، اذ جاءت النبي صلي الله عليه و آله و سلم امراته اسماء بنت عميس فعزاها، و دخلت فاطمه عليهاالسلام و هي تبكي و تقول: واعماه، فقال النبي صلي عليه و آله: علي مثل جعفر فلتبك البواكي [11] .

ثانيها يوم رجع رسول الله صلي الله عليه و آله من احد، و جعلت نساء الانصار يبكين علي من قتل من رجالن فقال- بعد ان اقرهن علي البكاء-: ولكن حمزه لا بواكي له، ثم نام فانتبه و هن يبكين حمزه فهن الي اليوم اذا بكين يندبن حمزه [12] .


ثالثها: يوم ماتت رقيه بنت رسول الله صلي الله عليه و آله حيث بكت عليها النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه- مع ان النبي (ص) اقرهن علي البكاء- فقال (ص): دعهن يبكين، ثم قال: مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمه وقعد (ص) علي شفير القبر و فاطمه الي جنبه تبكي، فجعل (ص) يمسح دمعها بثوبه رحمه لها [13] .

رابعها: يوم مرت جنازه علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و معها بواكي فنهرهن عمر فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله: دعهن يا عمر فان النفس مصابه والعين دامعه [14] .

الي غير ذالك مما لا يسعنا استيفاوه... و قد بكي يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم اذ غيب الله ولده. و قال: (وا اسفاه علي يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) حتي قيل: [15] ما جفت عيناه من وقت فراق يوسف الي حين لقائه ثمانين عاما، و ما علي وجه الارض اكرم علي الله تعالي منه... و عنه صلي الله عليه و آله [16] : انه سال جبرائيل عليه السلام: ما بلغ وجد يعقوب علي يوسف؟ قال: وجد سبعين ثكلي، قال: فما كان له من الاجر؟ قال اجر مائه شهيد [17] .


اي عاقل يرغب عن مذهبنا في البكاء بعد ثبوته عن الانبياء (و من يرغب عن مله ابراهيم الا من سفه نفسه) وقد استمرت سيره الائمه علي الندب والعويل، و امروا اولياءهم باقامه ماتم الحزن علي الحسين جيلا بعد جيل قال الصادق [18] : ان علي بن الحسين- عليهم السلام- بكي علي ابيه مده حياته، و ما وضع بين يديه طعام الا بكي و لا اوتي بشراب الا بكي، حتي قال له بعض مواليه: جعلت فداك يابن رسول الله اني اخاف ان تكون من الهالكين. قال عليه السلام: انما اشكو بثي و حزني الي الله و اعلم من الله ما لا تعلمون... و في روايه اخري [19] قال: ويحك ان يعقوب عليه السلام كان له اثنا عشر ولدا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثره بكائه عليه، و احدودب ظهره من الغم و ابنه حي في الدنيا، وانا نظرت الي ابي و اخي و عمومتي و سبعه عشره من اهل بيتي مقتولين حولي.

و كان اذا اخذ اناء ليشرب بكي حتي يملوها دمعا [20] فقيل له في ذلك، فقال: كيف لا ابكي وقد منع ابي الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش... و عن الصادق عليه السلام [21] البكاون خمسه: ادم بكي علي الجنه. و يعقوب بكي علي يوسف. و يوسف بكي علي يعقوب. و فاطمه بكت علي رسول الله صلي الله عليه و آله حتي قيل لها اذيتنا بكثره بكائك. و علي بن الحسين بكي علي ابيه حتي لحق بربه، و ما وضع بين يديه طعام الا بكي، و كان يقول: اني لم اذكر مصرع بني فاطمه الا خنقتني لذالك العبره...


و قال الصادق عليه السلام: و كان جدي- علي بن الحسين عليهماالسلام [22] - اذا ذكره- يعني الحسين بابي و امي- بكي حتي يبكي لبكائه رحمه له من رآه. قال: و ان الملائكه الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء، و ما من باك يبكي الا وقد وصل فاطمه واسعدها و وصل رسول الله (ص) وادي حقنا...

و قال الرضا عليه السلام [23] : ان المحرم شهر كان اهل الجاهليه يحرمون فيه الظلم والقتال فاستحلت فيه دماونا، و هتكت فيه حرمتنا، و سبيت فيه ذرارينا و نساونا، و اضرمت النار في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، و لم ترع لرسول الله (ص)، واضرمت النار في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، و لم ترع لرسول الله (ص) حرمه. في امرنا، ان يوم الحسين اقرح جفوننا، واسبل دموعنا، واذل عزيزنا، فعلي مثل الحسين فليبك الباكون، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام.

ثم قال عليه السلام: كان ابي اذا دخل شهر المحرم لا يري فيه ضاحكا، و كانت الكابه تغلب عليه، فاذا كان يوم العاشر كان ذالك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه...

و قال عليه السلام: [24] من تذكر مصابنا و بكي لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامه، و من ذكر مصابنا فبكي و ابكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون، و من جلس مجلسا يحيي فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب...

و عن الريان بن شبيب [25] قال: دخلت علي الرضا عليه السلام في اول يوم من المحرم فقال لي: يابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي كان اهل الجاهليه يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الامه حرمه شهرها و لا حرمه نبيها صلي الله عليه و سلم اذا قتلوا في هذا الشهر ذريته، و سبوا نساءه، وانتهبوا ثقله.

يابن شبيب ان كنت باكيا لشي ء فابك للحسين عليه السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش، و قتل معه من اهل بيته ثمانيه عشره رجلا ما لهم في الارض من شبيه، و لقد بكت السماوات السبع لقتله الي ان قال:...

يابن شبيب ان سرك ان تكون معنا في الدرجات العلي فاحزن لحزننا و افرح لفرحنا و عليك بولايتنا...


و قال عليه السلام [26] : من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخره و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته و حزنه و بكائه جعل الله عز و جل يوم القيامه يوم فرحه و سروره و قرت بنا في الجنان عينه...

و عن الباقر عليه السلام [27] قال: كان ابي يقول: ايما مومن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام دمعه حتي تسيل علي خده صرف الله عن وجهه الاذي، و آمنه يوم القيامه من سخطه و النار...

و قال الصادق عليه السلام [28] لفضيل بن يسار اتجلسون و تتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك، قال عليه السلام: ان تلك المجالس احبها، فاحيوا امرنا، فرحم الله من احيي امرنا.

يا فضيل من ذكرنا او ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه...

و عن ابي عماره المنشد [29] قال: ما ذكر الحسين عليه السلام عند ابي عبدالله- الصادق عليه السلام- في يوم قط فروي فيه مبتسما الي الليل قال: و كان ابو عبدالله- الصادق- يقول: الحسين عبره كل مومن...


و عن الصادق عليه السلام [30] قال: قال الحسين عليه السلام: انا قتيل العبره لا يذكرني المومن الا استعبر [31] جعلت فداءك.



يابن النبي المصطفي و وصيه

واخا الزكي ابن البتول الزاكيه



تبكيك عيني لا لاجل مثوبه

لكنما عيني لاجلك باكيه



تبتل منكم كربلا بدم و لا

تبتل مني بالدموع الجاريه



انست رزيتكم رزايانا التي

سلفت و هونت الرزايا الاتيه



و لقد يعز علي رسول الله ان

تسبي نساه الي يزيد الطاغيه



و يري حسينا و هو قره عينه

و رجاله لم تبق منهم باقيه



و جسومهم تحت السنابك بالعري

و رووسهم فوق الرماح العاليه



و يزيد يفرع ثغره بقضيبه

مترنما منه الشماته باديه [32] .


المجلس الثاني في الرثاء

لاريب في جواز رثاء موتي المؤمنين، لأصاله الاباحه، و عدم الدليل علي خلافها [33] وقد رثي آدم ولده هابيل [34] واستمرت علي ذلك ذريته الي يومنا هذا بلا نكير، واقر رسول الله صلي الله عليه و آله اصحابه مع اكثارهم من تهيج الحزن به، و تفننهم في ذالك بذكر مدائح الموتي في اخلاقهم و افعالهم [35] و لما توفي رسول الله صلي الله عليه و آله تنافست فضلاء الصحابه في رثائه.


فرثته بضعته الزهراء سيده نساء العالمين عليهماالسلام بابيات تهيج الأحزان، ذكر القسطلاني [36] منها هذين البيتين:



ماذا علي من شم تربه احمد

ان لايشم مدي الزمان غواليا



صبت علي مصائب لو انها

صبت علي الايام صرن لياليا



ورثته ايضا بابيات تثير الاشجان، ذكر ابن عبد ربه [37] منها هذين البيتين:



انا فقدناك فقد الارض و ابلها

و غاب مذغبت عنا الوحي والكتب



فليت قبلك كان الموت صادفنا

لما نعيت و حالت دونك الكثب



و رثاه كل من عمته صفيه [38] و ابن عمه ابي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب و ابي ذؤيب الهذلي [39] و ابي الهيثم بن التيهان [40] و ام رعله القشيريه [41] و عامر بن الطفيل [42] و غيرهم... و من استوعب الاستيعاب و تتبع طبقات ابن سعد و اسد الغابه والاصابه يجد من مراثي الصحابه شيئا كثيرا...

وقد اكثرت الخنساء [43] - و هي صحابيه ذات شات- من رثاء اخويها صخر و معاويه- و هما كافران- و ابدعت في مدائح صخر، و اهاجت عليه لواعج الاحزان علي انها كانت من الصالحات، وقد بدئت اولادها الاربعه في نشر الدعوه الاسلاميه، و سرها قتلهم في هذا السبيل، و ما برحت ترثي اخويها حتي ماتت، فما انكر عليها في ذالك احد.

واكثر ايضا متمم بن نويره من تهيج الحزن علي اخيه مالك في مراثيه السائره حتي وقف مره في المسجد و هو غاص بالصحابه، واتكا علي سيه قوسه [44] امام ابي بكر بعد صلاه الصبح فانشد [45] :




نعم القتيل اذ الرياح تناوحت

خلفت البيوت قتلت يابن الازور



ثم اوما الي ابي بكر فقال مخاطبا له [46] :



ادعوته بالله ثم غدرته

هو لو دعاك بذمه لم يغدر



فقال ابوبكر: والله ما دعوته

و لا غدرته. ثم قال متمم



ولنعم حشو الدرع كان و حاسرا

و لنعم ماوي الطارق المتنور



لايمسك الفحشاء تحت ثيابه

حلو شمائله عفيف المازر



و بكي حتي انحط عن سيه قوسه، قالو: فما زال يبكي حتي دمعت عينه العوراء، فما انكر عليه في بكاء، و لا في رثائه منكر، مع ما في بكائه و رثائه من المغازي السياسيه، بل قال له عمر [47] : لوددت انك رثيت زيدا اخي بمثل ما رثيت به مالكا اخاك!! فرثي متمم بعدها زيدا فما اجاد، فعاتبه عمر: بقوله: لم لم ترث اخي كما رثيت اخاك؟ فقال: انه والله ليحركني لاخي ما لايحركني لاخيك!

واستحسن الصحابه والتابعين و من بعدهم مراثيه في مالك، فكانوا يتمثلون بها اذا اقتضي الامر ذلك، كما فعلته عائشه اذ وقف علي قبر اخيها عبدالرحمان فبكت عليه [48] و تمثلت بقول متمم:



و كند كندماني جذيمه حقبه

من الدهر حتي قيل لن يتصدعا



فلما تفرقنا كاني و مالكا

لطول اجتماع لم نبت ليله معا




و ما زال الرثاء فاشيا بين المسلمين في كل عصر و مصر، لايتناكرونه، و حسينا دليلا علي استحبابه في مآتمنا ما رواه اصحابنا عن زيد الشحام [49] قال:

كنا عن ابي عبدالله- الصادق- عليه السلام و نحن جماعه من الكوفين، فدخل جعفر بن عفان [50] فقربه الامام وادناه، ثم قال: يا جعفر بلغني انك تقول الشعر في الحسين و تجيد؟ قال: نعم جعلت فداك. قال: قل. فانشده:



لبيك علي الاسلام من كان باكيا

فقد ضيعت احكامه واستحلت



[51] .



غداه حسين للرماح دريئه

وقد نهلت منه السيوف و علت



و غودر في الصحراء شلوا مبددا

عليه عتاق الطبر باتت و ظلت



فما نصرته امه السوء اذ دعا

لقد طاشت الاحلام منه وضلت



و ما حفظت قربي النبي و لارعت

و زلت بها اقدامها و استزلت



اذاقته حر القتل امه جده

فتبت اكف الظالمين و شلت



فلا قدس الرحمان امه جده

و ان هي صامت للاله وصلت



كما فجعت بنت الرسول بنسلها

و كانوا كماه الحرب حين استقلت



فبكي الصادق عليه السلام و من حوله حتي صارت الدموع علي وجهه و ليحته ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك الملائكه المقربون و انهم لها هنا يسمعون قولك في الحسين، ولقد بكوا كما بكينا و اكثر، وقد اوجب الله تعالي لك يا جعفر في ساعتك الجنه و غفر لك، ثم قال: الا ازيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال عليه السلام: ما من احد قال في الحسين شعراء، فبكي و ابكي الا اوجب الله له الجنه و غفر له...


وقد نسج جعفر بن عفان في هذا الرثاء علي روي سليمان بن قته العدوي اذ مر بكربلاء لثلاثه بعد قتل الحسين و اصحابه، فنظر الي مصارعهم و مضاربهم فانشا يقول و يبكي:



مررت علي ابيات آل محمد

فلم ارها امثالها حين حلت [52] .



فلا يبعدالله الديار و اهلها

و ان اصبحت منهم برغمي تخلت



و ان قتيل الطف من آل هاشم

اذل رقاب المسلمين فذلت



و كانوا غياثا ثم اضحوا رزيه

الا عظمت تلك الرزايا و جلت



الم تر ان الشمس اضحت مريضه

لقتل حسين والبلاد اقشعرت



وقد اعولت تبكي السماء لفقده

وانجمها ناحت عليه وصلت



و رحم الله الحسين بن الضحاك اذ نسج علي هذا الروي والقافيه فقال:



و مما شجي قلبي و اسبل عبرتي

محارم من آل النبي استحلت



و مهتوكه بالطف عنها سجوفها

كعاب كقرن الشمس لما تبدت



اذا حفزتها روعه من منازع

لها المرط عاذت بالخضوع ورنت



و ربات خدر من ذوابه هاشم

هتفن بدعوي خير حي و ميت



ارد يدا مني اذا ما ذكرتها

علي كبد حري و قلب مفتت



فلا بات ليل الشامتين بغبطه

و لا بلغت آمالها ما تمنت



و لله عواطف الامام محمد بن ادريس الشافعي حيث يقول من ابيات له في رثاء الحسين عليه السلام:




تزلزلت الدنيا لآل محمد

و كادت لهم صم الجبال تذوب



فمن مبلغ عني الحسين رساله

و ان كرهتها انفس و قلوب



قتيل بلا جرم كان قميصه

صبيغ بماء الأرجوان خضيب [53] .



وروي الصدوق في اماليه و في ثواب الأعمال، و ابن قولويه في كامله بالاسناد الي ابي عمار قال: دخلت علي ابي عبدالله- الصادق- عليه السلام فقال: انشد في الحسين فانشدته فبكي، ثم انشدته فبكي، قال: فوالله ما زلت انشده و هو يبكي حتي سمعت البكاء من الدار، فقال: يا ابي عماره من انشد في الحسين فابكي فله الجنه، و من انشد في الحسين فتباكي فله الجنه...

و روي الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب ثواب الاعمال و ابن قولويه في كامله بالاسناد الي ابي هارون المكفوف قال: دخلت علي ابي عبدالله- الصادق- عليه السلام. فقال: يا ابا هارون انشدني في الحسين فانشدته فلم يعجبه الانشاد لخلوه من الرقه المشجيه و كانه تركها حياء من الامام عليه السلام- فقال: لا- يعني لا تنشد بهذه الطريقه بل- كما تنشدون، و كما ترثيه عند قبره. قال: فانشدته [54] حينذ:



امرر علي جدث الحسين

و قل لأعظمه الزكيه



يا اعظما لازلت من

وطفاء ساكبه رويه



و اذا مررت بقبره

فاطل به وقف المطيه



وابك المطهر للمطهر

والمطهره النقيه



كبكاء معوله اتت

يوما لواحدها المنيه



قال: فبكي. ثم قال: زدني فانشدته القصيده الاخري:



يا فرو قومي و اندبي مولاك

و علي الحسين اسعدي ببكاك



قال: فبكي الصادق و تهايج النساء من خلف الستر، فلما ان سكتن قال: يا ابا هارون من انشد في الحسين فبكي وابكي عشره كتبت لهم الجنه، الي ان قال: و من ذكر الحسين عنده فخرج من عينه مقدار جناح ذبابه كان ثوابه علي الله و لم يرض له بدون الجنه.


و دخل عبدالله بن غالب [55] علي الامام الصادق عليه السلام فانشده مرثيته في الحسين عليه السلام فلما انتهي الي قوله (لبليه-...) البيت صاحت باكيه من وراء الستر: يا ابتاه.

و للامام الثامن عليه السلام مع دعبل الخزاعي قضيه مشهوره [56] : و ذلك لما وفد عليه بعبقريته التائيه تلك القصيده التاريخه الرنانه، التي تجاذبت بها انديه الادب، وانتشرت في اقطر العرب، و قامت بتلاوتها في دار الرضا قيامه الاحزان، و قرعت ساحته الشريفه بنوح دعبل بها الأشجان، فبكي الامام احر بكاء و علا من وراء الستر صراخ النساء، و كان لأطفاله رنين و ماق و رغاء [57] حتي استولي عليه الاغماء، واشترك في البكاء معه جنه الارض و ملائكه السماء:

وقد علم الناس ان الامام زين العابدين عليه السلام قد امر بشرا برثاء سيدالشهداء حيث قال:

يا بشر [58] رحم الله اباك لقد كان شاعرا، فهل تقدر علي شي ء منه؟

قال: نعم يبن رسول الله.

قال عليه السلام: ادخل المدينه وانع ابا عبدالله، قال: بشر بن حذلم: فركبت فرسي، و ركضت حتي دخلت المدينه فلما بلغت مسجد النبي صلي الله عليه و آله رفعت صوتي بالكباء و انشأت:



يا اهل يثرب لا مقام لكم بها

قتل الحسين فادمعي مدرار



الجسم منه بكربلاء مضرج

والراس منه علي القناه يدار [59] .



پاورقي

[1] و ليلاحظ ما اورده الشيخ محمد باقر البهاري رحمه الله في کتابه الدعوه الحسينيه ص 93 -45 ط 1.

[2] و هذه المطالب الخمسه من محتويات کتاب المجالس الفاخره للشرف الدين رفع الله مقامه، لامن کتابنا هذا، و نحن انما اوردنا امرين منها هاهنا.

[3] فيما رواه ابو داود و النسائي و ابن الجارود و ابن خزيمه. و نقله الدحلاني في باب وفاه عبدالمطلب و وصيقه لابي‏طالب ص 108 من الجزء الاول من سيرته المطبوعه في هامش السيره الجلبيه و نقله الحلبي ايضا في باب ابي‏طالب و خديجه ص 462 من الجزء الأول من سيرته حيث رووا عن علي عليه‏السلام قال: لما مات ابوطالب اخبرت النبي صلي الله عليه و آله بموته فبکي و قال: اذهب فاغسله و کفنه و واره غفر الله له و رحمه.

[4] فعن ابن مسعود ما راينا رسول‏الله باکيا اشد من بکائه علي حمزه وضعه في القبله ثم وقف علي جنازته وانتحب اي شهق حتي بلغ به الغشي يقول: يا عم رسول‏الله يا حمزه يا اسدالله و اسد رسوله يا حمزه يا فاعل الخيرات يا حمزه يا کاشف الکربات يا حمزه يا ذاب عن وجه رسول‏الله الي آخر نياحته و ندبته التي ذکرها اهل السير کالحلبي في ص 323 من الجزء 2 من سيرته، و کالدحلاني في ص 67 من الجزء الاول من سيرته و سائر من ارخ مقتل حمزه في غروه احد و تري ندبه النبي و نياحته هذه قد عدد فيها و محاسن عمه بما يهيج الحزن واللوعه عليه.

و قال ابن عبدالبر في ترجمه حمزه من الاستيعاب: لما راي النبي صلي الله عليه و آله و سلم حمزه قتيلا بکي فلما راي ما مثل به شهق و ذکر المورخون- کما في اواخر ص 387 من المجلد 3 من شرح النهج لعلامه المعتزلي-: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم کان يومئذ اذا بکت صفيه يبکي و اذا نشجت ينشج. قالوا: و جعلت فاطمه تبکي فلما بکت بکي رسول‏الله.

و هذا الحديث حجه من جهه جواز البکاء من جهه انه بکي صلي الله عليه و آله و سلم و من جهه انه اقر صفيه والزهراء علي بکائهما، علي ان مجرد بکائه سيده النساء حجه قاطعه.

[5] ذکر ابن عبدالبر في احوال جعفر من استيعابه: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم بکي علي جعفر و زيد و قال- يندبهما-: اخواي و مونساي و محدثاي.

واخرج البخاري في ابواب الجنائز ص 148 من الجزء الاول من صحيحه: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم نعي جعفرا و زيدا و ابن رواحه و ان عينيه لتذرفان.

[6] اخرجه البخاري في باب قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: انا بک لمحزونون من ابواب الجنائز ص 155 من الجزء الاول من صحيحه. ولا يخفي ما في تسميتها رحمه من الدلاله علي حسن البکاء، و اراد بقوله: ان العين تدمع الي آخره ان لا اثم بدمع العين و حزن القلب، و انما الاثم بقول ما يسخط الرب کالاعتراض عليه عز و جل.

[7] فيما اخرجه مسلم في آخر ص 359 من الجزء الاول من صحيحه. و هدا الحديث يشتمل علي فعله و تقريره صلي الله عليه و آله فهو حجه من جهتين.

[8] کما اخرجه البخاري في باب يعذب الميت ببعض بکاء اهله عليه من ابواب الجنائز ص 152 من الجزء الاول من صحيحه.

[9] اخرجه الشيخان فهو في ص 152 من الجزء الاول من صحيح البخاري و في ص 340 من الجزء الاول من صحيح مسلم. و تأمل في قوله صلي الله عليه و آله و سلم: هذه رحمه. و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: وانما يرحم الله من عباده الرحماء يتضح لک استحباب البکاء.

[10] اخرجه الشيطان في باب البکاء عند المريض ص 155 من الجزء الاول من صحيح البخاري و باب البکاء علي الميت ص 341 من الجزء الاول من صحيح مسلم. و هذا الحديث حجه من ثلاث جهات فعل النبي صلي الله عليه و آله و قوله و تقريره.

[11] هذا الحديث مستفيض و طرقه صحيحه، و قد ذکره ابن عبدالبر في ترجمه جعفر من کتاب الاستيعاب و هو مشتمل علي تقرير النبي صلي الله عليه و آله علي البکاء و امره به علي ان مجرد بکاء الزهراء حجه بالغه.

[12] اخرجه الامام احمد في ص 40 من الجزء 2 من مسنده عن ابن عمر.

و ذکره ابن جرير و ابن الاثير و صاحب العقد الفريد والحلبي والدحلاني في سيرتهما، و کل من ارخ غزوه احد من اهل السير والاخبار.

ولا تنس کلمه النبي صلي الله عليه و آله في طلب البکاء علي حمزه و ما فيها من الدلاله علي الاستحباب، و حسبک بها، و بقوله: علي مثل جعفر فلتبک البواکي دليلا علي ذالک... اما ما جاء في صحيحي البخاري و مسلم من ان الميت يعذب ببکاء اهله عليه و في روايه ببعض بکائه عليه، و في روايه ببکاء الحي، و في روايه يعذب في قبره بما ينح عليه، و في روايه من يبک عليه يعذب. فانه خطامن الرواي بحکم العقل والنقل. قال الفاضل النووي- عند ذکر هذه الروايات في باب الميت يعذب ببکاء اهله عليه في ص 318 من المجلد الخامس من شرح صحيح مسلم المطبوع في هامش شرحي القسطلاني و زکريا الانصاري- ما هذا لفظه: هذه الروايات کلها من روايه عمر بن الخطاب و ابنه عبدالله (قال): وانکرت عائشه عليهما و نسبتهما الي النسيان والاشتباه، واحتجت بقوله تعالي: (ولا تزر وازره وزر اخري) الي آخر کلامه. وانکر هذه الروايات ايضا ابن عباس و احتج علي خطا روايها والتفصيل في الصحيحين و شروحهما و ما زالت عائشه و عمر في هذه المساله علي طرفي نقيض، حتي اخرج الطبري في حوادث سنه 13 عند ذکر وفاه ابي‏بکر في الجزء الرابع من تاريخه بالسناد الي سعيد بن المسيب قال: لما توفي ابوبکر اقامت عليه عائشه النوح فاقبل عمر بن الخطاب حتي قام ببابها فنهاهن عن البکاء علي ابي‏بکر فابين ان ينتهين، و قال عمر لهشام بن الوليد: ادخل فاخرج الي ابنه ابي قحافه، فقالت عائشه لهاشم حين سمعت ذالک من عمر: اني احرج عليک بيتي، فقال عمر لهشام: ادخل فقد اذنت لک، فدخل هشام فاخرج ام فروه اخت ابي‏بکر الي عمر فعلاها بالدره فضربها ضربات فتفرق النوح حين سمعوا ذلک.

قلت کانه لم يعلم اقرار النبي صلي الله عليه و آله نساء الانصار علي البکاء علي موتاهن و لم يبلغه قوله صلي الله عليه و آله لکن حمزه لا بواکي له. و قوله صلي الله عليه و آله: علي مثل جعفر فلتبک البواکي، و قوله صلي الله عليه و آله و انما يرحم الله من عباده الرحماء و لعله نسي نهي النبي صلي الله عليه و آله اياه عن ضرب البواکي يوم ماتت رقيه بنت رسول‏الله (ص). و نسي نهيه اياه عن انتهارهن في مقام آخر.

[13] اخرجه الامام احمد من حديث ابن عباس في ص 335 من الجزء الاول من مسنده.

[14] اخرجه احمد من حديث ابي هريره في ص 333 من الجزء الثاني من مسنده.

[15] کما في تفسير هذه الآيه من الکشاف.

[16] کما في تفسير الآيه المذکوره من الکشاف ايضا.

[17] ترتيب هذا الثواب العظيم علي وجده دليل علي انه کان مستحبا شرعا، و نقل النبي (ص) لهذه الحکايه عن يعقوب بلا تعليق شي‏ء عليها منه (ص) دليل علي انه اقرها في شريعته المقدسه والا لابان حکمها الشرعي الاسلامي.

[18] فيما رواه ابن قولويه في الکامل و ابن شهر آشوب في المناقب و غير واحد من الثقاه الاثبات.

[19] اخرجها ابن قولويه و ابن شهر آشوب ايضا و غيرهما من اعلام الحفظه.

[20] اورده العلامه المجلسي بهذه الالفاظ في باب حزنه و بکائه علي ابيه ص 23 من المجلد 11 من البحار.

[21] فيما اخرجه ابن ادريس عن ابيه عن ابن عيسي عن ابن معروف عن محمد بن سهيل البحراني يرفعه الي الصادق کما في المجلد 11 من البحار.

[22] من حديث اخرجه ابن قولويه في کامل الزيارات و غير واحد من المحدثين.

[23] فيما اخرجه الثقات الاثبات کابن قولويه في الکامل و غيره.

[24] فيما اخرجه الصدوق في اماليه و غير واحد من اعلام المحدثين.

[25] فيما اخرجه الشيخ الصدوق في العيون و غير واحد من الثقات.

[26] فيما اخرجه الصدوق في اماليه و غير واحد من الاثبات.

[27] فيما اخرجه جماعه من الثقات کابن قولويه في کامله و غيره من الاثبات.

[28] کما في کتاب قرب الاسناد الي ابي‏بکر بن محد الازدي.

[29] اخرجه ابن قولويه في کامله.

[30] فيما اخرجه ابن قولويه في کامل الزيارات.

[31] الي غير ذلک من صحاح الاخبار المتواتره بمعناها عن ائمه الابرار، و ناهيک به حجه علي رجحان الماتم الحسينيه، واستحبابها شرعا، فان اقوال ائمه الثقلين و افعالهم و تقريرهم حجه لوجوب عصمتهم بحکم العقل والنقل کما هو في مظانه من کتب المتکلمين من اصحابنا.

و کنا فصلنا القول فيه في کتابنا الکبير- سبيل المؤمنين- علي ان الاقتداء بهم لا يتوقف- عند الخصم- علي عصمتهم، بل يکفينا فيه ما اتفقت عليه الکلمه من امامتهم في الفتوي، و انهم في انفسهم لا يقصرون عن الفقهاء الاربعه و اضرابهم کالثوري والاوزاعي علما و لا عملا... وانت تعلم ان هذه الماتم لو ثبتت عن ابي حنيفه او صاحبيه ابي يوسف والشيباني لا ستبق الخصم اليها، و عکف ايام حياته عليها، فکم ينکرها علينا و يندد بها بعد ثبوتها عن ائمه اهل البيت يا منصفون.!؟.

[32] والابيات ماخوذه من قصيده طويله في رثاء الامام الحسين- عليه‏السلام- للشيخ محمد علي بن الحسين المعروف بابن الاعسم المتوفي سنه: (1233) و اولها:



قد اوهنت جلدي الديار الخاليه

من اهلها ماللديار و ماليه



و هي معروفه عند قراء التعازي و قد ذکر الشيخ محمد السماوي رحمه الله في الفصل الخامس من کتابه ظرافه الاحلام، ص 27- ان الابيات وقعت موقع العنايه عند ابي الائمه اميرالمؤمنين عليه‏السلام و انه دفعها- في الليله التي نظمها ابن الاعسم و لم يعلم بها غيره و غير ابنه- الي بعض قراء المراثي کي يرثي بها الحسين عليه‏السلام!!!.

[33] لکن الذي يظهر من القسطلاني- في باب رثاء النبي سعد بن خولي ص 318 من الجزء 3 من ارشاد الساري في شرح البخاري- ان جماعه يفصلون القول في الرثاء فيحرمون منه ما اشتمل علي مدح الميت و ذکر محاسنه الباعث علي تحريک الحزن و تهييج اللوعه، و يبيحون منه ما عدا ذالک، والحق اباحته مطلقا الا اذا اشتمل علي الباطل: اذ لا دليل علي الحرمه، والنهي الذي يزعمون انما يستفاد منه الکراهه في موارد اخر ليست من موضوع بحثنا، علي ان النهي غير صحيح عندنا.

[34] بقوله فيما يروي- وقد ضعف:- تغيرت البلاء و من عليها- الخ.

[35] تلک مراثيهم في کتب الاخبار، فراجع من الاستيعاب ان اردت بعضها احوال سيدالشهداء حمزه، و عثمان بن مظعون، و سعد بن معاذ، و شماس بن عثمان بن الشريد والوليد بن الوليد بن المغيره، و ابي خراش الهذلي، و اياس بن بکير الليثي، و عاتکه بنت زيد بن عمرو بن نفيل و غيرهم.

ولاحظ من الاصابه احوال ذي الجناحين جعفر بن ابي‏طالب، و ابي زيد الطائي، و ابي سنان بن حريث المخزومي، والاشهب بن رميله الدارمي، و زينب بنت العوام، و ابن عبدالله بن عبدالمدان الحارثي، و جماعه آخرين لايحضرني اسماءهم و دونک کتاب (الدره في التغازي والمرائي) و هو في اول الجزء الثاني من العقد الفريد تجد فيه مراثي الصحابه و من بعدهم شيئا کثيرا. و اذا تتبعت کتاب (اسعد الغابه) تجد الکثير من مراثي الصحابه. وليس شي‏ء مما اشرنا اليه الا وقد اشتمل علي ما يهيج الحزن و يجدد اللوعه بمدح الميت بالحق، و ذکر محاسنه بالصدق.

[36] في ص 318 من الجزء 3 من ارشاد الساري في باب رثي النبي (ص) سعد بن خولي.

[37] في ص 7 من الجزء الثاني من عقد الفريد. و ذکر ابن ابي‏الحديد ثلاثه ابيات اخر منها في اخر ص 93 و ثلاثه ابيات ايضا في ص 94 من المجلد الرابع من شرح النهج.

[38] رثته بقصيده يائيه ذکر ابن عبدالبر بعضها في احوال النبي من استيعابه.

[39] رثاه بقصيده لاميه ذکر بعضها صاحبا الاستيعاب والاصابه في ترجمه ابي‏سفيان.

[40] رثاه بقصيده حائيه ذکر بعضها الفاضل العباسي في احوال ابي ذويب من معاهد التنصيص ص 252 و اورد بعضها ايضا صاحبا الاستيعاب والاصابه في ترجمه ابي ذويب.

[41] رثاه بقصيده داليه اشار اليها العسقلاني في ترجمه ابي‏الهيثم من اصابته.

[42] رثته بقصيده رائيه اشار اليها العسقلاني في ترجمه ام رعله من اصابته.

[43] رثاه بقصيده جيميه اشار اليها العسقلاني في ترجمه عامر من اصابته.

[44] سيه القوس: ما عطف من طرفيها. جمعها سيات.

[45] کما في ترجمه وثيمه بن موسي بن الفرات من وفيات ابن خلکان. و کما في ص 20 من العقد الفريد.

[46] کما في ترجمه وثيمه من وفيات ابن خلکان، و کما في ص 20 من الجزء 2 من العقد الفريد ايضا.

[47] کما في ترجمه وثيمه من الوفيات ايضا.

[48] کما في ترجمه عبدالرحمن بن ابي‏بکر من الاستيعاب.

[49] هذا الحديث رواه عده من اصحابنا الثقات کابي علي في احوال جعفر بن عثمان الطائي من کتاب منتهي المقال في احوال الرجال.

[50] کان من ثقات سلفنا.

[51] لم يورد ابو علي في کتاب المقال هذه الابيات وانما، اشار اليها واوردها غيره.

[52] انشد هذه الابيات ابو تمام في الحماسه. والمبرد في الکامل لسليمان ابن قته. و نسبها ابن الاثير في آخر وقعه الطف من کامله الي التيمي تيم مره قال: و کان منقطعا الي بني‏هاشم. والظاهر انه اراد سليمان بن قته لانه تيمي بالولاء. و قال الخطيب التبريزي في شرح الحماسه: رواها البرقي لابي رميح؟ الخزاعي. واوردها ابن عبدالبر في ترجمه الحسين من الاستيعاب فنسبها الي سليمان بن قته الخزاعي و قيل: انه لابي الرميح؟ الخزاعي.

[53] هذا الرثاء نقله عن الامام الشافعي جمال الدين الحافظ الزرندي المدني کما في کتاب معارج الاصول، و نقله الفاضل البلخي في ينابيعه.

[54] انشد ابو هارون هذه الابيات و هي للسيد اسماعيل الحميري.

[55] اخرجه ابن قولويه في کامل الزيارات بسند صحيح.

[56] اشار اليها الفاضل العباسي في احوال دعبل من معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص في اول ص 373 و ذکرها الصدوق في عيون اخبار الرضا. والعلامه الاربلي في کشف الغمه. والمجلسي في المجلد 11 من بحاره. و ابوالفرج الاصفهاني في اغانيه. و غير واحد من المحدثين والمورخين.

[57] الماق ما ياخذ الصبي بعد البکاء من الشهيق الشبيه بالفواق، و رغاء الصبي هو اشد ما يکون من بکائه.

[58] ذکر ذالک السيد ابن طاووس في کتاب اللهوف علي قتلي الطفوف.

[59] الي هنا تنتهي مقدمه العلامه السيد شرف الدين رفع الله مقامه.



والظاهر ان من هذه القصيده ما اورده المبرد في الجزء الثالث من کتاب التعازي والمرائي ص 88 ط دمشق قال:

و مما يستحسن من قول متمم بن نويره الدال علي صحه عقله و تمکن الحزن من قلبه، و قله نسيانه اخاه انه کان لا يمر بقبر ولا يذکر الموت بحضرته الا قال: «يا مالک» ثم فاضت عبرته، ففي ذلک يقول:



و قالوا: اتبکي کل قبر رايته؟

لقبر ثوي بين اللوي والد کادک؟



فقلت لهم: ان الاسي يبعث البکا

ذروني فهذا کله قبر مالک



و رواه محققه في هامشه عن کتاب الکامل ص 221 و حماسه ابي تمام: ج 2 ص 290.