بازگشت

القصيدة للشيخ الدرمكي






قلب المتيم بالأحزان موغور

و طرفه عن لذيذ النوم محجور



و دمعه فوق صحن الخد منحدر

و جسمه بقيود السقم مقهور



و ودي الصبر منه مقفر خرب

و عمره بالبكاء و النوح معمور






قد عاهد الله ايمانا مغلظه

لا يترك الحزن حتي ينفخ الصور



حزنا مقيما مديما لا علي ولد

و لا حبيب و لا أبكاء مخدور



و لا لحسن رياض قد زهت و نمت

وقت الربيع بالزهر تزهير



و لا لنوح حمام الايك اذ سجعت

فوق الغصون لها في النوح تجهير



و لا لطيب الصبا و اللهو اذ ذهبا

غداه ذيل حلي البال مجدور



لكن تصرم شهر الحج فاحترقت

أحشاه بالحزن لما هل عاشور



ؤمثل الأتقياء الأصفياء و من

لولاهم مارجا القرآ ن مأزور



غداه سار ابن سعد بالجيوش الي

حرب الحسين له في السير تكبير



من بعد ما وردت بالأمس كتبهم

أقدم فأنت بعون الله منصور



فحين لما دنا من قرب دارهم

مبلغا ما به بالنص مأمور



ثاروا عليه و حالوا دون مشربه

و أظهروا رشك في الصدر مذخور



فقال يا قوم كفوا عن ضلالتكم

فالكل منا بتقوي الله مأمور



فلا تغركم الدنيا و زينته

فالخير و الشر للانسان مسطور



أني أحذركم بطش الاله بكم

و من تقدم بالانذار معذور



عذرتموني وجددتم عهودكم

فجئت أسعي لما في الكتب مسطور



قالوا له كف عن هذا الكلام فما

يبجيك من كيدنا ذا اليوم تعذير



فان يا قوم ان الله أمرنا

و ما لصابحكم في الحكم قطمير



و قسمه النار و الجنات في يدنا

و ما علينا لخلق الله قط تأمير



قالوا له حكمكم ظلم و طاعتكم سقم

و خذلانكم ما فيه تخسير



فان أطعت علي هون نجوت و ان

تأبي بحد السيف مقهور



فقال خلوا سبيلي ان لي فكرا

باقي نهاري و لي في الليل تفكير



فام منزله و الدمع يسبقه

كأنه درر في الخد منثور



فحين لما دجي الليل البهيم و قد

أمسي علي و جل و الطرف مسهور



دعا بأصحابه جميعا فاحضرهم

و قال يا قوم ما في الأمر تأخير



ان النواصب قد نامت عيونهم

و البر خال و جنح الليل مستور






من كان منكم يواسينا بمهجته

فأجره ثابت و الذنب مغفور



و من أبي فهو في حل و في دعه

فما لنا في رقاب الناس تحجير



فأكثروا بالبكاء و الوجد وانتحبوا

و جددوا قولهم و الدمع محدور



حاشا و كلا بأن نعطي الظهور معا

و أنت في عرصات الصف محصور



فالموت لايد أن نلقي مرارته

فاصدع بما أنت ملزوم و مأمور



فقال لا خيب الرحمان قصدكم

و لا هفا لكم ذكر و لا نور



يا ليتني كنت ذاك اليوم بينهم

و في يدي مرهف الخدين مشهور



لله درهم ما كان أصبرهم

كأنهم في الوغي أسد مغاوير



من كل محتزم بالصبر مدرع

بالفضل متشح بالخير مذكور



كانوا كأصحاب بدر في الوغا لهم

شأن و مجد و تعظيم و توفير



لله كم قسموا بالروع من بطل

مجرب و هو في الهيجاء مذكور



حتي أذيقوا الردي ظلما علي ظمأ

و الماء يشربه كلب و خنزير



و أصبح السبط فردا لا نصير له

و قلبه بلظي الأحزان موغور



اذا دنوا منه أفناهم بصارمه

و ان ولي فله في التراب تبصير



حتي رموه بسهم في مقاتله

فخر ملقي له في التراب تعفير



و أدبر المهر ينعاه و يندبه

و السرج منتكس و الرمح مكسور



فحين أبصرنه النسوان مختضيبا

خرجن كل لها في الذيل تعثير



كل تقول فجعنا بالذي فجعت

به البتول و خانتنا المقادير



أين الحسين يرانا نستغيث فلا

نغاث قد أحكمت فينا الخنازير



واغبرت الأرض و الآفاق وانكسفت

شمس النهار و وافي البدر تكوير



و أصحبت عرصات العلم دارسه

و شرد الحق واستعلي المناكير



فحين أبصته النسوان منجدل

و الشمر يذبحه و السيف مشهور



سقطن كل توقيه بمهجته

و دمعنا فوق صحن الخد محدور



و الشمر يدفعهم عنه و يوجعهم

ضربا بوشحهم و النحر منحور



و ميز الرأس في كفيه ينظره

الدم منه علي زنديه تقطير



لهفي لزينب تنعاه و تندبه

و النحر في يدها و الرأس مبتور






يا عاريا كست الأرياح جثته

قميص ترب بدم النحر مزرور



و غسلته الضبا من دم منحره

و شيبه قطنه و الترب كافور



و نعشه من قني الخطي أرفعها

و القبر في قلب من والاه محفور



يا سيدي ما تري الأيام حولك

و السجاد يسحب في الأقياد مأسور



و أم كلثوم للأيتام جامعه

و قلبها بسيوف الحزن مشطور



و بينهم فاطمه الصغراء صارخه

و شعرها من وراء الكتف منشور



تقو ل يا أبتا خلفتنا عبر

و في بعض ما نالنا الناس تعبير



من للأرامل و الأيتام يا أبتا

و أنت تحت طباق الأرض مقبور



ما كان أطيبنا و الشمل مجتمع

و نحن في نعمه و القلب مسرور



تبدل الأمن خوفا و النعيم شقا

و اليسر عسرا و ضد الصفو تكبير



ما كنت أحسب أن الدهر يعذرني

و بذل وجهي و هتك الستر مذخور



لا زلت أحذر حتي صرت في حذري

و حاذري الدهر لم ينفعه تحذير



يعز علي البعضه الزهراء لو نظرت

أولادها الغر كل و هو مضرور



كان الحسين لنا سورا و قصر حمي

فاليوم هدم ذاك القصر و السور



يا عمتاه قربوا الأجمال يرتحلوا

و الرأس يقدمهم في الرمح مشهور



قومي نودع جثمان الحسين فقد

حان الرحيل و ما للقوم تأخير



فغردت برفيع الصوت عمتها

أما لزلتنا يا قوم تكبير



تسيرونا علي الأقتاب عاريه

شعثا عراه لنا في السير تعثير



يا ليت أسماعنا من قبل ذا طرشت

جمعا و أعيننا من رزئنا عور



بأي وجه تلاقي الله ويلك يا

حادي اتق الله أين الله محذور



فحين لما أتو أرض الشام معا

و فوقهم علم الأحزان منشور



و أقبلوا بالسبايا و الرؤوس معا

نحو اللعين و باب القصر محصور



فكبروا قال ما هذا فقيل له

رأس الحسين فأنشاأ و هو مسرور



فلعنه الله تغشاه و والده

مخلد في أطباق النار مدحور



و جاد أجداث آل المصطفي أبدا

غيث مقيم مدي الأيام مهمور






متي نري الشمس من غرب و قد طلعت

لها شعاع علي الآفاق مظهور



و العدل بالأرض و الأيام باسمه

و الظلم و السفق و الطغيان مطمور



أنا العبد الذليل الدرمكي و من

شخصي علي فطره الاسلام مفطور



صلي الاله علي من حبهم سكن

و مدحهم في جميع الكتب مسطور