بازگشت

الباب 3


أيها الأصحاب و الاخوان: أطيلوا الأشجان و الأحزان، وابكوا لسادات الزمان، فيا ليت علمي ماذا يقول ظالم بضعه الرسول، اذ حاولوا اطفاء نور خاتم النبيين، و محوا آثار ذريته من بين العالمين فتعسا لهم ما حملهم علي غصب البتول ابنه النبي الرسول و علي ماذا أنفسهم و طنوا و علي أي شي ء اعتمدوا و ركنوا فهل كانت الا أيام قلائل و في ء زائل، ثم يردون علي الهول الطائل نار وقودها الناس و الحجاره عليها ملائكه غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون، فيا اخواني اذا ذكرت مصابهم في تلك الأيام و ما حل بهم من الآلام العظام يعتريني الهم و الحزن حتي تكاد تخرج روحي من البدن فاتمني من أبث حزني اليه ليساعدني و يسعفني علي ما أنا عليه.



لا تحسبوا مدمعي المبيض غير دمي

و انما نار أنفاسي تصعده



روي عن عبدالحميد (ره) قال: بينما الحسين عليه السلام واقف في ميدان الحرب يوم الطف و هو يستعطف القوم شربه ماء و هو ينادي هل من راحم يرحم آل الرسول المختار هل من ناصر ينصر الذريه الأطهار هل من مجير لأبناء البتول هل من ذاب يذب عن حرم الرسول اذ أتي الشمر اللعين اليه حتي صار بالقرب منه و نادي أين أنت يا حسين؟ فقال: ها أنا ذا، فقال: أتطلب منا شربه من الماء هذا مطلب محال ولكن ابشر بالنار الحمراء و شرب الحميم، فقال الحسين عليه السلام: من أنت يا لعين؟ فقال الشمر، فقال الحسين عليه السلام: الله أكبر صدق جدي رسول الله في رؤياه من قبل فقال له الشمر: في أي شي ء صدق جدك؟ فقال عليه السلام قال جدي: رأيت في منامي كلبا أبقع يأكل من لحوم أهل بيتي و يلعق


من دمائهم، و أما أنا فاني رقدت الآن فرأيت في منامي كلابا كثيره تريد تنهش من لحمي و تشرب من دمي و كان فيهم كلب أبقع و كان أشدهم علي جرأه و أكثرهم علي حنقا و هو أنت يا شمر، و كان الشمر لعنه الله أبقع الجسد، قال: فغضب الشمر من كلام الحسين و ازداد حنقا و بغضا، و قال: و الله لا يقتلك غيري و لأذبحنك من فقاك ليكون ذلك أشد بك:



لبيك علي الاسلام من كان باكيا

فقد هدمت أركانه و معالمه



و قد ذهب الاسلام الا بقيه

قليل من الدنيا الذي هو لازمه



فيا لهفاه علي مصاب الاسلام بعصابه جعلهم الله تعالي رحمه للأنام بهم تتحصل الخيرات و تكتسب الفضائل و الكمالات، فيا خيبه من ناوأهم و ياخسران من أبغضهم و عاداهم. روي عن بعض الثقاه أن عبدالله بن عمر لما بلغه أن الحسين عليه السلام متوجه الي العراق جاء اليه و أشار عليه بالطاعه و الانقياد لابن زياد و حذره من مشاقه أهل العناد، فقال له الحسين عليه السلام: يا عبدالله ان من هوان هذه الدنيا علي الله أن رأس يحيي بن زكريا عليه السلام أهدي الي بغي من بغايا بني اسرائيل فامتلأ به سرورا و لم يعجل الله عليهم بالانتقام و عاشوا في الدنيا مغتبطين ألم تعلم يا عبدالله أن بني اسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس سبعين نبيا، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون و يشترون كأنهم لم يفعلوا شيئا و لم يجعل الله عليهم بانتقام بل أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر. ثم قال يا عبدالله اتق الله و لا تدعن نصرتي و لا تركنن الي الدنيا لأنها دار لا يدم فيها نعيم و لا يبقي أحد من شرها سليم متواتره محنها متكاثره فتنها أعظم الناس فيها بلاء الأنبياء، ثم الأئمه الأمناء ثم المؤمنون ثم الأمثل بالأمثل، قال عليه السلام: يا عبدالله قد خط الموت علي ولد آدم مخط القلاده علي جيد الفتاه و ما أولهني الي لقاء أسلافي اشتياق يعقوب الي يوسف و خير مصرع مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفوات بين النواويس و كربلاء فيملأن مني أكراشا جوفا و أجوفه سغبا لا محيص يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر علي بلائه ليوافينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته هي مجموعه لنا في حظيره القدس تقربهم عينه و ينجزلهم وعده فمن كان باذلا فينا مهجته و موطنا علي لقاء الله نفسه


فليرحل معي فاني راحل مصبحا ان شاء الله تعالي، ثم لقيه أب هريره الأسدي فقال له: يابن رسول الله ما الذي أخرك من حرم جدك محمد المصطفي؟ فقال يا أيا هريره أن بني أميه أخذوا مالي فصبرت و شتموا عرضي فحملت و طلبوا دمي فهربت عن حرم جدي و كان يزيد أنفذ عمر بن العاص في جيش عظيم و ولاه أمر الحاج و أوصاه أن يقبض علي الحسين سرا و يقتله ألا لعنه الله علي القوم الظالمين. قال: ثم جاء اليه عبدالرحمن بن الحرث و أشار عليه بترك ما يجزم عليه من المسير الي الكوفه و بالغ معه و ذكره ما فعله أهل الكوفه بأبيه و أخيه من قبله و حذره منهم غايه الحذر فشكر له الحسين عليه السلام، و قال: لقد اجتهدت برأيك هذا ولكن مهما يقض الله يكن و أيم الله لتقتضي الفئه الابغيه و ليس لبنهم الله بعد قتلي ذلا شاملا و سيفا قاطعا في رقابهم، ثم يسلط الله عليهم من يذلهم حتي يكونوا أذل من قوم سبأ اذ ملكتهم امرأه فحكمت في أموالهم و أولادهم و دمائهم و كذلك أميه:



ان كان منزل دمعي لا أنيس له

فان رسم الكري عن مقلتي درسا



ما زلت أجحد ما القي وادفعه

فاستشهد العاذلون الدمع و النفسا



روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: دخل جابر الأنصاري الي أبي في مدينه الرسول فقال له: يا جابر بحق جدي رسول الله ألا أخبرتني عن اللوح أرأيته عند أمي فاطمه الزهراء فقال جابر (ره): أشهد بالله العظيم و رسوله النبي الكريم لقد أتيت الي فاطمه الزهراء في بعض الأيام لأهنئها بولدها الحسين عليه السلام بعدما وضعته بسته أيام فاذا هي جالسه و بيدها لوح أخضر من زبر جده خضراء و فيه كتابه أنوار الشمس و له رائحه أطيب من المسك فقلت لها: ما هذا اللوح يا بنت رسول الله؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله الي أبي رسول الله فيه اسم محمد المصطفي و اسم علي المرتضي و اسم ولدي الحسن و الحسين، و أسماء الأئمه الباقين من ولدي، فسألتها أن تدفعه الي لا نظر ما فيه فدفعته الي فسررت به سرورا عظيما، فقلت لها: يا ست النساء هل تأذنين لي أن اكتب نسخته؟ فقالت: افعل فأخذته و نسخته عندي، فقال له الباقر عليه السلام: هل لك أن تريني


النسخه بعينها الآن فمضي جابر الي منزله فأتي بصحيفه من كاغذ مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من العليم أنزله الروح الأمين علي خاتم النبيين أجمعين، أما بعد: يا محمد عظم أسمائي واشكر نعمائي و لا تجحد آلائي و لا ترج سوائي و لا تخشي غيري فمن يرجو و يخشي غيري أعذبه عذابا لا أعذب به أحدا من العالمين يا محمد اني اصطفيتك علي سائر الأنبياء و فضلت وصيك عليا علي سائر الأوصياء و جعلت ولدك الحسن عيبه بعد انقضاء وصيك عليا و جعلت الحسين خير أولاد الأولين و الآخرين و من نسله الأئمه المعصومين و عليه تشب فتنه صماء فالويل كل الويل لمن حاربه و غصبه حقه، و منه يعقب زين العابدين و بعده محمد الباقر لعلمي و الداعي الي سبيلي علي منهاج الحق و من بعده علي بن موسي الرضا يقتله كافر عنيد ذو بأس شديد و من بعده محمد الجواد يقتل مسموما و من بعده القائم المهدي و هو الذي يقيم اعوجاج الدين و يأخذ ثار الأئمه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين و هو رحمه للعالمين و سوط عذاب علي الظالمين و سألقي عليه كمال موسي و بهاء عيسي و صبر أيوب فتذل أوليائي قبل ظهوره و تادي رؤوسهم كما تتهادي رؤوس الترك و الديلم فيظهر حجتي فيهم فيقتلون و يحرقون و تصبغ الأرض من دمائهم و يشفوا الويل و الرنه في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنه عمياء حندسيه و بهم أكشف الزلازل و أرفع الأسلال و الأغلال (أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمه و أولئك هم المهتدون)، فقال بعض أصحاب الصادق عليه السلام: ا مولانا لو لم نسمع في دهرنا الا فضل هذا الحديث لكفانا فضله، و قال عليه السلام: ولكن فصنه الا عن أهله. فانظروا أيها الاخوان الأبرار الي ما فعل بالأئمه الأطهار! الأشقياء الكفره فيا ويلهم ماذا يجيبون عند بكاء الرسول لمصاب ذريه البتول و بكاء ابراهيم خليل الرحمن و غضب لغضبهما الملك الديان (هنالك تبلو كل نفس ما اسفلت وردوا الي الله مولاهم الحق و ضل عنهم ما كانوا يفترون) فعلي الأطائب من أهل الرسول فلبيك الاباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا


تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان و الأشجان فنظم و قال فيهم: