بازگشت

الباب 3


أيها الرؤساء الأعلام: كيف يلتذ العاقل منكم بطعام و قد حكمت في مواليه الكفره اللئام، أو بشراب و قد قتلوا في الظلماء، و الماء حولهم قد طما أو


يسكن بعدهم الي الطمأنينه و الدعه و قد ضيقوا عليهم الأرحبه و السعه، أو يقل من النوح و الأحزان و قد لاقوا الهوان من.بناء الزمان، و لم لا نموت صباب في هواهم طلبا لرضي الله و رضاهم؟:



الموت مر ولكني اذا ظمئت

نفسي الي المجد مستحل لمشربه



رئاسه ماض في رأسي و ساوها

تدور فيه و أخشي أن تدور به



حكي عن زيد النساج قال: كان لي جار و هو شيخ كبير عليه آثار النسك و الصلاح، و كان يدخل الي بيته و يعتزل عن الناس و لا يخرج الا يوم الجمعه. قال زيد النساج: فمضيت يوم الجمعه الي زياره زين العابدين عليه السلام فدخلت الي مشهد و اذا أنا بالشيخ الذي هو جاري قد أخذ من البئر ماء و هو يريد أن يغتسل الجمعه و الزياره، فلما نزع ثيابه و اذا في ظهره ضربه عظيمه فتحتها أكثر من شبر و هي تسيل قيحا و دما فاشمأز قلبي منها، فحانت منه التفاته فرآني فخجل فقال لي: أنت زيد النساج؟ فقلت: نعم، فقال لي: يا بني عاوني علي غسلي، فقلت: لا و الله لا أعاونك حتي تخبرني بقصه هذه الضربه التي بين كتفيك و من كف من خرجت و أي شي ء كان سببها؟ فقال لي: يا زيد أخبرك بها بشرط أن لا تحدث بها أحدا من الناس الا بعد موتي! فقلت: لك ذلك. فقال عاوني علي غسلي فاذا لبست أطماري حدثتك بقصتي. قال زيد فساعدته فاغتسل و لبس ثيابه و جلس في الشمس و جلست الي جانبه و قلت له: حدثني فقال لي: اعلم أنا كنا عشره أنفس قد تواخينا علي الباطل و توافقنا علي قطع الطريق وارتكاب الآثام و كانت بيننا نوبه نديرها في كل ليله علي واحد منا ليصنع لنا طعاما نفيسا و خمرا عتيقا و غير ذلك، فلما كانت الليله التاسعه و كنا قد تعشينا عند واحد من أصحابنا و شربنا الخمر، ثم تفرقنا و جئت الي منزلي و هدوت و نمت، أيقظتني زوجتي و قالت لي: ان الليله الآتيه نوبتها عليك و لا في البيت عندنا حبه من الحنطه، قال فانتبهت و قد طار السكر من رأسي و قلت كيف أعمل و ما الحيله و ا لي أين أتوجه؟ فقالت لي زوجتي: الليله ليله الجمعه و لا يخلو مشهد مولانا علي بن أبي طالب من زوار يأتون اليه يزورونه فقم وامض و أكمن علي الطريق فلا بد أن تري أحدا فتأخذ ثيابه فتبعها و تشتري شيئا من


الطعام لتتم مروتك عند أصحابك و تكافيهم علي صنيعهم، قال فقمت و أخذت سيفي و جحفتي و مضيت مبادرا و كمنت في الخندق الذي في ظهر الكوفه و كانت ليله مظلمه ذات رعد و برق، فأبرقت برقه فاذا فاذا أنا بشخصين مقلبين من ناحيه الكوفه فلما قربا مني برقت برقه أخري فاذا هما امرأتان، فقلت في نفسي في مثل هذه الساعه تأتي امرأتان ففرحت و وثبت اليهما و قلت لهما أطرحا ثيابكما سريعا ففزعتا مني و نزعتا ثيابهما، فحسست عليهما حليا فقلت لهما وانزعا الحلي التي عليكما سريعا فطرحتاه، فابرقت السماء برقه أخري فاذا احداهما عجوز و الأخري شابه من أحسن النساء وجهها كأنها ظبيه قناص أو دره غواص فوسوس لي الشيطان علي أن أفعل بها القبيح و قلت في نفسي مثل هذه الشابه التي لا يوجد مثلها حصلت عندي في هذا الموضع و أخليها فراودتها عن نفسها، فقالت العجوز: يا هذا أنت في حل مما أخذته منا من الثياب و الحلي فخلنا نمضي الي أهلنا فوالله أنها بنت يتيمه من أمها و أبيها و أنا خالتها و في هذه الليله القابله تزف الي بعلها، و انها قالت لي يا خاله: ان الليله القابله أزف الي ابن عمي و أنا و الله راغبه في زياره سيدي علي بن أبي طالب عليه السلام و اني اذا مضيت الي بعلي ربما لا يأذن لي زيارته، فلما كانت هذه الليله الجمعه خرجت بها لأزورها مولاها و سيدها أميرالمؤمنين، فبالله عليك لا تهتك سترها و لا تفض ختمها و لا تفضحها بين قومها، فقلت لها اليك عني و ضربتها و جعلت أدور حول الصيبه و هي تلوذ بالعجوز و هي عريانه ما علها غير السروال و هي في تلك الحال تعقد تكتها و توثقها عقدا، فدفعت العجوز عن الجاريه و صرعتها الي الأرض و جلست علي صدرها و مسكت يديها بيد واحده و جعلت أحل عقد التكه باليد الأخري و هي تضطرب تحتي كالسمكه في يد الصياد و هي تقول المستغاث بك يا الله المستغاث بك يا علي بن أبي طالب خلصني من يد هذا الظالم، قال فوالله ما استتم كلامها الا و أحس حافر فرس خلفي فقلت في نفسي هذا فارس واحد و أنا أقوي منه و كانت لي قوه زائده و كنت لا أهاب الرجال قليلا أو كثيرا فلما دني مني فاذا عليه ثياب بيض و تحنه فرس أشهب تفوح منه راحه المسك، فقال لي: يا ويلك خل المرأه فقلت له: اذهب لشأنك فأنت نجوب بنفسك و تريد تنجي


غيرك؟ قال فغضب من قولي و نفحني بذبال سيفه بشي ء قليل فوقعت مغشيا علي لا أدري أنا في الأرض أو في غيرها وانعقد لساني و ذهبت قوتي لكني أسمع الصوت واعي الكلام، فقال لهما: قوما البسا ثيابكما و خذا حليكما وانصرفا لشأنكما، فقالت العجوز: فمن أنت يرحمك الله؟ و قد من الله علينا بك و اني أريد أن توصلنا الي زياره سيدنا علي بن أبي طالب، قال فتبسم في وجوهما و قال لهما: أنا علي بن أبي طالب ارجعا الي أهلكما فقد قبلت زيارتكما، قال فقامت العجوز و الصيبه و قبلا يديه و رجليه وانصرفا في سرور و عافيه، زيارتكما، قال فقامت العجوز و الصبيه و قبلا يديه و رجليه وانصرفا في سرور و عافيه، قال الرجل فأفقمت من غشوتي وانطلق لساني فقلت له: يا سيدي أنا تأئب الي الله علي يدك و اني لا عدت أدخل معصيه أبدا. فقال: ان تبت تاب الله عليك، فقلت له: تبت و الله علي ما أقول شهيد، ثم قلت له: يا سيدي ان تركتني في هذه الضربه هلكت بلا شك، قال فرجع الي و أخذ بيده قبضه من تراب، ثم وضعها علي الضربه و مسح بيده الشريفه عليها فالتحمت بقدره الله تعالي قال زيد النساج فقلت مما تراه الآن ولكنها بقيت موعظه لمن يسمع و يري، و لا شك أن عليا و الأئمه عليهم السلام أحياء عند ربهم يرزقون:



بني الوحي و الآيات يا من مديحهم

علوت به قدرا و طبت به ذكرا



مهابط سر الله خزان علمه

و أعلي الوري فخرا و أرفعهم قدرا



ركائب آمالي اليكم حثثتها

فلا أرتجي في الناس زيدا و لا عمرا



و من ذا الذي أضحي بربع نداكم

نزيلا فما أبدلتم عسره يسرا



عن ابن عباس، و أبي رافع قالا: كنا جلوسا عند النبي اذ هبط جبرائيل و معه جام من البلور الأحمر مملوء مسكا و عنبرا، فقال له: السلام عليك، الرب يقرؤك السلام و يحييك بهذه التحيه و يأمرك أن تحيي بها عليا و ولديه، فلما صارت في كف النبي صلي الله عليه و آله و سلم هللت ثلاثا و كبرت ثلاثا، ثم قالت بلسان ذرب: (بسم الله الرحمن الرحيم: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي) فشمها النبي ثم حيي بها عليا فلما صارت في كف علي قالت: (بسم الله الرحمن الرحيم: انما وليكم الله و رسوله - الي قوله - و هم راكعون) فاشتمها علي عليه السلام و حيي بها


الحسن، فلما صارت في كف الحسن قالت: (بسم الله الرحمن الرحيم: عم يتساءلون عن النبأ العظيم) فاشتمها الحسن و حيي بها الحسين عليه السلام فلما صارت في كف الحسين قالت: (بسم الله الرحمن الرحيم: قل لا أسألكم عليه أجرا الا الموده في القربي) ثم رجعت الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقالت: (بسم الله الرحمن الرحيم: الله نور السماوات و الأرض) فلم ندري صعدت في السماء أم نزلت في الأرض بقدره الله تعالي. و هل هذا يا اخواني الا من بعض كراماتهم و فضائلهم؟ و نكاتهم الآيات البهره و المعجزات بينه ظاهره، و ساداتناهم و الله شفعاء المذنبين في الآخره، فيحق لمثلهم أن يبكي الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون. أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: