بازگشت

الباب 1


أما بعد، أيها المؤمنون: فان الجهاد باب من أبواب الجنه، فتحه الله لخاصته و أوليائه و أحبائه و خلصائه، و هو لباس التقوي و درع الله الحصينه و جنته الوثيقه، فمن تركه رغبه عنه ألبسه الله ثوب الذل و شمله البلاء و ديث بالصغار و ضرب علي قلبه بالاسهاب و أديل الحق بتضييع الجهاد و سيم الخسف و منع النصف، ألا و ان من أهله الله لذلك، الشهداء من الأنصار و الأرقباء فانهم لما علموا أنهم لا ينالون لبس الخلعه السنيه الا بخلع الحياه و ركوب المنيه و انهم لا يعلمون الي مطلوبهم الا ببذل النفوس في طاعه محبوبهم، و تيقنوا أنها المرتبه العاليه و البيعه الراجحه الغاليه و بذلوا الأرواح يوم الكفاح واتلفوا الأجساد يوم الي طعن الرماح و ضرب السيوف، لرأيت الأمر العظيم و الخطب الجسيم، و لمثل هذا فليعمل العالمون و في ذلك فليتنافس المتنافسون:



يلقي الرماح بنحره فكأنها

في قلبه عود من الريحان



و يري لبسيوف و صوت وقع حديدها

عرسا يجليها عليه غواني



فيا لها من منيه حصلوها و فضيله أحرزوها فاقوا بها الأولين و الآخرين في رضي مولاهم الحسين بن أمير المؤمنين! و لعمري أنه جهاد أعظم من جهاد


أن صار الامام أبي عبدالله عليه السلام أذن لهم في ترك القتال و قال: اذهبوا في هذا الليل بمن معي من الآل فأنا بغيه هؤلاء الأرجاس و قتلي مرادهم دون الناس فأبوا واختاروا الموت علي الحياه في طاعه و الفناء لاجابته و لله در من قال فيهم:



جادوا بأنسفهم في حب سيدهم

و الجود بالنفس أقصي غايه الجود



فلو رأيتهم و قد أقبلوا علي القتال يجادلون بالسيوف في حومه النزال يستبشرون بذهاب الأعمار لما كشف عن أبصارهم فشاهدوا الجنه و النار. و لله در بعض مادحيهم حيث نظم و قال فيهم:



قوم اذا نودوا لدفع ملمه

و القوم بين مئعس و مكودس



لبسوا القلوب علي الدروع و أقبلوا

يتهافتون علي ذهاب الأنفس



و قوا بنفوسهم نفوس الطاهرين البرره حتي أبيدوا عن آخرهم بأيدي الطغاه الفجره، فكم يومئذ من كبد مقروحه و دمعه مسفوحه و من لا طمه خدها و نادبه جدها و منشور شعرها و مهتوك سترها، و كم من مريض يئن و ثاكله تحن و كم من كريم علي رأس السنان و شريف يسام الخسف و الهوان و كم من طفل مذبوح و دم لآل رسول الله مسفوح و كم من أكباد محترقه من الظماء و أجساد مرمله بالدماء و ربات خدر بارزات و مغلولات حاسرات. فوا عجباه بما حل بالآل من اللئام الكفره الأنذال:



و جرع كأس الموت بالطف أنفس

كرام و كانوا للرسول و دائعا



و بدل سعد التم من آل هاشم

بنحس و كانوا كالبدور طوالعا



و قال آخر:



أديرت كؤوس للمنايا عليهم

فأعفوا عن الدنيا كاعفاء ذي السكر



فأجسامهم في الأرض قتلي بحبه

و أرواحهم في الحجب نحو العلي تسري



فما عرسوا الا بقرب حبيبهم

و ما عرجوا من مس بؤس و لا ضر



روي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كنت عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم جالسا اذا أقبل الحسن عليه السلام فلما رآه بكي و قال الي الي فأجلسه علي فخذه


اليمني، ثم أقبل الحسين عليه السلام فلما رآه بكي و قال: مثل ذلك و أجلسه علي فخذه اليسري، ثم أقبلت فاطمه عليها السلام فلما رآها بكي و قال: مثل ذلك و أجلسها بين يديه، ثم أقبل علي عليه السلام فرآه فبكي و قال مثل ذلك فأجلسه الي جانبه الأيمن فقال له أصحابه: يا رسول الله ما تري واحدا من هؤلاء الا و بكيت له و ما فيهم الا من تسر برؤيته؟ فقال: و الذي بعثني بالنبوه واصطفاني بالرساله علي جميع البريه ما علي وجه الأرض نسمه أحب الي الي منهم و انما بكيت لما يحل بهم بعدي و ذكرت ما يصنع بولدي هذا الحسين فكأني به و قد استجار بحرمي و قبري فلا يجار فيرتحل الي أرض مقتله و مصرعه أرض كربلاء تنصره عصابه من المسلمين أولئك سادات شهداء أمتي يوم القيامه كأني أنظر اليه و قد رمي بسهم فخر عن سرجه طريحا، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما، ثم انتحب و بكي و أبكي من كان حوله وارتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قام و هو يقول: اللهم اني أشكو اليك ما يلقي أهل بيتي من بعدي. و في بعض الأخبار أن الحسين دخل علي أخيه الحسنفلما نظر اليه بكي فقال: ما يبكيك يا عبدالله الحسين؟ فقال: بلي لما يصنع بك، فقال الحسين: ان الذي يؤتي الي بالسم فأقتل به ولكن لا يوم يصنع بك، فقال الحسن: ان الذي يؤتي الي بالسم فاقتل به ولكن لا يوم كيومك يزدلف اليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمه جدنا فيجتمعون علي قتلك و سفك دمك و انتهاك حرمتك و سبي ذراريك و نسائك و انتهاك رحللك و ثقلك فعندها تحل علي أميه اللعنه و تمطر السماء دما و يبكي عليك كل شي ء حتي الوحوش في الفوات و الحيتان في البحار. فيا اخواني تساعدوا علي النياحه و العويل واسبكوا عبراتكم علي الغريب القتيل الذي اهتز لمصابه عرش الليل، و لئن حجبتكم عن نصرتهم الأقدار علي ما يشاء القادر المختار فلا عذر لكم عن لبس جلابيب العزاء و اظهار شعار و البكاء و هو من أقل القليل في هذا القبيل:



يا ساده شرف الكتاب بما حوي

فيهم من الاجلال و الاعظام



يا من اذا ذكر اللبيب مصابهم

هانت عليه مصائب الأيام



قسما بمن فرض الولاء علي الوري

لكم و ذلك أعظم الاقسام



ما أطمع الأرجاس فيما أبدعوا

فيكم و جرأهم علي الاقدام






الا الذين تعاقدوا أن ينقضوا

ما أحكم الهادي من الابرام



رو أنه: لما قبض الحسن عليه السلام اجتمع نفر من أهل الكوفه في دار رجل منهم و كتبوا الي الحسين كتابا يعزونه علي أخيه الحسن و يذكرون فيه انا شيعتك و المصابون لمصيبتك و المحزنون لحزنك و المنتظرون لأمرك شرح الله صدرك و غفر ذنبك و رفع ذكرك و علا قدرك ورد عليك حقك و السلام عليك و رحمه الله و بركاته. و صار الناس يقولون: ان هللك معاويه يكن الأمر للحسين عليه السلام فبلغ ذلك معاويه فبعث يستعتب الحسين بكلام يذكر فيه: أما بعد فقد بلغني عنك أمور و أسباب و أظنها باطله فلا تسمعني الي قطيعتك يا أبا عبدالله، فمتي أكرمتني أكرمتك و متي أهنتني أهنتك، فلا تشق عصا هذه الأمه فقد جربتهم و بلوتهم و أبوك من قبلك كان أف ضل منك أفسدوا عليه رأيه، و اياك تسمع كلام السفهاء الذين لا يعلمون بعواقب الأمور. فكتب الحسين عليه السلام كتابا اليه يعتذر فيه الي أن دنا من معاويه الموت أوصي الي ابنه يزيدو كان غائبا و كتب له كتابا يذكر فيه: اعلم يا بني اني قد و طأت لك البلاد و ذللت لك الرقاب الشداد، و لست أخشي عليك الا من أربعه أنفر فانهم لا يبايعونك علي هذا الأمر. و ذكر منهم الحسين و دفع الكتاب الي الضحاك بن قيس و أمره أن يوصله ال يزيد رسولا يخبره بموت أبيه فجزع جزعا عظيما و بقي أياما لا يخرج من داره فلما خرج بعد ذلك بموت أبيه فجزع عظيما و بقي أياما لا يخرج من داره فلما خرج بعد ذلك جاء الناس يعزونه و يهنونه و كان من جملتهم الضحاك بن قيس فدفع اليه الوصيه فلما فضها و قرأها بكي حتي غشي عليه فلما أفاق خرج فرقي المنبر و خطبهم خطبه يذكر فيها موت أبيه و اليا علي المدينه كتابا يأمره أن يأخذ البيعه علي أهلها و بعث الي عمر بن سعد بالري و أمره أن يأخذ البيعه علي أهلها و نفذ الي جميع الأمصار بذلك فبايعوه الا أهل الكوفه و المدينه. و كان فيما بعث الي الوليد يقول: خذ لنا البيعه علي من قبلك عامه و عي هؤلاء الأربعه أنفز خاصه و هم عبدالرحمن بن بكر عبدالله بن عمر بن الخطاب و عبدالله بن الزبير و الحسين بن علي فمن لم يبايعك منهم فانفذ الي برأسه. فلما قرأ الكتاب بعث


الي مروان بن الحكم و كان قد جفا من أجل الاماره لأنه كان وليا من قبله علي المدينه فلما دخل عليه قربه و أدناه و قرأ عليه الكتاب فقال له مروان: الرأي أن ترسل الي هؤلاء الأربعه و تدعوهم الي البيعه و الدخول في الطاعه فان أبوا فاضرب اعناقهم فأرسل في طلبهم فقالوا للرسول: انصرف، أقبل عبدالله بن الزبير علي الحسين عليه السلام و قال يا بن رسول الله: أتدري ما يريد. الوليد منا؟ قال: نعم، اعلموا أنه قد مات معاويه و تولي الأمر من بعده ابنه يزيد و قد وجه الوليد في طلبكم ليأخذ البيعه عليكم فما أنتم قائلون؟ فقال عبدالرحمن: أما أنا فأدخل بيتي و أغلق بابي و لا أبايعه. و قال عبدالله بن عمر: أما أنا فعلي بقراءه القرآن و لزوم المحراب. و قال عبدالله بن الزبير: أما أنا فما كنت بالذي أبايع يزيد. و قال الحسين عليه السلام: أما أنا فأجمع فتياني و أتركهم بفناء الدار و أدخل علي الوليد و أناظره و أطالب بحقي فقال له عبدالله بن الزبير: اني أخاف عليك منه. قال: لست آتيه الا و أنا قادر علي الامتناع منه ان شاء الله تعالي. ثم انه عليه السلام مهض الي منزله فأرسل الي أهله و شيعته و مواليه فاقبلوا اليه فأتي الي دار الوليد و قال لهم: اني داخل علي هذا الرجل فان سمعتم صوتي فاهجموا عليه و الا فلا تبرحوا حتي أخرج اليكم. ثم دخل علي الوليد فقربه و أدناه و أراه الكتاب و دعاه الي البيعه، فقال الحسين عليه السلام: انا لله و انا اليه راجعون انها مصبه عظيمه و لنا بها شغل عن البيعه. فقال الحسين: ان مثلي لا يبايع خلف الأبواب سرا دون الجهر ولكن اذا خرجت و دعوت الناس كنت أول من بايع. فقال: انصرف يا أباعبدالله واتنا غدا مع الناس فقال مروان: فانك الثعلب فلا تري الا غباره واحذر أن يخرج حتي يبايعك أو تضرب عنقه فلما سمع الحسين وثب قائما و قال: يا ين الزرقاء أنت تقتلني أم هؤلاء لا أم لك يابن اللخناء و الله اقد أهجت عليك و علي صاحبك مني حربا طويلا ثم خرج. فقال مروان للوليد: عص يتني و الله لا قدرت علي مثلها أبدا. فقال له الوليد: ويحك لقد اخترت لي ما فيه هلاكي و هلاك ذريتي فوالله ما أحب أن يكون لي ملك الدنيا و أنا مطالب بدم الحسين و ان كل أمري ء يكون مطالبا بدمه لخفيف الميزان يوم القيامه فقال له مروان: مثلك ينبغي أن يكون سائحا في البراري و القفار و لا


يكون أميرا، ثم ان الوليد أرسل الي الحسين عليه السلام رسلا بالليل و قال لهم لا ترجعوا الا به فساروا اليه مستعدين لذبك فوجدوه قد طلع يريد مكه بأهله و بمي عمه الا محمد بن الحنفيه فيا حر قلبي تزايدي و يا نار وجدي توقدي و يا فؤادي القريح من الحزن و الكآبه لا تستريح و لله در من قال من الرجال:



ويل لمن شفعاؤه خصماؤه

و الصور في نشر الخلائق ينفخ



لا بد أن ترد القيامه فاطم

و قميصها بدم الحسين ملطخ



روي عن بعض يقله الآثار أنه لما أراد الحسين عليه السلام الخروج الي مكه قال له محمد ين الحنفيه: با أخي اني خائف عليك أن تأتي مصرا من هذه الأمصار فيختلفون عليك فتكون قتيلا بينهم و يذهب دمك و تهتك حرمك. قال له الحسين: اني أقصد مكه فان اطمأنت بي البلاد أقمت بها و ان كان الأخري لحقت بالرمان و الشعاب حتي ننظر ما يكون. ثم أتي قبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و التزمه و بكي بكاءا شديدا و قال: بأبي أنت و أمي يا رسول الله لقد خرجت من جوارك كرها و قد فرق بيني و بينك حيث أني لم أبايع ليزيد بن معاويه شارب الخمور و راكب الفجور و ها أنا خارج من جوارك علي الكراهه فعليك مني السلام. ثم أخذته النسعه فرأي في منامه رسول الله و اذا هو قد ضمه الي صدره و قبل ما بين عينيه و قال: حبيبي يا حسين كأني أراك عن قليل مرملا بدمائك مذبوحا بأرض كرب و بلاء بين عصابه من أمتي و أنت في ذلك عظشان و لا تسقي و ظمآن لا تروي و هم في ذلك يرجون شفاعتي ما لهم لا أنا لهم الله شفاعتي يوم القيامه فما لهم عند الله من خلاف، حبيبي يا حسين ان أباك و أمك و أخاك قد قدموا علي و هم اليك مشتاقون ان لك في الجنه درجات لن تنالها الا بالشهاده قال فجعل الحسين عليه السلام في منامه ينظر الي جده و يسمع كلامه و هو يقول يا جداه لا حاجه لي في الرجوع الي الدنيا فخذني اليك وادخلني معك الي قبرك. فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا حسين أنه لا بد لك من الرجوع الي الدنيا حتي ترزق الشهاده و ما قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم فانك و أباك و أخاك و عمك و عم أبيك تحشرون في زمره واحده حتي تدخلوا الجنه. قال فانتبه الحسين عليه السلام من نومه فزعا مرعوبا فقص رؤياه علي أهل بيته و بني عبدالمطلب فلم يكن في ذلك اليوم


في شرق و لا غرب قوم أشد غما من أهل البيت و لا أكث ر باكيه و لا باك. قال و تهيأ الحسين و عزم علي الخروج و دعا بمحمد بن الحنيفه و قال له: يا أخي اني عازم علي الخروج الي مكه و قد تهيأت لذلك أنا و أخوتي و بنو أخي و شيعتي و أمرهم أمري و رأيهم رأيي و أما أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينه فتكون لي عينا عليهم و لا تخف علي شيئا من أمورهم. قال ثم دعا الحسين عليه السلام لأخيه بدواه و بياض فكتب: هذه وصيه الحسين لأخيه محمد بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أوصي به الحسين بن علي بن أبي طالب الي أخيه محمد بن علي المعروف بابن الحنيفه ان الحسين بن علي يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله جاء بالحق من عند الحق و أن الجنه و النار حق و أن الساعه آتيه لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور، و اني لم خرج أشرا و لا بطرا و لا مفسدا و لا ظالما و انما خرجت أطلب الاصلاح في أمه جدي محمد و سيره علي بن أبي طالب و سيره الخلفاء الراشدين المهديين فمن قلبني بقول الحق فالله أولي بالحق و من رد علي هذا أصبر حتي يقضي الله بيني و بين القوم بالحق و يحكم بيني و بينهم و هو خير الحاكمين هذه وصيتي اليك يا أخي و ما توفيقي الا بالله العلي العظيم، ثم طوي الحسين كتابه و ختمه بخاتمه و دفعه الي أخيه محمد بن الحنيفه، ثم ودعه و خرج في جوف الليل يريد مكه في جمع في جمع من أهل بيته و ذلك لثلاث ليال مضين من شعبان سنه ستين من الهجره. فلزم الطريق الأعظام فجعل يسير و هو يتلو هذه الآيه: (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين) و عن سكينه بنت الحسين عليهماالسلام قالت: لما خرجنا من المدينه ما كان أحد أشد خوفا منا أهل البيت، ثم أن الحسين ركب الجاده فقال له ابن عمه مسلم بن عقيل: يا بن رسول الله لو عدلنا عن الطريق و سلكنا غير الجاده كما فعل عبدالله بن الزبير كان عندي الرأي فانا نخاف أن يلحقنا الطلب فقال له الحسين عليه السلام: لا و الله يا بن العم لا فارقت هذا الطريق أبدا أو أنظر الي أبيات مكه أو يقضي الله في ذلك ما يحب و يرضي قال فسار الحسين عليه السلام و هو يقول:



اذا المرء لم يحم بنيه و عرسه

و نسوته كان اللئيم المسببا






في دون ما يبغي يزيد بنا غدا

نخوض حياض الموت شرقا و مغربا



و يضرب ضربا كالحريق مقدما

اذا ما رآه ضيغم راح هاربا



قال: فبينما الحسين كذلك بين مكه و المدينه اذ استقبله عبدالله بن مطيع العدوي، فقال له: أين تريد يا أبا عبداللله جعلني الله فداك؟ فقال: أما في وقتي هذا فاني أريد مكه فاذا سرت فيها استخرت الله في أمري فقال له عبدالله: خاراللله لك يا بن رسول الله فيما قد عزمت عليه، غير أني أشير عليك مشهوره فاقبلها مني، فقال الحسين: و ما هي يا بن مطيع؟ فقال: اذا أتيت مكه فاحذر أن يغرك أهل الكوفه، فيها قتل أبوك و أخوك بطعنه طعنوه كادت أن تأتي علي نفسه فيها فالزم الحرم فأنت سيد العرب في دهرك هذا فوالله لئن هلكت ليهلكن أهل بيتك بهلاكك و السلام فودعه الحسين و دعا له بالخير و سار حتي وافي مكه فلما نظر الي جبالها من بعيد جعل يتلو هذه الآيه: (و لما توجه تلقاء مدين قال عسي ربي أن يهديني سواء السبيل) قال فلما قدم الحسين الي مكه قال: اللهم خر لي و قر عيني واهدني سواء السبيل. ثم دخل مكه و جعل الناس يترددون اليه و لا ينقطعون عنه فلما بلغ أهل الكوفه وفاه معاويه امتنعوا من البيعه ليزيد فاجتمعوا و كتبوا الي الحسين كتابا يقولون فيه: أقدم الينا يكون ذلك ما لنا و عليك ما علينا فلعل الله يجمع بيننا و بينك علي الهدي و دين الحق. و رغبوه في القدوم اليهم الي أن قالوا: فان لم تقدر علي الوصول الينا فأنفذ الينا برجل يحكم فينا بحكم الله و رسوله. و كتبوا بهذا المعني كتبا كثيره، فلما وقف الحسين علي الكتب و قرأ ما فيها سألهم عن أمور الناس و كتب اليهم كتابا يذكر فيه اني قد أنفذت اليكم أخي و ابن عمي و المفضل عندي مسلم بن عقيل بن أبي طالب فاسمعوا له و أطيعوا رأيه و قد أمرته باللطف فيكم و ان ينفذ الي بحسن رأيكم و ما أنتم عليه و أنا أقدم عليكم ان شاء الله، ثم دعا بمسلم فأنفذه مع دليلين يدلانه علي الطريق فلما صار أثناء الطريق ضل الدليلان عن الطريق و مات أحدهما عطشا، فنظر مسلم مما هو متوجه اليه فبعث الي الحسين يخبره بذلك و يستعفيه عن المسير الي الكوفه فبعث اليه الحسين يأمره بالمسير الي ما أمره به، فسار من وقته الي أن قدم الكوفه فدخلها ليلا فنزل في دار


المختار بن أبي عبيده، ثم صار الناس يختلفون اليه فأقرأهم كتاب الحسين عليه السلام فمنهم من تداخل السرور عليه، فاجتمعوا عليه و بايعوه حتي نقل أنه بايعه في ذلك اليوم ثمانيه عشر ألف رجل. فكتب مسلم الي الحسين كتابا بمبايعه أهل الكوفه و انك تعجل بالاقبال الينا. فبلغ الخبر الي النعمان بن بشير و كان هو خليفه يزيد بن معاويه،فصعد المنبر خطيبا فقال في خطبته: احذروا مخالفه الخليفه يزيد و أي رجل أصبح مخالفا لقولي لأضربن عنقه، ثم أن رجلا من. القوم يقال له عبدالله الحضرمي استضعف رأي النعمان و بعث كتابا الي يزيد يذكر فيه اجتماع الناس علي مسلم بن عقيل و أنه يبعث الي الكوفه رجلا أقوي رأيا من النعمان، فلما قرأ يزيد الكتاب أنفذ الي الكوفه عمر بن سعد لعنه الله و كتب الي عبيدالله بن زياد و كان في البصره كتابا يستنهضه علي الرحيل الي الكوفه و لا يدع من نسل علي الا قتله فلما قرأ الكتاب تجهز للمسير الي الكوفه مجدا في مسيره فلما وصل الكوفه دخلها و هو ملتثم و بيده قضيب خيزران و أصحابه من حوله فجعل لا يمر بملأ الا و سلم عليهم بالقضيب و الناس يردون عليه السلام و يزعمون أنه الحسين لأنهم كانوا يتوقعون قدومه فلما قرب من قصر الاماره قال لهم مسلم الباهلي: يا ويلكم هذا الأمير ابن زياد ليس هو طلبتكم فأسفر ابن زياد عن لثامه و قال للنعمان و هو في أعلي القصر: يا معمان حفظت نفسك وض يعت مصرك ثم نادي بالناس فرقي المنبر فخطب خطبه ذكر فيها: ان الخليفه يزيد قد و لاني مصركم هذا و قد أوصاني بالاحسان الي محسنكم و التجاوز عن مسيئكم و أنا مطيع أمره فيكم فلما نزل من المنبر جعل الناس ينظر بعضهم الي بعض و يقولون ما لنا و الدخول بين السلاطين فنقضوا بيعه الحسين و بايعوا عبيدالله بن زياد، قيل و كان يوم الجمعه و كان مسلم بن عقيل موعوكا لم يقدر علي الحضور لللجتماع. فلما كان وقت صلاه العصر خرج الي الجامع فأذن و أقام الصلاه و صلي وحده و لم يصل معه أحد من أهل الكوفه فخرج فرأي رجل فقال له: ماذا فعل أهل مصركم؟ قال يا سيدي: نقضوا بيعه الحسين و بايعوا يزيد: فصفق بيده و جعل يخترق السك و المحال هاربا حتي بلغ الي محاه بني خزيمه فرأي بابا شاهقه في الهواء و جعل ينظر اليها فخرجت جاريه


فقال لها: يا جاريه لمن هذه الدار؟ قالت: لاني بن عروه، فقال لها: أدخلني فقولي ان رجلا من أهل البيت واقف بالباب، فان قال ما اسمه فقولي مسلم بن عقيل، فدخلت الجاريه، ثم خرجت اليه و قالت له: أدخل و كان هاني ء يومئذ عليلا فنهض ليعتنقه فلم يطق. و جعلا يتحادثان الي أن وصلا الي ذكر عبيد الله بن زياد فقال هاني ء: يا أخي انه صديقتي و سيبلغه مرضي فاذا أقبل الي يعودني خذ هذا السيف واحذر أن يفوتك و العلامه بيني و بينك أن أقلع عمامتي عن رأسي فاذا رأيت ذلك فاخرج لقتله قال مسلم أفعل ان شاء الله. ثم أن هاني ء أرسل الي ابن زياد يسجفيه فبعث اليه معتذرا اني رائح العشيه فلما صلي ابن زياد العشاء يعود هانيا أقبل فلما و صل استأذن للدخول قال هاني ء يا جاريه ادفعي هذا السيف الي مسلم بن عقيل فدفعته اليه و دخل عبيد الله بن زياد و معه حاجبه و جعل يحادثه و يسأله عن حاله و هو يشكو اليه ألمه و يستبطي مسلما في خروجه فقلع عمامته عن رأسه و تركها علي الأرض، ثم رفعها ثلاث مرات، ثم رفع صوته بشعر أنشده كل ذلك يريد به أشعار مسلم و اعلامه. فلما كثرت الحركات و الاشارات من هاني ء أنكر عليه ابن زياد فنهض هاربا و ركب جواده وانصرف لما خرج مسلم من الخدع فقال له هاني: يا سبحان الله ما منعك من قتله؟ قال: منعني كلام سمعته من أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لا ايمان لمن قتل مسلما فقال له هاني ء: و الله لو قتلته لقتلت فاجرا كافرا، ثم أن ابن زياد بعث في طلب مسلم و بذل علي ذلك الجوائز و العطايا الخطيره و كان ممن رغب في ذلك العطاء مولي لابن زياد يقال له معقل فخرج يدور الكوفه و يتحيل للاستطلاع علي خبر مسلم الي أن وقع علي خبره أنه عند هاني ء، أرشده عليه رجل يقال له مسلم بن عوسجه قال له: اني ثقه من ثقاته و عندي كتمان أمره و قد أحببت أن ألقاه لأبايعه و حلف لذلك الرجل بالأيمان المؤكده علي ذلك، فلما أدخله علي مسلم و هاني ء أخذ أخبارهما علي الحقيقه و أوصلهما الي ابن زياد، فبعث ابن زياد في طلب هاني ء، فلما وصل اليه و سلم عليه أعرض عنه و لم يرد عليه جوابا فأنكر هاني ء أمره فقال: لماذا أصلح الله الأمير؟ فقال: يا هاني ء أخبيت مسلما و أدخلته دارك و جمعت له الرجال و السلاح و ظننت أن ذلك


يخفي علي. فقال هاني ء: معاذ الله أيها الأمير ما فعلت ذلك، فقال: بلي قد فعلته، فقال هاني ء: الذي بلغك عني باطل، فقال ابن زياد يا معقل أخرج الي و كذبه فخرج معقل و قال: يا هاني أما تعرفني؟ فقال: نعم أعرفك فاجرا غادرا، ثم أنه علم كان عينا لابن زياد. فقال له ابن زياد: يا هاني ء آتني بمسلم و الا فرقت بين رأسك و جسدك فغضب من قوله و قال: انك لا تقدر علي ذلك أو تهرق بنو مذحج دمك فغضب ابن زياد فضرب وجهه بقضيب كان عنده فضربه هاني ء بسيف كان عنده فقطع أطماره و جرحه جرحا منكرا فاعترضه معقل لعنه الله فقطع وجهه بالسيف فجعل هاني ء يضرب بهم يمينا و شمالا حتي قتل من القوم رجالا و هو يقول: و الله لو كانت رجلي علي طفل من أطفال أهل البيت ما يدي ابن زياد و كان بيده عمود من حديد فضربه به فقتله رحمه الله عليه و عذب قاتله و أصلاه جهنم و بئس المصير - و لله در من قال:



سأصبر حتي تنجلي كل غمه

و تأتي بما تختار نفسي من البشائر



و اني لبئس العبد ان كنت آبسا

من الله ان دارت علي الدوائر



قال المناقلون: لما وصل خبر هاني ء الي مسلم خرج من الدار هاربا حتي انتهي الي الحيره فأضافته امرأه هناك بعد ما سألته عن حاله و قصته، فلما أدخلته الدار أكرمته و قدمت اليه المأكول فأبي عن ذلك لما به من الوجل و الألم فلما أمسي المساء أقبل ولد المرأه الي الدار و كان من أتباع ابن زياد فنظر الي أمه رآها تكثر الدخول و الخروج الي المكان فأنكر شأنها و سألها عن ذلك فنهرت فألح عليها في المسأله فأخذت وعليه العهد فأخبرته فأمسك عنها و أسر ذلك في نفسه الي أن طلع الفجر و اذا بالمرأه قد جاءت الي مسلم بماء ليتوضأ و قالت له: يا مولاي ما رأيتك رقدت في هذه الليله، فقال لها: اعلمي اني رقدت رقده فرأيت في منامي عمي أمير المؤمنين و هو يقول الوحاء الوحاء العجل العجل و ما أظن الا أنه آخر أيامي من الدنيا:



يا طالب الصفوه في الدنيا بلا كدر

طلبت معسره فآيس من الظفر



واعلم بأنك ما عمرت ممتحن

بالخير و الشر و الايسار و العسر



في الجبن عار و في الاقدام مكرمه

و من يفر فلا ينجو من القدر




ثم أن ولد تلك المرأه لما حقق الخبر عن مسلم مضي الي اللعين ابن زياد فأخبره بخبر مسلم، ثم ان ابن زياد دعا بمحمد بن الأشعث الكندي و ضم اليه ألف فارس و خمسمائه راجل و أمرهم بالانطلاق الي مسلم فسار ابن الأشعث حتي وصل الدار و لما سمعت المرأه صهيل الخيل وقعقعه اللجم أقبلت الي مسلم و أخبرته بذلك فلبس درعه و شد وسطه و جعل يدير عينيه، فقالت المرأه: ما لي أراك تهيأت للموت فقال: ما طلبه القوم غيري و أنا أخاف أن يهجموا علي في الدار و لا يكون لي فسحه و لا مجال، ثم أنه عمد الي الباب و خرج الي القوم فقاتلهم قتالا عظيما حتي قتل منهم خلفا كثيرا فلما نظر ابن الأشعث الي ذلك أنفذ الي ابن زياد يستمده بالخيل و الرجال فانفذ اليه ابن زياد يقول ثكلتك أمك رجل واحد يقتل منكم هذه المقتله العظيمه فكيف لو أرسلتك الي من هو أشد منه قوه و بأسا؟ (يعني الحسين) فبعث اليه الجواب عساك أرسلتني الي بقال من بقاقيل الكوفه أو الي جرمقان من جرامقه الكوفه و انما أرسلتني الي سيف من أسياف محمد بن عبدالله، فلما بلغ ذلك ابن زياد أمده بالعسكر الكثير فلما رأي مسلم ذلك رجع الي الدار و تهيأ و حمل عليهم حتي قتل كثيرا منهم و صار جلده كالقنفذ من كثره النبل فبعث الي ابن زياد يستمده بالجند و الرجال فأرسل اليه بذلك و قال لهم يا ويلكم أعطوه الأمان و الا أفناكم عن آخركم فنادوه بالأمان، فقال لهم: لا أمان لكم يا أعداء رسوله ثم حمل عليهم فقاتلهم ثم أنهم احتالوا عليه و حفروا له حفره عميقه في وسط الطريق و أخفوا رأسها بالدغل و التراب ثم انطردوا بين يديه فوقع بتلك الحفره و أحاطوا به فضربه ابن الأشعث علي محاسن وجهه فلعب السيف في عرنين أنفه و محاجر عينيه حتي بقيت أضراسه تلعب في فمه فأوثقوه و أخذوه أسيرا الي ابن زياد فنظر مسلم الي براده هناك فيها ماء و كان له يومان ما شرب الماء. فقال لمن يليها: اسقني ماء و الجزاء علي الله تعالي و علي رسوله فرفع اليه البراده فلما تناولها منه ردها الي و قال: خذها لا حاجه لي فيها، ثم أدخلها الي ابن زياد فقال له القوم: سلم علي الأمير فقال: السلام علي من اتبع الهدي و خشي عواقب الردي و أطاع الملك الأعلي: فضحك ابن زياد فقال له بعض الحجبه: أما تري الأمير يضحك في وجههك فلم لا تسلم عليه


بالاماره؟ فقال مسلم: و الله ما لي أمير غير الحسين بن علي عليه السلام و انما يسلم عليه بالاماره من يخاف منه الموت. و لله در من قال من الرجال:



أصبر لكل مصيبه و تجلد

واعلم بأن المرء غير مخلد



و اذا ذكرت مصيبه تشجي بها

فاذكر مصيبه آل بيت محمد



واصبر كما صبر الكرام فانها

نوب تنوب اليوم تكشف في غد



ثم أن ابن زياد قال له سواء عليك سلمت أم لم تسلم فانك مقتول، فقال: اذا كان لا بد من قتلي فلي اليكم حاجه، قالوا و ما هي؟ قال: أريد رجلا قريشا أوصيه فنهض عمر بن سعد لعنه الله فقال له: ما وصيتك؟ فقال له: ادن مني فدني منه، فقال له: أول وصيتي فأنا أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و أن عليا ولي الله و وصي رسوله و خليفته في أمته، و ثانيا: تأخذ درعي تبيعه و تقضي عني سبعمائه درهم استقرضتها منذ دخلت الي مصركم هذا، ثالثا: أن تكتب الي سيدي الحسين يرجع و لا يأتي الي بلدكم فيصيبه ما أصابني فقد بلغني أنه توجه بأهله و أولاده الي الكوفه، فقال عمر بن سعد: أما ما ذكرت من الشهاده فكلنا نشهدها، و أما ما ذكرت من بيع الدرع و قضاء الدين فذلك الينا ان شئنا قضيناه و ان شئنا لم نقض، و أما ما ذكرت من أمر الحسين فلا بد أن يقدم علينا و نذيقه الموت غصه بعد غصه. ثم أن ابن زياد سمع بذلك فقال: قبحك الله من مستودع سرا و حيث أنك أفشيت سره فلا يخرج الي حرب الحسين غيرك، ثم أمر بمسلم أن يصعد به الي أعلي القصر ويرمي منه منكسا علي رأسه فعند ذلك بكي مسلم علي فراق الحسين عليه السلام و قال:



جزي الله عنا قومنا شر ما جزي

شرار الموالي بل أعق و أظلم



هم منعونا حقنا و تظاهروا

علينا ورامونا نذل و نرغم



و غاروا علينا يسفكون دماءنا

فحسبهم الله العظيم المعظم



و نحن بنو المختار لا شي ء مثلنا

نبي صدوق مكرم و مكرم



قال ثم ألقي من أعلي القصر و عجل الله بروحه الي الجنه. ثم أنهم أخذوا مسلما و هانئا يسحبونهما في الأسواق فبلغ خبرهما الي مذحج فركبوا خيولهم


و قاتلوا القوم و أخذوهما و دفنوهما رحمه الله عليهما و عذب قاتليهما بالعذاب الشديد يو الوعيد. و لله در من قال من الرجال:



فان كنت لا تدرين بالموت فانظري

الي هاني ء في السوق و ابن عقيل



الي بطل قد هشم السيف وجهه

و آخر يهوي من طمار قتيل



أصابهما أمر الأمير فأصبحا

أحاديث من يسري بكل سبيل



تري جسدا قد غير الموت لونه

و نضيح دم قد سال كل مسيل



فتي كان أحيي من فتاه حييه

و أقطع من ذي شفرتين صقيل



و أشج من ليث ببطن مسبل

و أجرا من ليث بغابه غيل



ثم ان ابن زياد لعنه الله بعث كتابا الي يزيد لعنه الله يخبره بقصتهما فكتب اليه الجواب يقول: كنت كما أردت و فعلت ما أحببت و صدقت ظني فيك و قد بلغني أن الحسين متوجه الي العراق فضع عليه المراصيد واكتب الي بما يحدث من الأمور و السلام. فانظروا يا اخواني الي ما صنع بأهل الفضل و المعاني جرعوهم الكؤوس و أذاقوهم الحتوف واستأصلوهم طعنا ببالرماح و ضربا بالسيوف فيا ويحهم كأنهم لم يخافوا الانتقام في يوم الحشر و القيامه و لم يراقبوا الملك العلام و لا برسوله المظلل بالغمام، و بالله عليكم يا اخواني لما ترحمتم علي مسلم بن عقيل و تفكرتم فيما امتحن الله فيه هذا الجيل فليس ذلك علي سبيل الهوان و انما هو علي سبيل التبجيل و التفضيل فلو ذابت نفوسكم من الأحزان و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: