بازگشت

القصيدة للشيخ ابن حماد






دعا قلبه الداعي الوعيد فاسمعا

وداع لبادي شيبه فتودعا



و أيقن بالترحال فاعتد زاده

و حاذر من عقبي الذنوب فاقلعا



الي كم حتي ما اشتغالك بالمني

و قد مر منك الأطيبان فودعا






أينقع بالتفريط في الزاد عاقل

رأي الرأس منه بالمشيب تقنعا



اذا نزع الانسان ثوب شبابه

فليس تري الا الي الموت مسرعا



و شيبك توقيع المنون مقدما

بأنك لموت في غد متوقعا



أتطمع أن تبقي و غيرك ما بقي

فليس نري للنفس في العيش مطمعا



تدافع بالآمال عن أخذ أهبه

ليوم اذا ما حم لم يغن مدفعا



و تسأل عند الموت ربك رجعه

و هيهات أن تعطي هنالك مرجعا



أما لك اخوان شهدت رفاتهم

و كنت لهم نحو القبور مشيعا



و أنت فعن قرب الي الموت صائر

و ينعاك للاخوان ناع لهم نعي



جرت عينه النجلي عن صحن خده

فاصبح بين الدود نهبا موزعا



و أنت كضيف لا محاله راحل

و مسترجع ما كان عندك مودعا



تلاقي الذي فرطت و استدرك الذي

مضي باطلا وا صنع من الخير مصنعا



و لا تدع الدنيا الغرور فانما

هلالك فيها ان تغر و تخدعا



فقد جعلت دار الفجائع و الأسي

فلست تري الا مزارا مفجعا



كفاك بخير الخلق آل محمد

أصابهم هم المصائب أجمعا



تخطفهم ريب المنون بصرفه

فاغرب بالارزاء فيهم وابدعا



وقفت علي أبياتهم فرأيتها

خرابا أرابا قفره الجو بلقعا



و ان لهم في عرصه الطف وقعه

تكاد لها الأطواد أن تتزعزعا



غزتهم بجيش الحقد أمه جدهم

و لم ترع فيهم من لهم كان قد رعا



كأني بمولاي الحسين و صحبه

و جيش ابن سعد حولهم قد تجمعا



و قد قام فيهم خاطبا قائلا لهم

و لم يك من ريب المنون ليجزعا



ألم تأتني يا قوم بالكتب رسلكم

تقولون عجل نحونا السير مسرعا



و أنا جميعا شيعه لك لا نري

لغيرك في حق الامامه موضعا



و قد جئت للعهد الذي عليكم

فما عندكم في ذاك قولوا لأسمعا



فقالوا له ما هذه الكتب كتبنا

فقال لهم خلوا سبيلي لارجعا



فقالوا له هيهات بل لنسوقكم

الي ابن زياد كارهين و خضعا



فان لم تجيبوا فالأسنه بيننا

يجرعكم أطرافها السم منقعا






فقال لهم يا ويلكم فتباعدا

عن الماء كي نروي فقالوا له معا



سنوردكم حوض الردي قبل ورده

و مالوا عليه بالأسنه شرعا



فبادر أصحاب الحسين اليهم

فرادي و مثني حاسرين و درعا



اذا ما أتوا نحو الشريعه للظلما

رأوا دونها زرق الأسنه شرعا



لقد صبروا لا ضيع الله صبرهم

و لم يك عند الله صبر مضيعا



الي أن ثووا صرعي علي التراب حوله

فلله ذاك المصرع الطف مصرعا



ووافوا الي مولاي اذا ظل وحده

فلا قوه اذ لا قوا شجاعا سميدعا



فشد عليهم شده علويه

فخلي نياط القوم منها مقطعا



كفعل أبيه في الحروب و ضربه

و هل تلد الشجعان الا مشجعا



الي أن ثوي عن سرجه متعفرا

يلاحظ فسطاط النساء مودعا



و أقبل شمر الرجس فاحتز رأسه

و خلف منه الجسم شلوا مبضعا



و شال سنان في السنان برأسه

كبدر الدجي مافي من التم مطلعا



و مالوا علي رحل الحسين و أهله

فيا يومهم ما كان أدهي واشنعا



فلو تنظر النسوان في ذله السبا

يسقن علي رغم عطاشي وجوعا



و زينب ما تنفك تدعو باختها

أيا أخت ركني قد وهي و تضعضعا



أيا أخت هذا اليوم آخر عهدنا

فبعد حسين قط لن نتجمعا



أيا أخت لو أن الذي بي من الأسي

برضوي اذا لانهدا و لتزعزعا



أيا أخت أبكي لليتامي بذله

و نوحي وابكي للأرامل ضيعا



فيا مؤمنا في زعمه متشيعا

و لا مؤمن ال الذي قد تشيعا



أتذبح في يوم به ذبح العدي

أمامك فاعفر عفر خديك لالعا



و يألف في عاشور جنبك مضجعا

و ترب الفلا أضحي لمولاك مضجعا



أيضحك منك الثغر من بعد أن غدي

به ثغر مولاك الحسين مقرعا



أينهب فيه رحل آل محمد

و بيتك فيه لا تزال موسعا



فيا ليت سمعي صم عن ذكر يومه

و يا ليت لم يخلق لي الله مسمعا



سأبكي دما بعد الدموع لفقده

و ان لم يكن يترك لي الحزن مربعا






أشيعه آل المصطفي من يلومني

علي بغض من يشني الشفيع المشفعا



برئت الي الرحمن ممن شناهم

و لا زلت أبكيهم الي أن أشيعا



و لائي لهم شفع البرا من عدوهم

بذلك أرجوهم غدا لي شفعا



أوالي الذي سمي لكثره علمه

بطينا كما سمي من الشرك انزعا



و مدح ابن حماد لآل محمد

يرجي بأن يجزي لدي البعث ما سعا