بازگشت

القصيدة لمحمد بن حماد






لغير مصاب السبط دمعك ضائع

و لم نحظ بالحظ الذي أنت طامع



و لا أنت فيما تدعيه من الولاء

اذا لم يذب من لوعه الحزن سامع



فكل مصاب دون رزء ابن فاطم

حقير ورزء السبط و الله فازع



فدعني عذلي و البكاء فانني

أراك خليا لم ترعك الفواجع



لأي مصاب أم لأي رزيه

تصان لها دون الحسين المدامع



لحا الله طرفا لم يسح دموعه

بقان فما دمع علي السبط ضائع



فأين ادعاك الود و العهد و الولاء

و قولك اني تابع و ممتابع



يبيت حسين ساهر الطرف خائفا

و طرفك ريان من النوم هاجع






و جسم حسين بالدماء مرمل

و جسمك في ثوب من الحزن دارع



أيا عين ابكي للحسين و ما جري

عليه و ما جرت عليه الخدائع



لقد كاتبوه الناكثون و كثروا

لقولهم أقدم فسعدك طالع



و ليس لنا الاك يابن محمد

اماما و ان الدين و الحق ضائع



و أنفسنا دون النفوس و أهلها

و أموالنا تفديك و الكل طائع



فأقبل مولاي الحسين بأهله

يحدبهم حدب الظهور الجراشع



فلم يلق الا غادرا و منافقا

و كل لعين أحرقته المطامع



يسائله ماذا الذي أنت طالب

و في أي قول جئت فيه و طامع



فقال لهم كتب لكم و رسائل

تخبر أن الكل للحق طائع



فأبدوا جحودا واغتدوا و تجبروا

و باحوا بما كانوا بذكراه طالعوا



و أصبح ممنوعا من الماء ورده

و قد ملكت دون الحسين الشرائع



فيا لهف قلبي للشهيد و أهله

و أصحابه كل هناك يطالع



الي الماء يجري و اللئام تحوطه

كلون سماء موجه متدافع



للفاطميات العفاف تلهف

علي شربه و الذئب و الكلب شارع



فلما رأي السبط الشهيد ضلالهم

و كل لكل في الغوايه تابع



أتي نحوهم في نعله وردائه

و لا راعه من كثره القوم رائع



و قال لهم يا قوم أي شريعه

مبدلها أم أي بدعه بادع



يحل لكم قتلي أي شريعه

ألا فانسبوني من أنا ثم راجعوا



نفوسكم قلبي الندامه و الأسي

فما الحزن من بعد التفرط نافع



اذا لم تكونوا ترتضون قدومنا

دعوني عنكم اني الآن راجع



فقالوا له خل التعل و المني

و صحبك جمعا سلموا ثم بايعوا



و الا فكاسات المنون مليئه

بها السم من رزق الأسنه ناقع



فشأنك و الحالين أي كلاهما

تريد فأخبرنا بما أنت صانع



فقال لهم كفوا عن الحرب انني

أفكر فيما قلتم و أطالع



و لما دجي الليل البهيم عليهم

و طاب لخالين القلوب المضاجع



دعا السبط أنصارا كراما أغفه

و ما منهم الا حمي و طائع






فقال لهم بالحل أمضوا واسلكوا

سبيل النجا بالليل فالبر واسع



فقالوا جميعا لا رعي الله عيشه

نعيش بها و السبط للموت جارع



فقاموا يرون الموت أكبر مغنم

و ما منهم الا عن السبط دافع



و قام لهم سوق من الموت حاميا

و تجاره سمر القنا و القواطع



و بادي منادي الموت واشتجر القنا

و قد نشرت للبيع ثم البضائع



فكم بائع نال السعاده و المني

و كم خاب ذاك اليوم شار و بائع



فللله من أقمار ثم تساقطت

علي الأرض صرعي فهي فيها طوالع



و آساد غيل بعد بأس و سطوه

مذلله من بعد عز خواضع



و عاد حسين مثل ما قال شاعر

كما كف طار عنها الأصابع



و نسوانه من بين سبي و غاره

حزانا حياري نادبات جوازع



و بنت علي لا تمل من البكا

بقلب لها قلب الأحبه لاسع



تقول أخي هذا الفراق متي اللقا

و في أي وقت يجمع الشمل جامع



أخي من لنا من بعد فقدك كافل

و فيمن تلوذ البائسات الضوائع



و صاح ابن سعد اذ رأي السبط وحده

و ليس له من قتله من يمانع



ألا عجلوا قتل الحسين سلبه

و نهب خيام النساء و سارعوا



فمال عليه القوم بالبيض و القنا

و رشق سهام رميه متتابع



فأردوه مخضوب الثياب كأنه

شمام هوي من سرجه أو مقالع



كأني بشمر جالسا فوق صدره

لرأس حسين بالمهند قاطع



و علي سنان رأسه في سنانه

و نور حسين السبط كالبدر ساطع



فيا لك من يوم عظيم مصابه

عجيب أمو للشواهق ضارع







ففحم الغوي و الجهل و البطل جامع

و نهر الهدي و الدين و الحق ضائع



و فيه حسين بالدماء مرمل

و فيه يزيد بالمسره رائع



و زواره عود و خمره و قينه

و زوار مولاي الحسين الجوامع



و طفل يزيد بالمهود ممهد

و طفل حسين بالمنيه راضع



و أطلال أولاد الدعي عوامر

و أطلال أولاد النبي بلاقع



و آل زياد بالستور أعزه

و آل رسول الله فيها ضوارع






كمثل الأما يضربن من كل جانب

و قد أخذت عن رؤوسهن المقانع



اذا نظروا رأس الحسين امامهم

الي الأرض من فوق المطايا تواقع



و لم أنس زين العابدين مكبلا

و شمر له بالسب و الضرب واجع



و فخذاه نضاخان قان و قلبه

من الوجد التبريح بالذل خاشع



فكل مصاب هان دون مصابهم

و كل بلاء دونه متواضع



أيا سادتي يا آل طه عليكم

سلام متي ناح الحمام المراجع



فوالله ما لي في المعاد ذخيره

و لا عمل فيه انمحي الذنب طائع



سوي حبكم يا خير من و طأ الثري

و اني بذلاك الذخر راض و قانع



لعل ابن حماد محمد عبدكم

له في غد خير البريه شافع



عليكن سلام الله ما هبت الصبا

و ما لاح نجم في دجي الليل لامع