بازگشت

القصيدة لابن حماد






ويك يا عين سحي دمعا سكوبا

ويك يا قلب كن حزينا كئيبا



ساعداني سعدتما فعسي

أشفي غليلا من لوعه و كروبا



ان يوم الطفوف لم يبق لي من

لذه العيش و الرقاذ نصيبا



يوم صارت الي الحسين بنو حرب

بجيش فنازلوه الحروبا



و حوه من الفرات فما ذاق

سوي الموت دونه مشروبا



في رجال باعوا النفوس علي الله

فنالوا ببيعها المرغوبا



لست أنساه حين أيقين بالموت

دعاهم فقام فيهم خطيبا



ثم قال الحقوا بأهليكم اذ

ليس غيري أري لهم مطلوبا



شكراللله سعيكم اذ نصحتم

ثم أحسنتم لي المصحوبا



فأجابوه ما و فيناك ان نحن

تركناك بالطفوف غريبا



أي عذر لنا يوم نلقي

الله و الطهر جدك المندوبا



حاش لله بل نواسيك أو يأخذ

كل من المنون نصيبا



فبكي ثم قال جوزيتم الخير

فما كان سعيكم ان يخيبا



ثم قال أجمعوا الرجال و شبوا

النار فيها حتي تصير لهيبا



و غدا للقتال في يوم عاشوراء

فأبدي طعنا و ضربا مصيبا






فكأني بصحبه حوله صرعي

لدي كربلاء شبابا و شيبا



فكأني أراه فردا وحميدا

ظاميا بينهم يلاقي الكروبا



حاملا طفله بقبله حتي

قد هو الطفل بالدماء خضيبا



و كأني أراه اذ خر مطعونا

علي حر وجهه مكبوبا



و كأني بمهره قاصدا الفسطاطا

يبدي تحمحما و نحيبا



و برزن النساء حتي اذا أبصرن

حياري و قد شققن الجيوبا



فكأني بزينب اذ رأته

عاريا دامي الجبين تريبا



أقبلت نحو اختها ثم قالت

ودعيه وداع من لا يؤوبا



أخت يا أخت كيف صبرك عنه

و هو كان المؤمل المحبوبا



ثم خرت عليه تلثم خديه

و قد صار دمعها مسكوبا



و تناديه يا أخي لو رأت عيناك

حالي رأيت أمرا عجيبا



يا أخي لا حييت بعدك هيهات

حياتي من بعدكم لن تطيبا



كنت حصني من الزمان اذ ما

خفت خطبا دفعت عني الخطوبا



ضاقت الأرض بي و كانت علينا

بك يا سيدي فناءا رحيبا



يا هلالا لما استتم كمالا

غاله خسفه فأهوي غروبا



يا قضيبا اغضي ما كان أودته

رياح الوري و كان رطيبا



ما تو همت يا شقيق فؤادي

كأن هذا مقدرا مكتوبا



عد يتاماك ان أردت منيبا

يا أخي بالرجوع وعدا قريبا



فلعلي أسر فيك وليا

و أسوء الحسود فيك المريبا



يا أخي حق فيك ما كنت أخشاه

فظني قد بان فيك كذوبا



يا أخي فاطم الصغيره كلمها

فقد كاد قلبها أن يذوبا



يا أخي قلبك الشفيق علينا

ما له قد قسي و صار صليبا



ما أذل اليتيم حين ينادي

بأبيه و لا يراه مجيبا



يا أخي لو تري عليا لدي اليتم

مع الأسر ما يطق وجوبا



يا أخي لو تري عليا لقد صار

لدي القيد بينهم مسحوبا



يا أخي ضمه اليك و قربه

و سكن فؤاده المرعوبا






لا تباعده يا أخي بعد اذا

عودته منك ذلك التقريبا



يا أخي لو تراه مستضعفا بين

الأعادي مقيدا مصحوبا



كلما أوجعوه بالضرب ناداك

و قد صار دمعه مسكوبا



يا أخي هل يعز فيك علي

حين أضحي مكبلا مضروبا



يا أخي زود اليتيم اعتناقا

و التزاما اذا أردت المغيبا



عندها قد بكت ملائكه الله

واهتز عرش ربي غضوبا



ثم سيرن حاسرات حياري

ما يفترن رنه و نحيبا



و اذا ما رأين بالرأس قد شيل

علي رأس ذابل منصوبا



يتساقطن بالوجوه علي الأرض

و يندبن بالعويل ندوبا



و ينادين: يا أقل البرايا

كلها رحمه و أقسي قلوبا



باعدوا الرأس وارحمونا و رقوا

لا تزيدوا قلوبنا تعذيبا



ما لنا بيننا و بينكم الله

لدي الحشر حاكما و حسيبا



يوم عاشور لا رعيت لقد

كنت مشوما علي الهداه عصيبا



يا بني المصطفي السلام عليكم

ما أقل الغصون طيرا طروبا



هدني الحزن بعدكم مثل ما هد

من الحزن يوسف يعقوبا



و لقد زاد ذكر زيد غليلي

حين أضحي علي الكناس صليبا



ثم أذري من بعد قبر و نبش

و حريق بين الرياح نهيبا



أمه السوء لم تجاوزا رسول الله

فيكم اذ لم يزل متعوبا



كل يوم تهتكون حريما

من بنيه و تقتلون حبيبا



و تبيحون ما حمي و تشنون

علي أهله الأذي و الحروبا



كيف تلقونه شفيعا و ترجون

غدا أن يزيل عنكم كروبا



لا و ربي ينال ذاك سوي من

كان مولاهم موال منيبا



و اليكم يا سادتي قد توجهت

مطيعا لأمركم مستجيبا



و يقيني صفا لكم فصفا سري

و ودي قتلت حصنا عجيبا



و خلعت العذار فيكم فلن

أقبل عذلا فيكم و لا تأنبيا






و أنا الشاعر ابن حماد لا ينكر

فضلي من كان طبا لبيبا