بازگشت

القصيدة للشيخ محمد السبيعي






مشيب تولي للشباب و أقبلا

نذيرا لمن امسي و أضحي مغفلا



يري الناس منهم ظاعن أثر ظاعن

فظن سواه الطاعن المتحملا



ترحلت الجيران عنه الي البلا

و ما رحل الجيران الا ليرحلا



و لكنه لما مضي العمر ضائعا

بكي عمره الماضي فحن و أعولا



تذكر ما افني الزمان شبابه

فبات يسح الدمع في الخد مسبلا



و لم يبك من فقد الشباب و انما

بكي ما جناه ضارعا متنصلا



تصرمت اللذات عنه و خلقت

ذنوبا غدا من أجلها متوجلا



حنانيك يا من عاش خمسين حجه

و خمسا و لم يعدل عن الشر معدلا



و ليس له في الخير مثقال ذره

و كم ألف مثقال من الحشر حصلا



و قد جاءه في الذرتين كفاته

اذا ما تلي في محكم الذكر منزلا



أعاتب نفسي في الخلا و لم يفد

عتابي علي ما فات في زمن خلا



فيا ليت أني قبل ما قد جنت يدي

علي نفسها لاقيت حتفا معجلا



و يا ليت أني كنت في الوحش هاملا

و لم أك للطاعات في العمر مهملا



و يا ليت أمي لا غدت حاملا بمن

غدا حاملا وزرا يوازن أجيلا






و يا ليت شعري هل تفيد ندامتي

علي ما به أمسي و أضحي مثقلا



عذيري من الذنب الذي صار موجبا

عذاب الهي عاجلا و مؤجلا



يدي قد جنت يا صبي علي يدي

و نفسي لنفسي حرت العذل فاعذلا



و لا تعذل عينا علي عينها بكت

فطرفي علي طرفي جني و تأملا



سأبكي علي ما فات مني ندامه

اذا الليل أرخي الستر منه و أسبلا



سأبكي علي ذنبي و آفات غفلتي

و أبكي قتيلا بالطفوف مجدلا



سأبكي علي من مات مني بعبره

تجود اذا جاء المحرم مقبلا



حنيني علي ذاك القتيل و حسرتي

عليه غريبا في المهامه و الفلا



حنيني علي الملقي ثلاثا معفرا

طريحا ذبيحا بالدماء مغسلا



سأبكي عليه و المذاكي بركضها

تكفنه مما أثارته قسطلا



سأبكي عليه و هي من صدره

ترض عظاما أو تفصل مفصلا



سأبكي عليه الحران قلبا من الظما

و قد منعوه أن يعل و ينهلا



الي أن قضي يا لهف نفسي علي الذي

قضي بغليل يشبه الجمر مشعلا



سأبكي علي المحروز رأسا من القفا

الي أن بري السيف الوريدين و الطلا



سأبكي عليه يوم اضحي بكربلاء

يكابد من أعدائه الكرب و البلا



و قد أصحبت أفراسه و ركابه

و قوفا بهم لم تنبعث فتوجلا



فقال بأي الأرض تعرف هذه

فقالوا له هذي تسمي بكربلا



فقال علي اسم الله حطوا رحالكم

فليس لنا أن نستقل و نرحلا



ففي هذه مهراق جاري دمائنا

و مهراق دمع الهاشيات ثكلا



و في هذه و الله تضحي جسومنا

و زوارها سيد يعاقب فرعلا



و في هذه و الله تضحي رؤوسنا

مشهره تعلو من الخط ذبلا



و في هذه و الله تسبي حريمنا

و تضحي بأنواع العذاب تبتلا



و فيها تساق الهاشميات حسرا

و تضب ضرب الشدقميات جفلا



فلهفي علي مضروبه الجسم و هي من

ضروب الأسي تبكي هماما مبجلا



و لهفي علي أطفالها في جحورها

تمج عقيب الثدي سهما و منصلا



و لهفي علي الطفل المفارق أمه

و لهفي تبكي علي الطفل مطفلا






و لهفي عليها و هي في غربه النوي

تجوب الفيافي مجدلا أثر مجهلا



أشيعه آل المصطفي من يكون لي

عوينا علي رزء الشهيد مولولا



أشيعه آل المصطفي من ينوح لي

و ينعي الامام الفاضل المتفضلا



قفا نبك من ذكري حبيب محمد

و خلوا لذكراكم حبيبا و منزلا



قفا نبك من تذكاره و مصابه

فتذكاره ينسي الذحول فحرملا



فوالله لا أنسي و ان بعد المدي

قتل ضبابي من الدين قد خلا



فوالله لا أنساه يخفض في الثري

و شمر علي الصدر المعظم قد علا



يهبر أوداج الحسين بسيفه

الي حيث رواه نجيعا و خضلا



و لم أنس أخت السبط زينب أقبلت

لتقبيله ثم انثنت لم تقبلا



و قد قنع الرجس المزنم رأسها

و منكبها الزاكي قطيعا مفتلا



فقالت له يا شمر دعني هنيهه

أعلل قلبا باللقا لن يعللا



فان لم يكن الا تعلل ساعه

فاني بها أشقي فؤادا معللا



أيا شمر دع عيني الي نور عينها

به تشتفي من قبل أن تتحملا



اتمنع عيني نظره من حبيبها

و لا لذ في قلبي سواه و لا حلا



اتمنعني من نظره يشتفي بها

فؤادي بمن لي كان كهفا و موئلا



اتفردني وحدي و ابن والدي

و تحتز رأسا منه رأس علي الملا



فما رق منه القلب عنه خضوعها

و أوجعها بالسوط ضربا مثكلا



و ميز رأس السبط ثم رمي به

فسبحت الأملاك في سبعها العلا



و سحت عليه سبعها الدم قانيا

و لا عجبا من أن تسح و تهملا



و لا عجبا ان مادت الأرض بالوري

و أرجف منها جانباها و زلزلا



و مالوا الي سبي الحريم فحللوا

بجهلهم ما ليس في الشرع حللا



فكم سالب درعا و كم هاتك خبا

و قاصم خلخال فادمي المخلخلا



و كم ساحب بكرا و لاطم ثيب

لينزع عنهن الباقع و الملا



ما أنس في شي ء يقادم عهده

و لا أنس زين العابدين مكبلا



يغار علي نسوانه فيري لهم

عذابا بأنواع العذاب مكفلا



سأبكي عليه بالسياط مقنعا

سأبكي عليه بالحديد مثقلا






س؟بكي له و هو العليل و في الحشا

غليل ببرد الماء أن يتبلا



سأبكي لبنت السبط فاطم قد غدت

قريحه جفن و هي تبكيه معولا



تحن فيشجي كل قلب حنينها

و تصدع من صم الصياخيد جندلا



تقول أبي أبيك يا خير من مشي

و من ركب الطرف الجوادالمحجلا



أبي كنت للدين الحنيفي موصحا

و مذ ثكلتك البيض أصبح مثكلا



أبي يا ثمال الأرملات بين و من به

يغاث من السقيا اذا الناس أمحلا



أبي يا غياث المستغيثين و الذي

غدا لهم كنزا و ذخرا و مؤئلا



أبي أن سلا المشتاق أو و جد العزي

فان فؤادي بعدك ماسلا



سأبكيك تبكيك المحارب شجوها

و قد فقدت مفروضها و التنقلا



سأبكيك تبكيك العقائد و النهي

سأبكيك تبكيك المحارم و العلا



سأبكيك تبكيك المناجاه في الدجي

سأبكيك يبكيك الكتاب مرتلا



سأبكيك اذ تبكي عليه سكينه

و مدمعها كالغيث جاد و أسبلا



و نادت رباب أمتاه فاقبلت

و قد كضها فقد الحسين و أثكلا



و قالت لها يا أمنا ما لوالدي

مضي مزمعا عنا الرحيل الي البلا



أنادي به يا والدي و هو لم يجب

و قد كان طلقا ضاحكا متهلا



أظن أبي قد حال عما عهدته

و الا فقد أمسي بنا متبدلا



ألا أبتا قد شقت البين شملنا

و جرعنا في الكأس صبرا و حنظلا



و نادي المنادي بالرحيل فقربوا

من الهاشميات الفواطم نزلا



تسير و رأس السبط يسري أمامها

كبدر الدجي وافي السعود فاكملا



فلهفي لها عن كربلا قد ترحلت

مخلفه أزكي الأنام و أنبلا



و لهفي لها بين العراق و جلق

اذ هو جلا خلفن قابلن هو جلا



و لهفي لها في اعنف السير و السري

تأم زينب بالشآم مضللا



فلما رآها في حبائل سره

تهلل مسرورا و أبدي التغزلا



و نادي برأس السبط ينكث ثغره

و ينشد أشعارا بها قد تمثلا






نفلق هاما من رجال أعزه

علينا و هم كانوا أحق و أجملا



ألا فاعجبوا من ناكث ثغر سيدا

له أحمد يمسي و يضحي مقبلا



له عذب الرحمن ماسح وابل

و عذب أصحاب السقيفه أولا



أولئك في يوم السقيفه أفسدوا

جميع الوري جيلا فجيلا لهم تلا



أوئلك من أردي الحسين بكربلا

و من خان الله المهيمن مرسلا



قضوا ما قضوا من أمرهم بعدما قضي

نبيهم و استعجلوا أن يغسلا



و جاءهم ابليس في زي عابد

فأطنب في شكر الاله و طولا



و لم يشكر الملعون الا لأنه

رأي حبترا صار الامام فحمدلا



و قال أبا....... تهن فانني

أبايع قبل الناس لن اتشكلا



فقل لرجيم جاء نحو رجيمه

فبايعه قبل العصاه و عجلا



أويلك لم تذعن لآدم ساجدا

و بايعت أدني العالمين و أنذلا



تغشاك باللعن الاله مضاعفا

و خص ابن سلما و الدلام و عثلا



بني الوحي و التنزيل من لي بمدحكم

و مدحكم في محكم الذكر أنزلا



و ان كان نظمي كالفريد مفصلا

فقد أنزل الحمن فيكم مفصلا



ولكني أرجو شفاعه جدكم

لما فقت فيه دعبلا ثم جرولا



فهنيتموا بالمدح من خالق الوري

فقد نلتموا أعلا محلا و أفضلا



فسمعا من السبعي نظم غرائب

يظل لديها احظل الفحل احضلا



غرائب يهويها الكميت و دعبل

كما فيكم أهوي الكميت و دعبلا



أجاهر فيها بالولاء مصرحا

و بغض لشانيكم مزجت به الولا



لقد سيط لحمي في هواكم و في دمي

و ما قل مني في عدوكم القلا



عليكم سلام الله يا خير من مشي

و يا خير من لبي و طاف و هللا



فما ارتضي الا كموالي ساده

و ما سواكم فالبراءه و الخلا